رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

859

ليبيا تدعو لإحالة جرائم حفتر إلى الجنائية الدولية

15 يونيو 2020 , 07:00ص
alsharq
جريمة بشعة ارتكبتها ميليشيات حفتر
طرابلس - روما - الأناضول - وكالات

 

دعت الحكومة الليبية، أمس مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته كاملة وفق ميثاق الأمم المتحدة، وإحالة أمر المقابر الجماعية التي تم اكتشافها في مدينة ترهونة إلى المحكمة الجنائية الدولية.

جاء ذلك في رسالة وجهها وزير الخارجية الليبي، محمد سيالة، إلى مجلس الأمن، بحسب بيان للخارجية الليبية على صفحتها بفيسبوك، أمس.

وأضاف سيالة في رسالته إن عدد المقابر، بعد الجرائم التي ارتكبتها ميليشيات اللواء المتقاعد الانقلابي، خليفة حفتر، في ترهونة، وصل حتى الآن إلى إحدى عشرة مقبرة، تم دفن بعض أصحابها أحياء، وبينهم أطفال ونساء، في مشهد مروع يندى له جبين الإنسانية.

وبدعم من دول عربية وأوروبية، تنازع ميليشيات حفتر، منذ سنوات، الحكومة الليبية، المعترف بها دوليا، على الشرعية والسلطة في البلد الغني بالنفط.

ودعا سيالة المحكمة الجنائية الدولية، مقرها في مدينة لاهاي الهولندية، إلى اتخاذ الإجراءات الضرورية والملحة للتحقيق في جرائم حفتر وميليشياته في ترهونة، وبذل الجهود لمحاسبة ومعاقبة مرتكبيها وقادتهم أمام القضاء الدولي، وضمان عدم إفلاتهم من العقاب.

وشدد سيالة على ضرورة أن يتخذ مجلس الأمن هذه المرة "موقفا حازما" حيال الجرائم التي ارتكبتها ميليشيات حفتر في ترهونة، وهي ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية، وفق البيان.

وأضاف إن صمت المجلس وتجاهله لدعوات الحكومة الليبية السابقة إلى اتخاذ موقف حازم من العدوان على العاصمة طرابلس (غرب)، أدى إلى ما نراه اليوم من جرائم واكتشاف المقابر الجماعية في ترهونة.

وقال المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني إن قوات حفتر أبادت عائلات بأكملها في ترهونة وقصر بن غشير جنوبي العاصمة.يأتي ذلك بعد أن أكدت وزارة الصحة في حكومة الوفاق أنها تسلّمت 106 جثث، عقب انتشالها من 11 مقبرة جماعية في ترهونة.وقد دعت الخارجية الأمريكية إلى التحقيق في الانتهاكات التي تحدث في ليبيا بعدما وصفتها بالأنباء المروعة عن العثور على مقابر جماعية. وتمكن الجيش الليبي، في 4 يونيو - حزيران الجاري، من تحرير كل المناطق التي سيطرت عليها ميليشيات حفتر في طرابلس، مقر الحكومة، ضمن هجوم بدأته الميليشيات في 4 أبريل/ نيسان 2019، ما أسقط قتلى وجرحى بين المدنيين، بجانب أضرار مادية واسعة.

وفي اليوم التالي، حرر الجيش مدينة ترهونة بالكامل (90 كم جنوب شرق طرابلس)، ثم مدينة بني وليد (180 كم جنوب شرق العاصمة)، إضافة إلى كامل مدن الساحل الغربي، وقاعدة "الوطية" الجوية، وبلدات بالجبل الغربي.

وأرسلت قوات الوفاق تعزيزات إلى مدينة سرت، وقالت إنها تنتظر الأوامر لبدء عملية عسكرية لاستعادة المدينة التي سيطرت عليها قوات حفتر مطلع العام الجاري، مؤكدة تصميمها أيضا على استعادة قاعدة الجفرة الجوية التي تقع جنوبا. وقالت حكومة الوفاق إن المرتزقة الروس يزرعون الألغام بمدينة سرت في محاولة لمنعها من السيطرة عليها، واتهمت قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر بإبادة عائلات بأكملها في ضواحي طرابلس الجنوبية وبمدينة ترهونة، حيث عُثر على مقابر جماعية، مما أثار دعوات دولية للتحقيق بشأنها.

وقال المتحدث باسم غرفة عمليات تأمين وحماية سرت والجفرة العميد الهادي دراه أمس، إن مصادر داخل سرت (450 كيلومترا شرق طرابلس) أبلغتهم بقيام المرتزقة الروس بزرع الألغام داخل منازل المدينة وخارجها، بالإضافة إلى ذلك تلغيم منطقة غرب سرت بالكامل لعرقلة تقدم قوات عملية دروب النصر التابعة للوفاق.وقبل انسحاب قوات حفتر من ضواحي طرابلس الجنوبي، زرع داعموها من المرتزقة الروس آلاف الألغام في الشوارع ومنازل المدنيين.

وتسببت هذه الألغام حتى الآن في مقتل أكثر من 40 شخصا بين مدنيين ومتخصصين في إزالة المتفجرات والألغام من قوات حكومة الوفاق الليبية.

فيما حث البابا فرنسيس الذي يتابع "بقلق شديد وألم الوضع المأسوي في ليبيا" امس المسؤولين السياسيين والعسكريين على "إنهاء العنف" بينما تتضرر هذه البلاد بسبب فيروس كورونا المستجد.وقال البابا من نافذة مقر الكرسي الرسولي المطل على ساحة القديس بطرس "أحث المنظمات الدولية وأصحاب المسؤوليات السياسية والعسكرية على استئناف البحث عن مسار يؤدي إلى إنهاء العنف ويؤدي إلى السلام والاستقرار والوحدة في ليبيا باقتناع وحسم".

كما أعرب عن قلقه البالغ على جميع المهاجرين واللاجئين والنازحين في البلاد لأن "الوضع الصحي أدى إلى تفاقم ظروف معيشتهم غير المستقرة أصلا، ما يجعلهم أكثر عرضة لأشكال الاستغلال والعنف".

وأضاف "هناك قسوة"، داعياً "المجتمع الدولي إلى أخذ وضعهم في الاعتبار".

مساحة إعلانية