رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1455

المحلل السياسي الأوكراني أندريه بوزاروف لـ الشرق: قطر أفضل دولة تقوم بالوساطة بين الولايات المتحدة وإيران

11 يناير 2020 , 07:10ص
alsharq
الباحث والمحلل السياسي الأوكراني
أحمد البيومي

نجا من الطائرة المنكوبة..

الدوحة تربطها علاقات متوازنة بين واشنطن وطهران

كنت سأكون أحد ضحايا الطائرة الأوكرانية لولا أني تأخرت لليوم التالي

دور قطر معهود ومحل إشادة في التوسط لحل النزاعات الإقليمية والدولية

اغتيال سليماني سيكون له تداعيات على المنطقة لفترات طويلة

الولايات المتحدة وإيران لا تريدان حاليا الدخول في مواجهات واسعة

 

 

ثمن أندريه بوزاروف، الباحث والمحلل السياسي الأوكراني، جهود قطر في الوساطة وإحداث التهدئة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، على خلفية التصعيد الأخير بين الجانبين. وقال بوزاروف في تصريحات لـ الشرق إن الدوحة أفضل وسيط بين الدولتين نظرا لأنها ترتبط بعلاقات متوازنة بين الجانبين، وهو يؤهلها للعب دور الوسيط، لا سيما في ظل استحالة المفاوضات المباشرة بين طهران وواشنطن.

وأضاف أن الوساطة في الوقت الحالي مهمة جدا لمنع حدوث أي تصعيد جديد أو توتر من شأنه يؤثر على استقرار وأمن المنطقة برمتها. وأكد أن قطر نموذج جيد للوساطة بين البلدين، وهي أفضل من تقوم به، حيث يمكن لقطر أن تحل هذه الأزمة بحكم تواصلها مع الجانبين من جهة، ودورها المعهود في التوسط لحل العديد من النزاعات الإقليمية والدولية، وهذا الدور محل إشادة من الجميع، متوقعا أن تستمر الوساطة القطرية بين الجانبين في الفترات المقبلة.

وقال إن مقتل قاسم سليماني على يد القوات الأمريكية له تداعيات واضحة على المنطقة، وعلى الداخل الإيراني، فمن ناحية قد وحدت عملية الاغتيال بهذه الطريقة الشعب الإيراني وجعله مصطفا خلف القيادة، كما أن الكثيرين من الشعب الإيراني انتظر رد حكومته على اغتيال سليماني والانتقام له، وهو ما دفع طهران إلى الرد بضرب قواعد أمريكية في العراق، بصرف النظر عن مدى الأضرار التي سببتها.

توتر في الشرق الأوسط

ونبه المحلل السياسي الأوكراني إلى أنه كان متواجدا في إيران في تلك الفترة وشاهد بنفسه حجم الغضب الشعبي جراء عملية اغتيال سليماني. وأضاف بأن الجهود الدبلوماسية كانت حاضرة بقوة خلال الأيام الماضية، حيث كان هناك العديد من الوفود الدبلوماسية التي تحدثت مع المسئولين الإيرانيين سواء من أوروبا أو آسيا أو الدول العربية ومختلف دول المنطقة.

وشدد على أن الكثير من الخبراء والباحثين السياسيين قد أجمعوا على أن اغتيال سليماني من قبل القوات الأمريكية كان خطأ فادحا، ربما تمتد نتائجه السلبية لسنوات مقبلة، وحسب رؤيتهم لم يكن من الضرورة اغتيال سليماني الذي هو ثاني أهم رجل في إيران.

وأوضح بوزاروف أن تلك العملية قد قسمت منطقة الشرق الأوسط إلى جبهتين، فهناك دول أيدت ذلك ورحبت به، بينما هناك دول أخرى رفضت ذلك واعتبرت تلك الخطوة بداية لعدم الاستقرار. وأشار إلى أن قتل سليماني أدخل المنطقة برمتها في حالة عدم استقرار. وقال إنه في حال عاودت الولايات المتحدة لقتل المزيد من القادة المحسوبين على إيران ربما يؤدي ذلك إلى حدوث مواجهات جديدة شاملة وربما تتدخل أطراف دولية أخرى جراء ذلك.

لكنه نبه إلى أن الولايات المتحدة في الوقت الراهن لا تريد مثل هذا النوع من التوتر والمواجهات، خاصة وأن الإدارة الحالية على أعتاب انتخابات جديدة ويريد ترامب أن يحصل على فترة ثانية من الحكم. ولذلك من الضروري الآن أن تظل منطقة الشرق الأوسط هادئة بحكم إمدادات النفط العالمية واستقرارها العالمي. وبالتالي من المستبعد ألا تقوم واشنطن بأي أعمال تصعيدية جديدة ضد طهران، على الأقل حتى انتهاء الانتخابات الرئاسية الأمريكية أواخر هذا العالم. في المقابل لا تسعى إيران هي الأخرى إلى توسيع حدة المواجهات مع واشنطن، خاصة بعد استهداف القواعد الأمريكية بالصواريخ في العراق.

نجوت من الموت..!

قال المحلل الأوكراني بوزاروف إنه كان متواجدا بالفعل في إيران خلال الفترة الأيام الماضية للمشاركة في منتدى طهران للحوار الإقليمي، وشاهد بنفسه التداعيات المرتبة على تحطم الطائرة الأوكرانية وهو حادث مروع بكل المعاني، كاشفا أنه كان من المفترض أن يكون على متن هذه الرحلة عائدا من طهران، إلا أنه قام بتغيير موعد سفره إلى رحلة اليوم التالي للكارثة المروعة. وأعرب عن حزنه العميق بسبب تحطم هذه الطائرة الأوكرانية.

وتلقى بوزاروف الذي يزور إيران للمرة الأولى، نصائح من الجميع للمغادرة السريعة في ظل تصاعد التوتر على خلفية التهديدات المتبادلة بين إيران وأميركا، إلا أنه قرر التأجيل ولم ينفذ تلك النصائح، وقرر البقاء وتأجيل الرحلة إلى يوم آخر، وهو ما كان سببا في النجاة من الموت المحقق في سقوط الطائرة.

وحول التحقيقات الخاصة بالطائرة الأوكرانية التي تحطمت في إيران وراح ضحيتها 180 شخصا، أوضح أن هناك الكثير من المعلومات الغير واضحة والغير صحيحة، ولكن من المهم انتظار نتائج التحقيقات حتى يمكن التأكد من سبب سقوط الطائرة وتحطمها. وبالتالي من الصعب الآن التكهن بأي نتيجة لما جرى. لكنه أضاف أنه من الصعب القول إن الطائرة قد ضربت بصاروح إيراني أثناء إطلاق إيران للصواريخ ضد القواعد الأمريكية في العراق، لأن الطائرة سقطت بعد انتهاء عمليات القصف من جانب، والسبب الثاني أن الطائرة سقطت في طهران بينما الصواريخ تم إطلاقها من الجنوب والإيراني والحقيقة المسافة بعيدة بينهما.

وأشار إلى أنه يتم الآن تسييس هذه الحادثة من جانب بعض الدول، ولكن العلاقات بين طهران وكييف علاقات جيدة، وهناك تعاون واضح بين الدولتين في كافة المجالات، خاصة الجوانب الاقتصادية والاستثمارات.

مساحة إعلانية