رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

721

رئيس وزراء فنلندا لـ الشرق: الوساطة وحل النزاعات أولوية قطرية

16 مايو 2017 , 07:57م
alsharq
أجرى الحوار – أحمد اليومي

منتدى الدوحة الحالي نموذج لدور قطر في دعم الجهود الإنسانية

نتطلع للتعاون مع قطر في حل الصراعات الإقليمية والدولية

الدوحة تشهد تطوراً كبيراً على كافة المستويات

الرحلات المباشرة بين الدوحة وهلسنكي تساهم في تطوير العلاقات

البنية التحتية والتكنولوجيا والطاقة المتجددة والاتصالات أبرز قطاعات الاستثمار

فنلندا استقبلت ما بين 10 و 20 ألف لاجئ سوري

أشاد دولة يوها سيبيلا، رئيس وزراء فنلندا، بمستوى العلاقات الثنائية بين قطر وبلاده، قائلا إنها في تطور مستمر في مختلف المجالات. وأوضح رئيس الوزراء الفنلندي في حوار مع الشرق على هامش مشاركته بمنتدى الدوحة السابع عشر، أن التوسط وحل النزاعات الإقليمية والدولية من أولويات سياسة قطر الخارجية، مبديا رغبة بلاده في التعاون مع الدوحة في هذا المجال.

وأشار سيبيلا إلى أن منتدى الدوحة الحالي يعد نموذجاً لدور قطر في دعم الجهود الإنسانية بمختلف مناطق العالم، مؤكداً أن الدوحة شهدت تطورا كبيرا خلال السنوات الماضية على كافة الأصعدة. وحول أبرز مجالات التعاون والاستثمار بين البلدين قال سيبيلا إن البنية التحتية والتكنولوجيا والطاقة المتجددة والاتصالات من أهم هذه القطاعات، موضحا أن رحلات الطيران المباشرة بين الدوحة وهلسنكي التي تم تيسيرها في أكتوبر الماضي تساهم في تطوير العلاقات بين قطر وفنلندا.. وإلى مزيد من التفاصيل:

دولة السيد يوها سيبيلا .. اسمح لنا في البداية أن نتعرف على تقييمك لمنتدى الدوحة الحادي عشر الذي تشاركون فيه؟

أعتقد أن منتدى الدوحة ناقش قضايا هامة للغاية، لأنها القضايا الخاصة بالتنمية والاستقرار وكذلك اللاجئين أصبحت محل اهتمام عالمي، وليس فقط رؤية إقليمية أو محلية. وعلى هذا الأساس فإن هذا المنتدى يعتبر نموذجاً ومثالاً على دور قطر في جهودها لحل القضايا الإنسانية. إن قضايا اللاجئين وتداعياتها من القضايا الصعبة ومن النقاشات الهامة على جدول أعمال منتدى الدوحة في نسخته السابعة عشرة، هذا بالإضافة إلى أهمية المحاور الأخرى التي تباحثها المشاركون في المنتدى سواء من السياسيين والمسئولين وصناع القرار أو الباحثين والأكاديميين في مجالات التنمية والاستقرار.

في هذا السياق .. كيف ترون دور قطر في التوسط وحل النزاعات الإقليمية والدولية بهدف جلب الاستقرار وإحداث التنمية؟

الدور القطري في حل النزاعات من خلال الوساطة على كافة الأصعدة هو دور جيد ومميز، وهو من أولويات السياسة الخارجية لدولة قطر، مثلما هو الحال بالنسبة للسياسة الخارجية لفنلندا، فمن أهم أولوياتنا تفعيل الوساطة ما بين الدول. وقد لعبت فنلندا دورا مهما وكبيرا في العديد من الأزمات. وبالتالي فإنه يمكن أن نتعاون مع قطر في حل الصراعات الإقليمية والدولية. والحقيقة أن الدوحة حققت تطورات كبيرة على كافة المستويات خلال السنوات الماضية.

علاقات متميزة

بخصوص العلاقات القطرية - الفنلندية .. ما هي أبرز تطوراتها في السنوات الماضية؟

توجد علاقات ثنائية وتعاون مشترك وقنوات حوار بين قطر وفنلندا. وأظن أن العلاقات ما بين قطر وفنلندا ممتازة جدا. ويمكننا في هذا الإطار أن نفعل المزيد من أجل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين وتعزيزها في شتى المجالات، خاصة مجالات التجارة والطاقة المتجددة والتعليم وغيرها من التخصصات والقطاعات التي يمكن أن نتوسع فيها بشكل أكبر.

ما حجم التبادل التجاري بين البلدين؟

في الحقيقة حجم التبادل التجاري بين الدولتين لا يلبي طموحاتنا ، حيث وصل حجم التبادل إلى نحو 60 مليون يورو سنوياً في الوقت الحالي، ورغم وجود إمكانات تسمح بزيادة تعزيز العلاقات بين البلدين. يضاف إلى ذلك أن هناك رحلات طيران مباشرة يتم تسييرها الآن بين الدوحة وهلسنكي منذ أكتوبر عام 2016. وقد ساعدت هذه الرحلات بشكل كبير في تطوير العلاقات بين البلدين منذ أن بدأت، ونحن نأمل أن يساهم ذلك في زيادة تعزيز التعاون بين الشركات في كلا البلدين.

استثمارات واعدة

وماذا بشأن حركة الاستثمارات في قطر وفنلندا؟

هناك خطة لتعزيز الاستثمارات بين البلدين في مجالات عديدة، وخلال زيارتي الحالية للدوحة قمت بإجراء مباحثات مع المسئولين في قطر حول تفعيل الاستثمارات في قطاعات كثيرة مثل البنية التحتية في فنلندا. ولدينا نموذج جيد من هذه البنية التحتية متمثل في المدرسة الفنلندية بقطر، وهي من المدارس المتميزة التي تقدم خدماتها بشكل قوي داخل قطر. كما أن هناك فرصا لتعزيز العلاقات بين قطر وفنلندا في مجالات أخرى، مثل التكنولوجيا النظيفة والطاقة المتجددة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتعليم، وغيرها من المجالات الأخرى. ونحن ننظر بعين الاحترام والتقدير لما حققته قطر من إنجازات وتطورات خلال العشرين عاما الماضية.

قضية اللاجئين

ننتقل إلى قضية اللاجئين المطروحة على جدول أعمال منتدى الدوحة .. ماذا قدمت فنلندا للاجئين السوريين؟

فيما يخص قضية اللاجئين السوريين فإننا في فنلندا قمنا بدمجهم في المجتمع. ومن أولويات الحكومة الفنلندية حاليا العمل على إحلال السلام عبر الحلول السياسية حتى يتمكن اللاجئون السوريون من العودة لبلادهم في أقرب وقت ممكن. وهنا لابد من الإشارة إلى أنه في عام 2015 وصل عدد طالبي اللجوء لنحو 32 ألف لاجئ. ويشكل عدد اللاجئين السوريين منهم ما بين 10 و 20 ألف لاجئ ، وهناك أيضا عدد من اللاجئين العراقيين. كذلك لابد من التنويه إلى أن هذا العدد من اللاجئين مقارنة بعدد السكان في فنلندا الذي لا يتجاوز 4.5 مليون فإنه يشكل أزمة لنا داخل المجتمع الفنلندي.

استجابة ضعيفة

ما تقييمك لاستجابة العالم وتعامله مع مآسي اللاجئين في كل مكان؟

يجب أن يستجيب العالم لمشاكل اللجوء خاصة المتعلقة بالجوانب الإنسانية وما يترتب عليها من احتياجات ضرورية للبقاء. ولكن للأسف هناك الكثير من الدول لم تتعامل مع هذه القضية بطريقة تفاعلية وعليها تغيير طريقة تفكيرها إزاءها. وفي هذا الإطار أيضا يجب دراسة أسباب الهجرة واللجوء بشكل جذري وأن تقف عند أسباب اللجوء قبل أن تفكر في إدارة الأزمة والتعامل مع الأرقام. وأرى أن معظم مشاكل اللاجئين من صنع الإنسان، وبالتالي فإنه إذا أردنا أن نقلل من تلك الظاهرة ونمنعها فإنه يتعين على الحكومات إتباع نهج الحوكمة الرشيدة وحكم القانون وتحقيق العدالة الاجتماعية، علاوة على حل الأزمات والنزاعات بالوسائل السلمية من أجل الوصول لتنمية وسلام مستدام، مع إشراك كافة أصحاب المصلحة المعنيين بتحقيق السلام والاستقرار في كل مكان.

مساعدة واجبة

وهل تعتقد أن تداعيات تراجع الاقتصاد العالمي يؤثر على مصير هؤلاء اللاجئين؟

هناك بلا شك تراجع في الاقتصاد العالمي، أثر على قطاعات كثيرة والتي من بينها بطبيعة الحال قطاع النفط والطاقة، وكل تلك الأزمات تنعكس بشكل سلبي على اقتصاديات الدول بما فيها الدول التي تستضيف اللاجئين حاليا. كما أن النمو الاقتصادي يؤثر بشكل كبير على قضية اللاجئين وعلى الدول المضيفة مثل فنلندا. ولكن هذا الوضع يجب ألا يمنعنا عن تحكيم ضمائرنا وإعلاء إحساس الإنسانية لدينا. ولذلك فنحن في فنلندا نهتم بجميع طالبي اللجوء. خاصة هؤلاء الفارين من الحروب والصراعات.

مساحة إعلانية