رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

رياضة

1676

لاعبو المغرب.. نجوم تضيء سماء المونديال

14 ديسمبر 2022 , 07:00ص
alsharq
حسين عرقاب

لم يكن الكثير من عشاق الكرة العربية ينتظرون وصول المنتخب المغربي إلى النصف النهائي من كأس العالم قطر 2022، وتحقيق ذلك لأول مرة في تاريخ الأفارقة والناطقين بلغة الضاد، إلا أن الأقدار خبأت للنسخة الثانية و العشرين حصانا أسود أو أسودا تعدى زئيرها الحدود، بعد أن أثبت أبناء المدرب وليد الركراكي قدرتهم على مناطحة الكبار والتغلب عليهم انطلاقا من مرحلة المجموعات التي تعادلوا فيها مع كرواتيا دون أهداف، وانتصروا عقب ذلك على بلجيكا بهدفين دون رد، وكندا بهدف لهدف، مواصلين طريقهم إلى المحطة ما قبل الختامية بتخطيهم لمنتخب إسبانيا بضربات الجزاء، تلتها البرتغال في الدور ربع النهائي بهدف يوسف النصيري.

ومن بين أسباب عدم الإيمان بمقدرة أسود الأطلس على بلوغ هذه المحطة المتقدمة من النسخة الثانية والعشرين من كأس العالم، بالرغم من امتلاكه للعديد من النجوم الناشطة في مختلف النوادي الأوروبية العملاقة، هو عجز باقي اللاعبين المكونين لكتيبة أسود الأطلس في هذا المونديال عن فرض أنفسهم على مستوى الفرق التي يلعبون فيها مع بداية الموسم الحالي، وفي مقدمتهم صاحب الهدف الثمين في دور الثمانية أمام برازيل أوروبا يوسف النصيري، الذي لم يسجل لحد الساعة أي هدف مع ناديه الإسباني إشبيلية الأندلسي، حاله حال الجناح الأيمن لنادي تشلسي اللندني حكيم زياش الذي لم يلعب سوى 148 دقيقة من أصل 14 مباراة خاضها البلوز في الدور الانجليزي الممتاز، بالإضافة إلى إلى قلب دفاع ويست هام الانجليزي نايف أكرد الذي عانى من إصابة غيبته عن الملاعب لما يقارب الثلاثة أشهر، في وقت يعاني فيه الثنائي سفيان بوفال وعز الدين أوناحي مع ناديهما أنجي في ذيل ترتيب الدوري الفرنسي، بعد أن عجزا عن قيادته إلى تحقيق الانتصارات، وهي المعطيات التي رمت بها الأسماء المذكورة عرض الحائط، مستغلة العرس العالمي في تحقيق الثروة الكروية وصناعة الانتصار بأداء تاريخي سيبقى في ذاكرة الجماهير المغربية و العربية بشكل عام.

 

 

 عودة الأندلسي

المتتبع للكرة العربية و المغربية بشكل خاص يدرك جيدا أن استدعاء مهاجم نادي إشبيلية يوسف النصيري لقائمة المنتخب المغربي المشاركة في كأس العالم قطر 2022، تلتها العديد من الانتقادات لمدرب أسود الأطلس الذي أصر على تواجد خريج أكاديمية محمد السادس ضمن كتيبة أسود الأطلس في العرس العالمي، مبديا ثقته التامة فيه بالرغم من بدايته السيئة هذا الموسم مع ناديه الإسباني، الذي عجز معه عن تسجيل أي هدف منذ انطلاقة لاليغا قبل أشهر من الآن، على عكس المواسم الماضية التي كان فيها أحد أبرز المهاجمين في إسبانيا ما وضعه محط أطماع العديد من الأندية الأوروبية الأخرى، في صورة أرسنال الذي كان قريبا من حسم صفقته قبل موسمين من الآن.

التشكيك في أحقية النصيري في لعب النسخة الثانية والعشرين من المونديال لدى البعض من الجماهير المغربية، كان منطقيا بالنظر إلى الإحصائيات التي ذكرناها، وعدم قدرته على الوصول و لو لمرة وحيدة لشباك الحارس في إسبانيا، إلا أن النصيري وبشخصيته القوية لم يقف عند هذه الانتقادات التي تجاوزها بمجرد الدخول إلى معكسر المنتخب المغربي الخاص بالتحضير لهذه البطولة، عازما على الرد عليها بطريقته الخاصة في الملعب، وهو ما كان بعد ان استطاع أن يلعب دورا كبيرا في بلوغ المنتخب المغربي محطة الدور نصف النهائي، من خلاله الضغط الدائم على مدافعي المنتخبات المنافسة، وتمكنه من تسجيل هدفين لحد الآن، أهمها جاء في شباك المنتخب البرتغالي لحساب الدور ربع النهائي.

 

 الفتى المشاغب

ومن بين الأسماء التي يجزم الجميع على موهبتها الكروية نجد مهاجم تشيلسي الانجليزي حكيم زياش، ولا ينكر الكثير خرجاته غير المحسوبة بالذات من الناحية الانضباطية، الأمر الذي وضعه محط انتقادات العديد من المدربين الذين مر عليهم و آخرهم المسوؤل السابق عن العارضة الفنية للبلوز الألماني توخيل، الذي أكد في العديد من المؤتمرات الصحفية عن عدم التزام خريج نادي أياكس أمستردام الهولندي وعزوفه عن التدرب في الوقت مع المجموعة، وقبله المدرب البوسني وحيد حاليلوزيتش الذي أبعد زياش عن قائمة المنتخب نهائيا بعد نهاية كان 2021.

كل هذه المعطيات دفعت في مرحلة سابقة إبن 29 عاما إلى اتخاذ قرار الاعتزال في سن مبكرة، مع الابتعاد عن اللعب بصفة دائمة رفقة ناديه، وهو الذي لم يشارك سوى 148 دقيقة في الدوري الانجليزي الممتاز، إلا أن رجوعه إلى قائمة منتخب بلاده في هذا المونديال، واعتباره أحد مفاتيح التألق في هذه المنافسة من قبل مدربه وليد الركراكي، دفعه إلى تقديم كل ما لديه في النسخة الثانية والعشرين، و السعي نحو قيادة منتخب بلاده إلى تحقيق الانجاز إن لم نقل الإعجاز الكروي، من خلال أدائه الهجومي والدفاعي والمميز، و إسهامه في ثلاثة أهداف من أصل خمسة سجلها أسود الأطلس لحد الآن عبر تسجيله لهدف و صنعه لآخرين في مباراة بلجيكا، التي انتهت لمصلحة الأسود بهدفين دون رد.

 

 

 الابتعاد عن المنافسة

بعيدا عن الثنائي المذكور والذي نجح في فرض نفسه بشكل كبير في فعاليات النسخة الثانية والعشرين من كأس العالم، بعد أن انتقدوا قبل ذلك، جاء الدور على قلب الدفاع نايف أكرد وأحد أفضل المدافعين في هذا المونديال، والذي لم يكن ينتظر منه الظهور بهذا المستوى، بالنظر إلى العديد من المعطيات أولها الابتعاد على المنافسة بسبب الإصابة التي تلقاها في بداية الموسم مع نادي ويست هام الانجليزي، والتي ألزمته البقاء بعيدا عن الملاعب لأشهر طويلة، ليعود قبل بداية العرس العالمي بأيام قليلة، كانت كفيلة بالنسبة له لاسترجاع لياقته البدنية وحسه الدفاعي المميز.

وبالرغم من أن أكرد أكد سابقا مستوياته الكبيرة في الخط الخلفي خلال الفترة التي قضاها بألوان نادي رين الفرنسي، إلا أن عدم مشاركته كثيرا هذا الموسم أدخل الشك في بعض عشاق المنتخب المغربي، الذين ارتاحوا من ذلك في أول ظهور لابن 26 سنة في العرس العالمي، وهو الموعد الذي أبان فيه خريج نادي الفتح الرياضي قدرته على مقارعة الكبار وبسالته اللامتناهية في حماية عرين الأسود.

 

 

تغيير الأجواء

وبجانب نايف أكرد يقف صمام الأمان وقائد المنتخب المغربي غانم رومان سايس الذي تألق بشكل واضح في هذه البطولة، وهو الذي صنع نوعا من التخوف بخصوص جاهزيته لهذه المنافسة بتركه للدوري الإنجليزي الممتاز وناديه وولفرهامبتون، والانضمام إلى نادي فينرباخشة التركي براتب سنوي يصل إلى 2 مليون يورو، وبالرغم من المستوى المميز الذي يقدمه سايس في كل مباراة تخص المنتخب المغربي منذ التحاقه به قول سنوات، إلا أن هذه الخطوة التي جاءت الصائفة الماضية خلقت نوعا من الارتياب حول ثبات مستوى سايس في المونديال، بالنظر إلى اختلاف المستوى بين الدوري الانجليزي الممتاز والبطولة التركية، وهو ما تركه اللاعب السابق لنادي ووفرهامبتون الانجليزي، الذي أكد أن الدفاع عن الألوان المغربية والاستماتة من أجلها لا يرتبط بالمكان أو البلد الذي ينشط فيه اللاعب، بل يتعلق بشكل مباشر بالطموح والرغبة في رفع رايته عاليا، وهو ما حققه سايس و زملاؤه في هذه البطولة من خلال الوصول بالمنتخب المغربي للدور النصف النهائي من كأس العالم لكرة القدم لأول مرة في تاريخه و تاريخ المنتخبات العربية و الأفريقية.

 

 

 

 ذيل الترتيب

في الجهة الأخرى من كتيبة المدرب وليد الركراي يظهر اسمين آخرين لم يكن الكثير يتوقع تألقهما الكبير في هذه البطولة وهما الثنائي سفيان بوفال، وعز الدين أوناحي اللذين عجزا منذ بداية الموسم الكروي في فرنسا على البروز مع ناديهما أونجي الذي وجد نفسه في قاع ترتيب الليغ 1 برصيد 8 من انتصارين و تعادلين، ما أثار دوامة من الشك حول ما سيصنعه هذين الإسمين مع منتخب بلادهما هنا في الدوحة، وقدرتهما أولا على تجاوز الانطلاقة السيئة مع فريقهما في البطولة المحلية، وثانيا من جهة الدور الذي سيلعبانه في تسيير الهجمات المغربية نحو شباك المنتخبات المنافسة.

إلا أن المباريات المونديالية ومنذ بداية مرحلة المجموعات سارت عكس كل هذه الأقاويل، بعد أن نجح كل من بوفال و أوناحي من تقديم مستويات غير عادية، تفوقا من خلالها على أفضل لاعبي العالمي، فبوفال يعد اليوم أفضل مراوغ في النسخة الثانية و العشرين من كأس العالم لكرة القدم، بينما يعتبر أوناحي الإسم الأكثر طلبا من النوادي الأوروبية خلال هذه الفترة، وبشهادة العديد من التقارير الإعلامية وآخرها الصادر عن جريدة موندو ديبورتيفو الإسبانية أمس، و التي أكدت فيه نية نادي برشلونة في التعاقد مع أوناحي خلال فترة الانتقالات الشتوية المقبلة، في حين دعت الصحف الانجليزية نوادي البريمر ليغ إلى البحث عن استقدامه، وأولها نادي أرسنال الانجليزي المحتاج لمثل هذه النوعية في صناعة الهجمات، وهو المسلسل الذي سيستمر دون أي أدنى شك إلى نهاية البطولة و فتح باب الانتقالات الشتوية التي ستشهد رحيل إبن 22 عاما عن ناديه أونجي صوب أحد الأندية الأوروبية الكبرى.

 

 الأزمة الصحية

ومن بين الأسماء التي لم يكن يتوقع لها المشاركة مع المنتخب المغربي في كأس العالم لكرة القدم قطر 2022، يتموقع المدافع المحوري ولاعب نادي قطر بدر بانون، و ذلك لسببين أولهما ابتعاده الدائم عن قائمة المنتخب المغربي في الفترات الماضية، وظهوره بشكل نادر والثاني هو الأزمة الصحية التي عانى منها بعد كأس أفريقيا الأخيرة، والتي أثارت موجة من التساؤلات حول إمكانية استمراره في ممارسة كرة القدم أصلا، ما اضطر فريقه السابق الأهلي المصري إلى الاستغناء عنه، ليعود بعد ذلك بشكل أقوى من خلال المباريات التي خاضها هنا في الدوحة، أو في الدقائق التي لعبها رفقة المنتخب المغربي، بالذات في مباراة البرتغال الأخير لحساب الدور الربع النهائي من النسخة الثانية و العشرين من المونديال، والتي مكن فيها خريج نادي الرجاء البيضاوي من الوقوف سدا منيعا أمام مهاجمي برازيل أوروبا بمن فيهم الأسطورة كريستيانو رونالدو.

مساحة إعلانية