رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

565

ناقشوا أسباب فشل الديمقراطية والتنمية..

مشاركون بمنتدى الجزيرة: الدولة العربية المعاصرة هشة

15 أبريل 2017 , 10:18م
alsharq
أحمد البيومي

الصادق المهدي: لا جدوى للحكم ما لم يحقق الشراكة وحكم القانون

الشويري: الدولة القومية العربية بين مخاطر التفتت من الداخل والخارج

جبرون: العرب عجزوا عن خلق مناخ تسوية بين السياسي والديني

ناقشت الجلسة الحوارية الأولى من منتدى الجزيرة الحادي عشر اليوم سياقات نشأة الدولة العربية ومظاهر الأزمة الراهنة. كما تطرقت إلى دور الاستعمار في هشاشة دولة الاستقلال وفشلها التنموي على اختلاف النماذج التي اتبعتها، كذلك الفشل الديمقراطي في المنطقة العربية بشكل عام. وأكد الباحثون المشاركون في الجلسة أن الدولة القومية العربية تعاني من حالة هشاشة واضحة.

في البداية أكد الصادق المهدي، رئيس وزراء السودان الأسبق وزعيم حزب الأمة، أن نظام الدولة الوطنية حديث، وهو أساس النظام الدولي الآن، وهو من المرونة بما يسمح بعلاقات وحدوية تعاهدية، مشيرا إلى أنه في الإسلام توجد مبادىء سياسية وأحكام تشريعية، لكن نظام الحكم فشأن بشري.

وقال في مداخلته بالجلسة ان شرعية الدولة الوطنية مطعون فيها بحجة الخلافة والحاكمية، فكل ذلك عوامل تجريف للدولة الوطنية ومصدر حركات القفز إلى الوراء مثل حركات القاعدة وداعش وغيرهما من التنظيمات.

وأضاف بأن الدولة العربية المعاصرة هشة، لأن أسس الحكم فيها خارج إطار التاريخ، تقوم على التوريث المطلق أو الجمهورية الانقلابية، حيث يتم تحويل القوات المسلحة إلى حزب السلطة بما يضر العمل السياسي، والعمل العسكري. كما تحول دون تطبيق منظومة حقوق الإنسان التي تتطلب الآن مستوى معينا في الحقوق والحريات، وهذا الوضع لا يمكن أن يتوافق مع الوقت الحالي.

الشراكة والشفافية

وشدد الصادق المهدي على أنه لا جدوى للحكم ما لم تحقق الشراكة والشفافية وحكم القانون والمساءلة كعهد اجتماعي بين الحكام والمحكومين، وغياب هذه الأسس جلبت إدانات للتجربة العربية، وهو ما مهد الطريق نحو الربيع العربي، وضحا أنه مهما تراجع الربيع العربي فإن أهدافه مستمرة.

والمح إلى أن التصدي لأسباب تأزم الدول العربية يتطلب صحوة فكرية تسترد للإنسان حقوقه ومعها المعارف الحديثة، وثانيا التخلي تماما عن التطلع للخلافة، واعتبار الحكم شأنا بشريا بما يسمح باصطحاب الدولة الوطنية، وثالثا التعامل مع مبدأ تطبيق الشريعة بثلاثة جوانب منها أن الفقيه يلم بالواجب اجتهادا، والواقع إحاطة، وأن يزاوج بينهما، والجانب الثاني متمثل في تغير الفتوى بتغير الزمان والمكان والحال، أما الثالث فيتمثل في المقاصد.

وطالب المهدي بالتخلص النهائي من فكرة الولاء والبراء، كما طالب بضرورة إصلاح النظام الدولي، ومراجعة منظماته الدولية لأنه هذا الوضع فيه نقص بالعدالة والحقوق والتعايش، فالتكوينات الإقليمية الآن محدودة الجدوى فالجامعة العربية مرآة لعجز دولها. وبات واضحا أن قضايا العرب يديرها الآخرون.

الإرث القرطاجي

من جانبه، أوضح يوسف الشويري، أستاذ التاريخ في معهد الدوحة للدراسات العليا، ان هناك أزمة كبيرة عند الدولة العربية يمكن تسميته بالارث القرطاجي، وكانت قرطاجة دولة مهمة في أراضي تونس، ودخلت في صراع مع روما، ولكن في نهاية المطاف انتصرت روما وفرضت شرطها، واعتبرت أن وجود قرطاجة في حد ذاته تهديد لروما، ولذلك قامت بحرقها تماما ومحوها من الوجود.

وقال إن الدولة العربية نشأت في ظل جو مشابه، بمعنى أن الدول العربية لأسباب داخلية وخارجية تحاول دائما أن تنهض، لكنها دائما تدمر. وهذه المسألة لم تعد صدفة، حيث تم وأد تجربة محمد علي وجمال عبدالناصر في مصر، وفي السودان كذلك تم وأد الدولة المهدية.

وأشار إلى أن الدولة القومية العربية بين مخاطر التفتت من الداخل أو من الخارج. واعتبر أن الدول العربية الآن وصل الحال ببعضها إلى أنها أصبحت عالة على نفسها وعلى المجتمع الدولي. وقال إنها الآن أصبحت عجيبة وغريبة لا هي جمهورية تامة، ولا ملكية خالصة، وإنما خليط بين الأمرين.

ولادة قيصرية

بدوره، قال محمد جبرون، أستاذ التاريخ والباحث في مركز التربية والتكوين في المغرب، إن الحديث عن الدولة العربية الحديثة نعني به دولة ما بعد الاستعمار والاستقلال العربي الذي ظهر منذ الأربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين، مشيرا إلى أن هذه الدول الحديثة تميزت بمجموعة من الخصائص ومنها أن تلك الدولة لم تأت نتيجة تطور تاريخي وطبيعي في البيئة العربية، وإنما ولدت ولادة قيصرية مرتبطة بجريمة الغرب ونتيجة تسويات سياسية.

وأوضح أن الدول العربية الحديثة كانت سطحية كذلك من حيث المؤسسات، كما أن العديد من المفاهيم السياسية والاقتصادية والاجتماعية ظلت غائبة عنها لفترات طويلة.

فشل التناغم

وأضاف جبرون بأن هذه الدول لم تتناغم فيها المكونات الحديثة والتقدم مع واقع البنيان الاجتماعي لأهلها أو الواقع الثقافي ومفاهيم المواطنة. علاوة على ذلك فإن تلك الدولة ولدت استبدادية وشمولية. وبالرغم من هذه النشأة الناقصة، إلا أن تلك الدولة خلال السنوات الماضية استطاعت ان تؤسس في العالم العربي ما يسمى بالوطن، ومفهوم الوطن. وهذه أهم انجازاتها. وهذا سوف يؤسس يوما ما لمسار جديد أكثر قوة في درجة وجود تلك الدولة.

واقع الندرة

وتابع بقوله إن أزمة الدولة القومية العربية الآن هي اقتسام الثروة في ظل واقع الندرة، فكثير من المواطنين ناقمون على دولهم باعتبارها دولة فشلت في النهضة والتقدم. وهناك أيضا أزمة كبيرة وهي أن الدولة العربية لم تنجح في خلق مناخ تسوية واضحة بين ما هو سياسي وما هو ديني. وأكد ان المواطنين ينظرون إلى دولهم باعتبارها دولة الإكراه والسلطة، بما يعكس أزمة الدولة في التواصل مع مواطنيها.

مساحة إعلانية