رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

304

العراقيون يعيشون تحت رحمة المفجرين المجهولين

16 يناير 2014 , 09:38م
alsharq
بغداد

غداة يوم من أشد أيام العراق عنفا ودموية منذ شهور، عاد سيل المارة والسيارات إلى شوارع بغداد، اليوم الخميس، حيث يسير الناس وهم يدركون أن الموت قد يختطفهم في أي مكان وفي أي وقت.

فقد انفجرت 8 قنابل على الأقل في العاصمة، أمس الأربعاء، وقتل 40 شخصا وأصيب 88 آخرون، كما وقعت هجمات أخرى خارجها رفعت عدد القتلى في شتى أنحاء البلاد إلى 78.

فقدان الأمان

وقال رعد محمد، وهو يصف مع مساعده قطع غيار الآلات ثانية على أرفف متجره الذي لحقت به إضرار في أحد التفجيرات في حي الكرادة، "نحن خائفون حتى في بيوتنا لأننا لا نعرف العدو، لا نعرف من يستهدفنا، لسنا في حرب نعرف فيها من نقاتله، لقد فقدنا الشعور بالأمان، أحيانا تمر أيام يكون الأمن فيها بخير ثم تعقبها هجمات لا تكل على مدى أيام".

وتتدلى ألواح ملتوية من الصاج المعرج، من واجهة المتجر المفتوحة على الشارع، ويسير المارة دون التفات إلى بركة الدماء على أسفلت الشارع".

وقال محمد، "نحن نسير في الشوارع وشهادات وفاتنا في جيوبنا، ويخالجنا دائما شعور بأننا لن نعود إلى بيوتنا، المشكلة أن كل واحد منا له أسرة.. زوجة وأطفال عليه إطعامهم فكيف يعيشون دوننا".

عنف طائفي

وبرغم التفجيرات وحوادث القتل شبه اليومية، فلا بديل لمواطني بغداد الذين يبلغ عددهم 7 ملايين نسمة عن رعاية شؤون حياتهم.

وتعلن جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام، المرتبطة بالقاعدة مسؤوليتها أحيانا عن التفجيرات، ولاسيما تلك التي تتضمن هجمات انتحارية على وزارات أو أهداف مهمة لكن كثيرا من التفجيرات لا يعلن أحد مسؤوليته عنها.

وقال رجل من المارة في منتصف العمر، اكتفى بذكر اسمه الأول عادل، "كل يوم عندما أغادر البيت أقول لزوجتي ماذا تفعل إذا مت، أخاف أن اخرج بزوجتي وأبنائي، بل إنني أفكر في منع ابني من الذهاب إلى المدرسة خوفا من تعرض المدرسة لتفجير".

وعاد العنف في العراق بعد سنتين من رحيل القوات الأمريكية إلى أعلى مستوياته في ذروة الهجمات الطائفية، التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من الأشخاص في عامي 2006 و2007.

وتقول الأمم المتحدة، إن ما يقرب من 9 آلاف شخص قتلوا في أعمال عنف في العراق العام الماضي، كلهم مدنيون ما عدا 1050 شخصا.

ويواصل المسلحون هجماتهم بنفس الدأب هذا العام، مع اشتداد التوتر منذ استولى مسلحو جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام وحلفاؤهم من أبناء العشائر السنية، على مدينة الفلوجة غربي بغداد في أول يناير.

ومن بين من تستهدفهم حملة التفجيرات، أفراد الجيش والشرطة والمدنيين الشيعة ومقاتلي العشائر الموالين للحكومة، وهي تهدف فيما يبدو إلى دفع الميليشيات إلى الرد وإعادة العراق إلى هاوية الحرب الطائفية المفتوحة.

شمس واهنة

ولا تجد مثل هذه الحسابات مكانا في أذهان سكان بغداد الذين لا يريدون مثلهم مثل الناس في كل مكان سوى مزاولة عملهم والراحة وإرسال أبنائهم إلى المدرسة، وهم يعرفون أنهم سيعودون إلى البيت سالمين.

ويبتسم الرجال ويتبادلون النكات وهم ينتظرون في شمس الشتاء الواهنة، دفع ثمن ما اشتروه من فواكه وخضراوات من منصة في السوق، وتدفع امرأة متشحة بالسواد عربة طفل أمام لعب معروضة على رصيف الشارع، ويزدحم الشارع كالمعتاد بالسيارات التي تطلق أبواقها بين الحين والآخر".

وقال فاضل النيداوي، الذي يبدو في الأربعينات من عمره "صحيح أن الوضع الأمني غير مستقر لكن الناس كما ترى يخرجون ويعيشون حياتهم".

وأضاف، "بعد كل هجوم يزيل الناس آثاره ويرفعون الأنقاض ثم يعودون إلى مباشرة شؤونهم كالمعتاد، لقد اعتاد الناس ذلك، من يريدون إيذاء العراق عليهم ان يعيدوا النظر فلن يفلحوا".

مساحة إعلانية