رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

5976

د. عمر التميمي لـ الشرق: قفزة في عدد حالات القسطرة من مصابي كورونا

15 أبريل 2021 , 07:00ص
alsharq
حوار: هديل صابر

أعرب الدكتور عمر التميمي-استشاري أمراض القلب بمستشفى القلب التابع لمؤسسة حمد الطبية-، عن قلقه للزيادة الملحوظة لعدد المرضى المصابين بفيروس كورونا "كوفيد-19" الذين تُجرى لهم القسطرة بسبب إصابتهم بتخثر الدم، لافتا إلى أنَّه بناء على آخر التقارير الشهرية التي يقوم بها مختبر القسطرة أنه منذ يناير 2021 إلى مارس 2021، تم إجراء القسطرة لـ (1043) حالات منها (16) حالة مصابون بالفيروس بنسبة تصل 1.5%، مقارنة مع الشهر الجاري فقد صعدت الحالات إلى (25) حالة مصابة بفيروس كورونا من أصل (143) حالة قسطرة.

*بداية ما أبرز الأمراض القلبية والوعائية التي يتم استقبالها في مستشفى القلب؟

بداية من المهم أن أوضح أن القلب يتكون من أربعة أجزاء أساسية الجزء الأول هو عضلة القلب، أما الجزء الثاني فهو الشرايين التاجية التي تغذي عضلة القلب، أما الجزء الثالث فهي الصمامات المتواجدة داخل القلب لتنظيم مسار الدم من القلب وإليه وداخل حجيرات القلب، أما الجزء الرابع فهو المسؤول عن كهربائية القلب، لذا معظم الأمراض تصيب واحدا أو أكثر من هذه الأقسام الأربعة للقلب، إلا أن المسبب الرئيسي للوفاة بالنسبة لأمراض القلب تعود لتصلب الشرايين، سيما وأن الشرايين التاجية مهمتها تغذية عضلة القلب ليقوم بدوره، فعندما تتعرض الشرايين التاجية للضيق تحدث أعراض الذبحة الصدرية أو النوبة القلبية، فعندما يكون هناك ضيق في أحد الشرايين التاجية تنتج عنه أعراض تعتمد على درجة الضيق في الشرايين فإذا كانت بسيطة قد لا يشعر المريض بالأعراض أثناء فترات الراحة لكنه يشعر بها أثناء بذل المجهود، والأعراض التقليدية تتلخص في الألم في المنطقة اليسرى من الصدر، واحتمال انتشاره إلى الكتف الأيسر مع التنميل في اليد اليسرى، وقد يصاحبه غثيان أو قيء وتسارع في ضربات القلب وضيق في التنفس التي تنذر بوجود مشكلة في الشرايين التاجية، وعادة ما يتسبب انسداد الشريان التاجي بشكل طارئ بحدوث ألم شديد في منطقة الصدر مما قد يؤدي للغيبوبة أو الإغماء وفي بعض الأحيان للوفاة، وبالمقابل قد تتعرض الأجزاء الأخرى للقلب لأمراض مثل ضعف في عضلة القلب مما قد يتسبب في ضيق التنفس وعدم انتظام في دقات القلب أو خلل في صمامات القلب سواء لضيق أو تسريب في الصمام، إلى جانب كهربائية القلب فقد تتأثر وتنتج عن ذلك إما التسارع الشديد المنتظم وغير المنتظم لدقات القلب أو البطء الشديد لدقات القلب.

أثر الفيروس على مرضى القلب

*قد تعلم أن العالم يمر بفترة استثنائية بسبب فيروس كورونا وهناك من تأثيرات على بعض المصابين بأمراض مزمنة، فكيف أثر الفيروس على مرضى القلب؟ وعلى غيرهم؟

- كانت أكثر الأمراض انتشارا هي أمراض تصلب الشرايين ولوحظ أن الفئات العمرية بدأت بالزيادة منذ 15 سنة ماضية، حيث هناك عوامل خطورة عديدة تسهم في حدوث المرض كالتدخين، داء السكري، ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول، فضلا عن الضغوط النفسية، ونمط السلوك الحياتي الخاطئ مع قلة الحركة والتغذية غير الصحية فنتج عنه إصابة فئات عمرية أصغر بهذا المرض، وبعد جائحة كورونا قمنا بملاحظة أن هذه الفئة العمرية الصغيرة تضاعف عددها، والملاحظ أنه عند إجراء القسطرة يكون بسبب انسداد الشريان والزيادة في تخثر الدم، وقبل الجائحة عندما يصاب الشريان بالانسداد نتيجة التخثر يكون شريانا واحدا، إلا أن ما تمت ملاحظته مؤخرا هو تعرض أكثر من شريان تاجي للتخثر وقد يكون هذا بسبب فيروس كورونا الذي أسهم في زيادة نسبة التخثر التي قد تصيب أيضا شرايين أخرى كالشريان الرئوي، كما لوحظ أيضا هناك حالات التهاب عضلة القلب بنسبة أكبر مما كان عليه قبل الجائحة، ولوحظ زيادة في عدد المرضى المصابين بكورونا والذين تجرى لهم عمليات القسطرة في مستشفى القلب، حيث منذ يناير 2021 إلى مارس 2021 كان هناك (16) حالة مصابة بفيروس كورونا أجري لهم قسطرة من أصل (1043)حالات بنسبة 1.5%، ومنذ أبريل وخلال الأسبوعين الماضيين قد تصاعد العدد إلى (25) حالة مصابة بكورونا من أصل (143) حالة قسطرة بارتفاع نسبي بلغ 17.5%، وأعتقد أن هذا يعود للسلالة الجديدة المتحورة لجنوب أفريقيا.

القسطرة.. علاج أم تشخيص؟

*هل القسطرة من العلاجات أم تعتبر إجراء تشخيصيا؟

-أحب أن أوضح أن القسطرة لها جانبان، الجانب الأول القسطرة كإجراء عملي كالقسطرة التشخيصية التي يتم من خلالها التعرف على الشرايين التاجية لمعرفة ما إذا كان هناك ضيق، وتحديد درجة الضيق، وعدد الشرايين المصابة بالضيق، حيث يتم علاج الضيق عن طريق البالونات والدعامات، ولكن القسطرة كنوعية مرضى هناك نوعان من المرضى الذين تجرى عليهم القسطرة لتشخيص المرض ومحدد له ومخطط له من خلال موعد مسبق بعد استكمال المعايير التي يستلزم وجودها لإجراء القسطرة، كنوعية الألم، والتغييرات في رسم تخطيط القلب، واختبار المجهود البدني التي تنم عن وجود مشكلة بالشرايين حيث يتم التأكد من ذلك عن طريق القسطرة التشخيصية.

أما النوع الثاني من المرضى هم الذين يتعرضون لألم حاد بشكل مفاجئ في الصدر مع تغيرات واضحة يكشفها رسم تخطيط القلب، مع ارتفاع في أنزيمات القلب فهؤلاء المرضى يتم توجيههم مباشرة للقسطرة العلاجية الطارئة، وذلك بالتنسيق مع مركز خدمة إسعاف حمد، وكذلك قسم قسطرة القلب في مستشفى القلب.

وأحب أن أوضح أنه منذ بدء جائحة كورونا والفريق الطبي يقوم بالتعامل مع كافة الحالات التي تخضع للجراحات أو للقسطرة على أنها حالات مصابة بفيروس كورونا، حتى لا يتم تأخير التدخل العلاجي للمريض، ولحماية الفريق الطبي والتمريضي والمرضى الآخرين المتواجدين في المستشفى، وذلك من خلال الالتزام بالألبسة الواقية والأقنعة الواقية للوجه، بهدف الحد من تفشي العدوى.

إلغاء المواعيد المباشرة

*هل هناك أي تغييرات طرأت على طرق استقبال المرضى في ظل جائحة كورونا؟

-حرصت مؤسسة حمد الطبية على احتواء وباء كورونا "كوفيد-19" للحد من تفشيه في المجتمع، ولحماية مرضى الأمراض المزمنة من الإصابة به، حيث أثبت علميا مدى تأثير الفيروس الشديد على المرضى المصابين بأمراض مزمنة بنسبة تتجاوز الضعف مقارنة بالأشخاص الأصحاء بدنيا، لذا تم إلغاء المواعيد المباشرة في العيادات الخارجية وتحويلها لمواعيد هاتفية، حيث يتم الاطلاع على تحاليل المرضى المخبرية، وأدويتهم، ويتم تعديل وتكرار الوصفات، ومن تستدعي حالته تسجيل موعد مباشر مع الطبيب يتم تحديد موعد له من قبل الطبيب المختص للقدوم للمستشفى مع ضرورة تقيده بالإجراءات الاحترازية للحد من تفشي الوباء.

*هل شهدت عيادات القلب أي تطور خلال الفترة الماضية؟

- شهدت عيادات القلب تطورا من حيث تصنيف المرضى إلى مجموعات، واستحداث عيادات ذات تخصصات دقيقة للتركيز على المشكلات الصحية الدقيقة للمريض، فعلى سبيل المثال لا الحصر، تم تخصيص عيادات لمرضى العيود الخلقية في القلب، وعيادات أخرى لمن يعانون من كهربائية القلب، وتخصيص عيادات لمن يعانون من داء السكري وارتفاع الكوليسترول، حيث تقوم هذه العيادات بالاهتمام وبمتابعة المرضى مما يسهم في اختزال مواعيد المراجع بموعد واحد، مما يخفض الازدحام في العيادات والمستشفيات في ظل الظروف الحالية، فضلا عن التسهيل على المراجع.

الصيام حسب حالة المريض

* نحن في شهر رمضان والسؤال المتكرر هنا هل يستطيع مرضى القلب الصيام؟

- بالنسبة لمرضى القلب ومدى قدرتهم على الصيام، يعتمد على حالة مريض القلب، فالنوع الأول المريض الذي يعاني من حالة صحية حرجة تستدعي وجوده في المستشفى لتلقي الرعاية الطبية، أما النوع الثاني المريض المتواجد خارج المستشفى الذي تتطلب حالته بين كل فترة وأخرى لإعادة جدولة أدويته ومراجعة الطبيب، أما النوع الثالث فهو المريض الذي لديه تشخيص إصابة بمرض القلب إلا أن حالته الصحية مستقرة، ويتناول أدويته بانتظام، ومر عليه فترة ولم يطرأ أي طارئ على حالته الصحية، لذا مرضى النوعين الأول والثاني لا ينصح لهم بالصيام، أما النوع الثالث يستطيع الصيام.

وهنا أود أن أنبه إلى أمر مهم وهو إذا كان مرضى القلب يعانون من أمراض أخرى إلى جانب مرض القلب كارتفاع ضغط الدم، أو ارتفاع السكري في الدم أو الفشل الكلوي، فإذا كانت حالة المريض مستقرة من حيث الحالة الصحية للقلب من المهم متابعة واستشارة الطبيب المعالج للمرض المصاحب لمرض القلب حتى يحدد له إذا كان باستطاعته الصيام أم لا.

*كيف من الممكن أن يحمي الإنسان نفسه؟

- هناك أشخاص لم يشخصوا بأمراض تصلب شرايين فهؤلاء قد تكون لديهم عوامل خطورة كالتدخين، وارتفاع ضغط الدم، مع قلة الحركة والتاريخ المرضي العائلي، فهذا يتحتم عليهم التحكم بهذه العوامل بشكل جيد منها الإقلاع عن التدخين، ممارسة الرياضة، واتباع أنظمة غذائية صحية، ولكن من هو مصاب ولديه قسطرة أو زراعة شرايين عليهم أن يلتزموا بالعلاج، وعلاج الأمراض المصاحبة كارتفاع السكري والكوليسترول أو غيره مع المتابعة الدورية مع الطبيب المختص، إلى جانب اتباع نمط حياة صحي.

مساحة إعلانية