رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

13235

العنزي يروي مشاهداته بالصومال: شاهدنا نازحين حوّلهم الجوع إلى هياكل عظمية

13 أبريل 2017 , 06:05م
alsharq
نشوى فكري

عبدالله العنزي يروي مشاهداته في الصومال:

شاهدنا نازحين حوّلهم الجوع إلى هياكل عظمية

غادرنا بيدوا.. وبعد ساعات سقطت قذيفة أطلقها فصيل متمرد

أبكتني رؤية طفل صغير على فراش الموت بسبب الكوليرا

بلدة بيدوا يسكنها ما بين 800 ألف إلى مليون نازح

من شدة العطش يتعاركون للحصول على مياه التناكر

عندما يصاب شخص بكسر في يده أو قدمه ليس هناك علاج إلا البتر

الرحلات التطوعية رسالة طمأنة للمتبرعين بأن أموالهم في أيد أمينة

العمل الإنساني علمني الصبر وعدم التذمر والابتسامة مهما كانت الآلام

عبدالله رشيد العنزي، ناشط في مواقع التواصل الاجتماعي، يناقش القضايا المحلية والمجتمعية، وصاحب طاقة إيجايبة، عاد مؤخرا من الصومال ضمن رحلاته التطوعية العديدة، التي شملت موريتانيا والهند وبنجلادش والسودان، وقد خص "الشرق" بمشاهداته في البلاد التي زارها سفيرا للخير لتكون بمثابة خبرات وتجارب للشباب المحب للعمل الانساني.

في البداية قال العنزي إنه قبل السفر إلى أى دولة، يحرص على قراءة جزء من تاريخها، واثناء قراءته عن دولة الصومال، اكتشف أنها قديما كانت ترسل مساعدات إلى دول الخليج، وأيضا ترسل قوات عسكرية لمساعدة دول افريقية، ولكن الحروب والجهل هما السببان الرئيسيان في جعل هذا البلد متأخرا إلى هذا الحد، ويفتقر أهله إلى الأمن وإلى كل ما يمت للحياة المعاصرة بصلة، ويعانون الجوع والعطش، وتابع قائلا: لقد كانت رحلة طويلة وشاقة جدا، حيث ذهبت مع فريق قطر الخيرية، وتحركنا من قطر إلى كينيا، ومن هناك ركبنا طائرة للصومال، وعندما وصلنا رأينا المطار نائيا وبعيدا، وفي العاصمة مقديشو رأينا الكثير من النازحين، بيوتهم اشبه ما تكون بالخيام، ولكن مقامة على اعواد من الخشب، وتغطيها قطع من القماش البالي، تحميهم من التعرض المباشر لأشعة الشمس، وهم يفترشون الارض داخلها، ثم ذهبنا بالطيران الداخلي من العاصمة مقديشو، مسافة استغرقت ساعة ونصف إلى بلدة بيدوا، والتي يوجد بها ما بين 800 إلى مليون نازح، وحتى الآن لا يوجد حصر دقيق للأعداد من كثرة النازحين، وشاهدنا مأساة حقيقية، يكاد يكون النازحون الموجودون بالعاصمة افضل حالا من نازحي بيدوا، ويعانون من الجفاف ولا يوجد لديهم مياه، وكانوا يتعاركون للحصول على مياه التناكر، وبيوتهم حوائطها من الخيش المهترئ لا تحميهم في حالة سقوط امطار.

كبار السن

وأشار العنزي إلى أن كبار السن هناك من الرجال والنساء، اجسادهم عبارة عن هياكل عظيمة، فلا يوجد طعام ولا شراب ولا أمان، وعندما دخلنا البيوت كنا نرى الأطفال نائمين، من شدة الحر، ولايجدون ما يطبخونه، فآثار الحطب الموجودة على الارض، تؤشر إلى انه لم يتم إشعال نار منذ أكثر من 3 أيام، وأثناء وجودنا ببلدة بيدوا، جاءنا أمر بالإخلاء السريع للمكان، حيث قامت إحدى الفصائل المنشقة بغزو منطقة قريبة من بيدوا، لذلك غادرنا المكان سريعا بعد توزيع المعونات، وعدنا مرة أخرى إلى مقديشو، وعند وصولنا، علمنا بوقوع انفجار في بيدوا.

وقال العنزي إن وباء الكوليرا منتشر في الصومال، ويتسبب في وفاة اعداد كبيرة من الناس، لذلك فقد قمنا بزيارة إلى احد المستشفيات بعد اتخاذ كافة التدابير والاحتياطات، ووجدنا المكان ينقسم إلى خيمتين، واحدة مخصصة للحالات الخطيرة، والأخرى للأقل خطورة، بالإضافة إلى مبنى يوجد به اشخاص مصابون بطلقات نارية في ارجلهم واذرعهم، واستطرد قائلا: لقد رأينا حالات مأساوية، تم بتر اعضاء مصابين، لمجرد سقوطهم من مكان مرتفع على ارجلهم أو اذرعهم، وهؤلاء لا يتم علاجهم أو تجبيرهم بعد الكسر كما هو معروف، ولكن يتم بتر الاعضاء المصابة لعدم وجود أدوية أو علاجات، ورغم كل هذه الآلام والمعاناة فإنهم يقابلون واقعهم بابتسامة، مشيرا إلى أنه ذهب إلى خيمة مرضى الكوليرا، وشاهد هناك مرضى في لحظاتهم وأيامهم الأخيرة، حيث يوجد الكثير من الحالات الميئوس منها، وذووهم يقفون بجوارهم يحاولون تهويتهم، من شدة الحر، خاصة وأن الأسرِّة على ارض رملية، اما المشهد الذي ابكاني عندما رأيت طفلا عمره لا يتجاوز العام والنصف على فراش، وأعراض المرض بدأت تظهر على جسده الصغير، ورغم ذلك فالجميع لا ينطقون إلا كلمة واحدة وهي "الحمد لله"، وهنا ادركت قيمة النعم المحيطة بنا والتي نعيش فيها، وأدركت أنه مهما كان احساسنا بالضيق والآلم، هناك من هم أكثر منا آلاما ومرضا وضيقا.

مركز الأيتام

وتحدث العنزي عن زيارة الوفد إلى مركز الايتام في العاصمة مقديشو، وقال إن المركز يضم عددا كبيرا من الايتام، وأعمارهم متفاوتة بداية من الاطفال حتى المراهقين، حيث إنهم قاموا بقضاء يوم كامل برفقتهم، ونظموا لهم بعض الفعاليات، وشاركوهم الالعاب مثل لعبة كرة القدم، ثم وزعوا عليهم بعض الهدايا، مؤكدا أهمية الرحلات التطوعية، التي تعتبر بمثابة طمأنة للمتبرعين بأن أموالهم وتبرعاتهم تصل إلى مستحقيها، بل وإلى الأكثر تضررا في كل دولة محتاجة في كل بقاع الأرض، لافتا إلى ان كل متبرع هو بمثابة شريك في الوصول إلي المحتاجين وتخفيف معاناتهم، خاصة وأن الجوع والألم يحملان احساسا واحدا مع اختلاف الموقع، ولكن في الصومال الوضع هناك اكثر صعوبة، ويجب علينا مساعدتهم من منطلق رد الجميل لهم، كما أن ديننا الحنيف يحثنا ويدعونا إلى مساعدة المحتاجين والوقوف معهم في محنتهم.

مشاهد مشتركة

وعن رحلته إلى موريتانيا، أوضح أن هناك الكثير من المشاهد المشتركة بين الصومال وموريتانيا، خاصة المنطقة التي تدعى مثلث الفقر، والتي تبعد اكثر من 500 كيلومتر عن العاصمة، لافتا إلى أن البيوت من الحطب، وتغرقها الامطار بسهولة، وتابع قائلا: إن هذا المكان لم يكن فيه أي مستشفى أو مستوصف قريب، لذلك فإنه معروف لديهم إذا استعصت ولادة سيدة، وتطلب الامر عملية قيصرية، ليس أمامها إلا حلين إما إجهاض الطفل أو موت الأم، والمدرسة الموجودة عبارة عن خيمة بها لوح خشب، والطلاب يجلسون على الأرض، لذلك كانت الاولوية بعد جمع التبرعات بناء مستشفى ومدرسة ومسجد.

وأشار العنزي إلى أنه يفضل السفر مع فريق أفراده يتمتعون بالطاقات الايجابية، ويطغى عليهم روح العمل الجماعي، لأن مثل هذا الفريق يستطيع أداء مهامه ونقل الصورة الصحيحة للناس عن المكان الذي يذهب إليه، بدون أي تصنع، فالشخص ينقل ما يشعر به من القلب، لذلك فهو يصل مباشرة إلى القلب، مؤكدا أنه دخل مرحلة جديدة بعد رحلاته التطوعية، وشعر بأنه شخصية مختلفة، حيث إنه اكتسب الكثير من الصفات، أهمها التحلي بالصبر وعدم التذمر ورسم الابتسامة على وجهه مهما كانت الآلام أو المشاكل، وتابع قائلا: بالفعل هناك صعوبة على الجميع في القيام بتجربة العمل الانساني والسفر، ولكن نحن في حاجة لمثل هذه الاعمال لإرضاء الله عز وجل، وسوف نجد ثواب هذا العمل، ومردوده الإيجابي، لأن فعل الخير سوف يعود على صاحبه بالخير في الدنيا والآخرة.

اقرأ المزيد

alsharq وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل في سوريا: مشاركتنا في المؤتمر الإسلامي لوزراء العمل بالدوحة يكرس عودة سوريا إلى محيطها العربي والإسلامي

أكدت سعادة السيدة هند قبوات وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل في الجمهورية العربية السورية، أن مشاركة سوريا للمرة الأولى،... اقرأ المزيد

232

| 16 أكتوبر 2025

alsharq سلسلة جبال التاكا شرق السودان.. رحلة عبر الزمان وشموخ يحكي عظمة المكان

تعد سلسلة جبال التاكا التي تحتضنها مدينة كسلا حاضرة ولاية كسلا بشرق السودان من أجمل المعالم الطبيعية التي... اقرأ المزيد

274

| 15 أكتوبر 2025

alsharq لولوة الخاطر تروي قصة فسيلة شجر الزيتون التي غرستها في 2021 وصمود أهل غزة وفلسطين

قالت سعادة السيدة لولوة بنت راشد بن محمد الخاطر، وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي، إن اليوم يشرقفجر جديد... اقرأ المزيد

822

| 14 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية