رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

7149

أعذار الغياب الطبية الوهمية لطلاب جامعة قطر تثير استياء الأساتذة

12 فبراير 2016 , 05:50م
alsharq
تقوى عفيفي

الباكر: عدم تساهل الأساتذة سبب في كثرة الأعذار الطبية

حمدان: تعيين طبيب لطلاب الجامعة حل مؤقت لهذه المشكلة

رحمة: يلجأ الطلبة للأعذار الطبية بسبب تشدد الأساتذة بعض الشيء

ريم: إدارة الجامعة مطالبة بالتنسيق مع الجهات المعنية للتأكد من صحتها

ميرنا: بعض الطلبة يدَّعون المرض للحصول على العذر

محمد: ضغط الامتحانات يجعل الطلاب يلجأون للأعذار الطبية

حسام: التأكد من صحة معلومات التقارير الصحية تأخذ وقتاً طويلاً

شيماء: الرقابة ألزمت الأطباء بكتابة أسباب الأعذار التي تصرف من قِبلهم

عائشة: يجب قبول الأعذار الطبية التي تصدر من عيادة الجامعة فقط

الأعذار الطبيبة التي يقدمها الطلاب لتأجيل الاختبارات أصبحت قضية شائكة أثارت المجتمع الجامعي بجامعة قطر، الأساتذة اتهموا الطلاب، مؤكدين أنهم يقدمون أعذارا طبية وهمية من أجل التهرب من حضور الامتحانات والتغيب عن المحاضرات، فيما نفى الطلاب هذا الاتهام.

"الشرق" استطلعت آراء الطرفين، الطلاب والأستاذه للتعرف على أسباب هذه القضية وكيفية علاجها. وما هي حقيقية هذه الأعذار الطبية، وهل هي حقيقية أم مزورة، وهل فعلا يلجأ الطلاب لهذا الطريق غير المشروع لتأجيل الاختبارات والتغيب عن المحاضرات، السطور القادمة تجيب على هذه التساؤلات.

تشدد الأساتذة

في البداية ذكرت رحمة البطل تخصص تربية، أن بعض الطلبة أحياناً يلجأون للأعذار الطبية بسبب تشدد الأساتذة بعض الشيء، فأحياناً يكون الطالب مريضا حقاً ويشعر بالدوار، ولكن عندما يذهب إلى مستشفى حمد يفاجأ بأن الطبيب لا يعطيه عذرا طبيا، إلا إذا كان هناك شيء يستحق التغيب عن الامتحانات..

ولذلك فإن بعض الطلبة يلجأون للكذب أو حتى ابتلاع بعض الحبوب المضرة بالجسم كي يحصلوا على عذر طبي للتغيب عن الامتحانات.

وأكدت رحمة أنه بالرغم من أن هناك بعض الأعذار الكاذبة، إلا أنه توجد بالفعل بعض الأعذار الطبية التي أعطاها الطبيب للطالب بسبب حالته الصحية المتدنية. ولذلك فإنني أقترح بأن يقوم المجلس الأعلى للصحة بتأسيس جهة طبية مسؤولة عن الطلبة ويصدر من خلالها أعذارا طبية موثّقة من المجلس الأعلى للصحة.

بند خاص

وأردفت ريم قاسم تخصص شؤون دولية، بأنها مرت بتجربة في ذلك الموضوع، حيث إن سيارتها انفجرت في نفس اليوم الذي صادف يوم امتحان المنتصف، ولم تتمكن من الحضور بذلك اليوم، وبعد أيام راسلت أستاذ المادة للتمكن من إعادة امتحان المنتصف لها.

وتقول ريم "الدكتور قال لي أنه لن يصدقني إلا إذا أحضرت له شهادة أو عذرا من إدارة المرور يثبت وجودي بذلك اليوم في الشرطة ، ولذلك قمت بإحضار شهادة له تثبت أنني كنت متغيبة عن الجامعة في ذلك اليوم".

وأكدت ريم أن العذر الطبي رغم أنه أحياناً يكون كاذباً، ولكن أحيانا يكون بسبب قهري قوي. وتقترح ريم على إدارة الجامعة الآتي "أن يكون هناك بند خاص بالأعذار الطبية ويتم تحديد نوع العذر الطبي الذي سيتم قبوله والتواصل مع الجهات الطبية المعنية لعدم إصدار أية أعذار تخالف ذلك البند".

طبيب مختص

"الكثير من طلاب الجامعة لديهم معرفة ببعض الأطباء ويستغلونهم لأجل العذر الطبي".. كلمات بدأ عبدالله الباكر بها كلامه عن الأعذار والحجج الوهمية التي يتقدم بها الطلبة للأساتذة لكي يمنحوهم فرصة الغياب مرة أخرى ويضطر الأستاذ الجامعي أن يصدق هذه الكذبة لأنها شهادة مرضية من قبل مستشفى حمد.

يؤكد عبدالله حمدان تخصص هندسة أنه إذا استطاعت الجامعة أن تقوم بتعيين طبيب في مستشفى حمد يختص فقط بطلاب جامعة قطر، قد يكون هذا هو الحل المؤقت لهذه المشكلة.

أعذار كاذبة

وقال سامح عبدالظاهر تخصص هندسة مدني، إن الأعذار في كثير من الأحيان تكون كاذبة، وهذا ما حدث معي سابقا، حيث يقول "لقد ذهبت إلى الطبيب لكي يعطيني عذراً للتغيب عن الدراسة، مع العلم أنني لم أكن أعاني من أي شيء، ولكنه رفض تماماً، ولكنني لم استسلم وذهبت لطبيب آخر وقمت بشرح أمراض لم تحدث لي، وعلى الفور أعطاني عذرا طبيا للتغيب عن الدراسة".

ويؤكد سامح أن الطالب يكون أحيانا كاذباً ويقدم عذزا طبيا غير حقيقي، ولكن هناك أعذار طبية حقيقية يجب النظر إليها بأهمية، وذلك بالتواصل مع الجهة المسؤولة. وأكد سامح أنه من الضروري وجود الثقة بين دكتور الجامعة وطالبه وأيضاً صدقية الطالب عند دكتوره.

ويؤكد عبدالله بوكر بكلية الإدارة والاقتصاد، أنه يجب على الطبيب الذي يعمل بمستشفى حمد أن يتواصل مع الجامعة في الحالات التي تستدعي عذرا طبيا يمنع من الحضور إلى الجامعة. ويقول بوكر إن الأساتذة الجامعيين لا يتساهلون أحيانا مع الطلبة في موضوع الغياب، وهذا سبب كافٍ يجعل الطالب يسلك هذا السلوك.

واسطة

وذكرت ميرنا علاء تخصص إعلام، أن هناك الكثير من الطلبة الذين يأتون بالعذر الطبي بعد أن يتغيبون عن المحاضرة ويجدون أنفسهم اجتازوا نسبة الغياب المسموح بها، فتقوم باختراع أي مرض وتذهب إلى المؤسسة الطبية للحصول على العذر.

وتؤكد ميرنا أن بعض الطلبة لديهم معارف في بعض المؤسسات الطبية مثل الأهالي والأقارب .. إلخ، وبالتالي يقومون بإعطائهم العذر بدون حتى الكشف عليهم.

وتقترح ميرنا أن يكون هناك دفتر خاص بتسجيل الأعذار لكل طبيب ويكتب به سبب العذر ومكان صدوره ولمن يصدر ، وفي نهاية كل شهر يتم تسليمه للجهة المسؤولة، ومن هنا سيحاسب كل طبيب عن كل عذر يصدر بدون حق.

ضغط الامتحانات

بينما أكد محمد البطل تخصص هندسة، أن الكثير من الطلبة يقومون بالتغيب عن المحاضرات بسبب ضغط الامتحانات، وأحياناً عندما يكون الطالب لديه أكثر من امتحان بيوم واحد يضطر للجوء للكذب وإحضار العذر الطبي، لكي يوفر له الأستاذ فرصة أخرى لمراجعة المادة ودراستها.

أما بالنسبة للمركزالصحي، فيؤكد محمد أن هناك بعض الأطباء العرب يتفهمون ما يفعله الطلاب والسبب وراء طلب هذا العذر فلا يعطونه أي عذر، ولكن بالنسبة لـ"طوارئ حمد" فأغلب الأطباء هناك من جنسيات آسيوية وأحياناً يكونون على غير علم بالسبب الذي يجعل الطالب يلجأ لمثل هذه الأعذار، فيعطونه ورقة تبين من خلالها الحالة الصحية للطالب، ومن ثم يستغلها الطالب للتغيب عن المحاضرات.

ويقول محمد "للأسف إن الأستاذ ينخدع في ذلك الموضوع؛ لأنه ليس لديه دليل كافٍ إن كان الطالب حقاً تغيب عن المحاضرة بسبب مرضه أو بسبب التهرب من الامتحانات".

دور الطبيب

وقالت نور أيمن تخصص تربية، إن السبب الرئيسي الذي يجعل الطلاب يلجأون للأعذار الوهمية هو أن الطلاب أحياناً يكون لديهم أعذار معينة تمنعهم عن الحضور للامتحان أو حتى المحاضرة، ولكن الأساتذة يرفضون أي نوع من الأعذار، إلا إذا كان صادراً من جهة معينة.

بينما ذكر محمد صبحي تخصص سياسات تخطيط وتنمية، أن التزوير أحيانا في الأعذار الطبية يظلم الطلاب الذين يحتاجون بالفعل للأعذار الطبية. وأن اللوم كله يقع على الطبيب؛ لأنه من البداية لا يجب عليه إعطاء أي شخص عذرا بدون سبب واضح، ولذلك فإنه من الضروري تشديد الرقابة على الأطباء كي يتم التخلص من تلك المشكلة.

عيادة الجامعة

وذكرت عائشة البارودي تخصص تربية، أن بعض الطلاب يلجأون للتقارير الطبية من المستشفيات من أجل تقديمها للأساتذة للتغيب عن المحاضرات، أحيانا يكون الطالب صادقا، وبالفعل حدث له ظرف طارئ قبل الإمتحان، فيضطر للذهاب لأخذ عذر يسمح له بإعادة الامتحان.

وتقترح عائشة أن على الأستاذ الجامعي أن يقبل فقط الأعذار الطبية التي تصدر من عيادة الجامعة، بحيث تكون موثقة من جهة الجامعة، وهنا يضمن الأستاذ الجامعي مدى صحة العذر المقدم له.

التأكد من صحة الأعذار

وعلى النقيض الآخر، ذكر حسام صادق مساعد تدريس بقسم الهندسة المدنية، أن أغلب الأساتذة في الآونة الأخيرة أصبحوا يتأكدون من مدى صحة العذر الطبي قبل الموافقة على تأجيل الامتحان وغيره، لأنه في كثير من الأحيان تكون الأعذار غير حقيقية.

وأكد حسام أنه ربما هذا السبب هو الذي جعل الثقة تقل بين الأستاذ والطالب، ولذلك فإن بعض الأساتذة الآن يقومون بالتأكد من مدى صحة العذر من خلال التواصل مع الطبيب الذي قام بكتابة العذر، أو إذا كانت هناك حالة وفاة أو حادث أو غيره، حيث يتواصل الأستاذ مع الجهة المعنية بالأمر للتأكد من صحة الطلب المقدم لتأجيل الامتحانات أو التغيب عن المحاضرة.

كما أن عملية التأكد من مدى صحة المعلومات تأخذ وقتاً كبيراً جداً مع الأستاذ الجامعي وتضطره في بعض الأحيان أن يترك كل شيء فقط للتأكد من صحة ورقة العذر.

ويقول حسام "أحيانا يكون الأستاذ أجنبيا والورقة المقدمة له باللغة العربية فيضطر للذهاب إلى أساتذة يتحدثون اللغة العربية لكي يترجموا له سبب العذر الذي قدمه الطالب للتغيب عن المحاضرة".

وذكر أنه من الجدير بالذكر أن الطالب هو فقط من يستطيع أن يؤثر على الأستاذ من خلال الجدية في عمله وعدم تغيبه عن المحاضرات، وفي هذه الحالة سيسمح الأستاذ له بالتغيب عن المحاضرة لسبب ما.

تشديد الرقابة

وأردفت شيماء يسري، تعمل بمستشفى حمد الطبية، أن كثيرا من الطالبات الحوامل يلجأون للأعذار الطبية للتهرب من المحاضرات أو الامتحانات، وأحياناً يأخذون موعدا مع الطبيب فقط للحصول على عذر طبي يمكنهم من التغيب.

وتقول شيماء "والجدير بالذكر أن الرقابة في الآونة الأخيرة أصبحت متشددة بعض الشيء، حيث ألزمت الأطباء بكتابة الأسباب التي تجعلهم يعطون للمريض عذرا طبيا ، وأكدت أن أي طبيب سيعطي عذرا طبيا بدون وجه سبب سيتحول للمساءلة.

وذكرت شيماء أن هذا الموضوع يحدث في المستشفيات الخاصة أكثر منها في المستشفيات الحكومية، ولذلك يجب على الأساتذة التواصل مع المسؤولين قبل السماح للطالب بالتغيب عن المحاضرة.

مساحة إعلانية