رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1187

أفغانستان.. مفاوضات على وقع حرب طاحنة

09 أغسطس 2021 , 07:00ص
alsharq
ترويكا افغانستان تجتمع لدفع المفاوضات
هاجر العرفاوي

مع اقتراب القوات الأمريكية من استكمال آخر مراحل انسحابها نهاية الشهر الحالي، تنفيذا لاتفاق الدوحة التاريخي، تشهد أفغانستان حربا طاحنة بين القوات الأفغانية وحركة طالبان. وتصاعدت حدة القتال منذ حوالي شهرين، لاسيما مع اتساع رقعة نفوذ طالبان، التي سيطرت على اربع عواصم خلال يومين، في تقدم واضح في الشمال. وأسفرت الاشتبكات الدموية بين الفرقاء الأفغان عن خسائر مادية وبشرية جسيمة، وهو ما دفع مبعوثة الأمم المتحدة الخاصة لأفغانستان ديبورا ليونز، للتصريح بأن أفغانستان عند نقطة تحول خطيرة، وأن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات لمنع الانزلاق نحو كارثة خطيرة للغاية، محذرة من أن الحرب دخلت مرحلة جديدة أكثر دموية وتدميرا.

* قلق متصاعد

أعربت بريطانيا والولايات المتحدة،عن قلقهما من تصاعد هجمات حركة طالبان على المدن الأفغانية ومواصلة تقدمها الميداني لتوسيع سيطرتها على مناطق أكثر، حيث دعت لندن، جميع رعاياهما في أفغانستان لمغادرة البلاد فورا، وقامت وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية البريطانية، بتحديث المعلومات المتعلقة بأفغانستان على موقعها الإلكتروني، لتنصح بعدم السفر إلى هناك مهما كان السبب. ولفتت الى أن مستوى المساعدة القنصلية في أفغانستان محدود للغاية بما في ذلك خلال الازمات، مشددة على أنه لا يجب الاعتماد على وزارة الخارجية لتنفيذ عملية إجلاء من هناك في حالات الطوارئ. كما أشارت إلى تزايد تهديد المصالح الغربية في كابول، مثلما توجد تهديدات كبيرة باختطاف أجانب في جميع أنحاء البلاد.

وبدورها، حثت السفارة الأمريكية في كابول أيضا، رعاياها على مغادرة أفغانستان باستخدام الرحلات الجوية التجارية المتاحة. وكتبت على تويتر، "نظرا للظروف الأمنية وانخفاض عدد الموظفين، فإن قدرة السفارة على مساعدة المواطنين الأمريكيين في أفغانستان محدودة للغاية حتى داخل كابول" كما دعت واشنطن طالبان إلى تسوية سياسية شاملة ومستدامة عن طريق التفاوض، محذرة من أنها ستكون معزولة ومنبوذة دوليا إذا اختارت مسار الاستيلاء العسكري.

وكانت مبعوثة الأمم المتحدة الخاصة لأفغانستان ديبورا ليونز، قد أشارت الى أن أفغانستان عند نقطة تحول خطيرة، وأن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات لمنع الانزلاق نحو كارثة خطيرة للغاية، محذرة من أن الحرب دخلت مرحلة جديدة أكثر دموية وتدميرا.

*تقدم ميداني

وعلى صعيد التطورات المتسارعة على الأرض في أفغانستان، أعلنت حركة طالبان، أمس، سيطرتها على مدينتي قندوز وساري بول، عاصمتي الولايتين اللتين تحملان الاسم نفسه، والواقعتين شمالي أفغانستان، وذلك بعد 24 ساعة من سيطرتها أيضاً على عاصمتي ولايتين حدوديتين مع إيران وتركمانستان، وهما مدينة شبرغان، عاصمة ولاية جوزجان المحاذية لتركمانستان (شمال)، ومدينة زرنج عاصمة نيمروز الحدودية مع إيران (جنوب غرب)، في حين تحاول حكومة كابول وقف تقدم الحركة بحشد القوات والغارات الجوية.

ونشر ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم الحركة، على تويتر، "بعد ضربات متكررة وحاسمة تمت السيطرة على عاصمة ولاية قندوز، بما في ذلك مكتب حاكم الولاية، ومبنى السجن ومبنى الاستخبارات". وكانت القوات الأفغانية، قد خاضت معارك طاحنة ضد مقاتلي حركة طالبان في وسط قندوز. وندد مجاهد بقصف الأسواق والمتاجر والمرافق العامة في قندوز، واصفا ما حصل بجريمة حرب، وكان شهود عيان قد نشروا مقاطع مصورة تظهر حرائق ودمارا في أسواق ومرافق عامة. وأضاف المتحدث باسم الحركة، عبر تويتر، "ان مقاتلي الحركة تمكنوا أيضاً من السيطرة على عاصمة ولاية ساري بول، وجميع المباني الحكومية ومحلقاتها" ومن جهته، أكد عضو مجلس الإقليم في قندوز عمرو الدين والي، سيطرة طالبان على جميع المنشآت الحكومية الرئيسية بالمدينة باستثناء فيلق الجيش والمطار.

وفي ولاية هرات، قال مسؤولون أمنيون، إن هجمات طالبان تقلصت بشكل كبير من خلال منع انتشارها في أجزاء من المدينة. وقال محافظ هرات عبد الصبور غني، إن عمليات التطهير مستمرة في سبعة أجزاء من المدينة والقرى الواقعة جنوب المدينة. وتابع غني، "لقد منعنا طالبان من التقدم في البداية، والآن خططنا لدحرهم، والخطط التالية هي تطهير المنطقة من طالبان"، في حين أكد مسؤولون عسكريون، ان طالبان قلصت من هجماتها في هرات بسبب الخسائر الفادحة في صفوف مقاتليها.

وخلال الشهرين الماضيين سيطرت حركة طالبان على أكثر من 200 مديرية من أصل 398 مديرية في أفغانستان، كما سيطرت على معبري سبين بولدك مع باكستان، وإسلام قلعة مع إيران.

*حملة تصفية

وفي أحدث التطورات، ذكرت قناة "تولو نيوز" الأفغانية، أن طيارا من القوات الجوية قتل وأصيب أكثر من خمسة أشخاص في تفجيرين في كابول. وأعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن الهجوم، وقال قائد سلاح الجو الأفغاني عبدالفتاح إسحقزاي، إن الطيار حميد الله عظيمي كان مدرباً على قيادة طائرات الهليكوبتر الأمريكية "يو.إتش 60 بلاك هوك"، وكان يعمل في سلاح الجو الأفغاني منذ حوالي 4 سنوات، لافتا الى أن عظيمي انتقل إلى كابول مع أسرته قبل عام تفاديا لتهديدات أمنية.

وقال مسؤولون لرويترز، إن القنبلة التي أودت بحياة الطيار تم زرعها في السيارة التي كان يستقلها قبل ان تنفجر، مؤكدين أن خمسة مدنيين أصيبوا في الانفجار. كما ذكرت رويترز، أن الطيار عظيمي هو ثامن طيار على الاقل تم استهدافه في اطار حملة طالبان لاغتيال الطيارين خارج القواعد الجوية. وكانت طالبان قد أكدت حملة "استهداف وتصفية" الطيارين الحربيين، الذين تلقوا تدريباً أمريكياً.

*استهداف طالبان

في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية، أن قاذفات أمريكية استهدفت تجمعا لحركة طالبان، في ولاية ​​جوزجان شمالي البلاد. وقال المتحدث باسم الوزارة فؤاد أمان، عبر تويتر، إن "قاذفات من طراز "بي-52" تابعة لسلاح الجو الأمريكي استهدفت تجمعا لطالبان في مدينة شربرغان، بولاية جوزجان". وأضاف في تغريدة، أن "الإرهابيين تكبدوا خسائر فادحة نتيجة الغارة الجوية للقوات الأمريكية". وفي وقت سابق، قال موقع مايل اون لاين، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمر قاذفات بي-52 وطائرات سبيكتر الحربية باستهداف مواقع طالبان في أفغانستان التي تتقدم نحو المدن الرئيسية.

*دفع المفاوضات

وبينما تواصل حركة طالبان هجماتها في أفغانستان، تستعد "الترويكا الموسعة"، التي تضم روسيا والولايات المتحدة والصين وباكستان، لاجتماعها القادم بشأن أفغانستان في الـ 11 أغسطس الجاري، في الدوحة. وأكدت وزارة الخارجية الروسية، أن "الترويكا الموسعة"، طلبت من جميع الأطراف الأفغانية المشاركة في مفاوضات السلام. ويسعى الوسطاء إلى دفع المفاوضات، في ظل تصاعد وتيرة المعارك الطاحنة بين حكومة كابل وحركة طالبان.

وكان المندوب الروسي في مجلس الأمن، فاسيلي نيبنزيا، قد حذر من أن عدم إحراز تقدم في مسار المفاوضات الأفغانية يزيد احتمالات انزلاق أفغانستان إلى حرب أهلية كاملة وطويلة الأمد. بينما حث جيفري ديلورينتيس نائب المندوبة الأمريكية في مجلس الأمن، حركة طالبان على وقف هجومها بصفة فورية، والسعي إلى تسوية سياسية شاملة ومستدامة. وقال ديلورينتيس إن حركة طالبان ستكون معزولة ومنبوذة دوليا إذا اختارت مسار الاستيلاء العسكري.

مساحة إعلانية