رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

رمضان 1436

1046

عبد الحميد عامر: رمضان شهر الله فلا تضيعوه بالمسلسلات والأفلام والنوم

09 يوليو 2015 , 04:20م
alsharq
حاوره : خالد سعد زغلول:

فضيلة الشيخ عبد الحميد عامر، من كبار علماء الأزهر الشريف، وأحد طلبة العلامة الشيخ محمد متولي الشعراوي، أوفده الرئيس السادات في السبعينيات إلى فرنسا ليقوم بتعليم الجالية الإسلامية شعائر دينهم فعمل مفتياً للمسلمين، لأكثر من ربع قرن ثم حاليا هو إمام ومفتي مسجد سارسيل بضواحي العاصمة..

يقول: لقد أكرمني الله بالدعوة في هذه البلاد الطيبة منذ عام 77، وأغلب المسلمين في فرنسا معتدلون ومحبون لله ورسوله وهم خامات طيبة ولكنهم يحتاجون إلى مؤسسات إسلامية كبيرة كالأزهر الشريف لاحتوائهم بالتعاليم الصحيحة عن الدين الحنيف، ومن المنابع الحقيقية، حيث إن غياب المؤسسات العلمية والشرعية قد يجعل البعض يسقط جهلاً في التطرف والتزمت رغم أنهما من محرمات الدين.يظنون أنهم بهما يحسنون صنعاً وهم يفسدون في الأرض.

وعن رمضان يقول الشيخ إنه شهر الله تعالى أبرك أشهر السنة، خصه الله بالبركات وبالتزكيات عبر الزمان والمكان، فأنزل كتبه وملائكته في هذا الشهر الفضيل، على كل أنبيائه ورسله، فجعله كنزاً كبيراً من الحسنات والأجر والثواب لدرجة أن الحسنة فيه تعادل 70 حسنة في غير رمضان بل قد تصل الى 700 ضعف أو أضعاف مضاعفة بفضل الله، وكذلك في الصدقات والكلمات الطيبة، يضاعف الله لك فيها الأجر كأنها حسنات السنة كلها، ولهذا فلابد أن يكون استقبالنا لهذا الشهر الكريم استقبالاً روحانياً يليق بقدسيته، فهو شهر الله ويجب ألا يتأخر الإنسان عن نداء الله وعلى الإنسان أن يجدد إيمانه وعلاقته مع الله؛ بالتواجد في المساجد لتنقية الروح بصفاء جديد؛ لشحن بطارية القلب بروحانيات الشهر المبارك والارتقاء بنفسه في رحاب الرحمن ليخرج إلى الحياة بهمة عالية ونشاط روحي من فيض الإيمان والتقوى والبر ورضاء الرحمن. فكان سيدنا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يستعد لرمضان مبكرا ويهيئ نفسه للصلاة والقيام كما يليقان بجلالة الله، كان يحتفل بقدوم شهر رمضان عندما يرى الهلال يقول الله أهله علينا بالأمن والسلامة ربي وربك الله وكان يحث الأمة على اغتنام رمضان والفوز بأجره وثوابه وفيه ليلة خير من ألف شهر من حرمها فقد حرم الخير كله ولا يحرم خيرها إلا المحروم.

أجمل تقليد في رمضان هو الإعتكاف

وعن تقاليده في هذا الشهر الفضيل يقول الشيخ: أجمل ما أحرص عليه بجوار الدعوة الى الله وإمامة الناس، هو الاعتكاف في المساجد، فإن تعذر الحج او العمرة فالاعتكاف يمثل بالنسبة لي رحلة الى الكعبة نقصد بها وجه الله عز وجل، فالمقصد هو الارتقاء بالروح وتصعيد التكليف رغبة في أن يكون المسلم في تمام الصفاء مع الله لأن صيام رمضان فيه تدريب الإنسان على الحرمان من معظم الأشياء لكن الاعتكاف تدريب للروح ولأن شهر رمضان فيه سنة للاعتكاف.. يعتكف بعض الناس في العشر الأواخر، فعن عائشة رضي الله عنها قالت "كان الرسول صلى الله عليه وسلم، إذا دخل العشر- أي العشر الأخيرة من رمضان - شد مئزره، وأحيا ليله وأيقظ أهله". تدريبا على التقوى وإعداداً لرحلة الذهاب إلى الكعبة التي يتجه إليها كل مؤمن بالقلب ويزيد بها علم اليقين وكأنه يراها عين اليقين. "اطلبوها في وتر العشر الأواخر من رمضان" وذلك لكي نلحق ببركة ليلة القدر التي أكرمها الله بأنها خيرُ من ألف شهر وعدم تحديد ليلة القدر، يقصد منه الحق سبحانه وتعالي، إشاعة طلب الخير فيها، فكأن الحق يريد أن يعلمنا أن تميزها في أن نحييها، وإلا ستمر على الناس جميعا، والله سبحانه وتعالى يريد أن يشيع مراسم الإحياء في ليال أوسع.

نحتاج لبناء مساجد جديدة

يقول الشيخ عبد الحميد عامر، نحتاج إلى إمكانات بناء مساجد كبيرة وجديدة، فمساجد فرنسا لا تكفي في صلوات الجمعة حيث يصلي الناس خارج المسجد في الطرقات، في مناظر لا يعهدها الفرنسيون وتزيد من كراهيتهم لنا. ويؤكد أن أغلب المسلمين هنا مؤمنون ويقدسون الصيام ، بالذات حينما يرتقون بأرواحهم وأخلاقهم الى مرتبة عالية، فالصيام أعظم ما يعينهم على محاربة الهوى، وقمع الشهوات، وتزكية النفس وإيقافها عند حدود الله تعالى، فالصائم يحبس عينه عما حرم الله ولسانه عن اللغو والسباب والانزلاق في أعراض الناس، والسعي بينهم بالغيبة والنميمة المفسدة، والصوم يمنع صاحبه من الغش، والخداع، والتطفيف، والمكر، وارتكاب الفواحش، والربا، والرشوة، وأكل أموال الناس بالباطل ويجتهد في بذل الصدقات، ، فيجتمع له البعد عن الشر، وفعل الخير، في آن واحد، فيكون شعاعا مضيئا بين الآخرين، والصوم يحمل صاحبه على تحصيل لقمة العيش على الوجه الحلال والبعد عن اقتراف الإثم والفواحش.

إبتعدوا عن (المفسديون)

وعن الصيام في فرنسا يقول: يقع البعض هنا في خطأ "المفسديون" حيث يحاول البعض تسلية صيامه مقاومة للحر الشديد وطول ساعات النهار بالنوم أو بمشاهدة المسلسلات والأفلام والبرامج التي تسرق من الصائمين لحظاتهم مع الله؛ رغم ان هذا ليس من أهداف رمضان، شخصياً أقوم بغلق التلفزيون في بيتنا وقد عودت أهلي على ذلك منذ سنوات، فليس القصد هو الجوع والعطش ولكن صلة روحانية مع الله ترتقي بروحك وبنفسك وتنزهها عن الشهوات والملذات والمتع وتوهب نفسك لبعض النهار إلى خالقك فهذا العمل ليس لك وإنما لله تعالى وهو الذي يجازيك به حتى ان من عظمته عند الله أن خلوف فمك وأنت صائم أطيب عند الله من رائحة العطور بينما نحن نتأثر من كراهية الرائحة؛ فهذا تكريم لك فلا تضيعه مع المفسديون.

مساحة إعلانية