رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

3905

مبادرات شبابية تتوالد لإنقاذ الجياع والمحتاجين جراء الحرب

إنشاء مخابز خيرية لفقراء اليمن بتمويل قطري

12 مايو 2017 , 12:47ص
alsharq
صنعاء - ليلى الفهيدي

وضعت أعمال الخير القطرية بصماتها في إنشاء المخابز الخيرية باليمن، قبل سنوات طويلة، لتأتي الحرب الحالية والمستمرة منذ أكثر من عامين لتؤكد أهميتها القصوى مع وجود 14.1 مليون يمني يعانون انعدام الأمن الغذائي، منهم 7 ملايين في خانة انعدام الأمن الغذائي الحاد، بحسب تقارير أممية.

واستهلت فاعلة الخير والداعية القطرية فاطمة العلي مطلع عام 2009، بتدشين (المخبز الآلي الخيري) في العاصمة صنعاء بتمويل كامل من محسني ومحسنات دولة قطر، لتزويد مئات الأسر الفقيرة والأيتام يومياً باحتياجاتهم من الخبز، لتتوالى بعد ذلك مبادرات مماثلة، بلغت ذروتها خلال العامين الأخيرين مع زيادة أعداد الفقراء والمحتاجين في البلاد، خاصة أن هناك واحداً من بين كل اثنين يمنيين لا يستطيع أحدهما الحصول على غذاء كافٍ.

وانتشرت منذ اندلاع الحرب مئات المخابز الخيرية في مناطق يمنية مختلفة، لكن كثيراً منها سرعان ما توقف بعد نفاذ التمويل، وإن كان البعض منها مازال يؤدي دوراً بالغ التأثير في إطعام الجائعين والمعدمين.

ويرى أمين بجاش أحد العاملين في المنظمات الإنسانية بصنعاء، أن المخابز الخيرية تستحق الاهتمام والدعم، لدورها المؤثر في الحد من انتشار الجوع والمجاعة في اليمن مع اتساع رقعة الفقر والمشاهد اليومية للفقراء الذين يبحثون عن طعام في القمامة.

أحد المخابز الخيرية في مدينة تعز اليمنية المحاصرة

وأكد بجاش لـ "الشرق"، أن فكرة المخابز الخيرية للفقراء رغم انتشارها خلال العامين الأخيرين، إلا أن كثيراً منها بمبادرات فردية وبعضها لا يستمر طويلاً مع نفاد التمويل، وهو ما يستدعي تبنيها من قبل منظمات إغاثية خليجية وإقليمية ودولية من أجل ديمومتها.

ونوّه بالأعمال الخيرية القطرية القائمة في هذا الجانب بدعم مخابز خيرية في إب وتعز وقبل ذلك في صنعاء.. معرباً عن تطلعه إلى توسيع إنشاء المخابز الخيرية وتمويل القائم منها من قبل الجمعيات والمؤسسات والمنظمات القطرية التي تلعب دوراً فاعلاً في إغاثة الشعب اليمني.

مخابز الخير

وقد اهتمت مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية (راف)، وضمن مشاريعها الإغاثية في اليمن خلال الحرب الدائرة حالياً، بالمخابز الخيرية، وافتتحت مخبزاً ومطبخاً خيرياً بمدينة إب وسط اليمن بتكلفة قدرها 110 آلاف ريال قطري، يخدم 270 طالباً من طلاب العلم الفقراء في الإسكانات الخيرية.

كما افتتحت مخبز الرفقاء الآلي الخيري في العاصمة اليمنية صنعاء الذي تستفيد منه حوالي 7500 أسرة شهرياً، إضافة إلى دور الأيتام وبعض المعاهد الإسلامية، وقد تبرعت بتكاليف إنشائه وتجهيزه التي بلغت 340 ألف ريال من المحسنات القطريات، بهدف توفير الخبز لآلاف الأسر الفقيرة والمحتاجة في منطقة الريان التي تبعد حوالي 10 كلم عن العاصمة.

ولدى راف مخبز خيري في مدينة تعز اليمنية، فضلاً عن دعم من قبل محسني ومحسنات دولة قطر لمشاريع مماثلة في مناطق مختلفة باليمن.

ومولت مؤسسة عيد الخيرية القطرية مخبزاً خيرياً في ثلاث محافظات يمنية هي البيضاء وعدن ولحج لتوفير الخبز مجانا للأيتام وطلبة العلم والأسر الفقيرة، كما يهدف لتوفير فرص عمل للعاطلين والتخفيف من الأوضاع الاقتصادية جراء اندلاع الحرب في اليمن.

مخبز الرفقاء بتمويل من محسنات قطريات

مبادرات شبابية

وقد أطلق عدد من الناشطين اليمنيين دعوات ومبادرات لتبني مشاريع المخابز الخيرية بحيث تعم كل مناطق اليمن، لإنقاذ الأسر المتعففة التي تموت بصمت ولا احد يعلم عن حالتها إلا بعد فوات الآوان، حيث تم مؤخراً إطلاق مخبز "معاً لن نقهر" الخيري في تعز، ومخبز "لنتراحم" في ذمار.

ويكافح الشاب عمار مرشد في العاصمة صنعاء لجمع التبرعات لفتح مخبز خيري، لقناعته أن هذا العمل هو الأشد حاجة في الوقت الراهن.

وفي منشور على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أوضح عمار مرشد، أنه يتوقع أن يبدأ مشروعه الخيري قبل حلول رمضان.. وقال "سيكون الإنتاج بمعدل 2000 خبزة في اليوم الواحد، لكنّي لا زلت أحتاج الآن للدعم المالي كي أكمل، أرجو ألا يخذلني الداعمون، وبالتالي يخذلون أسراً تبحث عن كسرة الخبز".

إنقاذ بكسرة خبز

مع ارتفاع حالات الإغماء المسجلة في مدارس العاصمة اليمنية صنعاء، للطلاب والطالبات نتيجة "الجوع"، بادرت مجموعة شبابية ترأسها الطالبة الجامعية منى الدهي إلى إطلاق مبادرة سمتها "لأجلهم"، وعملت على توزيع "سندويتشات" للطلاب والطالبات الفقراء في المدارس.

وحققت المبادرة نجاحاً كبيراً في إنقاذ آلاف الطلاب والطالبات من الجوع والحد من حالات الإغماء في المدارس التي شملتها، لتتوسع المبادرة وتقوم بإنشاء مخبز خيري يقوم حالياً بتوزيع أكثر من 2400 خبزة لأكثر من 100 أسرة.

وتسعى المبادرة إلى أن يصل الإنتاج إلى 20000 خبزة يومياً في حال توافر لديها الدعم المادي المستمر، كما يقول القائمون عليها.

مساحة إعلانية