رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

4847

كيف نهيئ الطلاب للعودة إلى المدرسة؟.. اختصاصيون وتربويون يجيبون

12 أغسطس 2022 , 07:00ص
alsharq
ملاك لعباشي

أكد اختصاصيون أن انتقال الطفل من البيت إلى المدرسة يعد من الأحداث الهامة في العملية التربوية بشكل عام وحياته بشكل خاص، وترجع أهمية هذا الحدث في العملية التربوية بتحقيقها أهم أهدافها وهو خلق الإنسان السليم نفسيا وصحيا وعقليا وخلقيا واجتماعيا ودينيا، ولن يتحقق هذا الهدف بدون تعليم هادف من خلال مدرسة تسعى لتحقيق هذا الهدف وتجسيده واقعا في نفوس أطفالنا أمل اليوم ورجال الغد. وبانتهاء العطلة الصيفية وبداية العودة إلى المدارس ينتهي وقت التسلية ويبدأ وقت الدراسة والمذاكرة، فالتحضير للعام الدراسي الجديد أمر مهم، خاصة بعد أيام طويلة قضاها الأطفال في الإجازة قد يصبح من الصعب التأقلم مع روتين جديد يرافق العودة للمدرسة مجددًا ومن أجل ذلك يجب تهيئة الطفل نفسياً وجسديًا قبل بدء العام الدراسي.

وأكدوا لـ "الشرق" أن العودة إلى المدارس خطوة مهمة لبداية العام الدراسي الجديد ولضمان جودة التعليم، ولكن يجب أن يسبقها تهيئة للعودة للنظام وللالتزام وإعادة ترغيب الطفل في المدرسة وتشكيل صورة ذهنية إيجابية عنها بعد مرحلة الفوضى وعدم الالتزام والانتقال للنظام ويكون بالتدريج دون الضغط والشدة والتهيئة لشراء الأدوات المدرسية وتنظيم وقت النوم قبل العودة إلى الدراسة وتصفح المواد الدراسية وتذكر المواد السابقة.

د. هلا السعيد: التركيز على الجاهزية النفسية والعاطفية

قالت د. هلا السعيد طبيبة نفسية إن العودة إلى المدارس خطوة مهمة لبداية العام الدراسي الجديد ولضمان جودة التعليم، ولكن يجب أن يسبقها تهيئة للعودة للنظام وللالتزام، إن أبناءنا يحتاجون إلى تهيئة نفسية ومعنوية، حتى يكونوا مستعدين للعودة إلى المدرسة، بعد فترة إجازة صيفية والتشويش بالمفاهيم التي اكتسبوها لفترات طويلة من المدارس وعودة طلابنا للالتزام والتقيد بالوقت واحترام المعلم والمادة العلمية والفصل والمدرسة والزملاء بعد السهر واللعب والتغير بالعادات الغذائية الصحيحة.

قبل العودة إلى المدارس بعد العطلة الصيفية لابد من تربية الأبناء على العادات والسلوكيات الطيبة داخل المدرسة، حيث يجب على الآباء غرس السلوكيات الحميدة في أطفالهم والبدء في حوار معهم بعنوان (العودة للمدرسة) بجو ودي وإيجابي، الاستماع والأصغاء إلى الأبناء، الهدف منه إيجاد جو ودي للحوار، وقد نفاجأ أنه عند توفر هذا الجو من الحوار أن هناك نقاطا لدى الأبناء سيسألون عنها، وأحيانا تعبر الأسئلة عن حالات قلق خفي لديهم، وهذا طبيعي في كل فترة انتقالية حتى للكبار يزيد المجهول عن المعلوم، وهذا ما يولد القلق، والسعي لتوفير الجو الحواري وتوقعات الأطفال والأبناء، من شأنه إحداث تغييرات داخلية، وعمليا يساهم ذلك بتهيئتهم نفسيا للمرحلة الدراسية وإدراك انتهاء جو العطلة ووقت الفراغ والمرونة والحرية وعدم الالتزام وعدم النظام، إلى مرحلة النظام الدراسي، كما يجب إشراك الأولاد في عملية تحضير الكتب والدفاتر ومستلزمات الدراسة، فتحضيرهم لهذه المستلزمات يساعدهم في الاستعداد للدخول للعام الدراسي، مع ضرورة التجهيز النفسي والعاطفي لاستقبال المدرسة، فإذا لم يكن الطالب جاهزا نفسيا وعاطفيا، حتى لو كان طالبا متميزا من ناحية تحصيلية، يمكن أن يحدث ذلك تراجعا على المدى البعيد، لذلك نركز على الجاهزية النفسية والعاطفية.

انتصار عيد: النجاح يعتمد على الاستعداد المسبق

أكدت انتصار عيد محمد أخصائية مستشارة تربوية أن بعد عطلة صيف طويلة وقضاء أوقات ممتعة سواء بالسفر أو بالألعاب والأنشطة، يبدأ العد التنازلي للبدء بعام دراسي جديد (هذه الدورة تتكرر في كل عام). قبل بدء العام الدراسي يتشكل لدى الوالدين هواجس تشغل تفكيرهم حول المرحلة القادمة سواء على صعيد التحضير لبداية عام جديد أو التحصيل الأكاديمي للأبناء. لذا الاهتمام بالاستعداد المسبق للبدء بعام دراسي جديد يساعد على البدء بكل يسر وسلاسة. من هنا يجب على الأهل تهيئة الأبناء قبل بدء العام الدراسي بأسبوعين على الأقل لتقليل القلق والتوتر اللذين قد يتعرض لهما الأبناء، حيث إن تذكير الأبناء بموعد بدء العام الدراسي يساعدهم على الحرص على القيام بواجباتهم والاهتمام بمسؤولياتهم. لذلك على الأهل تهيئة الأبناء نفسيا من خلال الحديث بإيجابية عن التعلم والعلم ودور المدرسة في حياة كل فرد في المجتمع وما توفره من أنشطة تعليمية وترفيهية، حيث إن المدرسة هي المكان الوحيد الذي يوفر الفرص لإشباع احتياجات الأبناء المتعددة.

كما يُنصح الأهل باستخدام عبارات التشجيع مثل "أنت متفوق، وستحقق نتائج مبهرة هذا العام، نحنُ فخورون بك لأنك الآن كبرت وانتقلت لمرحلة متقدمة" وغيرها من العبارات التي من شأنها شحذ الهمة وإثارة الحماس لدى الأبناء. ومن الجميل أن يذكِّر الأهل أبناءهم بالزملاء والأصدقاء وهذا بالتأكيد يشجعهم على انتظار أيام الدراسة. أما جسدياً، يجب التنبه لأهمية النوم مبكرا حيث إن الكثير من الأهل لا يلزمون أبناءهم على النوم مبكرا خلال الإجازة الصيفية أو خلال أي عطلة طويلة نوعاً ما، حيث يميل الجميع إلى النوم متأخرًا والاستيقاظ متأخرًا، وفي هذه الحالة تكون ساعة الجسم قد اعتادت على الاستيقاظ متأخرًا، لذلك يجب محاولة تعديل سلوكيات النوم قبل أسبوع على الأقل من بدء المدرسة لتفادي حدوث مشكلة عدم تقبل المدرسة بسبب قلة النوم. ثم أن الحرص على تناول وجبات صحية وبمواعيدها يساعد الأبناء على تنظيم أوقاتهم وضبط سلوكيات غذائية سليمة تساعد في بناء أجسام صحية. ولتهيئة الأبناء فكريا وذهنيا فإنه من المفيد جدا قراءة القصص أو الكتب المناسبة كلُ حسب عمره ومستواه مع مناقشة هذه القصص والكتب للتأكد من عملية فهم المادة المقروءة، وربطها بالمواد الدراسية مع الحرص على التدرب على العمليات الحسابية الأساسية.

عبدالرحمن ضاحي: برمجة عقولهم للعودة المدرسية

قال عبدالرحمن ضاحي باحث تربوي: الأجساد والعقول ليست آلات صمّاء، بل تتسم بالمرونة والقابلية للتشكيل، وينبني على ذلك مراعاة تلك المرونة عن طريق بناء العادات وتعويد العقل على نظام الحياة المطلوب، سوء كان دراسة وعملا أو إجازة. وبما أن بناء العادات يحتاج أقل مدة من 3 أسابيع إلى 4، فإنه يجب على الوالدين من الآن تأهيل أبنائهما الطلاب وبرمجة عقولهم وأجسادهم للحياة الدراسية، وذلك لأن عقولهم قد تبرمجت على الإجازة والراحة، والرجوع للحياة الدراسية دون تمهيد ستكون صادمة ومزعجة للعقل والجسد.

تستطيع عمل ذلك التمهيد عبر عدة إجراءات مثل: تبكير النوم بشكل متدرج بحيث تتعود الساعة البيولوجية على النظام الجديد، كذلك تقليل ساعات الجلوس على الأجهزة الإلكترونية، ويجب أن نراعي في تطبيق ذلك التدرج كي لا ينصدم العقل بالنظام الجديد، ويتملل الطالب من تلك الإجراءات. يجب أيضا تعويد الأبناء على القراءة والكتابة، وإن كان ذلك يجب ألا ينقطع في الإجازة، ولكن للأسف الكثير من الطلاب يبتعد عن تلك المهارتين في الإجازة، فيرجع للعام الدراسي وقد انخفض مستواه في الكتابة والقراءة. فيجب على الوالدين تنشيط تلك المهارات مرة أخرى. من الأمور الهامة الاهتمام بالإعداد النفسي للأبناء، فكثير من الأبناء يشعر بالتوتر مع اقتراب السنة الدراسية بعد انقطاع، والوالدين يجب عليهما تهيئتهم بتذكيرهم بالأشياء الإيجابية في المدرسة مثل الالتقاء بالأصدقاء مرة أخرى واكتساب المهارات الجديدة.

محمد الشاعر: تهيئة الطالب تدريجياً

أكد محمد الشاعر أخصائي نفسي أن العطلة الصيفية تقترب من نهايتها ويبدأ العام الدراسي الجديد وهي الفترة التي يشعر بها الآباء والأطفال بالقلق والتوتر من العودة للمدارس، تراودهم المخاوف من الرجوع للمدرسة بعد فترة طويلة من الجلوس في المنزل وراحة الدماغ من الدراسة والامتحانات والواجبات لذلك يجب الاستعداد النفسي للعودة للدراسة عن طريق تهيئة النفس لترك العادات التي كنا نتبعها خلال فترة الإجازة الصيفية وتنظيم وقت النوم قبل أسبوع على الأقل من الدراسة. تصفح المواد الدراسية وتذكر المواد السابقة، التدرب على القراءة اليومية (ساعة على الأقل)، تعويد النفس على النشاط والاستيقاظ مبكرا والابتعاد عن الكسل. قبل العودة للمدارس، يجب علينا اتباع نظام غذائي صحي لإصلاح ما أفسدته الإجازة في عقلك وجسمك.

مساحة إعلانية