رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1412

دعوا إلى التريث في استخدام الذكاء الاصطناعي..

خبراء وأكاديميون لـ الشرق: دمج التعليم الإلكتروني بالورقي يعزز المستوى

12 يونيو 2023 , 07:00ص
alsharq
عمرو عبدالرحمن

في الوقت الذي تعلن فيه بعض الدول وعلى رأسها السويد، العودة إلى الأساليب القديمة في التعليم باستخدام الكتب الورقية والأقلام، بدلاً من أجهزة الحاسوب والتابلت، لتراجع مستوى الطلبة في مهارات القراءة والكتابة، تتوجه وزارة التربية والتعليم في قطر إلى استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتعليم الرقمي في المدارس، لتؤسس بذلك تعليما إلكترونيا فائق الجودة للطلاب.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، أيهما أفضل للطلاب من الناحية الأكاديمية والتربوية، استخدام الوسائل التقليدية في التعليم، أم رقمنة المناهج والكتب الدراسية لمواكبة التطور، أم الدمج بين النظامين، وتلافي عيوب كل نظام؟.

استطلعت «الشرق» آراء مختصين وخبراء أكاديميين حول الأمر، الذين بدورهم أجمعوا على ضرورة الدمج بين التعليم باستخدام الورقة والقلم والحضور المدرسي، وبين وسائل التعلم الحديثة التي تعتمد على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، فلا يمكن لأي من النظامين أن يلغي الآخر تماماً.

وأكدوا أن التعليم الإلكتروني أصبح مطلبا عند الغالبية، ولكنها كلمة تحمل مدلولا واسعا وتشمل كثيرا من الجوانب التعليمية، ولذا يجب أن نكون حذرين عند استخدامها، فكل مستجد له ايجابيات وسلبيات يجب أن تُدرس بروية على أيدي متخصصين وفي حالة اقرارها يتم تجربتها على شريحة مختارة من الطلاب ومحددة بزمن وتقاس بعدها نتائج هذه التجربة.

وأضافوا أن الطفل أحوج ما يكون إلى تدريبه على مسك القلم وتحريك أصابعه بالحروف والمسح والإضافة.. وبحاجة إلى كتاب يحافظ عليه ويغلفه ويعتني به ويتميز عن غيره بخطه وترتيبه ناهيك عن تأثير ذلك على قوة إبصاره وضعف نظره بعد المكوث أمام هذه الشاشات المرئية لساعات طويلة، وهناك مرحلة يمكن فيها البدء بتعليم الطلاب على كيفية التعامل مع التعليم الإلكتروني ولكنها حتما ليست في المراحل المبكرة من عمر الطالب.

وأوضحوا أن التعليم الإلكتروني يمكن استخدامه بشكل جيد من خلال التجارب والمختبرات والمعامل، وأيضا في بعض حصص التي تتطلب تجاربها نوعا من الخطورة سواء في معامل الكيمياء او المواد العلمية، ويمكن استخدام التكنولوجيا بحذر في بعض العروضات والبرامج المصاحبة التي تثبت المعلومة وترسخها في عقولهم دون جعلها محور التعليم وأداته.

د. أحمد الساعي: التعليم الإلكتروني مرن والتقليدي أكثر موثوقية

قال الدكتور أحمد الساعي أستاذ تكنولوجيا التعليم بجامعة قطر، إن التعليم الإلكتروني يحمل العديد من المزايا والعيوب، ومن مزاياه مرونة الوقت والمكان، إذ يمكن للطلاب الوصول إلى المواد التعليمية في أي وقت ومن أي مكان يناسبهم، مما يسمح لهم بتنظيم وقتهم بشكل أفضل وملائم لجداولهم الشخصية.

وأضاف: «كذلك يمكن من خلال التعليم الإلكتروني تخصيص السرعة والتكرار، حيث يستطيع الطلاب العودة ومراجعة المواد بشكل مستمر، أو التقدم بسرعة أكبر في الموضوعات التي يتقنونها بسرعة، بالإضافة إلى أن هذا النظام يوفر وصولاً سهلاً ووفيراً للموارد التعليمية المتنوعة مثل مقاطع الفيديو والمنصات التعليمية عبر الإنترنت والمحتوى التفاعلي، مما يساهم في تنويع وتحسين عملية التعلم، فضلاً عن تعزيز الاستقلالية والمسؤولية».

وأشار إلى أن التعليم الإلكتروني يعيبه قلة التفاعل المباشر بين الطلاب والمعلم، وبين الطلاب أنفسهم. وقد يفتقر الطلاب إلى الدعم والتوجيه الشخصي الذي يمكنهم الحصول عليه في بيئة التعليم التقليدية، بالإضافة إلى الصعوبات التقنية التي قد يواجهها الطلاب في استخدام التكنولوجيا المطلوبة والتعامل مع المنصات الإلكترونية.

أما عن مزايا التعليم باستخدام الكتاب المدرسي، فأوضح، أن الكتاب المدرسي يعتبر مصدراً موثوقاً يقدم المعلومات المنظمة بشكل جيد ويتبع منهجاً تعليمياً محدداً، إذ يمكن للطلاب الاعتماد على هذه المصادر للحصول على المعرفة الأساسية. كما أنها غالبًا ما تقدم رؤية شاملة للمادة الدراسية. وبذلك، يمكن للطلاب الحصول على فهم شامل ومتعمق للموضوعات التي يدرسونها. ويرى د. الساعي أن الدمج بين النظامين وتلافي عيوب كل منهما هو الحل الأمثل لطلابنا.

د. عبدالعزيز كمال: التوازن بين الطريقتين هو الأفضل

قال الدكتور عبدالعزيز كمال الرئيس السابق للجنة الثقافية بمجلس الشورى، إنه لا يمكن الجزم بأن أحد النمطين التعليميين، التعليم الإلكتروني أو التعليم بالوسائل التقليدية، هو الأفضل بشكل عام للطلاب. فكل نمط له مزاياه وعيوبه ويعتمد الاختيار على عدة عوامل، بما في ذلك نوع المادة الدراسية واحتياجات الطالب وظروف التعلم.

وأضاف: «التعليم الإلكتروني يتيح للطلاب الوصول إلى المواد التعليمية عبر الإنترنت والتعلم في أي وقت ومن أي مكان، مما يوفر مرونة وتناسبا مع الجداول الزمنية المزدحمة والظروف الشخصية. كما يمكن أن يوفر أدوات تفاعلية ومرئية لتعزيز التعلم وتعزيز الاستيعاب.

من ناحية أخرى، التعليم بالوسائل التقليدية يشمل استخدام الكتب الورقية، بما يعزز مهارات التعلم والقراءة والكتابة، وغيرها من المهارات الذهنية الأخرى، خصوصاً في مراحل التعليم المبكر، فضلاً عن حتمية الحضور الشخصي في الفصل الدراسي والتفاعل المباشر مع المعلم والزملاء. وقد يكون هذا النمط أفضل في بعض الحالات حيث يتطلب المادة الدراسية تفسيرًا مباشرًا وتوجيهًا من المعلم، أو عندما يحتاج الطلاب إلى تفاعل وتبادل الأفكار والمناقشة مع زملائهم.

واختتم بقوله: «يعتمد الاختيار بين النمطين أيضًا على البنية التحتية المتاحة ومستوى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. في بعض الأحيان، قد يكون الطلاب لا يمتلكون الوصول الكافي إلى الإنترنت أو الأجهزة اللازمة للتعليم الإلكتروني. وفي النهاية، يعتبر التوازن بين الطريقتين واستخدام تقنيات التعلم المختلفة هو الأفضل».

سلمان السليطي: للنظامين دور فعّال في تحقيق أهداف التعلم

أكد الخبير التربوي والأكاديمي سلمان السليطي، أنه عندما يتعلق الأمر بالتعليم، يمكن أن يكون للتعليم التقليدي والتعليم الإلكتروني دورهما الفعّال في تحقيق أهداف التعلم. فالتعليم التقليدي، يعتمد على الحضور الشخصي في الفصل الدراسي، ويعزز التفاعل المباشر بين المعلم والطلاب والزملاء. من ناحية أخرى، التعليم الإلكتروني يعتمد على استخدام التكنولوجيا والوسائط الرقمية لنقل المعرفة والتفاعل التعليمي.

وأضاف أحد المزايا الرئيسية للتعليم التقليدي هو التفاعل المباشر بين المعلم والطلاب. ويمكن للطلاب طرح الأسئلة والمشاركة في المناقشات والحصول على ردود فعل فورية من المعلمين. ويساعد هذا على توضيح المفاهيم وتعزيز الفهم. كما يساعد البيئة الصفية التقليدية في تشجيع التفاعل والتعلم الاجتماعي بين الطلاب، حيث يمكنهم تبادل الأفكار والمعرفة وبناء العلاقات.

وتابع: «من ناحية أخرى، يتميز التعليم الإلكتروني بالمرونة والتوفر. ويمكن للطلاب الوصول إلى المواد التعليمية والموارد الرقمية في أي وقت ومن أي مكان. ويمكن للطلاب تنظيم وقتهم بشكل أفضل وتنسيق الدراسة مع التزاماتهم الأخرى».

د. سالم البكري: «التعليم الإلكتروني» تجربة لا تصلح للتعميم

يرى الدكتور سالم البكري المدير العام لمجمع مدارس الأندلس، إن التعليم الإلكتروني نجح بشكل كبير جدا في زمن الجائحة، وأثبت فاعليته، ولكن نجاحه كان كتعليم بديل اضطراري نظراً للأحداث المصاحبة لهذه الفترة، ولكن الآن انتفت الحاجة بانتفاء السبب، فهو لا يصلح لاستخدامه كبديل دائم ومستمر طلابنا.

وأضاف: «النتائج السلبية أيام الجائحة من التعليم الإلكتروني كانت واضحة في كثير من النواحي الأكاديمية والتربوية، ولكن كان الجميع مضطرا لأهون الشرين، لذا اعتقد- وهذه وجهة نظري قد يختلف معي الكثيرون حولهاـ انها تجربة لا تصلح للتعميم، وأرى أن استبدال وسائل التعليم التقليدية كالكتاب والدفتر والقلم، بكيبودات عصرية، ستتسبب في فقدان الكثير من المهارات لدى الطلاب ومنها مهارة الكتابة والتنظيم والقراءة الطبيعية. وتابع: «فالطفل أحوج ما يكون إلى تدريبه على مسك القلم وتحريك اصابعه بالحروف والمسح والإضافة.. وبحاجة إلى كتاب يحافظ عليه ويغلفه ويعتني به ويتميز عن غيره بخطه وترتيبه ناهيك عن تأثير ذلك على قوة إبصاره وضعف نظره بعد المكوث أمام هذه الشاشات المرئية لساعات طويلة».

وأكد أنه لا يجب اعتبار التعليم الإلكتروني نوعا من التطور يُقاس عليه مدى تطور التقدم التعليمي في بلد ما، فهذا أمر غير صحيح، ولكن استخدام التكنولوجيا بتقنين ومع المراحل المتقدمة هو الأنسب.

واختتم بقوله: «لذلك اقول وبكل شفافية يجب إبعاد التعليم الإلكتروني عن أطفالنا في مراحلهم المبكرة ومن ثم التدرج معهم حسب حاجة المادة وأهمية دخول التكنولوجيا فيها، وهذا لا يعني ابدا ان نغفل عن تعليم ابنائنا استخدام الأجهزة الحديثة والتعامل معها من خلال المقرر الدراسي، ولكن لا يجب أن نجعلها بديلا للتعليم التقليدي».

اقرأ المزيد

alsharq المندوب الدائم لدولة قطر لدى مكتب الأمم المتحدة بجنيف تشارك في طاولة مستديرة حول "العدالة في التعليم"

شاركت سعادة الدكتورة هند عبدالرحمن المفتاح، المندوب الدائم لدولة قطر لدى مكتب الأمم المتحدة بجنيف، في طاولة مستديرة... اقرأ المزيد

28

| 08 سبتمبر 2025

alsharq وزير البيئة والتغير المناخي يجتمع مع الأمين التنفيذي لاتفاقيات بازل وروتردام وستوكهولم

اجتمع سعادة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن تركي السبيعي وزير البيئة والتغير المناخي مع الدكتور رولف بايت، الأمين... اقرأ المزيد

40

| 08 سبتمبر 2025

alsharq ارتفاع عدد المؤمن عليهم في قطر بنهاية يوليو

ارتفع أعداد المؤمن عليهم من المدنيين النشطين في قطر بنهاية شهر يوليو 2025 بنحو 0.36% شهرياً ليصل إلى... اقرأ المزيد

176

| 08 سبتمبر 2025

مساحة إعلانية