محليات

562

"الحماية والتأهيل" تناقش تمكين المرأة القطرية

تناولت حلقة نقاشية للمؤسسة القطرية للحماية والتأهيل الاجتماعي، "تمكين المرأة القطرية وأدوارها المستقبلية وفقاً لرؤية قطر 2030"، وذلك في ختام الفعاليات التي أقيمت على هامش معرض "بيدي أُبدع" الذي أقيم لمدة 4 أيام بــ"كتارا".

وفي هذا الإطار أكدت الدكتورة شريفة العمادي - المدير التنفيذي للمؤسسة القطرية للحماية والتأهيل- أن المؤسسة تحرص على تمكين المرأة كهدف أساسي، ورفع تقدير الذات عند العملاء الذين يستفيدون من خدمات المؤسسة، مشيرة الى أنَّ المنتجات والمعروضات المتميزة للنزيلات تساهم بشكل كبير في قضية تمكين المرأة ، وكذلك بالنسبة للمتعافين ، ونوهت بأهمية هذه الفعاليات التي تساهم في انخراط النزلاء في المجتمع، وأضافت ان هذه الفعاليات ركزت على تمكين المرأة، وذلك بما يتماشى مع روية قطر الوطنية2030.

وأشارت الدكتورة شريفة إلى أن الحلقة النقاشية استعرضت دور المرأة في السابق إلى أن وصلت لمناصب قيادية مرموقة، والتحديات التي تواجهها وكيفية تجاوزها من أجل الوصول إلى الأهداف التي حددتها الدولة وفقاً لرؤية 2030 ، ونوهت بما تتمتع به المرأة القطرية من تمكين كبير من خلال دعم مؤسسات الدولة للمرأة في مختلف المجالات ، مؤكدة على ضرورة التركيز على التربية بشكل خاص بالنسبة للأبناء من أجل خلق جيل ايجابي للمستقبل، بحيث لايكون التمكين في عمل المرأة فقط، بل في البيت ودورها تجاه أسرتها وأبنائها، مضيفة أن المؤسسة تستهدف الفئات من المتعافين والانحرافات الاجتماعية والسلوكية ، والفئات المستضعفة والمعنفة من النساء والأطفال.

توفر الإستدامة

وتحدثت في الحلقة النقاشية التي أدارتها الدكتورة شريفة سيدة الأعمال لولوه العبيدلي والمدرب المعتمد في التنمية البشرية، أهمية دور المرأة في التنمية ، والتنمية البشرية ، وأكدت أن عدم توفر الاستدامة في التنمية في اي بلد لن يحرز تقدما، وبالتالي قامت بعرض خلاصة تبين كيفية إحداث الفرق بالنسبة للمرأة ، وجعلها قيادية في مجتمعها، لتتمكن من خلق النقطة الفارغة في المجتمع، مشددة على أنَّ المرأة قادرة على قيادة المجتمع بشرط توفر لها البيئة التي تؤهلها لقيادة هذا المجتمع .

وأشارت إلى أن بالدول المتقدمة توجد وظائف مشتركة لا تشترط دوام المرأة 8 ساعات -على سبيل المثال لا الحصر-، بحيث يمكن ان تداوم 4 ساعات لتقوم زميلة أخرى باستكمال ساعات الدوام الأخرى مقابل نصف راتب، وبذلك تستطيع المرأة التفرغ لأسرتها.

دور حقيقي

ومن جانبها تحدثت سيدة الأعمال منى السليطي -رئيس مجلس إدارة إبداع الفتاة- ، موضحة أن أثارة موضوع تمكين المرأة ، ورؤية قطر 2030م من خلال عين المرأة ، يعتبر المحور الأساسي الذي يمكَّن المرأة من أن تعي دورها ومن ثم العمل على هذا الأساس ، وأضافت أن وعي المرأة بالرؤيا وفهمها لمحاورها الرئيسية يؤدي إلى تحقيقها بشكل أسهل ويمكن من استيعاب دورها الحقيقي ومساهمتها في المجتمع ، مشيرة إلى أن أعمال النزيلات التي تضمنها المعرض يوضح أن هناك تمكين كبير ، يحتاج إلى الدعم والمساندة ، والتحفيز لتنمية القدرات والمهارات من خلال المكان الذي تتواجد فيه ، وقالت أن ذلك يعني أن المكان الذي وجدت فيه لأي ظرف من الظروف منحها دفعة جديدة ، لمزيد من الإبداع والإنتاج الذي ينعكس بشكل ايجابي لها وللمجتمع.

وشددت منى السليطي على أن التمكين يبدأ من المنزل ، وذلك من خلال زرع القيم الأساسية ومن ثم ترجمتها إلي سلوكيات، مؤكدة أن المنزل هو الأساس والنواة التي تنطلق منه التنمية والحضارة، وأشارت الى أن دور المرأة كبير جداً في فهم وتنمية وتنشئة أجيال قادرة على تحمل المسؤولية وبشكل صحيح، وتعتقد السليطي أنه لا قيمة للتعليم في غياب الولاء والانتماء والهوية ، مؤكدة أن زرع الهوية وترسيخها من خلال ترجمتها الفعلية إلى قيم حقيقية يخلق جيل متوازن يعتمد عليه في تحقيق الرؤيا.

القيادة الذاتية

وبدورها ركزت الدكتورة وفاء اليزيدي - مدير إدارة التأهيل الطبي في مؤسسة حمد الطبية- ، على القيادة الذاتية وقيادة النفس ، وقالت أن القيادة النسائية هي في الأساس قيادة الذات والنفس ، وتمكينها من رؤية مناطق ضعفها والقوة فيها ، بحيث تقوى مناطق الضعف ، فيما تستخدم مناطق القوة بطريقة أفضل ، وهنا يكون تمكين الذات كاستقلالية وابعاداها في بناء المجتمع .

وتوجهت الدكتورة وفاء اليذيدي في التفكير والنقاش إلى أن العالم متطور، وفيه تسارع كبير ، مؤكدة على ضرورة أن تنشئ المرأة أطفالها مع مواكبة هذه التطورات وتبدع في تربيتهم، وقالت : أن الأطفال لايحملون توجهات واحدة إنما يختلفون في مواهبهم وبالتالي لابد من النظر في مواهب كل الأطفال والتمكين لهم ، وكيفية رعاية هذه البذرة التي تقوم عليها المجتمعات ككل وفق رؤية 2030م في قطر .

وأوصت اليزيدي المرأة القطرية بضرورة أن يكون لها أهداف مميزة ومحددة في وقت معين، وقالت : يجب أن لا تشتت المرأة نفسها بأكثر من هدف في توقيت واحد ، مؤكدة أن القائد الجيد يضع رؤية ولكن وفق أهداف معينة ومقننه ،ومراجعتها من حين لأخر ، وأشارت إلى أن الأهداف قصيرة الأمد محددة أكثر ونتائجها أفضل، موضحة بقولها "نحن كقيادات نسائية بدأنا بأهداف صغيرة جداً ومنها بدأت طريق التطور والتقدم ولا زلنا في مرحلة العطاء".

تعليم المرأة

ومن جانبها أكدت الدكتورة أمينة الهيل -المستشار النفسية في المجلس الأعلى للتعليم-، أهمية إهتمام الدولة بتعليم المرأة ونشر هذه الثقافة، مشيرة إلى أنه بفضل ذلك إنتهت مخاوف الأسر المتعلقة بدراسة البنات في الخارج، بل أصبحت الأسر تتسارع إلى ذلك؛ وبهذا اقتحمت المرأة جميع التخصصات العلمية، وباتت أكثر اهتماماً بالأبحاث العلمية. مشيرة في سياق حديثها إلى أنَّ رئيس جامعة قطر سيدة.

وأضافت الهيل: من المهم كذلك الإشارة إلى الدور الكبير الذي تلعبه مؤسسات المجتمع المدني في تنمية المرأة، وخلق بيئة إبداعية لها؛ وقالت أنها تخدم الأسرة بصفة عامة والمرأة بصفة خاصة ببرامج مختلفة. منوهة إلى أنه وبفضل هذه الجهود تراجعت حالات الطلاق على سبيل المثال.

وقالت الهيل أن على مؤسسات الدولة والقطاع الخاص، العمل على ترغيب المرأة في العمل من خلال وضع قوانين وتقديم تسهيلات تمكنها من القيام بمسؤوليتها العملية وواجباتها الأسرية كوالدة يقع على عاتقها تخريج نشأ صالح للمجتمع، منوهة إلى ضرورة إنشاء حضانات أطفال في جميع مؤسسات العمل، حتى تسطيع المرأة العاملة تأدية مهامها وهي غير مشغولة البال بحال أطفالها؛ مشيرة في هذا الصدد إلى الحضانة التي أنشأها المجلس الأعلى للتعليم، وقالت يجب أن تحذو بقية المؤسسات حذوه.

تجدر الإشارة إلى أنَّ المؤسسة القطرية للحماية والتأهيل الاجتماعي نظمت معرض "بيدي أبدع" بالتعاون مع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ودار الإنماء الاجتماعي وكتارا في شراكة مجتمعية مميزة، بهدف تقديم أعمال النزلاء وعرضها وتسويقها للمجتمع بالإضافة الى الترويج لأعمال ذوي الدخل المحدود بالتعاون مع دار الإنماء والشؤون الاجتماعية . كما يهدف المعرض الى زيادة ثقة النزلاء بأنفسهم ودمجهم بالمجتمع الخارجي من خلال المشاركة بعرض منتجاتهم، ويشتمل على بعض المنتجات الحرفية والفنية والملابس والمشغولات صنعتها أيادي النزلاء .