رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

841

كريم يونس يروي تفاصيل ليلة الإفراج عنه

11 يناير 2023 , 07:00ص
alsharq
يونس يروي تفاصيل الإفراج عنه
القدس المحتلة - الأناضول

روى الفلسطيني كريم يونس عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» والذي قضى 40 عاماً في سجون الاحتلال الإسرائيلي كيف تحولت ليلة الإفراج عنه الخميس الماضي إلى ما يشبه عملية عسكرية ازدحمت تفاصيلها بالغموض والتحركات غير المعتادة في مثل هذه الحالات.

كأنها عملية عسكرية

في مقابلة من منزله في بلدة عارة شمالي إسرائيل يقول كريم يونس الذي تجاوز عمره 66 عاماً: «سلطات السجون الإسرائيلية حولت عملية الإفراج عني الخميس الماضي إلى ما يشبه العملية العسكرية.. كان هناك شبه عملية إنزال على القسم الذي كنت محتجزا فيه وطلبوا خروجي فورا من السجن».. كان الوقت تقريبا قبل الفجر، أخذوني وكنت أتوقع أنهم سيسلمونني لشرطة المنطقة على أن يتم تحريري من مركز الشرطة»، يكمل الأسير المحرر.

ويذكر أنه: «جرت العادة أن شخصاً بمكانتي يتم تحريره من باب السجن، ولكنهم ربما أرادوا التنغيص على أهلي ومن الممكن أن تكون لهم مآرب أخرى». ويتابع: «أخذوني بالسيارة بشكل مستهجن ومستغرب، ففي كل 5 دقائق كانت السيارة تدخل إلى طريق جانبي ويتم تبديلها وكأننا في عملية عسكرية، ويبدو أنهم فعلوا ذلك لإثارة الرعب أو أمور أخرى في أذهانهم».

ويضيف: «بعد كل ذلك لم أعلم أين وصلت، فقد أنزلوني في مكان ما، وسلمني ضابط أماناتي وأعطاني بطاقة حافلة ووجهني بيده نحو موقف للحافلات، وقال لي: اذهب إلى المنزل وحدك». ويتابع «كان الظلام يخيم على المنطقة، توجهت إلى محطة الحافلات التي كانت تبعد حوالي 100 متر، وهناك التقيت بعدد من العمال الفلسطينيين طلبت من أحدهم هاتفه النقال لأتصل بأهلي وعندما سمعوا اسمي، تجمعوا كلهم حولي وحاولوا إعطائي أكلهم وشربهم، ولكن اتصلت بأهلي وبعد نصف ساعة أتوا إلى المحطة»، يواصل يونس.

 

شعور غريب

ومنذ الإفراج عنه يتدفق آلاف الفلسطينيين إلى منزله لمصافحته باعتباره الفلسطيني الذي أمضى أطول فترة اعتقال في السجون الإسرائيلية.

وكان يونس، عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، دخل السجن وهو طالب جامعي عمره 26 عاماً، وبعد 4 عقود خرج من سجنه ليجد أن العالم تغير. يقول: «الشعور الذي شعرت به كان غريبا وليس من السهل وصفه، عندما تخرج إلى عالم يختلف كليا عن العالم الذي تركته ينتابك شعور غريب ومختلف جدا».

ويردف: «حاولت أن أشعر أنني فعلا أتمتع بالحرية، بمعنى أن تذهب حيثما وأينما ومتى ما تشاء، وتفعل ما تريد دون أن يلتفت لك أحد أو أن تسير دون أن يمشي معك أحد سواء أمامك أو خلفك مكبل اليدين والرجلين».

ويوضح: «شعور لم أشعره منذ 40 عاما، لم أكن أرى الشجر والعشب الأخضر، كنا محرومين منه فلا ترى سوى الأسلاك الشائكة وأسلاك صدئة وأبواب حديدية وجدران إسمنتية، هذا ما كنا نراه واعتدنا عليه».

وجد الرجل غرابة حتى بالمشي على الطريق المعبد بالأسفلت، ويعلق على ذلك: «أيضا أن تمشي على التراب أو الأسفلت هذا كله شيء غريب». ويضيف: «من الصعب أن أصف شعوري بكلمات، لكن هو شعور إنساني، من الجديد أن يشعر المرء بحريته وإنسانيته بعد سنوات طويلة جدا من السجن».

جيل كامل لا أعرفه

ومع اصطفاف أبناء عائلته لمصافحته، وجد يونس جيلا كاملا من الأقارب الذين لم يلتق بهم من قبل وإن كان عرفهم من خلال الصور.

ويعلق: «كل إخوتي وأخواتي تزوجوا بعد دخولي السجن، وبالتالي جميع أبنائهم وأحفادهم - عائلتي الموسعة - لا أعرفهم، ولو صادفتهم بالشارع لما عرفتهم».

ويبين: «للأسف فإن مصلحة السجون الإسرائيلية لم تكن تسمح بالزيارة إلا للأقارب من الدرجة الأولى وهم والداي وإخوتي وأخواتي فقط».

ويتابع: «لم أعرف أبناءهم وأحفادهم إلا بعد خروجي من السجن، كنت أعرف أسماءهم وأراهم بالصور ولكن لم أرهم شخصيا ولم أتحدث معهم إلا بعد خروجي من السجن».

ليس نهاية الحساب

وبالنسبة للكثير من الإسرائيليين، فإن خروج يونس من السجن بعد 40 عاما خلف القضبان، ليس نهاية الحساب، فقد داهمت الشرطة الإسرائيلية خيمة أقيمت لاستقبال المهنئين لأكثر من مرة بداعي وجود العلم الفلسطيني، فيما بدأ الكنيست الإسرائيلي بتشريع قانون يسمح بإبعاده إلى الضفة الغربية.

ويسمح القانون قيد الإعداد بسحب جنسيات وإبعاد معتقلين أو محررين حصلوا على مساعدات مالية من السلطة الفلسطينية.

ويقول يونس: «بدأت حملة التحريض حتى قبل خروجي من السجن، وحاولوا أكثر من مرة تبني قانون بطرد كل من يعمل ضد الإسرائيليين، وقد طرح هذا الأمر منذ فترة».

ويضيف: «الحكومة الجديدة لربما هي الأكثر تطرفا وفاشية في تاريخ إسرائيل، وبالتالي فإن هذه الأمور ترتفع وتيرتها والتهديد يزداد، وأنا من أبناء شعبي ولست أنا الوحيد المهدد، كل أبناء شعبنا مهددون».

ويستدرك: «شعبنا عظيم وما زال يقاوم التهجير والتهويد ويقاوم الطرد والتطهير العرقي منذ 100 سنة، واليوم هناك بين البحر المتوسط ونهر الأردن أكثر من 7 ملايين فلسطيني صامدين على أرضهم ثابتين وبهويتهم متمسكون ولن يخرجوا وإن شاء الله سائرون نحو انتزاع حقوقهم الشرعية في تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس».

أوضاع صعبة للأسرى

ويرى المحرر الفلسطيني أن الفترة القادمة قد تشهد أوضاعا صعبة للأسرى في السجون، ويكمل: «نقول إنها الحكومة الأكثر تطرفا في إسرائيل بسبب دخول هؤلاء الأشخاص المتطرفين (إلى الحكم) وأن يصبحوا وزراء». ويوضح: «المؤشر الأكبر على ذلك هو استلام بن غفير وزير الأمن القومي، بمعنى أنه مسؤول أيضا عن مصلحة السجون التي أصبحت منذ فترة أكثر سياسية وتأخذ منحى الوزير المسؤول».

ويتابع بشأن بن غفير: «هو حتى قبل أن يستلم مهمته كان يهدد الأسرى بشطب حقوقهم وإعادتهم إلى سنوات السبعينيات وأن يروا الشمس لمدة ساعة فقط يوميا، ولكن عزاؤنا أن الأسرى اليوم موحدون تحت سقف واحد وراية واحدة وهي القيادة العليا للأسرى لمواجهة هذا التحدي ومواجهة بن غفير». ويشير يونس إلى أن «الأسرى سيخوضون معركة للدفاع ليس فقط عن إنجازاتهم وإنما عن كرامتهم ووجودهم وحياتهم الكريمة، وسيصبح الأمر بالنسبة لهم مسألة حياة أو موت».

وعن المستقبل الذي يراه لنفسه يقول: «كريم يونس مثل كل فلسطيني، لربما أنه تميز بأنه أمضى سنوات طويلة في السجن، رقم قياسي وسابقة في النضال الفلسطيني ولكنه واحد من هذا الشعب». ويكمل: «سأقوم بواجبي تجاه القضية وأنا على استعداد للاستمرار بالنضال لأنه لا تقاعد في النضال، وسيستمر إن شاء الله لدفع هذه الأمور بالاتجاه الصحيح».

 

مساحة إعلانية