رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1218

بالصور.. الشجاعية ...مدينة أشباح اختلطت بها دماء الشهداء والركام

10 سبتمبر 2014 , 09:10م
alsharq
غزة - ريما زنادة و محمد جمال

"المنزل المدمر يعود لعائلة المواطن الغزي حسني محمد سكر" وبجواره صورة شهيد وضعت على ركام المنزل في حي النزاز بمنطقة الشجاعية بمدينة غزة ...فأصبحت أكثر المعالم في هذا الحي هو أن تتعرف على أصحاب المنازل المدمرة جراء صواريخ العدو الصهيوني خلال الحرب من خلال لوحات وضعت على الركام ..

و من الصعب تحديد المكان فالركام مختلط مع بعضه البعض مما يجعل البعض يظن أن زلزال قد دمر كل شيء ...فلاطريق يمكن السير عليه بسهولة...ولا بيت يمكن أن يكون صالح للسكن وإن تبقت أعمدته فهي من الداخل خاوية رغم وقوفها ...فلم يعد أحد من أصحاب هذا الركام يستطيع أن يتعرف على بيته ...فأصبحت المنطقة كأنها منطقة أشباح حيث لا حركة وإن حدثت فهي قليلة جداً فقد حل السكون عليها بعد أن كانت أكثر المناطق كثافة سكانية وحركة ...فأينما يلفت المرء ناظريه فلايجد غير صور الشهداء والدمار والحريق ...فقد حرقت صواريخ الاحتلال الأخضر واليابس في تلك المنطقة فهجرت ساكنيها مابين مدارس الإيواء وبيوت أقاربهم..."الشرق" كان لها جولة حملت الألم لما حالت بهذه المنطقة من هول الدمار التي حملت من خلالها معاناة مئات العائلات الغزية التي أصبحت بلا مأوى.

"الشرق" في جولة بمنطقة غزية مدمرة جراء الاحتلال

مشاهد مؤلمة

كان من الصعب على "الشرق" أن تتعرف على المنطقة لما أصابها من هول الدمار فالركام فوق بعضه البعض والحركة فيها ليست سهلة بالمطلق والسكون كان واضح على أنها شبه خاوية من سكانها إلا أعداد قليلة نصبت خيامها بجوار ركام منزلها...ومن بين المنازل المدمرة كان يعود لعائلة حسني محمد سكر حيث وضع على الركام لفتها باسم صاحب المنزل بجوار صورة نجله الشهيد محمود...حيث قال صاحب البيت المدمر أحمد سكر"24سنة" لـ"الشرق" وعلامات الحزن واضحة على ملامحه الشابة:"لقد عشنا أوقات صعبة حيث كانت الطائرات تقصف والدبابات بالقرب منا في بداية الأمر تم استهداف أرضنا التي تقع بجوار البيت مما جعلني مع عائلتي التي تزيد عن 40فرد التجمع في الطابق السفلي للبيت فزاد القصف فقمنا نركض بالشارع والأطفال يصرخون ويبكون من الخوف".

وأضاف:" والأصعب من ذلك حينما كان شقيقي قد استشهد بعد أن نهال عليه المنزل المجاور لمنزلنا فلم نستطيع أن نخرج جثمانه رغم محاولات عديدة للبحث عنه إلا بعد "12يوم" ...لقد كنا في موقف صعب جداً".

واستكمل حديثه:" خرجنا لمنطقة أبعد بعض الشيء لكن بدون جثمان أخي حيث القصف متواصل فأسرعنا لمدرسة للإيواء...وبعد الهدنة هبت لرؤية ما حل بالمنزل لأجد أنه أصبح عبارة عن ركام ...فكانت صدمة كبيرة لي حيث استشهد أخي وهو تحت الركام ومنزلنا مكون من (4طوابق) قد هدم وكل مافيه قد تكسر ولم أستطع أن أخذ من البيت شيء".

ولفت، إلى أن عائلته وأبناء شقيقه الشهيد الآن يعيشون في المدرسة حيث لا يوجد لهم مكان أخر، يعيشون في ظروف صعبة للغاية...خاصة أنه ينام على ممرات وساحة المدرسة والنساء ينامون في الفصول الدراسية حيث لا يوجد طعام إلا المعلبات.

وتابع في نبرات قلبه الحزينة:" خرجنا من المنزل بدون مال ولا أوراق ولا شيء والآن نحن بالمدرسة فلا بيت لدينا ...وكل مانريده هو أن يكون لنا شقة تضمني مع عائلتي خاصة أن فصل الشتاء قد قارب على القدوم مما يجعل العيش بالمدرسة شيء من المحال".

آثار الدمار والخراب ظاهرة للعيان في أحياء غزة

نجينا بأعجوبة

وفي ركام بيت قريب من عائلة سكر كان ركام بيت عائلة عماد حبيب الذي فقد منزله وكل مايحمله المنزل من أشياء وأثاث وكل شيء ...حيث قال لـ"الشرق":" لقد نجيت مع عائلتي بأعجوبة حيث كانت الدبابات الصهيونية قريبة جداً من بيتي وقصف الطائرات متواصل فكان الخروج صعب جداً والأصعب من ذلك أن أبنائي معاقين فكنت أحملهم وأركض في الشارع بوضع خطير جداً...فالضرب كان عشوائي ومتواصل".

وتابع وهو ينظر لركام منزله:" لا أعلم أين مصيرنا اليوم وإلى أين ممكن أن نذهب فالآن أصبحت بلابيت بلا مال بلا شيء".

طفولة بلا بيت

الحال ذاته كان يعيشه الطفل محمد العراعير من سكان منطقة الشجاعية حيث أصبح بلا بيت والخوف كان يلاحقه من شدة ضرب الصواريخ من حولها حيث أوضح لـ"الشرق"، أنه شعر بالكثير من الخوف حينما حاصرت الدبابات المنطقة والقصف متواصل وكان أشقائه الصغار يصرخون".

ولفت، إلى أنه الآن يسكن في منزله الشبه منزل بعد تدمير كبير أصابه لكن ليس باليد حيلة فلايوجد أمامه وأمام عائلته أي بديل أخر.

ويتابع بألم:" سوف تأتي المدرسة ولم أستطع شراء شيء ...فأصبحت اليوم أحلم في حقيبة مدرسية وأقلام ودفاتر وملابس جديدة..أتمنى أن يتم إعمار منزلي وأن أعيش في أمان بعيداً عن الخوف والهدم.

صور الشهداء والدمار والحريق بادية للعيان في احياء غزة

من خضراء لصحراء

كان من الصعب أن يصدق المرء ناظريه بأن هذه الصحراء كانت قبل الحرب عبارة عن أرض خضراء تحفها أشجار النخيل وروعة الجمال إلا أن دبابات الاحتلال قتلتها كما قتلت البشر ودمرت الحجر فلازال صاحب الأرض محمود المغني يحمل صور ذكريات أرضه الخضراء التي أصبحت قاحلة حيث قال لـ"الشرق":" من الصعب تصديق أن هذه الأرض كانت أرض خضراء فقد حل بها الدمار من قبل الاحتلال وجعلوا من منزلي عبارة عن برج لها حيث عملوا على تكسير البلاط واستخراج الرمال لعمل منها مساند يحتموا خلفها".

وأضاف:" لقد دمروا كل شيء في المنزل وحتى الجدران جعلوا منها لوحة لكتابة خططهم العسكرية فكانوا يضعون مجسمات لجنود على النوافذ حتى يتم إيهام المقاومة بأنها جنود احتلال وما إن يتم اطلاق الرصاص عليها حتى يباشر العدو الصهيوني بإطلاق قذائف الدبابات".

ولفت، إلى أن منطقة الشجاعية من المناطق ذات الكثافة السكانية الكبيرة حيث أكثر من 90% من البيوت مدمرة تدمير كلي و10% من البيوت غير صالحة للسكن، حيث دمر الاحتلال المساجد والمدارس والمراكز الصحية مما زاد المعاناة في كافة الجوانب وخاصة الإنسانية.

الشجاعية ...وغيرها الكثير من المناطق الغزية التي ازدحمت في أزقتها الخوف والدماء ودمار والشهداء بعد أن استهدفتها صواريخ الاحتلال، لتجعل منها منطقة كان بها الصمت السائد بعد أن تدمرت تدميراً يصعب للكلمات التعبير عنها فهول الواقع أصعب من وصف الحروف والكلمات وكذلك الصور.

مساحة إعلانية