رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1226

تريتا بارسي لـ الشرق: قطر تقود جهوداً دبلوماسية لإحياء الاتفاق النووي

13 مايو 2022 , 05:45ص
alsharq
تعاون قطري إيراني في الاستعدادات لكأس العالم - أرشيف
واشنطن- زينب إبراهيم

أكد د. تريتا بارسي الخبير المتخصص في الشؤون الإيرانية وأستاذ السياسة الدولية بجامعة جونز هوبكنز أن هناك أكثر من مبادرة جمعت ما بين قطر وإيران في ضوء علاقاتهما المتميزة والتي لها طبيعة إستراتيجية تمتد على صعيد الاقتصاد والطاقة، لاسيما الشراكة في حقول الغاز الطبيعي، وأيضاً الاتفاقات المهمة على صعيد النقل الجوي، وتوجه به توافقاً في السياسة الخارجية في ضوء البحث الإيراني على التقارب الإقليمي بما يحمله من مساحات تراها طهران لا تنعكس على واقع العلاقات التي تجمعها خليجياً، في حين تجنح قطر لسياسة احتواء الصدمات ووضع حد للتصعيد، وترى من نهج الحوار سبيلاً في تجاوز التعقيد الخليجي الإيراني خاصة لحماية مصالح مشتركة مهمة في وقت صار فيه المشهد العالمي يتشكل وفق خارطة جديدة، الجميع فيها بحاجة لإعادة قراءة وتقييم علاقاته الدولية بما يتوافق مع المصالح والغايات البراغماتية بعيداً عن زيادة مساحة العداء على أكثر من جبهة، كما أن قطر الحليف المقرب للغاية من أمريكا كانت من أبرز الداعمين للاتفاق النووي الإيراني ولعبت في الأشهر الأخيرة على استثمار المباحثات النووية في فيينا في زياراتها الخارجية الرئيسية إلى روسيا والمباحثات المتجددة مع أمريكا والصين والدول الفاعلة في المشهد العالمي.

◄ مباحثات مهمة

ويتابع د. تريتا بارسي في تصريحاته لـ الشرق: إن الشهور الأخيرة شهدت عدداً من المباحثات المهمة بين المسؤولين في قطر ونظرائهم في إيران بشأن العديد من الاتفاقات الموقعة بهدف تحقيق المزيد من الشراكة، ويمكن القول إن توجهات الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الذي كان أول رئيس لإيران يزور قطر منذ 11 عاماً في قمة الدول المصدرة للغاز، تأتي لصالح تعزيز العلاقات الحيوية مع الدوحة للانتقال من مرحلة التواصل المفتوح والمباشر إلى إمكانية العمل المشترك في أكثر من ملف سواء في الملف النووي أو الحوار الخليجي، وأيضاً عقد الكثير من الصفقات الحيوية المهمة التي تدعم فرصاً إيجابية بين البلدين مع تضاعف التبادل التجاري الإيجابي بين البلدين في السنوات الأخيرة، والمرحلة الحالية الفارقة التي وضعت قطر في مكانة حيوية للقيام بأدوار بارزة في ملفات الوساطة واحتواء التصعيد؛ حيث إن العلاقات ما بين طهران والدوحة عموما تطورت بصورة أوثق في عام 2017 بشراكة إيجابية مهمة بدأ من حينها في ضوء الاهتمام العالمي بالمنطقة خاصة في القضايا الإقليمية تفهم الوضع الجيوسياسي الذي يستوجب علاقات إستراتيجية متعددة، وفي هذه النظرة الإستراتيجية دائماً ما امتلكت كل من الكويت وعُمان بجانب قطر رؤية متعلقة بالأهمية المشتركة الخاصة بضرورة وجود علاقات حيوية مع إيران، من جانب آخر كان لقطر خصائص فريدة فيما يتعلق بالشراكة في حقل غاز الشمال مع إيران، ووجود الدولتين كقوتين بارزتين في الطاقة والنفط، فالمباحثات عموماً دائماً ما كانت حاضرة حتى ولو على الهامش التنسيقي الخاص بمعايير السلامة الخاصة باستكمال عمليات التوسعات، أو الجهود المشتركة لتدعيم سوق الغاز الطبيعي عالمياً، والملاحظ أيضاً بكل تأكيد في قراءة الأرقام الاقتصادية هو زيادة متصاعدة في حجم التبادل التجاري بين قطر وإيران في الأعوام الخمسة الأخيرة، وعلى صعيد العلاقات الدبلوماسية والسياسية فتتبنى قطر اتجاها إيجابياً من أجل تدعيم سياسة حل الخلافات الدبلوماسية عبر مبادئ الحوار والإيمان بالدبلوماسية الناجزة من أجل حل الصراعات لحماية وحفظ الاستقرار الإقليمي.

◄ استعدادات المونديال

ويوضح د. تريتا بارسي في تصريحاته لـ الشرق: إنه بكل تأكيد يأتي كأس العالم الذي تستعد قطر لاستضافته في نوفمبر المقبل كحدث مهم، وفي سبيل ذلك جاءت التأكيدات الإيرانية المهمة عبر الرئيس إبراهيم رئيسي باعتزام بلاده توفير كافة الاحتياجات والمساعدة التي تحتاجها قطر وتعميق سبل التعاون التي بكل تأكيد ستكون حاضرة وربما يكون ذلك عبر ترتيبات لوجستية في النقل البحري والجوي تشمل قطر وإيران في أغراض تنسيقية في إطار الاستعدادات القطرية لاستضافة بطولة كأس العالم، وهناك توجه أيضاً أكد عليه الرئيس الإيراني بتفعيل جميع طاقات التعاون وإيجاد تنسيق وثيق بين البلدين يمكنهما من اتخاذ خطوات مؤثرة في سياق الشراكة الثنائية، وهو ما زاد من الترقب لزيارة صاحب السمو إلى طهران، في ظل توقعات بقرارات مهمة وصفقات كبرى بدأت المباحثات حولها بين وزيري النقل في كلا البلدين كانت الاستعدادات لكأس العالم الوجه الأبرز لهذه المباحثات الثنائية، كما أن طبيعة الاتفاقات الموقعة بين الجانبين والتي شملت مذكرات تفاهم سياسية، ومذكرة تفاهم في مجال التعليم الدبلوماسي، ومذكرة تفاهم بمجال الكهرباء وأخرى بشأن النقل البري وإلغاء التأشيرات والمعايير القياسية والتعليم والثقافة، بدأت تترجم إلى إجراءات واقعية خاصة في مجال الكهرباء في إطار تفعيل الاتفاقيات الخاصة بربط خطوط الكهرباء بين قطر وإيران.

◄ قطر والاتفاق النووي

ويختتم د. تريتا بارسي تصريحاته قائلاً: إنه بكل تأكيد تسعى قطر إلى مباشرة الجهد الدولي الخاص بجهود الوساطة الإيجابية بين واشنطن وطهران، ذلك في ضوء اتصالات مستمرة بين سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، مع نظيره الإيراني أمير حسين عبد اللهيان، تطورات الموقف الأمريكي ومستجدات مفاوضات فيينا النووية، التي توقفت عن الانعقاد ولكنها خلصت إلى مسودة اتفاق جاهزة للتوقيع، وصحيح أن الكثير من التعقيدات التي أكدها المبعوث الأمريكي إلى إيران روبرت مالي بشأن قرب التوقيع على الاتفاق النووي رغم الاستعدادات الأمريكية لتقديم الكثير من التنازلات الكبيرة في سبيل تدعيم تلك الخطوة التي انسحبت منها إدارة الرئيس السابق ترامب منفردة، وكان هذا محوراً رئيسياً للخلاف في ظل الطلب الإيراني بإلزام الرئيس المقبل باحترام الاتفاقية الجديدة الموقعة والنسخة الموقعة منها ولكن ذلك ليس من سلطة الرئاسة الأمريكية الحالية ومحل تفاوض بكل تأكيد، فالقضية لا ترتبط فقط بإسقاط العقوبات الاقتصادية المتزايدة على إيران ولكنها مرتبطة أيضاً بتوفير ضمانات كافية لإيران التي من الطبيعي أن تظل متشككة في الالتزام الأمريكي، كما أن دور وساطة قطر بين واشنطن وطهران يدعم الجهد الدولي والأوروبي والدول ذات المصالح التي ناقشت العديد من الأمور المتعلقة باستعادة الاتفاق النووي الإيراني.

ومن الممكن تفهم أهمية المباحثات الثنائية، بالرغبة في وجود دفعة جديدة تجاه استعادة الاتفاق، وذلك في ظل تزايد المساعي الدبلوماسية العالمية وأيضاً توجه إدارة بايدن وأيضاً الدوائر الإيرانية بالاستعداد للمضي قدماً في خطوة استعادة المباحثات الإيجابية لاستعادة الاتفاق النووي الإيراني، ويأتي ذلك ضمن موقف من التنازل المشترك أو طرح سياسة الالتزام المشتركة والتي تتمثل في أن الموقف الحالي لإدارة الرئيس جو بايدن يرغب في أن تظهر إيران مبادرة أو تعهداً واضحاً بالرجوع عن تلك الخطوات والتي يكون التراجع عنها شريطة لرفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية الموقعة على إيران، وبصورة طبيعية على الجانب المقابل ترغب إيران في النقيض من الطرح الأمريكي بالتمسك برفع العقوبات الاقتصادية أولاً حسبما صرحت القيادات الإيرانية، ومن هنا يتبدى ما يمكن للوساطة القطرية دعمه في هذا الموقف بضرورة النقاش والتفاوض بين أمريكا وإيران حول اتفاقيات ملزمة لاتخاذ خطوات جدية في هذا الصدد.

مساحة إعلانية