محليات

1731

درب الساعي:قطر قدمت نموذجاً لتعزيز التعايش الإنساني

زار كل من سعادة الشيخ عبدالله بن أحمد آل ثاني مدير بلدية أم صلال، وسعادة السيد عبد العزيز بن ناصر آل خليفة رئيس ديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي، وأعضاء مجلس الشورى سعادة السيد سعود بن جاسم البوعينين، وسعادة السيد ناصر بن محسن بوكشيشة، وسعادة السيد محمد بن عيد الكعبي، وسعادة السيد خالد بن عباس العمادي، وسعادة السيد عيسى بن أحمد النصر، وسعادة السيد ناصر بن حسن الكبيسي، مساء أمس فعاليات درب الساعي في أم صلال.

وقاموا برفقة سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة، بجولة في الفعاليات المقامة، حيث تعرفوا على منطقة الشقب وسوق درب الساعي والبدع والعزبة والرمي والمقطر، وليوان الفن، وغيرها من الفعاليات والأنشطة المتنوعة.

صحفي ألماني خلال ندوة في المناسبة الوطنية: قطر نجحت نجاحاً باهراً في تنظيم المونديال

شهد المسرح الرئيسي في درب الساعي، إقامة ندوة جديدة بعنوان "تجارب أجانب عاشوا في قطر"، وجاءت ضمن فعاليات اليوم الوطني للدولة 2022.

وشارك في الندوة السيد ماتياس كروغ، الكاتب والصحفي الألماني، وقدمها الإعلامي والكاتب الدكتور عبدالله فرج المرزوقي.

وبدوره، استهل د. عبدالله فرج المرزوقي الندوة بالتعريف بالضيف. مؤكداً أن السيد ما تياس كروغ نشأ وترعرع في قطر، وأن ما لمسه في قطر من احتضان ودعم، يعكس مدى انفتاح دولة قطر على كافة الجنسيات والثقافات التي تعيش على أرضها.

ومن جانبه، أكد السيد ماتياس كروغ أن نشأته في دولة قطر، جعلته يبني العديد من الصداقات مع القطريين، لما وجد فيهم من حسن التعامل، وكرم الضيافة.

وقال: نشأت وترعرعت في دولة قطر، وبنيت فيها العديد من العلاقات والصداقات بشكل سهل للغاية، وذلك للصفات الطيبة التي يتمتع بها جميع أهل قطر. لافتاً إلى أن والده يجيد التحدث باللغة العربية بطريقة جيدة للغاية، كما أن والده لديه العديد من الأصدقاء القطريين.

وأضاف كروغ: والدي كان يأخذنا ونحن أطفال للتعرف على أصدقائه القطريين، "لذلك فإننا ومن مرحلة طفولتنا في دولة قطر عشنا تجارب طيبة للغاية". معرباً عن سعادته الكبيرة لما يلمسه في قطر اليوم من نهضة وتطور في كافة المجالات، يعكسه ذلك التنظيم الرائع لبطولة كأس العالم فيفا- قطر 2022، حيث نجحت في ذلك نجاحاً باهراً.

وأكد السيد ماتياس كروغ أنه بفضل ما لمسه في قطر من طيب للإقامة، فإنه يشعر أن دولة قطر وطنه ودولته. مشيراً إلى أن لديه قرابة ثلاثة أجيال من عائلته يقيمون في قطر، وينعمون بالأمن والسلام في ربوعها.

العرضة النجدية والأغاني السعودية في درب الساعي

زار أعضاء فرقة الفنون الشعبية السعودية أمس موقع درب الساعي في أم صلال، وكان في استقبالهم فرقة المها القطرية، وبدأت فعاليات الاستقبال بالعرضة القطرية التي شارك فيها أعضاء الفرقة السعودية باتجاه سارية العلم التي تتوسط درب الساعي، حيث قدمت الفرقة السعودية المشاركة في فعاليات البيت السعودي التي انطلقت بالتزامن مع انطلاق بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022، عروضا لاقت استحسان الجميع بعد المشاركة بالعرضة النجدية والأغاني السعودية الشعبية.

الشعبان القطري والسعودي واحد

في البداية قال صالح ناصر عبد الواحد رئيس فرقة الفنون الشعبية: إن زيارتنا إلى درب الساعي في إطار مشاركة أشقائنا القطريين في احتفالاتهم باليوم الوطني، إذ إن الشعبين القطري والسعودي تربطهما علاقة وطيدة وأفراحهم واحدة، لذا وجدنا أن المشاركة في مثل هذه الاحتفالات واجب علينا خاصة أننا متواجدون على أرض دولة قطر.

وأضاف أن الشعبين القطري والسعودي يتشاركان في ذات الثقافة والتراث، وأوضح أنه لا يوجد اختلاف بين العرضة السعودية والقطرية فالاثنتان تستخدمان نفس الشعر والقافية والوزن والألحان، وهذا يشير أيضاً إلى العمق والترابط بين الشعبين الشقيقين. وأضاف: ستقدم الفرقة السعودية عدداً من العروض تعبيراً عن فرحتنا مع أشقائنا القطريين.

وأوضح أنه اطلع في درب الساعي على جوانب من الثقافة القطرية التي يفتخر بها الشعب القطري بشكل كبير إذ إنهم يحافظون على هويتهم في كل مكان وزمان وهو ما يجعلهم يفرضون احترامهم على الجميع.

قطر أبهرت العالم أجمع

أكد محمد الحمود أن قطر أبهرت العالم أجمع بتنظيمها لحدث عالمي مهم وهو كأس العالم فيفا قطر 2022، حيث إنها نجحت على كافة المستويات بهذا التنظيم الرائع والذي لم تشهده النسخ الماضية من كأس العالم.

ولفت إلى أن دولة قطر كانت منصة لنشر الثقافة العربية والخليجية من خلال فعاليات كأس العالم، مشيرا إلى الإقبال الكبير الذي شهده البيت السعودي من مختلف الجنسيات التي توافدت من مختلف أقطار العالم.

من جانبه قال السيد نايف المهندي رئيس فرقة المها ورئيس العرضة القطرية إن مشاركة أشقائنا السعوديين كانت مميزة، ولقد استقبلناهم بالأهازيج وأبيات الترحيب التي ينشدها أعضاء الفرقة.

وأشاد بفعاليات درب الساعي التي تسهم في نقل التراث القطري الخليجي والعربي إلى العالم خاصة ان هذه الفعالية تتزامن مع بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022.

وأضاف: نهنئ دولة قطر قيادة وشعباً على التنظيم المبهر لكأس العالم فقد شرفت قطر العرب من خلال الترحيب بالجميع وحسن الضيافة والكرم المعهود، وهذا يدل على الجهد الكبير الذي تم بذله خلال السنوات الماضية.

نشكر قطر على إنجازها

بدوره قال ناصر الخرعان أحد أعضاء البيت السعودي: جئنا إلى دوحة الخير للمشاركة في كأس العالم 2022 وحقيقة ما رأيناه من حسن تنظيم للبطولة وكرم ضيافة للجماهير العالمية يشرفنا جميعاً، وننتهز الفرصة لنشكر دولة قطر وقيادتها وشعبها وكل من يعيش على أرضها على هذا العمل الكبير.

وتابع: لمسنا من خلال زيارتنا إلى درب الساعي حرص دولة قطر ممثلة في وزارة الثقافة على إحياء التراث الخليجي والعربي وتعريف العالم بثقافتنا وتاريخنا وموروثنا وعاداتنا وتقاليدنا الأصيلة.

خبراء في "ملتقى المنظمات" بدرب الساعي: قطر قدمت نموذجاً في تعزيز التعايش الإنساني

اختتمت فعاليات ملتقى "المنظمات من المحلية إلى العالمية"، الذي استضافته وزارة الثقافة على مدى يومين ضمن فعاليات درب الساعي، والمقام تحت شعار "وحدتنا مصدر قوتنا".

وأكد المشاركون في اليوم الأخير للملتقى أن دولة قطر نجحت في تحقيق المعادلة التي تؤكد عليها المنظمات الدولية وهي تعزيز الحوار والتفاهم وحق التنوع الثقافي وفي ذات الوقت المحافظة على الخصوصية الثقافية لكل بلد، مؤكدين أن دولة قطر استطاعت التعبير عن ثقافتها وهويتها الخليجية والعربية ما أكسبها احترام العالم أجمع.

وتناول سعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان ووكيل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي آليات التعاون والتجسير بين الثقافات لتحقيق التفاهم والحوار وإبراز الجهود المبذولة في مجال حوار الأديان، مشيرا إلى الجهود الكبيرة التي بذلها المركز في تعزيز التواصل الإنساني حيث يستهدف أن يكون منصة لدعم العيش المشترك، والتفاهم بين الشعوب.

تماسك المجتمع القطري

وقال إن دولة قطر تتمتع بعلاقات متميزة بين المواطن والمقيم، وأن هذا أحد مصادر قوتنا، لافتا إلى أن التفاهم والتواصل بين مكونات المجتمع أمر مهم للغاية، وذلك لتقوية المجتمع، واستشهد بأمثلة عديدة وقعت خلال السنوات الأخيرة، عكست وجود لحمة قوية بين جميع أهل قطر، وهو ما عزز من وحدة وقوة الدولة داخليا وخارجياً، لافتاً إلى مساهمة المركز ودوره في هذا الشأن.

كما أكد على انفتاح المركز دوليا وأنه يساعد الراغبين في تعزيز مثل هذا التماسك المجتمعي، ممن لديهم تحديات، وذلك بقدر الاستطاعة، عن طريق الفكر والتواصل مع القيادات الدينية لبناء شراكات وعلاقات تسهم بدورها في بناء شبكات تواصل لحل أي مشاكل أو تحديات يمكن أن تواجههم، منوها بجهود المركز محليا ودوليا وأهم المؤتمرات التي نظمها وكذلك الإصدارات العديدة التي أسهم بها المركز في تحقيق هذه الأهداف ومنها مجلة "أديان" التي تصدر مرتين في العام، بالإضافة إلى رسالة شهرية، وإصدارات أخرى.

التواصل سبب التقارب

كما تحدث الدكتور مراد محمودي أمين المجلس التنفيذي والمؤتمر العام القائم بأعمال مدير إدارة الثقافة في منظمة "ألكسو" عن آليات المنظمة لتجسير الاختلافات وتحويلها إلى مناطق قوة، مشيرا إلى أنها تنطلق من ثلاثة أمور تبدأ بحرف التاء التواصل ثم التعارف لنصل إلى التوافق.

وقال إن منظمة الألكسو تعمل على التواصل مع المنظمات والمؤسسات ويكون ذلك من خلال الحوار والتفاهم وتبادل المعارف لأن التلاقي والتواصل يجعلنا نتعرف على القواسم المشتركة.

وأضاف أن المنظمة اختارت آلية التشبيك مع مؤسسات المجتمع حتى لا تكون نخبوية بل تكون للجميع من أطفال وشباب ونساء.

وقال إنه عندما تتوفر المعرفة فإن ذلك يعزز التواصل ولكن مع المحافظة على الخصوصية الثقافية وهو ما نجحت فيه دولة قطر وتوجت فيه خلال استضافة كأس العالم فيفا قطر 2022، حيث استطاعت ترجمة الأهداف الحقيقية للتعايش وحققت متطلبات القمة العالمية التي عقدت في المكسيك مؤخرا وهي العيش بسلام مع احترام الخصوصيات الثقافية.

قطر جمعت المنظمات

ومن جهته قال الدكتور سعد محمد الزغيبي مدير إدارة الثقافة والسياحة والآثار في الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية إن دولة قطر نجحت في جمع المنظمات الدولية في ملتقى واحد استكمالا لنجاحها في تعزيز التعاون والتعايش على المستوى الدولي.

وقال إن الإستراتيجية الثقافية لدول المجلس والهوية الثقافية الخليجية أولت اهتماماً بالغاً، وانفتاحاً غير مسبوق على المجتمع الدولي، بتعزيز التمثيل المشترك في المحافل والفعاليات الثقافية الدولية وبناء وتفعيل الشراكات الإستراتيجية مع الدول والمؤسسات والمنظمات الثقافية الدولية والاستفادة من تجاربها في تطوير القطاع الثقافي بدول مجلس التعاون، حيث تم توقيع العديد من مذكرات التفاهم الثقافية مع العديد من الدول الشقيقة والصديقة، وكذلك المنظمات الدولية.

وقال إن التعاون الخليجي يخدم الأهداف السامية لدول المجلس، مما يحتم علينا تعزيز هذه الهوية والمحافظة عليها، وذلك من خلال

‎دعم اللغة العربية وحمايتها وتداولها كلغة للتواصل والإبداع وتشجيع المنتج الثقافي المرتبط بالهوية الثقافية لدول مجلس التعاون إلى جانب تعزيز البحث العلمي والتأليف لدراسة وتحليل مفهوم الهوية الثقافية وعناصرها المادية وغير المادية، وصون التراث الثقافي وتبادل التجارب في هذا الشأن، مع تحديث الهوية الثقافية لدول المجلس في إطار عملية التطور الثقافي للمجتمع من خلال الاهتمام بدراسة تأثير التحولات العالمية المعاصرة على مختلف مناحي الحياة.

تعزيز الدور الحضاري

أما سعادة السفير خالد فتح الرحمن مدير مركز الحوار الحضاري في منظمة "الإيسيسكو" فقد تحدث عن دور المراكز المتخصصة في الحوار الحضاري في تحقيق جسور التفاهم، قائلا "تنهض مراكز الحوار الحضاري في العالم كله من خلال مهمة واحدة وهي تعزيز منطوق الحضارة من فحوى الحوار، مشيرا إلى وجود أدوات حوارية للعمل على تعزيز الحوار نفسه وآلياته وأدواته، بالإضافة إلى تعزيز الدور الحضاري في موضوعاته المتشعبة والتي تتسق مع قضية التعايش بين البشر تعايشاً سلمياً، وهو ما يجعل من الضروري أن يتفاهم الناس مع الآخرين ومع ثقافتهم، وأن يؤدوا دوراً مشتركاً في هذا الفهم".

تحقيق المواطنية العالمية

كما تناولت السيدة جاودة منصور من مكتب اليونسكو لدول الخليج واليمن بالدوحة التعريف بالإستراتيجية الثقافية لليونسكو في دول مجلس التعاون الخليجي، موضحة أن منظمة اليونسكو تسخر جميع إمكاناتها وجهودها لتطوير أدوات تربوية ووسائل تعليمية إرشادية وبناء القدرات تحقيقا للمواطنة العالمية بعيدًا عن جميع أشكال التمييز والكراهية والتعصب، وتأخذ هذه الجهود بعين الاعتبار عدم كفاية التدابير السياسية والاقتصادية للحكومات لتأمين الدعم الدائم والعملي للشعوب، مشيرة إلى إيمان المنظمة بأن السلام يقوم بالأساس على الحوار بين الحضارات والثقافات والشعوب على قاعدة التفاهم المتبادل.

وقالت: تماشيًا مع الأولويات العالمية لليونسكو، يضع مكتب اليونسكو لدول الخليج واليمن برنامج عمل محليا بالتشاور مع الدول الأعضاء، مؤكدة أن اليونسكو لديها قناعة راسخة بأنه لا يمكن أن تكون التنمية مستدامة بدون عنصر ثقافي قوي؛ حيث تُعد الثقافة أحد المحركات الرئيسية للتنمية، وأن للأفراد والشعوب حقا أساسيا في المشاركة فيها والتمتع بها.

الوحدة مصدر القوة

وقالت السيدة مريم ياسين الحمادي مدير إدارة الثقافة والفنون في تصريحات صحفية عقب ختام الملتقى إن شعار اليوم الوطني للدولة 2022 "وحدتنا مصدر قوتنا" يؤكد أنه بتضافر الجهود دائما ما يتحقق الأفضل من الأعمال، وأن المناقشات التي تمت خلال الملتقى عكست وحدة التوجهات والاستراتيجيات المعمول بها، ما يسمح أن تكون هناك مناطق تلاقٍ عديدة، يمكن أن تحدد منطقة الأهداف، خاصة المناطق المشتركة، وفي مقدمتها تعزيز الهوية، وكذلك تعزيز التواصل الحضاري، سواء على مستوى حوار الأديان، أو الحوار الثقافي من خلال مبادرات متنوعة.

وأضافت أنه وفق المناقشات التي تمت خلال الملتقى، فإنه تم الاتفاق على بعض المحاور التي سيتم التعامل معها بشكل مشترك من خلال المنظمات المشاركة، ما يعكس توحيد الجهود والمواقف المشتركة، وفي مقدمتها البدء في مشروع مشترك للغة العربية، لما تمثله من اهتمام كبير على المستوى المحلي، وكذلك على المستوى العربي.