رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

3433

تصعيد مخططات تهويد القدس والمسجد الأقصى

13 يناير 2021 , 07:00ص
alsharq
غزة - حنان مطير

منذ اللحظات الأولى لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي على القدس عام 1967، وهو يتبع سياسة عدوانية عنصرية تجاه المقدسيين، وذلك من أجل تشديد وإحكام السيطرة على المدينة المقدسة وتهويدها، عبر مجموعة من الإجراءات العنصرية الجائرة باتباع سلسلة من القرارات والإجراءات التي طالت جميع جوانب حياة المقدسيين اليومية.

لكن عصابات المستوطنين اليوم تتمادى في عنصريتها مستهدفةً مشاعر المسلمين جميعًا بتقديم مقترح تفكيك قبة الصخرة المشرفة، لحكومة الاحتلال الإسرائيلي من أجل إقامة هيكلهم المزعوم، لا سيما أن تلك العصابات تتمتع بدعمٍ واسع من المؤسسة الإسرائيلية الرسمية، وبالذات من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

وحول ذلك المقترح الخطير أكّد مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني أن حالة الضعف العربي والإسلامي هي من أعطت الضوء الأخضر للمستوطنين وجرأتهم على الإقدام على مثل تلك الاقتراحات. وقال:" هذه الاقتراحات تدلل على نية المستوطنين في إشعال المنطقة، لأنها أكثر ما تُثير مشاعر المسلمين في العالم". وأضاف: "إنه مقترح بمثابة إشعال فتيل حرب".

وحمل الكسواني حكومة الاحتلال والمستوطنين ردة فعل الشارع الفلسطيني والمقدسي تحديدًا على هذا الاقتراح العنصري مطالبًا الفلسطينيين بشد الرحال للأقصى لتعزيز إسلاميته وعروبته، داعيًا الأمتين العربية والإسلامية إلى دعم الشعب الفلسطيني وخاصة المقدسيين لبقاء صمودهم ورباطهم داخل الأقصى.

وقال رئيس مركز القدس الدولي د. حسن خاطر: "هذا المقترح يشير لوجود قناعات وأمور خطيرة توصل إليها الاحتلال حيث يبدأ بالبحث عن طرق لإزالة الأقصى وإقامة ما يزعمون بأنه هيكلهم". وأضاف:" هذا يعني أن الأمور وصلت إلى نهايتها بالمساس الحقيقي والفعلي للأقصى". وبين أن مصطلح "تفكيك يأخذ منحى أكثر خطورة، معتبرا:" تلك لغة رسمية، يحاول الاحتلال فيها اتخاذ جانب شرعي قانوني، وكأن الجانب الرسمي في دولة الاحتلال يتبنى هذا الأمر". وأوضح أن الاحتلال حاول عدَّة مرات تفجير "قبة الصخرة.

ومن بين تلك المحاولات كانت عام 2015 حيث أعد المهاجر الأميركي آدم ليفيكس (30 عاما) خطتين لتنفيذ الهجوم، الأولى بصاروخ، والثانية بواسطة طائرة صغيرة بلا طيار مفخخة وذلك بتوجيه من منظمات صهيونية ومسيحية متطرفة، ولكن تمّ إحباط ذلك وفق صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية.

وبيَّن الكسواني أنه لا يوجد أمر بعيد على الاحتلال وعصابات المستوطنين، وأن الأجواء الحالية من اعتداءات متكررة للمستوطنين بحماية جنود الاحتلال تؤكد أن كل ما يفكرون به ويقترحونه ليس ببعيد عليهم تحقيقه، قائلأ:" الإعلان عن هذا المقترح في هذا التوقيت محاولة لتوجيه الطاقات الإجرامية للمستوطنين، باتجاه أهداف كبرى مثل الأقصى، لا سيَّما أنهم جاهزون لتنفيذ أي جريمة".

وقالت المرابطة المقدسية هنادي الحلواني:" هذا المقترح لم يكن وليد اليوم إنما سمعتُه بأذني على ألسنة المستوطنين حين كنت معلمة في مساطب العلم التي منعها الاحتلال عام2015 للأسف، حيث كان المستوطنون يقفون في الجهة الشرقية وينظرون لمسجد قبة الصخرة ويشرحون لأبنائهم وللطلاب باللغة العبرية كيف أنهم سيبنون الهيكل مكان مسجد قبة الصخرة بعد أن تصبح القبة ردمًا كذلك الردم في المنطقة الشرقية". يذكر أن مخلفات ترميم المصلى المرواني تم تكديسها في الجهة الشرقية منذ عام2000 ويمنع الاحتلال من إزالتِها من أجل تهميش المنطقة والسيطرة عليها، وفي نفس الجهة يقع مصلى الرحمة الذي أغلقه الاحتلال مدة 16 عامًا ولم يُفتَح إلا قبل عامٍ من اليوم، فكان المستوطنون يشيرون إلى أن مسجد قبة الصخرة سيصبح ركامًا مثل ذلك الركام في الجهة الشرقية.

وأوضحت الحلواني أن "المستوطنين لا يريدون بناء هيكلهم المزعوم فقط، إنهم يريدون المسجد الأقصى بأكمله، لكن هيهات أن يحدث ذلك ما دمنا مرابطين فيه، رغم أن تلك المخططات تؤذينا وتشعرنا بغصة حقيقية خاصة في ظل التخاذل العربي".

وفي تصريح سابق لخطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري، أكّد أن "الاحتلال طامع في المسجد الأقصى وفي كل مرحلة يحقق مكاسب ويحاول فرض واقع جديد فيه".

وأوضح أن الجماعات اليهودية تصول وتجول لتحقيق مكاسب جديدة ومشاريع استيطانية تهويدية، وأن تسريب معلومات عن مخطط لتفكيك قبة الصخرة هو جس للنبض ولمعرفة ما إن وُجِدت ردود فعل فلسطينية ومقدسية حول المخطط التهويدي أم لا.

وأكد أن أطماع الاحتلال مرفوضة جملةً وتفصيلًا وأن المقدسيين لن يستسلموا لمخططاتهم، وأن أي عدوان من قبلهم لن يكسبهم أي حق في المسجد الأقصى المبارك. وشدّد على أن الأقصى للمسلمين وحدهم ولا علاقة لليهود به مهما حاولوا فرض وقائع جديدة.

مساحة إعلانية