رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

3220

الإفطار في باحات الأقصى وسيلة الفلسطينيين للمقاومة السلمية

12 أبريل 2022 , 07:00ص
alsharq
القدس- حنان مطير

بين الأسواق القديمة يسير المقدسي عصام الأشهب -22 عامًا- من باب العمود إلى خان الزيت وحتى سوق العطارين، يشتري الفول والفلافل والكعك المقدسي بالسمسم، ثم عند مفترقٍ بالقرب من حارة الشرف يصعد درجاً قديماً ليكون حينها فوق سطح الخان.

يجلس عصام برفقة أصحابه فوق سطح الخان الأثري المُطلّ على مسجد قبة الصخرة، ينتظرون أن يصدح مؤذن المسجد الأقصى إعلانًا عن دخول وقت المغرب ومن ثم يتناولون طعام الإفطار في شهر رمضان المبارك في أجواء لا تنُسى.

يقول الأشهب لـ الشرق: "نجتمع هناك في إطلالة هي الأكثر تميزاً، حيث نرى قبة الصخرة ونسمع صوت الأذان وأجراس الكنائس، فقط كان الخان قديماً مكاناً يجتمع فيه المقدسيون نظراً لصغر مساحة بيوتهم".

أجواء خاصة

ويضيف: "لشهر رمضان في القدس طعم خاص ونكهة ملؤها التحدي، في ظل وجود جيش الاحتلال الصهيوني الذي تستفزّه كل حركةٍ أو كلمةٍ أو تجمع يقوم به الفلسطينيون في القدس والمسجد".

ويصف: "قبيل أذان المغرب تجتمع العائلات من كل المناطق يفرشون المفارش على الأرض، وكل عائلة تبدأ بصفّ أطباق الطعام، ومنها على وجه الخصوص الأكلات التراثية التي يحاول الاحتلال سرقتها كالمقلوبة والمسخّن الذي تتميز به سفرة الإفطار الفلسطينية".

ويواصل: "تبدو الأجواء مليئة بالمحبة والسعادة وكأنهم جميعاً أسرة واحدة، ومن يأتي متأخرا سيجد نفسه محصورًا بين عائلتين وكأنه واحد منهما".

ويشير إلى أن العامل المشترك من الأطعمة بين كل الموائد الفلسطينية في إفطار رمضان الحمص والفلافل والكعك المقدسي فهو لا يخلو من أي سفرة، ويكمل: "تتبادل العائلات الأطباق المختلفة بابتسامة ومودة كبيرة والأجمل أنها في نهاية الإفطار تتبادل فناجين القهوة، حيث تحضر كل أسرة معها القهوة بزيادة".

للجميع نصيب من الإفطار

وللقطط نصيب كبير من الأطعمة في رمضان - وفق عصام-، فهي تنتظر حصتها أثناء تناولهم الطعام وبعد الانتهاء منه، وتشعر هي وحَمَام القدس بأمان كبير داخل أروقة المسجد.

ويحرص الفلسطينيون في المسجد الأقصى بشكل خاص على تنظيف المكان تنظيفا تاما، تمهيدا لصلاة العشاء والتراويح التي تُرفَع فيها الأيادي داعية لله تعالى النصر والثبات، وتسيل الدموع خشوعاً ومهابةً وقدسيةً.

ويبين أن القادمين للمسجد الأقصى الباحثين عن العبادة واستشعار القدسية وأعظم الأوقات الروحانية ليسوا من مدينة القدس فقط إنما بينهم الفلسطينيون القادمون من الضفة الغربية والداخل المحتل وقطاع غزّة أيضا، ومنهم من لا يستطيع جلب طعامه معه فيكونون في ضيافة المقدسيين الذين يرحبون بهم ترحابا كبيرا"، وصولهم للمسجد الأقصى هو تحد للاحتلال الذي يحاول إفراغ المسجد من أهله وأصحابه.

ويُعدّ الإفطار في الأقصى واحداً من أبرز أدوات المقاومة والصمود في مدينة القدس، يوضح عصام لـ الشرق: "على بساطته، إلا أنه يستفز جنود الاحتلال الذين يتربصون بالفلسطينيين، ويتذرّعون بأن تجمعاتهم هذه تزيد التوتر والتخريب في المنطقة".

ويبين أن الوصول للأقصى ليس أمراً سهلاً في ظل وجود الكثير جداً من الحواجز التي يضعها الاحتلال، والعراقيل التي يتذرع بها لمنع دخول الناس، وتعطيل فعاليات رمضان التي يقيمونها هناك، والإفطار واحد منها.

مساحة إعلانية