رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

486

السفير ديميروك: العلاقات بين قطر وتركيا ممتازة وراسخة

16 أغسطس 2015 , 02:04ص
alsharq
يـارا أبو شعر

بيان الجامعة العربية لم يتم التشاور حوله.. ونقدّر تضامن قطر ودعمها

تحقيق الأمن والسلام إقليمياً ودولياً في مقدّمة أولويات سياساتنا

حرب تركيا ضدّ الإرهاب ذات جبهات متعدّدة الخلفيات والأيديولوجيات

أنقرة تطالب بتعزيز التعاون الدولي ضدّ الإرهاب

توقفنا عن محاربة داعش بطلبٍ من واشنطن لِـ"تنسيق الأهداف"

الدفاع عن النفس حقٌّ مشروعٌ يكفله القانون الدولي

العمليات العسكرية التركية لا تستهدف ذوي الأصول الكردية بل قواعد مقاتلي الـ"العمال الكردستاني"

محاولات كثيرة هَدفتْ إلى شحن الرأي العام ضد جهود تركيا لِحفظ أمنها

"الكردستاني" خرق عملية السلام بهجماته ولا مفاوضات قبل سحبِه مقاتليه من تركيا

قتال الـPKK لمنظمة إرهابية أخرى لا يُجرّده من طبيعته الإرهابية

نبذل ما في وسعنا لِضبطِ الحدود التركية ومنعِ تسلّل المقاتلين الأجانب

أعرب سعادة السفير التركي بالدوحة، أحمد ديميروك عن تقدير بلاده لموقف دولة قطر الداعم لِما تتخذه تركيا من تدابير لحمايةِ حدودها وحفظِ أمنها واستقرارها، قائلاً إنّ قطر وتركيا تتمتعان بعلاقات ممتازة بُنيتْ على مواقف راسخة.

ونوّه السفير بالموقف القطري تجاه بيان الجامعة العربية الذي لم يتم التشاور حوله، مؤكّداً أنّ الدفاع عن النفس حقٌّ مشروعٌ يكفله القانون الدولي.

وقال ديميروك إنّ "حرب تركيا ضدّ الإرهاب حربٌ ذات جبهات معدّدة تواجه فيها أعداء من مختلف الخلفيات والأيديولوجيات"، لافتاً إلى أنّ بلاده لا تعمل بمفردها بل بالتنسيق مع دول الجوار والدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي.

وأضاف: "تركيا كانت دائماً ولازالت بلداً يُحارب الإرهاب، ويضع تحقيقَ الأمن والسلام الإقليمي والدولي في مقدّمة أولوياته. إنّ حرب تركيا ضدّ الإرهاب -على هذا النطاق الواسع وفي ظلّ ظروف إقليمية هشّة- إنّما يُبرز عزمَها على استئصاله. وهذه المساعي التركية ينبغي أن يُصاحبها تضامنٌ وتعاونٌ دولي. وتتوقّع تركيا من حلفائها وشركائها وأصدقائها أنْ يواصلوا دعمهم وتضامنهم".

وأشار السفير ديميروك إلى أنّ تركيا شهِدت محاولات عدّة "تهدف إلى توجيه الرأي العام وشحنه ضد الجهود التركية في محاربة الإرهاب بكلّ أشكاله"، مؤكّداً أنّ بلاده ستواصل اتخاذ القرارات والإجراءات اللازمة بما يتوافق مع التزاماتها والقانون الدولي.

وحول البيان الصادر من الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية والذي عبّر فيه عن استنكار الجامعة العربية القصفَ التركي على مناطق بشمال العراق، قال ديميروك: "إنّ هذا البيان لم يتم التشاور حوله مع الدول الأعضاء في الجامعة العربية. ونُقدّر ردّ فعل قطر تجاه البيان وتضامنها ودعمها لِما تتخذه تركيا من تدابير لحماية حدودها وحفظ أمنها واستقرارها".

وفي صَدد التطوّر الذي شهدته الأسابيع القليلة الماضية بإعلان تركيا موافقتها على السماح للطائرات الأمريكية التي تستهدف تنظيم "داعش" باستخدام المطارات التركية، وقيام الطائرات والمدافع التركية بقصف مواقع التنظيم في سوريا ومعسكرات "حزب العمال الكردستاني PKK" في العراق، أوضح دميروك: "أطلقت تركيا عمليات ضد داعش وPKK في الداخل وعلى الحدود، واعتقلت العديدَ من عناصر هذين التنظيمين وقامت بالإجراءات القانونية اللازمة. كما استهدفت تركيا شبكات تسهيل عبور مقاتلين من أراضيها، واستهدفت مجندين وعناصر من داعش وخلايا عنف لإحباط أية محاولات محتملة. وفي إطار العمليات التي استهدفت داعش، تمّ احتجاز 600 شخص واعتقال 100 آخرين. ومجموع من تمّ احتجازهم خلال العمليات الأخيرة للاشتباه بارتباطهم بداعش قد تجاوز 130 شخصاً، من بينهم اثنان اشتُبه بكونهم انتحاريّين".

تنسيق تركي أمريكي

ورداً على سؤالٍ لـ"الشرق" حول الانتقادات التي وجّهت لتركيا عن أنّها منذ إعلانها المشاركة في الغارات الجوية التي يشنّها التحالف الدولي، ركّزت الضربات العسكرية التركية على مقاتلي الـ"PKK" أكثر من تركيزها على تنظيم "داعش"، قال سعادة السفير ديميروك: "هكذا تبدو الصورة حالياً.. لكنْ منذ البداية كان هناك اتفاق بين واشنطن وأنقرة على (تنسيق الأهداف) وقد توقفنا عن محاربة داعش بطلبٍ من الولايات المتحدة. إنّ تركيا عضو في التحالف الدولي وقد شاركت بالدعم اللوجستي والاستخباراتي، ثمّ بدأت بالمشاركة في العمليات العسكرية ضد داعش في سوريا والعراق".

السفير التركي بالدوحة أحمد ديميروك.. تصوير: أيوب عبدالله

وقال: "تركيا كانت منخرطة بقتال مع الـPKK منذ سنة 1890، ثمّ بدأنا عملية السلام لكنّه خرقها بما ارتكبه من أعمال قتل وهجمات، ولم يعد بإمكاننا تحمّل الوضع أكثر من ذلك".

إرهاب ضد إرهاب

وإجابةً على سؤالٍ لـ"الشرق" عن سبب مجيء مثل هكذا قرار في ظلّ اعتماد الولايات المتحدة في مواجهة التنظيم على شركاء على الأرض مثل القوات الكردية في سوريا، أوضح ديميروك: "لا يُمكن تجريد منظمةٍ إرهابيّةٍ من طبيعتها الإرهابية فقط لكونها تُقاتل منظمةً إرهابية أخرى. والحملات الدعائية التي يُطلقها الـPKK -والتي لا تستند إلى أسس صحيحة- يجب ألا تنجح في تضليل الرأي العام".

ولفت إلى أنّ "العمليات العسكرية التركية لا تستهدف من هم من أصول كردية، بل هي تستهدف مخيمات وقواعد مقاتلي PKK"، مضيفاً: "ستُواصل تركيا عملياتها ضد إرهابيي PKK إلى أنْ توقفَ هذه المنظمة الإرهابية هجماتها في تركيا وتسحبَ جميع إرهابييها من الأراضي التركية. وقد أعلنت جميع الدول من بينها قطر ودول حلف الناتو موقفها الداعم لِما تتخذه تركيا من تدابير لحماية حدودها وحفظ أمنها واستقرارها، فالدفاع عن النفس حقٌّ مشروعٌ يكفله القانون الدولي".

مفاوضات.. بشروط

وأكّد السفير التركي أنّ بلاده ترى استهداف مقاتلي الـ"PKK" واجباً لما يُمثله من تهديدٍ لأمن وسلامة المواطنين الأتراك، حيث قال: "يُشكّل الـPKK تهديداً للأمن التركي، إذ إنّه نفّذ خلال العام الجاري فحسب نحو 2173 هجوماً إرهابياً تضمّن 25 عملية حرق منازل ومحلات تجارية، و15 عملية قتل، و35 اختطاف، و37 محاولة قطع طرق، و305 استخدام لمواد متفجرة، و35 تهديدا بالسلاح، 70 عملية حرق مركبات"، مُضيفاً: "وبسبب (عملية السلام) التي كانت قد بدأت مع PKK، أبدت تركيا موقفاً يُعبّر عن صبرها في التعامل معه لكنّه تخلّى عن عملية السلام بتفيذه لتلك الهجمات.. وبذلك، أصبح استهداف مقاتلي PKK واجباً للحفاظ على الأمن العام وضمان الحقوق الأساسية وحرية وسلامة المواطنين الأتراك".

وحول شروط تركيا لاستئناف "عملية السلام" بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني.. بيّن ديميروك: "نحتاج إلى عملية السلام ونحن حريصون على تأمين المعيشة الكريمة للجميع دون تفرقة بسبب العرق أو غيره، لكن لنْ تستأنف المفاوضات مع حزب العمال الكردستاني ما لم يُلق مُقاتلوه أسلحتهم".

السفير التركي بالدوحة أحمد ديميروك يجيب على أسئلة الصحفيين.. تصوير: أيوب عبدالله

ورداً على سؤال لـ"الشرق" عما إذا كان لنتيجة الانتخابات الأخيرة أي تأثير على قرار تركيا شنّ ضربات على أهداف لِـPKK، وما يُقال عن أنّ للقرار دوافع سياسية محلّية، اكتفى السفير ديميروك بالردّ قائلاً: "إنّني دبلوماسي، ولن أجاوب على الأسئلة التتي تتعلّق بالقضايا السياسية".

ونفى ديميروك في إجابته على سؤالٍ لـ"الشرق" صحّةَ الحديث عن أنّ ما دفع تركيا إلى الانخراط في الحرب على تنظيم "داعش" كان قلقها من التقدّم الذي أحرزته "وحدات حماية الشعبYPG" في الأراضي السورية، وتخوّفها من مساعي الأكراد إقامة دولة مستقلة في سوريا، قائلاً: "هذا غير صحيح، فالمفاوضات جارية منذ وقتٍ طويل. ونحن نعرف المنطقة جيداً وبإمكاننا التعامل مع جميع التطورات الحاصلة فيها. لا مشكلة لدينا مع وحدات حماية الشعب لأنّ قائدهم زار تركيا مرات عدّة ونحن على تواصلٍ معهم.. ولكن علينا أنْ نأخذ بالحسبان كلّ تطوّرٍ ومخاطرة تحصل في المنطقة".

وأوضح السفير سببَ استخدامه للتسمية "داعش" خلال حديثه للصحفيين، قائلاً: "داعش تنظيمٌ إرهابي يتبع قراءة خاطئة للإسلام ويحاول أن يُضلّ الشباب بمفهومه الخاطئ عن الجهاد".

بيئة مواتية للإرهاب

ورأى ديميروك أنّ حالة عدم الاستقرار التي يشهدها محيط تركيا الإقليمي -وتحديداً في العراق وسوريا- خلق بيئةً مناسبةً لظهور الإرهاب والمجموعات المتطرفة، لافتاً إلى أنّ تبعات هذه الأزمة جادّة وعبئها ثقيل على الدول المجاورة. وأوضحَ: "يوجد في تركيا حالياً مليونا لاجئ سوري، وقد أنفقت الحكومة التركية أكثر من 5 مليارات دولار لِتأمين معيشة كريمة للسوريين في تركيا".

وقال ديميروك إنّ "المنظمات الإرهابية في سوريا والعراق تشكل تهديداً لتركيا، وخاصةً داعش والـ(PKK)"، مُشيراً إلى أنّ أنقرة شنّت غارات جوية على تنظيم "داعش" في سوريا بعد الهجوم الذي نفذه التنظيم في مدينة "سروج" التركية وأسفر عن مقتل 32 شخصاً وجرح 104 آخرين، والتفجير الذي شهدته مدينة "ديار بكر" بعد اجتماع "حزب الشعوب الديمقراطية HDP".

ونبّه السفير ديميروك إلى أنّه "بالتزامن مع تصدّي تركيا لِداعش، زاد الـPKK هجماته الإرهابية، حيث قام في 22 من يوليو- أي بعد يومين من هجوم سروج- بقتلِ شرطيين تركيين في منزلهما بينما كانا نائمَين"، مُضيفاً: "وجبهة حزب التحرير الشعبي الثوري (DHKP-C) منظمة إرهابية أخرى لحقت بالركب وزادت من نشاطاتها".

ازدواجية المعايير

وفي إجابته على سؤال لـ"الشرق" بشأن جهود تركيا الرامية إلى ضبطِ حدودها ومنعِ تسلّل المقاتلين الأجانب إلى داخل الأراضي السورية للقتال في صفوف تنظيم "داعش"، قال السفير ديميروك: "تبذل تركيا كلّ ما في وسعها، لكنّ هذه المسؤولية لا تقع على عاتقها فحسب. واتهامُ تركيا بأنها لا تقوم بما فيه الكفاية لضبطِ حدودها ومنعِ تسلل المقاتلين الأجانب إنّما هو ازدواجيةٌ في المعايير وجزءٌ من حملة دعائية ضد تركيا.

واستطردَ قائلاً: "على سبيل المثال: إذا سمحت ألمانيا بعبور إرهابيين قادمين من لندن أو برلين ولم تتمكّن من إيقافهم، يتهمون تركيا بأنّها لم توقفهم وتمنعهم من المرور عبر أراضيها! نحن نستضيف 40 مليون سائح سنوياً، ومن غير الممكن أنْ نكتشف ونقرأ في عيون ووجوه البعض كونَهم إرهابيين. لدى كلّ مواطن ألماني وبريطاني الحق في دخول تركيا من خلال الحصول قانونياً على تأشيرة سفر.

كما أنّ الحدود التركية المشتركة مع سوريا والعراق يمتدّ طولها أكثر من 1300 كيلومتر، منها أراضٍ جبلية". وأكّد ديميروك: "تركيا داعمٌ قويٌّ لأمن وازدهار المنطقة. إنّنا نحارب ضد الإرهاب ونتوقّع نفس الموقف والجهود من جميع الدول دون تفرقةٍ بين إرهابيين خيّرين وإرهابيين أشرار!".

وحول آخر المستجدات فيما يتعلّق برغبة تركيا إنشاء منطقة آمنة في الشمال السوري، قال السفير: "يوجد اتفاق مع الولايات المتحدة. إنّ إقامة منطقة آمنة هدفه ضمان أمن اللاجئين السوريين وحمايتهم من دموية الهجمات التي يشنّها النظام".

مساحة إعلانية