تقارير وحوارات

5280

بالصور.. لبنان بلد سياحي بامتياز ومناخه الجاذب الأبرز

لبنان بلد سياحي بامتياز، فلطالما درسنا في كتب الجغرافيا أن ما يميزه هو قرب جباله من سواحله، لدرجة أنك تستطيع، في أحد أشهر السنة أن تمارس رياضة السباحة لتنتقل بعدها إلى أعلى القمم لتستمتع بالتزلج، ناهيك عن الآثار الفينيقية والرومانية وغيرها التي تجذب السياح، فإذا قصد السائح لبنان فلن ينام البتة!.

أما المهرجانات فحدث ولا حرج، إذ تعمر ليالي المناطق وخصوصا خلال الصيف بصخب الأغاني المحلية والعالمية، فيحتار المواطن كما السائح بأي مهرجان يشارك، وما يميز لبنان في السنوات الأخيرة المنتجعات السياحية والفنادق والمطاعم التي تعكس صورة لبنان الذي يضج بالحياة رغم الألم، يتحدى الأخطار من خلال شعب تواق إلى الحرية والتمتع بكل ما هو جميل، ليواكب وطنه الثورة السياحية العالمية، رغم ضآلة الإمكانات.. ناهيك عما يقدمه المطبخ اللبناني من أطباق شهية ومتنوعة يستسيغها السائح.

السياحة الدينية

والسياحة لا تشمل فقط ما ذكر آنفا، فلبنان ملتقى الأديان تنشط فيه السياحة الدينية، بحيث لا تقل الآثار الدينية أهمية عن غيرها من الآثار والأديرة الأثرية والجوامع والمساجد التي يحج إليها آلاف السياح سنويا ، كما تنشط السياحة الطبية، حيث أصبح لبنان مركزا إقليميا رائدا في قطاع السياحة الصحية في الشرق.

ونظرا لما تقوم به الوكالة الوطنية للإعلام من نقل صورة موضوعية للسياحة ، فقد فازت بجائزة " أفضل وكالة أنباء عربية تهتم بالسياحة المحلية والعربية لعام 2016"، كما فازت مغارة جعيتا بلقب أفضل معلم سياحي، وذلك في احتفال نظمه المركز العربي للإعلام السياحي في فندق الدار البيضاء جراند، وسيتم تسليم الوكالة والمغارة الجائزة في 25 الحالي في احتفال في دبي.

السياحة المستدامة

وتعمل وزارة السياحة على السياحة المستدامة وتنويعها من خلال تسويقها في الدول الخليجية والعربية والأوروبية، عبر التركيز على الإعلام وعلى استعمال مواقع التواصل الاجتماعي، كما فعلت خلال إطلاقها "الرزم السياحية" المخفضة لعدد من الدول العربية "الأردن، العراق ومصر" بالإضافة إلى أرمينيا، وعلى المشاركة في معارض السفر والسياحة العالمية، كاشتراكها في معارض لندن، برلين، مدريد، دبي وغيرها ، كما تركز الوزارة على التواصل مع المغتربين عبر التعاون مع الجامعة الثقافية في العالم (رابطة عالمية تجمع المغتربين ) التي تؤمن أعدادا كبيرة من الشباب المنتشر خلال الصيف، وتدعم التواصل مع هؤلاء لأن السياحة ترتكز عليهم، إذ باتوا يشكلون رقما لا بأس به في السياحة.

هذا وتدعم وزارة السياحة أيضا إقامة المهرجانات الدولية والمحلية التي تجاوز عددها المئة في السنة الماضية، وهي مهرجانات مؤثرة تجذب السائحين من مختلف أنحاء العالم، كما نجحت في اجتذاب العديد من المغامرين والمحبين للطبيعة للمجيء إلى لبنان والمشاركة في السياحة البيئية، حيث انتشرت بيوت الضيافة التي امتلأت السنة الماضية ويتوقع أن تكون كذلك هذا العام ، حيث تتوقع وزارة السياحة أن يشهد هذا الصيف إقبالا كبيرا من السياح، خصوصا من الخليجيين بعد انقطاع دام أكثر من ثلاث سنوات .

وتواكب الوزارة هذه العودة بالمزيد من الاهتمام بهم وتسهيل إقامتهم ومراجعة شؤونهم، وخصوصا أن الفنادق والمطاعم والمقاهي على استعداد لاستقبالهم هذا الصيف، متوقعة أن تكون نسبة التشغيل فيها مئة في المئة، بعد أن كانت في الشتاء لا تتجاوز ال60%، وقد بلغ عدد السياح خلال العام الماضي، مليونا ونصف المليون سائح، لكن يتوقع أن يتم تجاوز هذا الرقم في ظل الاستعدادات العربية والخليجية للعودة إلى لبنان ، مع ضرورة إعداد أهم المواقع والمدن التي يقصدها السياح لدى إقامتهم في الربوع اللبنانية.

متاحف لبنان

ويتميز لبنان بكثرة المتاحف حيث يوجد به 50 متحفا، تتوزع على مختلف المناطق وتشكل علامة فارقة في القطاع السياحي، ففي بيروت المتحف الأهم هو المتحف الوطني الذي يحتوي على مجموعة غنية من القطع الأثرية كالنواويس، الفسيفساء، المجوهرات، الفخاريات، الزجاج، والتماثيل، مستخرجة من المواقع الأثرية من جميع أنحاء لبنان، وتغطي حقبة تاريخية تمتد بين فترة ما قبل التاريخ من العصر البيزنطي حتى الفتح الإسلامي والعصر المملوكي، فضلا عن متاحف أخرى مثل متحف الجامعة الأمريكية، المتحف القبتارخي اللبناني، متحف نقولا سرسق، متحف روبير معوض الخاص، كوكب الاكتشاف - المتحف العلمي للأولاد، متحف الساحة التراثي ومتحف المعدنيات.

وفي شمال لبنان يوجد متحف جبران خليل جبران، إذ تحول دير مار سركيس في بلدة جبران خليل جبران في بشري إلى متحف سنة 1975 وتم نقل الأثاث، المخطوطات، المكتبة الخاصة والأغراض الشخصية بالإضافة إلى 440 لوحة أصلية من نتاج جبران الفني من محترفه في نيويورك إلى المتحف، كما يوجد متاحف دير مار أنطونيوس الكبير - قزحيا، المتحف العلمي للطيور والفراشات والحيوانات، الدكتور إيلي صراف، النحاتين البصابصة، القديس نعمة الله الحرديني والقديسة ريتا.

أما جبل لبنان ففيه عدد من المتاحف أيضا ومنها متحف جبيل، متحف ومؤسسة لويس قرداحي، متحف المتحجرات، ذاكرة الزمن، متحف الشمع، متحف بيبي عبد، اكسبو حاقل، متحف دير مار مارون، المتحف الهولوغرافي في جونية، متحف المشاهير ذوق مصبح، متحف التراث اللبناني، متحف كيليكيا يعرض رفات القديسين ومجموعة من الأطباق الذهبية والفضية التي يعود تاريخها الى الحقبة الممتدة من القرن السابع عشر الى القرن التاسع عشر، البطريركية الأرمنية - انطلياس، متحف أمين الريحاني في الفريكة، متحف ميشال أبو جودة، متحف دوروتي سلهب قازمي، متحف بول غيراغوسيان للفن المعاصر، متحف روائع البحر، متحف النحات يوسف غصوب، متحف النور، متحف الحرير، متحف قصر بيت الدين، متحف ماري باز، قلعة موسى، حلم فنان لبناني: موسى المعماري، متحف كهف الفنون ومتحف وهيب البتديني الفني.

كما تشتهر البقاع بمتاحفها أيضا وفيها متحف البيت التراثي اللبناني للفنان سمير فهد شمعون، متحف تربل، متحف البقاع البيئي، متحف سليم عراجي التراثي، متحف اميل حنوش، مركز فيروز شمعون للفنون والثقافة، متحف موقع بعلبك ومعرض دير سيدة رأس بعلبك العجائبية ، يوجد في الجنوب اللبناني متاحف صيدا التاريخي، المتحف الفينيقي، دير سيدة مشموشة، المتحف اللبناني للحياة البحرية والبرية، متحف موسى طيبا، متحف الصابون، متحف مليتا والمتحف الحربي لبلدة الخيام.

المدن السياحية

ويشتهر لبنان بعدد من المدن السياحية كبيروت، صيدا، صور، طرابلس، بعلبك، البترون، عنجر، حاصبيا، زحلة، جبيل، راشيا، كفردبيان، جزين، تل عرقا، الهرمل، بيت الدين، دير القمر، مغدوشة، سهل البقاع وغيرها، وبعض هذه المدن أدرجت ضمن مواقع التراث العالمي.

وتتميز بيروت عن غيرها من المدن، كونها قلب الوطن وعاصمته، والمقصد الأول للسياح.

وتزدهر بيروت بوسط تجاري لا يزال يشهد ترميما عمرانيا حديثا وعصريا، طاول أحيانا مباني قديمة وفيها بقايا حمامات رومانية، وتمتاز بكورنيشها الممتد على مسافة كيلومترين، وعلى صخرة الروشة تشهد لياليها غالبا نشاطات ثقافية وترفيهية وفنية واجتماعية، وهي تبرز كمركز تجاري مهم في الشرق. ومن أحيائها السياحية: الأشرفية، شارع مونو، الجميزة، الحمرا وفردان.

ويوجد في لبنان 4 مواقع تراث عالمي على قائمة اليونسكو، تتراوح من المدن إلى المناطق الطبيعية، وهذه المواقع هي: "عنجر" حيث وضعت بلدة عنجر على لائحة مواقع التراث العالمي عام 1984، وقد شيدت هذه المدينة منذ 1.300 سنة، بنيت في الأساس لتكون مركزا تجاريا على طرق التجارة الشامية، وتصطف المساجد والقصور والحمامات العامة والمخازن والمنازل، على طول جادات المدينة الواسعة و تغطي آثار وخرائب المدينة مساحة 114.000 متر مربع، ويحيط بها جدران حجرية ضخمة تبلغ سماكتها المترين وتعلو سبعة أمتار عن الأرض.

مدينة الشمس

أما الموقع الثاني على قائمة التراث العالمي فهي: "بعلبك" حيث وضعت بعلبك أو مدينة الشمس، على قائمة التراث العالمي عام 1984، وكانت خلال العهد الفينيقي مجرد بلدة صغيرة، عبد فيها ثالوث آلهة الخصوبة عند الشعوب الكنعانية، وهيبعل آمون وآنات وحدد. وبقي اليوم القليل جدا من الآثار الفينيقية في المدينة، وقد أعاد الرومان بناءها وتصميمها لتأخذ طابعا رومانيا بحتا ، وفيها عدد من المعابد وهي، معبد جوبيتر: وهو أكبر المعابد الرومانية التي شيدت على الإطلاق، ولم يبق اليوم من أعمدته الكورنثية التي كانت تحمله سوى 6 أعمدة من أصل 54 عمودا. يصل ارتفاع كل عمود إلى 22 مترا ويبلغ قطره مترين، مما يدل على مدى ضخامة المعبد خلال عهد الإمبراطورية الرومانية، ومعبد باخوس: وهو أكثر المعابد الرومانية حفظا في الشرق الأوسط، ومع أنه أصغر حجما من معبد جوبيتر، فإنه لا يزال أضخم حجما من البارثينون في أثينا، ولا يزال الهدف من وراء بناء هذا المعبد وصلته بباقي معابد المجمع لغزا غامضا ، ومعبد فينوس: وهو أصغر حجما من المعبدين السابقين، وهو مقبب ويقع في الجهة الجنوبية الشرقية من المجمع. وقد تحول إلى كنيسة في العهد البيزنطي مخصصة لإجلال القديسة بربارة ، ومعبد مركوريوس: والذي لم يتبق منه سوى بيت السلم.

مدينة جبيل

وثالث المواقع هي مدينة "جبيل" وقد أضيفت إلى لائحة مواقع التراث العالمي عام 1984، وهي مدينة مأهولة منذ العصر الحجري الحديث، وقد شهدت تعاقب العديد من الشعوب والحضارات، من الفينيقيين والصليبيين وصولا إلى الأتراك العثمانيين، وتعتبر مرفأ ومدينة متوسطية تاريخية، يعود تأسيسها لآلاف السنين، وغالبا ما يتم ربطها بالأبجدية الفينيقية، حيث إنه من المعروف أن الفينيقيين نشروا أبجديتهم في أوروبا وحوض البحر المتوسط بدءا من هذه المدينة.

وتتميز جبيل بكثرة معالمها السياحية، مثل المعابد الفينيقية: وهي تشمل المعبد الأكبر الذي يتخذ شكل الحرف "L"، معبد بعلة جبلا أو بعلة جبيل ومعبد المسلات ، قلعة جبيل: وهي قلعة بناها الصليبيون بالقرب من مرفأ المدينة في القرن الثاني عشر، مسجد جبيل: أحد أقدم المساجد في لبنان، سور المدينة: بقايا السور الذي كان يحيط بالمدينة في القرون الوسطى ، متحف الشمع: ويضم متحف جبيل الشمعي تماثيل لعدد من الشخصيات والأعلام اللبنانيين مثل جبران خليل جبران وحسن كامل الصباح وقدموس وبشير الثاني الشهابي وأحيرام وفخر الدين المعني الثاني ومحمد وأحمد المحمصاني وبشارة الخوري، و غيرهم ، وكنيسة القديس يوحنا المعمدان: وقد بناها الصليبيون عام 1150، فضلا عن متحف جبيل للأحافير: والذي يضم مستحثات الأسماك والحشرات التي عثر عليها في جبل لبنان، والتي تعود لملايين السنين، في الفترة التي كانت جبال لبنان لا تزال تقع تحت البحر ، والحارة القديمة التي تظهر كيف كان شكل الأحياء في جبيل خلال العهد العثماني، والسوق الذي يصنع فيه عدد من الحرفيات ويعرض فيه بعض البضائع والإنتاجات الفنية مثل اللوحات. يقعان بالقرب من المدخل إلى موقع المعابد الفينيقية.

وادي قاديشا

ومن المواقع اللبنانية التي وضعت على لائحة مواقع التراث العالمي وادي قاديشا وغابة أرز الرب، وقد وضعت هاتان المنطقتان على اللائحة عام 1998. ولوادي قاديشا وغابة أرز الرب أهمية دينية وتاريخية كبرى، فالوادي كان موقعا استوطنه الرهبان المسيحيون الأوائل هربا من بطش الرومان الوثنيين، فبنوا الأديرة على جانبيه فكانت حصينة بوجه كل من حاول الوصول إلى هناك، إذ أن الوادي يقع في أرض وعرة جدا في الجزء الشمالي من سلسلة جبال لبنان الغربية ، وتقع غابة أرز الرب بالقرب من الوادي، وقد أصبحت اليوم محمية طبيعية مخصصة لإنقاذ ما تبقى من الأرز اللبناني، وتتجلى أهميتها التاريخية في إنها الغابة الأساسية، التي قطع الفينيقيون أخشابها ليبنوا سفنهم ومعابدهم، وليتاجروا بها مع المصريين والآشوريين .

وفي منطقة وادي قاديشا يوجد عدد من الأديرة مثل دير قنوبين: وهو أقدم الأديرة المارونية في الوادي ، دير مار أنطونيوس قزحيا: وتأسس في القرن الرابع على يد القديس هيلاريون ، دير سيدة حوقا: تأسس في أواخر القرن الثالث عشر على يد قرويين من قرية حوقا ، دير القديسين سركيس وباخوس - رأس النهر: بني على درجات تباعا في القرن الثامن، 1198 و1690 ، دير مار أليشع: يأوي رهبانية مارونية ورهبانية كرملية ، إضافة إلى من أديرة أخرى في الوادي وهي دير مار جرجس ودير مار يوحنا ودير مار أبون ومنسك مار سركيس ودير مار مورا - إهدن.

مدينة صور

أما الموقع اللبناني الرابع على لائحة مواقع التراث العالمي فهو مدينة صور ووضعت على اللائحة عام 1984، وكانت هذه المدينة إحدى أهم المدن الفينيقية، حيث أنشأ أبناؤها مستعمرات فاقت المدينة الأم شهرة ومجدا في حوض البحر المتوسط، من شاكلة قرطاج وقادس، وهي منشأ الصباغ الأرجواني المعروف باسم "أرجوان صور"، ومرت العديد من الحضارات على المدينة واستقر فيها الكثير من الشعوب، من الفينيقيين والإغريق والرومان، إلى الصليبيين والعثمانيين الأتراك، وقد بقي اليوم عدد من الآثار البارزة في المدينة، والتي تعود بأغلبها إلى العهد الروماني ، وفيها مواقع أثرية مهمة مثل موقع الباس، وموقع المدينة: يقع في صور البحرية، أي الجزء الحالي من المدينة الذي كان مبنيا على جزيرة، قبل أن يوصلها الإسكندر الأكبر بالمدينة البرية، وهو يحتوي على عدد من صفوف الأعمدة، الحمامات العامة، اللوحات الفسيفسائية، الشوارع، مجموعة كبيرة من المنازل، وساحة مستطيلة الشكل ، كما أن فيها مغارة جعيتا التي دخلت في مسابقة "عجائب الدنيا السبع"، والتي لا يتوانى أي سائح عن زيارتها. فهي مغارة كونتها قرون من التآكلات المائية والصخرية، حتى باتت اليوم مشهدا يصعب بالكلمات وصف التماثيل فيه ، وتتكون جعيتا من مغارتين العليا والسفلى، وكان اكتشافهما حتى عمق 9000 متر حدثا غير عادي، أتاح للزوار تأمل هوابط وصواعد مذهلة تشكل مشهدا ساحرا، سقفه الجبل، وأرضه المياه الصافية، يزيد من روعتها نظام إنارة مدروس بعناية وفن.. ولزيارتها، يتنقل الزوار والسياح بين المغارتين بقطار صغير وتيليفريك يمر فوق النهر يؤدي إلى المغارة العليا.

نشاطات مختلفة بلبنان

ويقدم لبنان الفرصة للسائح كي يقوم بنشاطات مختلفة في الطبيعة، وذلك بسبب تنوع جغرافيته وطبيعته ومناخه، الأمر الذي يسمح بممارسة أنواع متنوعة من الرياضات التي تمارس في الهواء الطلق في مناطق ومواسم مختلفة، حيث تشكل الجبال، والغابات والشواطئ، والأنهار الموسمية والدائمة، والكهوف، والوديان والممرات الجبلية، مقصدا لعشاق الطبيعة الراغبين بالاستكشاف والتخييم ومراقبة الطيور وممارسة أشكال أخرى من السياحة البيئية.

ومن الرياضات والأنشطة التي يمكن ممارستها: ركوب الدراجة الرباعية ATV، الترميث، وهي رياضة حديثة نسبيا في لبنان ويمارسها محبوها في أنهار العاصي والليطاني والأولي، المشي في الغابات واستكشافها ، وهناك عدد من المواقع المفضلة التي يقصدها محبوها، مثل محمية أرز الشوف، الرملية، غابة القموعة، محمية حرش إهدن، ونهر إبراهيم ، كما يمكن لمحبي استكشاف المغارات، ممارسة هوايتهم في أماكن مشهورة وقديمة في لبنان، منها: مغارة أفقا، كهف الرويس، وعين اللبنة، بالإضافة إلى الاستكشاف بواسطة الدراجة النارية، وتسلق الجبال بواسطة الحفر والسلالم، والهبوط من قمم الجبال وركوب الخيل والتزلج باللوح المفرد وركوب الدراجات الجبلية وتسلق الجبال.

المحميات الطبيعية

ومن ضمن السياحة البيئية، تنشط زيارة المحميات الطبيعية، ثلاث منها يعتبر محمية نموذجية، وواحدة تعتبر محمية حيوية في منطقة الشرق الأوسط ، ومن هذه المحميات: محمية أرز الشوف، محمية حرش إهدن، محمية جزر النخيل، محمية شاطئ صور، محمية أفقا الطبيعية، محمية اليمونة الطبيعية ، محمية مستنقع عميق ومحمية تنورين الطبيعية .

ويعتبر لبنان، من المراكز القليلة في منطقة الشرق الأوسط المجهزة لممارسة رياضة التزلج ، وعلى الرغم من أن البلاد تعد مقصدا صيفيا بالدرجة الأولى، إلا أن السياحة الشتوية تشهد تزايدا ملحوظا، بسبب قرب الجبل من الساحل، مما يسمح للزائر أن يمارس التزلج ويعود إلى بيروت أو أي مدينة ساحلية أخرى في غضون ساعة أو اثنتين فقط. ويبدأ فصل التزلج في ديسمبر، وتؤمن المنتجعات الكبرى لنزلائها الإقامة في الفنادق والشاليهات الشتوية، بالإضافة إلى تسهيلات كثيرة تشمل أدوات التزلج، كما تشمل الرياضات الشتوية في لبنان: التزلج على المنحدرات الجليدية، الجري الطويل، بالإضافة إلى الهبوط بالمظلات، قيادة زلاقات الجليد الآلية، واستكشاف الغابات والجبال، حيث يوجد في لبنان ستة منتجعات تزلج وهي: الأرز، فاريا - عيون السيمان، اللقلوق، فقرا، قناة باكيش والزعرور.

السياحة الصحية

وتعد السياحة الصحية، من السياحات الناشطة في لبنان، وتتطور بحسب تطور الخدمات الصحية والطبية، إذ لطالما أطلق على لبنان "مستشفى الشرق الأوسط" لما لقطاع الصحة من مستوى متقدم، حيث إن هناك 161 مستشفى منها 7 مستشفيات جامعية تحتوي على 15 ألف سرير، ويقدم لبنان سلة واسعة من الاختصاصات الطبية لطالبي العلاج التي تشمل تشخيص أمراض القلب والتقنيات الجراحية والعلاجية وتقنيات التدخل الجراحي لعلاج أمراض القلب وعمليات التجميل والتنحيف والسرطان والعلاج الفيزيائي وأمراض الأطفال.

والسياحة الصحية تهدف في الأساس للعلاج من الأمراض أو إجراء عمليات جراحية معقدة تتطلب الدقة والخبرات العالية، حيث يتوفر في لبنان أهم المراكز الطبية الذائعة الشهرة في منطقة الشرق الأوسط بسبب امتلاكها أحدث التجهيزات الطبية والعلمية المتوفرة في أهم المراكز الطبية في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.

ويعتبر لبنان من الدول المتقدمة في المصحات العلاجية، التي منها على سبيل المثال التدرن الرئوي ومواقعها في الجبال، كما يوجد مصحات للمعالجة من الإدمان على المخدرات، وأخرى للأمراض النفسية ودور العجزة والمسنين ، ومع التطور الثقافي والاقتصادي الذي تشهده شعوب المنطقة ، أخذت السياحة الصحية التجميلية أو الترميمية موقعا بارزا جدا بين كل أنواع السياحة الصحية لما تفردت به بعض المستشفيات من عناية صحية مميزة ومهارة الأطباء وحرفيتهم، حيث يقدم عددا منها العلاجات الطبية والعمليات التجميلية للبنانيين وغيرهم، ما جعل لبنان مقصدا للسياحة الصحية.

وكان مجلس الوزراء اللبناني أصدر في عام 2001 مرسوما يقضي بإنشاء الهيئة الوطنية لإنماء السياحة الصحية، وتضم ممثلين عن وزارات الصحة والسياحة والبيئة والإعلام، بالإضافة إلى نقابات الأطباء والمستشفيات والفنادق وشركات السياحة والسفر والتأمين ، وتضع الدوائر الرسمية اللبنانية المختصة السياحة في مقدمة أولوياتها، حيث تنتشر المراكز الاستشفائية في مختلف المناطق اللبنانية لتقدم خدمات طبية متطورة .

وقد شكلت المهرجانات السياحية خلال العامين الماضيين تصاعدا لافتا على صعيد توزيع مكان إقامة المهرجانات السياحية وعلى صعيد البرامج الفنية والجهات المتقدمة لتنظيمها، ولكن بالإجمال فقد حافظت محافظتا بيروت وجبل لبنان على الريادة في هذا الأمر وبقي الأمر على ما هو عليه متدنيا في محافظات النبطية، لبنان الجنوبي، بعلبك - الهرمل والبقاع، وعملت وزارة السياحة على تأمين كل المتطلبات اللوجستية لجميع المنظمين من تسهيل الحصول على التأشيرات للفنانين الأجانب القادمين من الخارج، والتواصل مع الجهات المعنية من محافظين وقائمقامين ورؤساء بلديات والمديرية العامة للجمارك، وعملت على تأمين الدعم المادي لهذه المهرجانات.

وقد تنوعت المهرجانات السياحية التي أقرتها وزارة السياحة أو تلك التي وافقت عليها من مهرجانات دولية أو محلية أو تراثية أو عروض في الشارع أو مسابقات جمالية أو مهرجانات تسويقية أو عروض أزياء، وشكلت المهرجانات في الأعوام الأخيرة، عامل جذب للسياح، إذ عمت المناطق اللبنانية، وبنجاح باهر ولافت، وخصوصا مهرجانات البترون الدولية، مهرجانات صور وجونيه وبيبلوس الدولية، مهرجانات أعياد بيروت، مهرجانات قلعة بعلبك، مهرجانات اهدن، مهرجانات طرابلس، مهرجانات صيدا، مهرجانات ليالي أرز تنورين، مهرجانات راشيا، وجزين والقبيات والأرز والباروك وغيرها.

ويرتبط بالسياحة دائما فن الطهي عند الحديث، ومازال المطبخ اللبناني يشق طريقه الى العالمية بشكل لافت، إذ يشتهر بطعامه المتنوع الغني بمذاقه حتى يكاد يكون من أندر المطابخ المقصودة في العالم، وهو يتميز بالمازة المؤلفة من مجموعة صحون صغيرة، تتنوع بين الخضار والحبوب والمعجنات وغيرها. ثم تأتي ثمار البحر والمشاوي والكبة لتشكل أطباقا رئيسية، بالإضافة إلى الفاكهة والحلويات.

لتكون هذه العناصر جميعها في لبنان وليكون لبنان رقما صعبا في عالم السياحة على الرغم من الحروب المتتالية التي أنهكته والإرهاب الذي ضربه وما برح يهدده، فهو بلد عصامي لطالما كان ينفض عنه غبار الحروب ويتحدى المآسي ليظل مرآة الشرق السياحية.