رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

1519

التشكيلية فاطمة النعيمي لـ الشرق: الفن القطري يتمتع بالحضور في الملتقيات الدولية

16 أغسطس 2020 , 07:00ص
alsharq
حوار: سمية تيشة:

أوضحت الفنانة التشكيلية فاطمة النعيمي، أن الدولة تسعى جاهدة للارتقاء بالمشهدين الثقافي والفني على حد سواء، من خلال دعم الفنانين والطاقات والمواهب الفنية، وإتاحة الفرصة أمامهم لعرض أعمالهم وإبداعاتهم الفنية، لافتة إلى أن هناك مؤسسات في الدولة تحمل على عاتقها دعم الفنانين وتشجيعهم لمواصلة مشوارهم الفني بمختلف تخصصاتهم الفنية.

وأكدت النعيمي في حوار خاص لـ الشرق أنها تتناول في أعمالها الفنية عدة مفاهيم، إذ يلفت انتباهها مفهوم النتيجة في الصورة للمشهد اليومي وأثرها في حياة الفرد، لافتة إلى أن تجربة مشاركتها في النسخة الثالثة من برنامج "الإقامة الفنية" كانت مثرية ومحفزة ساعدتها على تطوير أدواتها الفنية، والإطلاع على التجارب المختلفة، فضلا عن اكتسابها المزيد من المهارات والخبرات الفنية.

وأشارت النعيمي إلى أنها أقامت ثلاثة معارض شخصية، وحظيت جميعها بإقبال كبير من قبل الزوار والمهتمين بالحركة الفنية والثقافية في الدولة، وأنها تحب المشاركة في المعارض الجماعية لكونها توفر مساحة للنقاشات المثرية والمقارنات الملهمة وتبادل وجهات النظر المختلفة، موضحة أن خلال فترة الحجر المنزلي بسبب انتشار وباء كورونا المستجد استطاعت أن تنجز عدداً من الأعمال الفنية، فيما تطمح دائما وأبدا إلى الانتشار على نطاق أوسع، وأن يبقى لأعمالها الفنية أثر لا يمحى.

* بدايتكِ مع الفن التشكيلي؟ وكيف اكتشفتِ موهبة الرسم لديكِ؟

** أعشق الرسم منذ الطفولة، وكانت تلفتني الألوان واللوحات الفنية، ولكن زاد شغفي بهذا الفن في المرحلة الثانوية مع مدرسة التربية الفنية بالمدرسة، فكانت الانطلاقة الحقيقية نحو هذا العالم، حيث ساهمت هذه المرحلة في اكتشاف مهاراتي وقدراتي في الرسم، لألتحق فيما بعد بالمرسم الحر الذي من خلاله استطعت أن أطور قدراتي ومهاراتي الفنية وأن أقتحم هذا العالم بشغف وحب.

* تسعين من خلال أعمالك الفنية للبحث عن المعاني المرتبطة بالشكل؟

** أبحث من خلال أعمالي الفنية في كل مرة عن معنى جديد، بحيث يكون له ارتباط بالشكل الموجود بالعمل الفني، حيث إنني أسعى دائما إلى تقديم عمل فني مختلف، حتى لا أكرر نفسي في كل عمل، وهنا يأتي دور الفنان في أهمية وعيه حول ذلك، والبحث عن المعاني الجديدة والتي تكون مرتبطة بالشكل.

بساطة وجمال

* تستخدمين عدة أساليب ووسائط معاصرة كفن الفيديو آرت والأعمال التركيبية لتوصيل أفكارك؟

** أنا أرى أن "الفكرة" هي التي تفرض علي نوع الوسيط أو الطريقة التي تعبر عنها بها، ويأتي ذلك من خلال البحث والدراسة للفكرة أكثر واختيار طريقة عملها، ويمكن القول إن الأفكار لا تخلق عبثا، بل هناك محفزات تسهم في خروج هذه الأفكار والتي عادة ما تكون أفكارا ملهمة تستحق الوقوف عليها وترجمتها.

* المشاهد لأعمالك الفنية يجد شغفك بإظهار البساطة والجمال الفني والمعاني المختلفة لما يحدث حولنا في الحياة.. حدثينا عن ذلك؟

** اختياري يكون لمعان بسيطة حولنا مثل الذكريات أو النتيجة والتي ترتبط بالذكريات، لذا أشعر دائما أن هذه المعاني قريبه للمتلقي، وقد تناولت في أعمالي الفنية عدة مفاهيم، فكان يلفت انتباهي مفهوم النتيجة في الصورة للمشهد اليومي وأثرها في حياتنا، لذلك قدّمتُ مجموعة أعمال جمعت فيها بين نتائج خارجة عن السيطرة ونتائج متوقعة تم دمجها في عمل واحد لإظهار المقارنة بينها، وتكمن أهمية ذلك بالنسبة لي لما له من علاقة بمواقف مشابهة في حياتنا اليومية تصبح خارجة عن السيطرة، وليست لنا قدرة على التحكّم بنتائجها.

تجربة غنية

* شاركتِ في النسخة الثالثة لبرنامج "الإقامة الفنية".. ماذا أضافت لكِ هذه التجربة؟

** مشاركتي في النسخة الثالثة لبرنامج الإقامة الفنية الذي تنظمه متاحف قطر سنويا، أضافت لي الكثير لما في ذلك من احتكاك وتقارب مع زملائي الفنانين وتبادل الآراء والمناقشات الفنية، كذلك الحوارات التي تطرح من القيمين بالبرنامج كانت مصدرا لإثراء أفكارنا وفتحت عوالم أخرى لنا، في حين أن الجو العام والبيئة المناسبة وتوفر استوديو خاص لكل مشارك ساعدت كثيرا في زيادة إنتاج الفنان لأعماله، في الحقيقة كانت تجربة مثرية ومحفزة وملهمة ساعدتنا جدا على تطوير أدواتنا الفنية، والاطلاع على التجارب المختلفة، فضلا عن ذلك ساهم البرنامج في الانفتاح على العالم الخارجي والوصول بأعمالنا الفنية إلى المعارض العالمية، فالكثير من هذه الأعمال حظيت بإشادة كبيرة، لذا أدعو جميع الفنانين الشباب للالتحاق بالبرنامج والاستفادة من الإمكانيات المتاحة.

* شاركتِ في العديد من المعارض الفنية، حديثنا عن هذه المشاركات، وماذا عن معارضكِ الشخصية؟

** أحب أن أخوض التجارب لذا فأنا حريصة جدا على المشاركة في المعارض الفنية سواء كانت بداخل قطر أو خارجها، ولله الحمد شاركتُ في عدة معارض محلية ودولية جماعية، فهذه المشاركات هي بمثابة فرصة لعرض أعمالي الفنية والإطلاع على تجارب الآخرين وأعمالهم الفنية، فضلا عن الاستفادة من خبراتهم في هذا المجال، كما أنني أقمتُ ثلاثة معارض شخصية، وحظيت جميعها بإقبال كبير من قبل الزوار والمهتمين بالحركة الفنية والثقافية في الدولة.

* أيهما تفضلين المعارض الجماعية أم الشخصية؟ ولماذا؟

** كل معرض وله أهمية وقيمة جمالية وأرى أنهما يكملان بعضهما بعضا، فالمعرض الجماعي يعطي مساحة للنقاشات المثرية والمقارنات الملهمة وطرح وجهات النظر المختلفة، فضلا عن ذلك يتيح فرصة للاطلاع على تجارب الآخرين كما ذكرتُ سابقا، بينما المعرض الشخصي يوفر مساحة للفنان لعرض أعماله الفنية، وطرح أفكاره ومناقشته مع الجمهور مباشرة.

إبداع وإلهام

* جهودك خلال فترة الحجر المنزلي، فكم لوحة أنجزتها خلال هذه الفترة؟

** فترة الحجر المنزلي التي عشناها بسبب انتشار وباء كورونا المستجد، كانت فترة تأمل بالنسبة لي في تجاربي الفنية، حيث أنجزتُ خلال هذه الفترة أكثر من تجربة ولوحة فنية، فالفنان يحتاج إلى العزلة بين حين وآخر حتى يبدع أكثر، لذا كانت فترة الحجر المنزلي فترة صفاء وإعادة بناء الأفكار.

* كيف تجدين دعم الدولة للفنانين والمواهب الفنية؟

** هناك دعم كبير من قبل الدولة للارتقاء بالمشهدين الفني والثقافي على حد سواء، وهناك دعم كبير من قبل مختلف مؤسسات الدولة للفنانين والطاقات الفنية الشبابية، من خلال توفير فرص لعرض أعمالهم وإبداعاتهم الفنية، أو من خلال المشاركات والمعارض والمسابقات الفنية، ومؤخرا حظيت بشرف المشاركة في مزاد الفن المعاصر والحديث الذي تم تنظيمه من قبل دار الباهي للمزادات، بهدف دعم الفنانين القطريين الشباب ودعم أعمالهم الفنية وطاقاتهم الإبداعية اللامتناهية، إلا أن الجهد الأكبر يبقى على الفنان للاجتهاد أكثر.

* ختاماً.. إلى ماذا تطمح الفنانة فاطمة النعيمي؟

** لا يمكن لأي إنسان أن يستمر في الحياة بلا طموح، وطموح الفنان كما يقال: "طموح لا ينتهي كالأفق اللا منتهى"، فأنا أطمح إلى الانتشار أكثر، وأن يكون لأعمالي الفنية أثر كبير، لذا فأنا أسعى دائما إلى التجديد والتطوير والبحث عن المعاني وترجمتها في العمل الفني، وهنا أود أن أوجه نصيحة لكافة الفنانين الشباب، بالاستمرار وعدم التوقف، والسعي نحو تقديم أفكار ملهمة مبدعة، فالمتلقي يبحث عما يأسره.

مساحة إعلانية