رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

2220

إدانة أممية جديدة للأسد في مجازر الكيماوي

16 أبريل 2021 , 07:05ص
alsharq
طفلة ضحية الكيماوي في سوريا- الجزيرة نت
الدوحة - الشرق

لم يكن تاريخ 4 فبراير 2018 يوما عاديا في حياة الشاب السوري أحمد أيوب شمالي سوريا، فقد كان على موعد مع هجوم بالسلاح الكيميائي من قبل طيران النظام السوري المروحي على مدينة سراقب شمالي سوريا. بصوت خافت يلفه الحزن، يستذكر أيوب هذا اليوم الحزين، قائلا إنه كان متوجها رفقة زميله ميسرة رحمون لإصلاح برج شبكة الإنترنت وسط مدينة سراقب، بعد أن تعرض لعطل مفاجئ تسبب في توقف الشبكة عن العمل لدى معظم المشتركين.

ويكمل أيوب حديثه لـ "الجزيرة نت" أثناء عملنا على إصلاح الشبكة سمعنا صوت طائرة مروحية قادمة من شرقي المدينة، واعتقدنا حينها أنها محملة بالبراميل المتفجرة التي تسقطها طائرات النظام، وسريعا قمنا بالهروب إلى داخل عبّارة قريبة من سوق المدينة، خشية التعرض للقصف". ويروي أيوب كيف سمع هو ورفيقه سقوط البراميل في الهواء وهم في حالة ذعر وخوف لم يسبق لها مثيل، لكن الغريب في الأمر أن البراميل لم تحدث أصوات انفجارات كما يحدث في كل قصف، ولدى خروجهما من العبارة شعر أيوب برائحة غريبة، قبل أن تخور قواه ويفقد القدرة على التنفس، ويسقط أرضا مغمى عليه.

بعد ساعات من جلسات الأوكسجين في مستشفى الشفاء بالمدينة، نجح الأطباء في إنقاذ حياة أيوب الذي تبين أنه تعرّض مع آخرين من سكان المدينة لقصف بغاز الكلور السام من مروحيات النظام السوري، لتتكشف حينها تفاصيل إحدى هجمات النظام بالسلاح الكيميائي المحرّم دوليا. ويصف أيوب نفسه بأنه ناج من الموت المحقق وشاهد على أحد انتهاكات النظام السوري بحق المدنيين السوريين في مناطق سيطرة المعارضة. وحتى اليوم، لا تزال آثار الإصابة تلازم الشاب أيوب، فهو يعاني من ضيق في التنفس ودوار في الرأس بين الحين والآخر، ويشعر بحالة خوف من أقل صوت مرتفع أو إغلاق باب. ولدى معرفته بتقرير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عن قصف سراقب الذي كان أحد ضحاياه والناجين منه، طالب أيوب المجتمع الدولي بمحاسبة النظام السوري على جرائمه التي تسببت في مقتل وتهجير مئات الآلاف من السوريين. وإذا كانت قصة الشاب أحمد أيوب تروى كشاهد على هذا الهجوم، فإن مئات الضحايا لم ينبسوا ببنت شفة بل فارقوا الحياة بصمت، ضمن سلسلة من الضربات استخدم فيها النظام السلاح الكيميائي على مدى عقد تقريبا من عمر الثورة في سوريا.

والاثنين الماضي، خلص تقرير أصدرته منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى تأكيد قيام النظام السوري بقصف مدينة سراقب بريف إدلب عام 2018 بغاز الكلور السام. وقال التقرير: "هناك أسباب معقولة للاعتقاد بأنه قرابة الساعة 21:22 من يوم 4 فبراير 2018، ضربت مروحية عسكرية تابعة للقوات الجوية العربية السورية خاضعة لسيطرة قوات النمر شرق مدينة سراقب، بإسقاط أسطوانة واحدة على الأقل، حيث تمزقت الأسطوانة وأطلق الكلور على مساحة كبيرة، مما أثر على 12 فردا". ويعتقد عبدالعزيز الحمود -وهو أحد أهالي ضحايا القصف على خان شيخون بالكيميائي- أن مقولة "من أمن العقوبة أساء الأدب" تنطبق تماما على الحالة السورية والمجازر الكيميائية، "فالنظام السوري مستمر في الانتهاكات بحق الشعب يوما بعد آخر، بعد أن تأكد أنه سوف يفلت من العقاب بعد عدة انتهاكات".

مساحة إعلانية