رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

2561

إرهاب "سنوات الرصاص" لا يزال يؤرق إيطاليا

10 مايو 2015 , 12:05ص
alsharq
روما – وكالات

لقي مئات الأشخاص حتفهم في إيطاليا في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي على أيدي إرهابيين من اليسار المتطرف والفاشيين الجدد، الذين أرادوا إسقاط الديمقراطية.

وتريد الحكومة بناء نصب تذكاري لهم، على غرار النصب التذكاري الذي أقيم للمحاربين القدامى الأمريكيين الذي شاركوا في حرب فيتنام.

فبعد مرور 37 عاما على جريمة القتل التي حظيت بتغطية إعلامية واسعة والتي ارتكبت في سياق ما يعرف بــ "سنوات الرصاص"، لا تزال ذكرى الإرهاب اليساري واليميني التي هددت أركان ديمقراطية إيطاليا في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي تؤرق هذا البلد.

ويوافق التاسع من مايو - اليوم الوطني لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب منذ عام 2007 - الذكرى السنوية لمقتل ألدو مورو في عام 1978، رئيس وزراء ديمقراطي سابق، اختطف من قبل منظمة الألوية الحمراء الإرهابية وقتل بالرصاص بعد 55 يوما من اختطافه.

ووضع اليوم السبت الرئيس سيرجيوماتاريلا وساسة كبار أخرون اكاليل الزهور في "فيا كايتاني"، الشارع الروماني الرئيسي، حيث تم العثور على جثة مورو مغطاه ببطانية في صندوق سيارة هاتشباك حمراء.

وقال ماتاريلا ان "الوقت الذي انقضى منذ تلك الأحداث المأساوية يجب ألا يضعف الذاكرة والامتنان تجاه أولئك الذين، يخدمون الدولة أو كمواطن بسيط، فقدوا حياتهم بسبب مخططات هدامة وتتسم بالجنون ومليئة بالكراهية والظلم".

وفي عشية الاحتفال، قال وزير الثقافة داريو فرانتشيسكيني أن الحكومة قررت إنشاء موقع رسمي لتكريم ضحايا الإرهاب، على غرار النصب التذكاري الجميل والمؤلم الذي أقيم في واشنطن لقدامى المحاربين الأمريكيين الذين شاركوا في حرب في فيتنام.

وقال فرانتشيسكيني "جنبا إلى جنب مع روابط عائلات الضحايا سنتخذ قرارا بشأن المكان واختيار المشروع، وبهذه الطريقة، فإن الشباب الذين سيزورون هذا النصب خلال عقود والكثير من أجيال المستقبل سيكونون قادرين على معرفة هؤلاء وتذكرهم للأبد".

واستمرت فترة "سنوات الرصاص" من عام 1969 حتى عام 1989، وقدرت إحدى

مجموعات الضحايا أنه خلال تلك الفترة نفذت جماعات تخريبية من اليسار واليمين المتطرفين أكثر من خمسة ألاف هجمة، مما أسفر عن مقتل 455 شخصا وإصابة 4529.

واستهدفت الألوية الحمراء شخصيات مؤسسية بارزة مثل مورو وأرادت أن تشعل ثورة ماركسية، في حين زرع إرهابيون ينتمون للفاشيين الجدد قنابل لإذكاء توترات سياسية وتهيئة الظروف لانقلاب عسكري.

وبدأت "سنوات الرصاص" بانفجار قنبلة في ديسمبر عام 1969 استهدف بنكا في ميلانو، مما أسفر عن مقتل 17 وجرح 88 آخرين.

واستهدف أعنف حادث انفجار آخر محطة بولونيا المركزية في عام 1980 والذي راح ضحيته 85 شخصا وأسفر عن إصابة نحو 200.

وخفت أعمال العنف في ثمانينيات القرن الماضي، لكن ما يسمى بالألوية الحمراء الجديدة عادت لتطل برأسها من جديد لفترة قصيرة في أواخر تسعينيات ومطلع عشرينيات القرن الماضي، عندما تم قتل بالرصاص في روما وبولونيا اثنين من أساتذة الجامعات كانا يقدمان نصائح للحكومة بشأن إصلاحات تتعلق بقانون العمل.

مساحة إعلانية