رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

334

"التراث الفلسطيني" يزيح الستار عن تاريخ التصوير المقدسي

11 مايو 2016 , 08:07م
alsharq
الدوحة - الشرق

ضمن فعاليات مهرجان التراث الفلسطيني الثاني الذي تقيمه المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا بالتعاون مع جمعية الصداقة القطرية الفلسطينية ويتواصل إلى ما بعد غد، كان الجمهور مساء أمس على موعد مع محاضرة للباحث والمؤرخ الفلسطيني الدكتور خليل شوكة بعنوان "تاريخ التصوير في الأراضي المقدسة".

استهلّ د. شوكة محاضرته بالتأكيد على أهمية الصورة في حفظ الذاكرة المجتمعية لتاريخ فلسطين، وتعزيز الوعي بحياة الأجداد، مشيرا إلى أن الصورة أداة لنقل الواقع وجسر للتواصل، ووثيقة فائقة الأهمية لتوثيق الأحداث والمواقع التاريخية القديمة للأرض المقدسة.

وتناول بدء اهتمام الغرب بمنطقة الشرق الأوسط وفلسطين عقب اختراع التصوير في النصف الأول من القرن التاسع عشر، والتقاط أول صورة للقدس عام 1844 على يد المصور الفرنسي "جوزيف دوبراجي"، مشيرا إلى أن نحو 159 مصوّرا عملوا في الأراضي المقدسة بين عامي 1839-1914، من بينهم 100 مصوّر فرنسي و44 بريطانيا.

وأوضح أن المؤرخين يقسّمون هؤلاء المصورين إلى خمس مجموعات حسب مضمون ومجال الصور التي التقطوها، وتضم المجموعة الأولى المصورين الهواة، وكان معظمهم من السائحين، بينما تكوّنت المجموعة الثانية من الفنانين والرسّامين والكُتّاب الذين ساهموا بكتابة المقالات مع الصور، في حين تشكّلت المجموعة الثالثة من الحجاج الدينيين والمبشرين ورجال الدين، وأغلبهم من البريطانيين، وكان هدفهم دراسة حالة المنطقة ومدى ارتباطها بنصوص كتاب العهد القديم والتاريخ اليهودي.

وانتقل د. شوكة في محاضرته إلى خامس هذه المجموعات من المصوّرين موضحاً أن معظمهم كان من المصورين التجاريين، وذلك بعد أن ازداد الطلب على صور الشرق، ومنهم من كان يتردد على المنطقة بتكليف من الناشرين، في حين استقر مصورون آخرون في المنطقة، وعملوا في تجارة الصور مع الزائرين والسيّاح، وذلك منذ مطلع ستينيات القرن التاسع عشر.

واستعرض د. شوكة أمام الحضور عشرات من الصور للقدس وبيت لحم والخليل، والتي توثّق لفلسطين في حقبات تاريخية تغطي فترة الحكم العثماني ومرحلة الانتداب البريطاني، ثم الحكم الأردني حتى بداية الاحتلال الإسرائيلي، وتكشف الصور ما تزخر به فلسطين من إرث حضاري وثقافي.

ولفت إلى أهمية التصوير الذي حفظ للأجيال تاريخ وتراث فلسطين بكل تفاصيله، مؤكدا أن هذه الصور تتهاوى أمامها محاولات المحتل طمس تاريخ الشعب الفلسطيني وتزييفه من أجل خلق واقع جديد على الأرض، وقال إن الصور التي التقطت لفلسطين في القرنين التاسع عشر والعشرين على أيدي مصوّرين من الغرب تبرهن على حق الفلسطيني في أرضه، وأنها لم تكن يوما أرضا بلا شعب كما يدّعي المحتل، وتوجّه شوكة بحديثه إلى كل فلسطيني في الداخل أو الشتات: "علّموا أبناءكم أن يحتفظوا بالصور، لأن الصورة خير من ألف كلمة".

مساحة إعلانية