رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1352

الفلسطينيون.. عين على رفح وأخرى على قطر

12 فبراير 2024 , 07:00ص
alsharq
¶ حركة نزوح مستمرة للغزيين
❖ رام الله - محمـد الرنتيسي

فيما تمضي دولة الاحتلال في جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، الذي يتعرض لحرب دموية تطهيرية منذ ما يزيد على أربعة أشهر، تشخص عيون الفلسطينيين إلى قطر، لمواكبة الحراك السياسي، وفي الأثناء يترقب الفلسطينيون مجازر ينتظر أن تكون أكثر فظاعة ودموية، مع تزايد أعداد النازجين إلى رفح جنوب قطاع غزة. وتنصب الجهود السياسية التي تقودها دولة قطر، بالتعاون مع الأطراف المعنية، للاتفاق على صفقة تبادل ثانية للأسرى، ووقف الحرب، والسماح بدخول كميات كافية من المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة المحاصر، وتهيئة الأجواء لعملية سياسية إقليمية، أساسها حل الدولتين. واستناداً إلى مصادر مواكبة لهذا الملف، فإن ثمة فرصة لـ»حلول وسط» حيال بعض القضايا، لكن الفرص تغيب عن قضايا أخرى تبدو أكثر صعوبة، ويقف على رأسها المفاوضات الهادفة إلى إطلاق سراح ما تبقى من الرهائن الإسرائيليين في قبضة المقاومة الفلسطينية في غزة، مقابل الإفراج عن شخصيات قيادية وازنة من بين الأسرى الفلسطينيين.

في مقدمة هؤلاء، تبرز أسماء كل من: مروان البرغوثي (حركة فتح) وأحمد سعدات (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين) وعبد الله البرغوثي (حركة حماس) وهذا من وجهة نظر مراقبين، يتطلب من دولة الاحتلال الشروع في مفاوضات جادة مع حركة حماس، ووقف الهجوم البري المنتظر على رفح، والسماح بإدخال المساعدات الإغاثية إلى جميع المناطق المنكوبة في قطاع غزة. وتبدي حركة حماس انفتاحاً على صيغ معتدلة بخصوص وقف الحرب وانسحاب الاحتلال من قطاع غزة بشكل كامل، لتحقيق صفقة تبادل الأسرى، مع تعهدات الوسطاء بضمان وقف العدوان بمختلف أشكاله، بيد أن هذا ربما يستنزف المزيد من الوقت، حيث تسابق الأطراف المعنية، الزمن، للاتفاق على التفاصيل والنقاط المحورية، بما يجعل الاتفاق نافذاً قبل حلول شهر رمضان المبارك، بعد أقل من 30 يوماً.

وبرأي الكاتب والمحلل السياسي محمـد دراغمة، فإن صفقة تبادل الأسرى أخذت تقترب شيئاً فشيئاً، لافتاً إلى أن المحادثات بهذا الشأن دخلت مرحلة جديدة وحاسمة، مع مشاركة قوى دولية وإقليمية عدة، منوهاً إلى أن الجهات الراعية والمشاركة لهذه المباحثات قدمت اقتراحاتها لوقف الحرب. يقول دراغمة: «هناك مساع دولية حثيثة لوقف الحرب في قطاع غزة، والتمهيد لإطلاق مسار سياسي إقليمي، يستند إلى حل الدولتين، وبالتوازي مع ذلك، الشروع في عملية إعادة إعمار قطاع غزة ضمن عملية سياسية إقليمية شاملة».

وتدرك الأطراف الراعية للحل السياسي بقيادة قطر، أن الحرب في غزة التي دخلت شهرها الخامس، غير قابلة للحسم العسكري، كما أن الخسائر البشرية فاقت كل توقعات المراقبين، وعليه، وفيما ينتظر سقوط أعداد مهولة من الضحايا في صفوف الفلسطينيين، وتفاقم الأزمة الإنسانية، في حال شنت قوات الاحتلال هجومها على رفح، تشخص عيون الفلسطينيين إلى الدوحة، بما تمثله من ثقل سياسي، لتطويق الحرب، والمضي قدماً في المسار الدبلوماسي.

مساحة إعلانية