رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

5801

الشيخ كريم راجح: بويعت شيخاً لقراء الشام في المسجد الأموي ( 2 - 2 )

16 يونيو 2016 , 04:08م
alsharq
حوار د. نعيم محمد عبد الغني

تلاميذي كثيرون منهم أم زهر زوجتي التي تحفظ القرآن بالقراءات العشر

لست قارئاً فقط وإنما أدرس الفقه والنحو والبلاغة وأهتم بأمور العامة

قبل البداية في الحلقة الثانية صحح الشيخ بعض ما ورد في الحلقة الأولى، حيث قال: اسمي كريم راجح، وأطلق علي محمد تبركا، وأنه ولد بحي الميدان في دمشق، قاعة بئر السوق، أما جده فكان من كفر حور، وأضاف: درست بقاعة الميدان، واسم المطبعة التي كنت أعمل فيها المطبعة الهاشمية للتفسير، وإن أمه بذلت الذهب أجرة لشيخ الكتاب، وليس من أجل تعليمه القرآن وأكد أنهم في الشام يعلمون القرآن حسبة، وعن طريقة حفظه قال كنت أحفظ آية آية ثم أضمها لبعضها، وصحح الخطأ الذي ورد في الحلقة السابقة بأنه لم يعرف حسين ذاكرنه.

هذا تنبيه لا بد منه للأمانة العلمية، لأننا ندون تاريخا وينبغي أن يكون دقيقا، والآن نواصل الحديث الذي انتهينا إليه عند الحديث عن ذوق الشيخ المطبوع، كان يتأمل آيات الله التي حفظها جيدا، ومن هذه الآيات قوله تعالى: "الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله" يقول الشيخ راجح: (أذكر أني قرأت هذه الآيات وعمري لا يتجاوز أربعة عشر عاما، قرأتها وأنا أبكي وأبكي حتى ختمت هذه الآية).

أساتذة الشيخ راجح

أما أساتذة الشيخ راجح فأولهم بعد أمه الشيخ حسين خطاب الذي قرأ عليه القرآن كاملا ونظم الغاية والتقريب، وحفظ عليه ألفية ابن مالك وحفظت عليه بانت سعاد وكتبا كثيرة من الأدب، يقول الشيخ راجح: "أخذني الشيخ حسين خطاب إلى الشيخ حسن حبنكة، ثم انقطعت إلى العلم ولم أعد للعمل، ودرست النحو والفقه والبلاغة والمنطق وتأثرت بالشيخ حسين خطاب الذي انطبع حبه في قلبي وما زلت أحبه وهو أول من فتح عيني على العلم والفهم".

وما بين الحسن والحسين كانت بدايات الشيخ العلمية التي واصلها على أقران الشيخين وتلاميذهما مثل الشيخ خيري ياسين والشيخ حسين ذاكرنة والشيخ نعيم شقير رحمهم الله جميعا.

تلاميذ الشيخ

بدأ الشيخ في مرحلة مبكرة للدرس يقرئ طلابه ويعلمهم، ولا يزال حتى الآن يقرأ عليه الطلاب الذين يرحلون إليه من مختلف البلاد، وهم كثيرون جدا، ومن كثرتهم لا يحفظ الشيخ أسماءهم، يقول الشيخ "من عام 1962 إلى يومنا هذا وأنا أقرئ الناس، الذكور والإناث، ولم أفتر عن الإقراء يوما واحدا، إلا في العطلات الرسمية والدينية أو أصابني عذر المرض أو السفر، وطلابي كثر، والذين قرأوا علي الكتب قليل، ولكن من جملتهم: محمد فهد خاروف، والشيخ عبد الله الصومالي وتوفيق حداد والشيخ محمد شقير والشيخ يوسف فريح ومن جملتهم أيضا زوجتي أم أزهر وكل أولئك جمعوا عليّ الشاطبية والطيبة والدرة أو جمعوا اثنتين من هذه الثلاث".

ولم يكتف الشيخ بإقراء القرآن، بل قرأ كتبا كثيرة في الأدب والعلوم الشرعية واللغوية مثل كتاب البحر المحيط لأبي حيان وكتاب التفسير لأبي السعود.

وعن منزلته بين شيوخ الشام حيث صار شيخا لهم قال الشيخ: " لا أدري كيف صرت شيخا للقراء في الشام، فعندما مات الشيخ حسين خطاب –رحمه الله- الذي كان شيخا للقراء، وكانت جنازته ونعشه في محراب بني أمية، صعد الشيخ عبد الرزاق الحلبي المنبر ليعلن أن الشيخ كريم راجح هو شيخ قراء بلاد الشام بعد وفاة الشيخ حسين خطاب، فهل توافقون أيها الناس على ذلك؟ وكان مسجد بني أمية ممتلئا، فالكل بصوت عال قال نعم نوافق على ذلك، فبايعوني على المشيخة".

تعجب الشيخ من هذا الصنيع إذ لم يكلمه الشيخ قبل ذلك، بل سمعها كما سمعها الناس في مسجد بني أمية، يقول الشيخ: "لا أدري كيف فعل الشيخ ذلك، ومن شاور، وبعدها بيومين ذهبت للشيخ صادق حبنكة شقيق شيخنا الشيخ حسن حبنكة وكان أستاذنا وأنزله من نفسي منزلة الأب، فقلت له شيخنا: إن مشيخة القراء لست أهلا لها فليأخذها الشيخ عبد الرزاق أو الشيخ أبو حسن الكردي، فأنا أذهب لأتنازل عنها لواحد مهما، فقال: يا بني شيء جاء من الله فلا تتركه، فسكت"

كان ذلك ورعا من الشيخ الذي قال "إني لا أصلح إلا لشيء واحد هو أن يغفر الله لي وأن يتوفني مسلما وأن يلحقني بالصالحين"

والشيخ مع كثرة انشغاله لا يمنع نفسه عن الناس فيقول: "أنا مباح لكل قلم يريد أن يكتب أو شاشة تريد أن تأخذ حديثا فأنا لست قارئا فقط، ولكن لي مزايا غير القراءة وأسأل الله تعالى أن يجعلنا من خدام الإسلام فيما تبقى من عمرنا"

بعض ما قاله فيه كبار العلماء

يقول الشيخ أبو بكر الطرابيشي: "هذا الرجل من الله علينا بدمشق به، والآن إذا ذكر العلم فهو عالم، وإذا ذكر الفقه فهو فقيه، وإذا ذكر الحديث فهو محدث، وإذا ذكر الخطيب فهو الخطيب البارع، له سلوك حسن، وأخلاق عالية، واندفاع في أمور العامة، وعفة عن الناس بكل معنى الكلمة".

مساحة إعلانية