رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1329

بيتريس وود لـ الشرق: مقتل شيرين أبو عاقلة واقعة مفجعة لكل الصحفيين في العالم

12 مايو 2022 , 07:00ص
alsharq
شيرين أبو عاقلة
واشنطن - زينب إبراهيم

أكدت بيتريس وود، عضوة مكتب واشنطن للجنة المستقلة لحماية الصحفيين الدوليين، إدانتها البالغة لواقعة اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة مراسلة قناة «الجزيرة» في فلسطين، مطالبة بضرورة التحقيق العاجل والمساءلة المباشرة والعدالة الناجزة في الواقعة التي تعد اعتداء جسيما وسافرا على حرية الصحافة، موضحة أن الهجمات الوحشية التي تشن بأيدي العناصر الأمنية ضد الصحفيين وفرق التغطية الإعلامية يجب التعامل الرادع معها، وأن الاعتداءات على الصحفيين بحاجة لمواجهتها بصورة أكثر حسماً أمام الانتهاكات الواضحة للقانون الجنائي الدولي والإنساني ومخالفة كل أعراف حرية العمل المهني والممارسة الإعلامية والحق في تقديم المعلومات ونقل وتغطية الوقائع مهما بلغ تعقيدها، منتقدة بشدة أنه لم يتم مراعاة سترة الصحافة الواقية المميزة والتي تعد إشارة في كل مناطق النزاع للصحفيين وهو ما يدفع لضرورة التحقيق في شبهة الاعتداء المباشر خاصة مع موقف شيرين عبر تغطياتها والقناة التي تنتمي لها والاختلافات المباشرة مع نهج الممارسات الإسرائيلية، مشيرة لرصيد متجدد من الاعتداءات الإسرائيلية بحق الصحفيين وانضمام شيرين لقائمة ضحايا حرية الصحافة بما قدمته من تضحية هي الأغلى بالمخاطرة بروحها وفقدان حياتها مقابل تقديم رسالتها المهنية.

◄ واقعة مفجعة

تقول بيتريس وود، عضوة مكتب واشنطن للجنة المستقلة لحماية الصحفيين الدوليين: إن واقعة استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة خلال تغطيتها لاقتحام مخيم جنين عقب أعمال عنف تولد عنها اشتباكات مسلحة واقعة مؤسفة ومفجعة لكل الصحفيين في العالم، خاصة إنها كانت ترتدي السترة الخاصة بالصحافة والتي صممت تحديداً لحماية الصحفيين خاصة في المناطق الخطرة والتي تشهد أعمال عنف، كما أن هوية الصحفية شيرين والقناة التي تنتمي لها وطريقة تغطية تلك القناة للأحداث وموقفها من موجات العنف الأخير يضع أصابع الاتهام بكل تأكيد وشبهة الاستهداف المتعمد للصحافة، والتي شاهدناها في أكثر من مشهد في الداخل الفلسطيني وفي القدس، فسبق للقوات الإسرائيلية أن قامت متعمدة بكسر أيدي صحفية وتكسير الكاميرا الخاصة بها، والاعتداء بالعصا على كل من يحمل هاتفا لتوثيق الواقع ونقل الصورة قائماً بدور صحافة المواطن لرصد الواقع كما يجري، وأيضاً طبيعة استخدام الرصاص الحي الذي، وإن كان استخدامه في حملات الاعتقال والاقتحام، ولكن كانت هناك شواهد على استخدامه في الاحتجاجات بساحة المسجد الأقصى والقدس وإطلاق الرصاص المطاطي من مسافات قريبة أودت بحياة كثيرين. إن الواقعة بكل تأكيد تستحق التحقيق والمساءلة، خاصة إن شيرين كانت تقدم تغطيات مهمة من داخل القدس وتابعت وقائع العنف والاعتداءات من القوات والعناصر الأمنية الإسرائيلية.

◄ اتهامات مشروعة

وتابعت بيتريس وود، في تصريحاتها لـ الشرق: إن قناة «الجزيرة» من حقها أن تتهم إسرائيل بصفة مباشرة بقتل الزميلة شيرين أبو عاقلة، خاصة إن التقارير من وقائع شهود العيان تشير لاستهداف متعمد لأطقم الصحافة وإصابة زميل صحفي آخر هو علي السمودي برصاصة استقرت في كتفه، بينما شيرين أودت بحياتها الطلقات التي خرجت من أيدي العناصر الإسرائيلية بكل تأكيد، وخطورة النهج الذي تقوم به القوات الإسرائيلية الذي يشمل قائمة طويلة من الضحايا والاعتداءات على الصحافة، تشعرنا بخطورة التهديد الأمني للصحافة والرغبة في كتم أصوات الإعلام والخوف الشديد من رصد التجاوزات وتوثيقها وبثها، ولا تتحمل شيرين أبو عاقلة بطريقة التغطية التي تقدمها وفقاً لسياسة تحريرية مختلفة مع السياسات الإسرائيلية ولا نهج القناة التي تعمل بها والتي تنقل تغطيات مكثفة للمشهد الفلسطيني في أن تكون هدفاً مباشراً وتفقد حياتها مقابل مجرد نقلها للصورة ورصد وقائعها، فشيرين وإن كانت من الصحفيات المحترفات منذ أن عهد لها بتغطية القدس ومكتب فلسطين في تغطيات مهمة وخطيرة، فكانت مراسلة ميدانية على درجة عالية من الجسارة والمهنية وكانت تقوم بدور المراسلة الصحفية بتقديم أدوار التغطية التمهيدية واللحظية والتفسيرات والتحليل والمتابعة، فإذا كانت المنطقة تشهد اعتداءات جسيمة على كتاب الرأي وعناصر الصحافة المستقلة لتمتد في نهج متعمد للصحفيين في مواقع الأحداث حسب روايات وتقارير متعددة وما وثقته الكاميرات في اعتداء سابق على صحفية والكاميرا الخاصة بها في محيط القدس، فضلاً عن أن صحفيي الجزيرة دائماً ما كانوا عرضة للمخاطر المهنية العديدة لاسيما من الجانب الإسرائيلي؛ حيث كان تطبيق بيجاسوس الأمني الإسرائيلي هو ما تم استخدامه بصفة ممنهجة ضد صحفيي الجزيرة بصورة موثقة رصدت نحو 36 إعلامياً من القناة الإخبارية العربية البارزة في اعتداء صريح على حرية الصحافة وعلى ضمانات وضوابط حرية ممارسة الصحفيين بعملهم دون ترهيب واعتداء، وهو جريمة مؤكدة ما يتعرض لها صحفيو الجزيرة على وجه التحديد، وذلك لما قامت به الجزيرة من تغطيات مهمة خلقت مساحة نقاش حر وأسهمت في فتح القضايا الشائكة عربياً وخلق منصات ومنتديات تدعم الرأي والرأي الآخر، كما أن مثل هذا الاستهداف الأمني بحق الصحفيين يصطدم مباشرة مع كل قيم الحفاظ على الأرواح ومواثيق العمل الصحفي في التغطيات المهنية، بل هو حرب واعتداء على الحق في المعرفة والحق في حرية الصحافة وانتهاك جسيم وواضح للقانون الدولي وقوانين حقوق الإنسان، فحماية الصحافة مكفولة إنسانياً ودولياً وضرورة حماية أرواح الصحفيين وفق إتاحة المعلومات وضرورة وجود الإعلام الحر، كما أن استهداف وسائل الإعلام والتربص بها يعد بمثابة اعتداء مباشر على حرية الصحافة، وواقعة مقتل الزميلة شيرين المفجعة تؤكد ضرورة وجود ضمانات كافية ومساءلة حقيقية وحماية أكثر حتى يتمكن الصحفيون من ممارسة عملهم.

◄ حماية الصحفيين

واختتمت بيتريس وود، عضوة مكتب واشنطن للجنة المستقلة لحماية الصحفيين الدوليين تصريحاتها مؤكدة: أن التغطية التي تقدمها قناة الجزيرة لملف القضية الفلسطينية وموقف دولة قطر التي أنشأت القناة الإخبارية الرائدة في المنطقة العربية، وإن اختلف مباشرة مع الاعتداءات الإسرائيلية، إلا أن القناة من حقها حماية الصحفيين والإعلاميين والمراسلين العاملين فيها وضرورة تمكينهم من مباشرة تغطياتهم وليس ترهيبهم والاعتداء عليهم في أكثر من مشهد، ولطالما كانت الجزيرة ومكاتبها مستهدفة من جانب العناصر الأمنية الإسرائيلية في رصيد متجدد من ضحايا التغطية وغلق المكاتب والتهديدات المباشرة وتقنيات التجسس والمنع والحظر والتضييق والتعتيم على كل من يحاول رصد الوحشية التي تتورط فيها قوات الأمن الاسرائيلي في عملياتهم ومداهماتهم وحملات الاعتقال، ومن المهم التأكيد في هذه المناسبة على التقدير الكبير لكل المهنيين والإعلاميين في قناة الجزيرة والتي نجحت في تقديم تغطيات مهمة في قضايا شائكة وحساسة للغاية في أعنف الصراعات التي شهدتها المنطقة، فضلاً عن دورها الإيجابي في خلق مساحة مختلفة تماماً في الإعلام العربي وخلق نقاشات حول العديد من القضايا العربية المهمة، وهو ما شجع على فتح منتديات للنقاش الجاد حول ما يدور في العالم العربي، وأحدث ثورة معلوماتية في طبيعة الإعلام العربي المنغلق في معظمه منذ ذلك الحين، وضرورة الدفاع عن الجزيرة وكل المؤسسات الإعلامية إزاء ما تتعرض له، والتأكيد على أهمية الإعلام في نقل الحقيقة للجمهور ومحاسبة المسؤولين والتشجيع من أجل خلق نقاشات جادة حرة ومستقلة، كما أن واقعة قتل الصحفية شيرين أبو عاقلة إذا ما ثبت تعمد استهدافها تعد جريمة مؤكدة جنائياً وإنسانياً وتؤكد على ضرورة التعامل مع الاعتداءات على الصحفيين بصورة أكثر حسماً وتوفير الضمانات الكافية للصحفيين من أجل تقديم عملهم بمهنية وأداء رسالتهم العظيمة في تقديم الحقيقة ونقل الصورة وتقدير التضحيات الكبيرة التي يقومون بها من أجل تلك المهمة السامية.

مساحة إعلانية