تقارير وحوارات

4093

ألعاب الفيديو والموبايل.. تسبب الإدمان وعزلة الأبناء عن مجتمعهم

* غالبية الأطفال يقضون ساعات طويلة في عوالم افتراضية

* د. شلتوت: بعض الشركات تدس السم في العسل بإطلاق ألعاب منافية للعقيدة والهوية

* الألعاب بحد ذاتها ليست خطيرة وإنما هي سلاح ذو حدين

* الداعية الشيباني: منع الأطفال من ألعاب الفيديو وتكنولوجيا العصر حل سلبي

* كريمة طه: التمادي في اللعب يصيب الطفل بالانطوائية والعزلة

* يتوجب على المدارس إتاحة بدائل في شكل أنشطة وفعاليات

وحش يدمر الصحة ويقتل الوقت هو قابع في كل بيت على مرأى ومسمع من جميع الآباء والأمهات ألا وهو ألعاب الفيديو والموبايل. حيث أصبحت هذه الالعاب مؤخراً بمثابة إدمان لكثير من الشباب، لدرجة ان الواحد منهم قد يقضي أربع ساعات يومياً أو أكثر على جهاز ألعاب الفيديو بهدف التحدي، حب الاستطلاع، التخيل والتصور وغيرها من عناصر الاثارة والتشويق والجذب.

هنا يكمن منبع الخطر، إذ أن المكوث لأوقات طويلة أمام هذه الألعاب يدمر الصحة ويضعف النظر ويتلف الأعصاب. عدا ان خطر ألعاب الفيديو يكون اكبر على الأطفال حيث تلعب ألعاب الفيديو دوراً كبيراً في تشكيل شخصية الطفل فيصبح ميالاً للعنف ويكون تفكيره دموياً وتكون فكرة القتل والتدمير مسيطرة على عقله وأفكاره فتجد الطفل عنيفاً هائجاً في معظم الوقت.

وعلى الجانب الآخر اذا مارس الاطفال والشباب ألعاب الفيديو بحكمة وفي اوقات محددة ومتباعدة قد تكون منافعها اكثر من مساوئها فإن هذه الألعاب تطلق العنان لخيال الشباب، ففي ألعاب الفيديو يكون اللاعب هو المسيطر والمتحكم في جميع الامور وهذا ما يعطي اللاعب الاحساس بالقوة والسيطرة فهو المتحكم الوحيد في مجريات الامور.

إدمان الألعاب

بداية قال دكتور طاهر عز الدين شلتوت، استشاري أول بالطب النفسي ومدير مجمع الصفاء الطبي، إن ألعاب الفيديو أصبحت أقرب إلى الادمان منها إلى العادة لدى جميع الشباب والاطفال وهذا لا يخفي ان هذه الالعاب لها ايجابيات وسلبيات فمن ايجابياتها ان الشباب يجدون المتعة واللذة في قضاء اوقات فراغهم في اللعب. وعلى الجانب الآخر، من سلبياتها انها تستنزف الوقت، فبعض الشباب يقضون اليوم بأكمله على هذه الألعاب متناسين كل من حولهم من عائلة وأصدقاء وبذلك تكون ألعاب الفيديو نجحت في محو التواصل الاسري والاجتماعي لدى هؤلاء الشباب.

وأضاف د. شلتوت انه من أهم الأشياء التي يجب أن نلاحظها هي نوع هذه الألعاب، لأنه لوحظ أن بعض الشركات تدس السم في العسل حيث تطلق بعض الألعاب لتأثر قصداً على بعض المعتقدات العربية وبعض القيم الاسلامية لدى الشباب المستخدمين، إضافة لذلك انه يتم التسويق والترويج للمجتمع الغربي على نطاق واسع ومن هنا يأتي تأثر الشباب الواضح بالثقافة الغربية حيث إن معظم الألعاب يحتوي مضمونها على القتل بمختلف صوره واشكاله لمجرد التسلية والمرح وأيضاً القيادة المندفعة والمتهورة وغيرها من الأفكار غير المناسبة لمجتمعاتنا.

سلاح ذو حدين

ويؤكد د. شلتوت أن فكره الألعاب بحد ذاتها ليست خطيرة وإنما هي سلاح ذو حدين. إذا مارس الشباب هذه الألعاب لوقت محدد بهدف اللهو الحميد وتفريغ طاقاتهم قد تؤول إلى هواية مفيدة، أما اذا أطلقنا العنان للشهوات والرغبات والانسياق خلف الغرب قد تكون العواقب وخيمة.

ونفى د. شلتوت كل ما يقال عن تأثير ألعاب الفيديو على العقل وأكد أنه لايوجد من البحوث العلمية ما يثبت أن ألعاب الفيديو تؤثر على العقل، ولكنها على الجانب الآخر تحد من نشاط الأطفال وتطفئ حيويتهم وتصيبهم بما يسمى "إدمان الكومبيوتر" حيث إن معظم الأطفال يفضلون قضاء يومهم بأكمله منكبين على شاشات الأجهزة والألعاب على أن يلهوا بنشاط ويفعلوا ما تمليه عليهم أعمارهم حيث لا يقبل اياً من الاطفال على هواياتهم الأخرى ولا يتواصلون مع كل من حولهم مما يصيبهم بالانطوائية والوحدة.

لأن الطفل يكون قد خلق لنفسه عالماً افتراضياً خاصاً به وحده ويصبح من الصعب على من حوله مشاركته إياه أو حتى فهمه وتقبله وبذلك يشعر الطفل أنه منبوذ من عائلته ولا أحد يستطيع فهمه ومشاركته ما يفكر ويشعر به.

اغتيال البراءة

وأيد د. شلتوت بشدة مقولة ان "ألعاب الفيديو تغتال براءة الأطفال" لأن الأطفال يتعاملون بتشرب وانتقال الخبرات واحتياجهم إلى قدوة ومثل أعلى دائماً نصب أعينهم وهذه غالباً ما تكون مسؤولية الاهل والمدارس. وأضاف انه يجب أن تكون هناك موازنة فإن الأهل عندما يتركون أطفالهم أمام ألعاب صنعتها شركات تهدف إلى السيطرة على عقولهم يجب أن يكون هؤلاء الأطفال مسلحين بقوة الإيمان والقيم والأخلاق ليواجهوا أي معتقد خاطئ أو اي قيمة مغلوطة في هذه الألعاب وليطوعوها بحيث تصبح وسيلة للمرح واللهو ليس إلا مؤكدا ان كل هذا يقع على عاتق البيت والمدرسة وبذلك نتجنب الاخفاق في حقوق اطفالنا.

وأشار إلى ان الخوف من ألعاب الفيديو يكون من الانطوائية والانعزال التي تأتي كآثار جانبية. ولذلك نصح أن تمارس هذه الهواية في اطار جماعي أي يفضل ان يلعب الطفل أو الشاب وسط مجموعة من الاصدقاء، فهكذا لا يفقد الصحبة والنظر إلى من حوله ولا يفقد ارتباطه بالحياة الواقعية منوها إلى ضرورة عدم الضغط على الابناء بالمنع المطلق ويدعوهم يمارسون هذه الألعاب ولكن بحذر وبمراقبة وأن يتركوهم يستفيدوا من الأشياء التي تعود بالنفع ويتجنبوا الضرر بأنفسهم فهذا يعطيهم ثقة بأنفسهم واحساسا بالمسؤولية.

القيمة الدينية

ومن جانبه أكد الداعية الشيخ يوسف الشيباني ان المسؤولية كاملة تقع على عاتق الوالدين في متابعة ابنائهم وأرجع إدمان الأطفال والشباب على ألعاب الفيديو والموبايل إلى إهمال الوالدين حيث قال مستدلاُ بقول الرسول صلى الله عليه وسلم "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"..

وأوضح أنه يجب على الوالدين توجيه ابنائهم وان يضعوهم على الطريق المستقيم حيث إن معظم الاطفال لا يدركون ما يفعلونه ولا يقيمون النتائج المترتبة على تصرفاتهم جراء ذلك وعليه فإن الآباء مسؤولون عن التقييم والتصحيح وذلك بوضع بدائل مفيدة لهم ولأطفالهم في حدود الإمكانيات المتاحة مثل السفر والتنزه في العطلات فهذه البدائل تتيح الفرصة للاباء والامهات قضاء اكبر وقت ممكن مع أطفالهم. فالكثير من أولياء الأمور ليس لديهم متسع من الوقت لأولادهم ولا يتسنى لهم التفرغ لهم إلا نادراً وهذا ما يخلق فجوة بين الآباء والأبناء بمختلف الأعمار.

كل ممنوع مرغوب

وأكد الشيباني ان منع الاطفال من ألعاب الفيديو وتكنولوجيا العصر حل سلبي قد يؤدي إلى نتائج ضارة لأن كل ممنوع مرغوب وهذا هو زمن التكنولوجيا والالكترونيات فليس من المنطقي عصب أعين الأطفال عن ما يدور حولهم من حداثة وتكنولوجيا.

وأضاف أنه يجب على الوالدين مراعاة الألعاب وأنواعها لأن بعض الألعاب يتمحور مضمونها حول العنف بكل أنواعه وهذا ما يؤثر سلباً على الأبناء وبشهادة من الآباء حيث شكى أحد الآباء ابنه ذات مرة لأنه رفع السكين على شقيقته وهو طفل لم يتجاوز السبعة أعوام. وأكد الشيخ انه يجب على الآباء ان يلتفتوا بجدية لمثل هذه المواضيع وأن يوجدوا لها حلولاً ايجابية حيث إنه يجب على كل أب ان يخرج ابنه من جو العزلة كأن يصطحبه إلى المجالس ويواظب على اصطحابه للصلوات أيضا يجب عليهم شغل أوقات الفراغ لدى الأبناء فالفراغ قاتل. أما اذا استسلم الآباء لرغبات أبنائهم فما عليهم سوى أن يحصدوا ما جنته أيديهم.

ووجه الشيباني رساله للأبناء من مختلف الاعمار بمخافة الله جل جلاله والسعي لرضا الله وطاعة الوالدين وأن يتمسكوا بصديق صالح فهو من سيقودهم لطريق الصواب في هذا الزمان. وعلى الآباء المواظبة على الدعاء لأبنائهم بصلاح الحال.

الإسلام أباح الترفيه

وفيما يتعلق بالحكم الشرعي لجميع ألعاب الفيديو فقد أكد جميع الشيوخ بموقع إسلام ويب بأن هذه الألعاب إنْ اقترنت بمحرم من قمار أو رهانات أو صور خليعة أو صور نساء ـ وهذا إذا كان اللاعب من غير النساء — أو موسيقى أو نشر محرمات أو عقائد فاسدة أو دعوة إلى رذيلة؛ حرم اقتناؤها واللعب بها، أما إذا جردت من هذه المحرمات وما في معناها؛ فلا بأس باللعب بها لكن بشرط ألا يؤدي ذلك اللعب إلى التفريط في الواجبات. وأكدوا أن الإسلام قد أباح الترفيه والترويح عن النفس، إذا كان مضبوطاً بضوابط الشرع، ولا يلهي عن الصلاة ولا غيرها من الواجبات.

وعلى الصعيد التربوي والاكاديمي، قالت كريمة طه علي مدرسة بمدرسة خديجه الابتدائية، إن ألعاب الفيديو والموبايل قد تعود بفائدة على الابناء اذا بني اختيارها على دراسة من قبل مختصين، فتصنيف الاعمار لهذه الالعاب مهم جداً والاختيارات العشوائية للألعاب مضر للأطفال، فالطفل كالصلصال كل ما حوله يؤثر في تشكيله وتشكيل شخصيته، وبما ان معظم الاطفال يقضون معظم اوقاتهم امام هذه الالعاب فقد يؤثر ذلك سلباً على تكوين شخصياتهم.

المدرسة تنمي المهارات

وأضافت بأن المدرسة لها دور كبير في هذه المسألة، حيث يجب على المدرسة تنمية مهارات مختلفة لدى الطفل مثل القراءة، الرياضة والفن. فبذلك تساعد المدرسة الطفل في تبني هواية بناءة يقضي معها الطفل أوقات فراغه ويبتعد بإرادته عن التمادي في قضاء كل وقته أمام ألعاب الفيديو. وأضافت بأن معظم علماء التربية والاجتماع أكدوا بأن هذه الالعاب تؤثر سلباً على الاعصاب ومستوى التركيز لدى الطلاب ويؤدي ذلك إلى ضعف مستوى الطالب الأكاديمي. كما ان التمادي في اللعب يصيب الطفل بالانطوائية والانعزال مما يفقد الطالب مهارات التعامل مع الآخرين. وأكدت انه يجب على كل مدرسة ان تفتح امام الطلاب أبوابا لبدائل مختلفة مثل إشراكهم في انشطة وفعاليات مختلفة.

وأكدت الأستاذة كريمة بأنه يجب على الآباء مشاركة اهتمامات أبنائهم ويا حبذا إذا شاركوهم اللعب بهذه الألعاب فهذا يعطي الطفل شعوراً بأهميته عند والديه وحبهم له ومن الجانب الآخر تتيح للآباء الفرصة بفرز محتوى الالعاب والاطلاع على ما يثير اهتمام أبنائهم إلى هذا الحد. وحثت على أهميه تقسيم الطلاب لأوقاتهم بين الدراسة والنشاطات واللعب فهذا هو اول طريق النجاح في الحياة العلمية والعملية.

اقرأ المزيد

مشاريع الطاقة الشمسية في قطر.. طاقة خضراء في أعماق الصحراء

في ظل العديد من التحديات العالمية المتصلة بالتغيرات المناخية، يبقى البحث عن مصادر جديدة لطاقة نظيفة ومستدامة مسعى... اقرأ المزيد

236

| 28 يوليو 2025

منها البطارية والزيت.. 6 نصائح ذهبية للحفاظ على سلامة سيارتك في فصل الصيف

مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف بشكل متزايد، تتعرض السيارات لضغوط تضاعف من خطر تعطلها، مما يتطلب... اقرأ المزيد

2822

| 06 يوليو 2025

للمسافرين.. تعرف على الوقت المناسب لحجز أرخص تذاكر الطيران

مع بدء موسم إجازات المدارس والسفر لقضاء العطلات الصيفية يزداد البحث عن أرخص تذاكر الطيران لتقليل التكلفة خاصة... اقرأ المزيد

6102

| 05 يوليو 2025