رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

557

فلسطينية حققت حلمها بحصولها على يد صناعية

09 يونيو 2022 , 07:00ص
alsharq
غزة - حنان مطير

لم تتمالك والدة الفلسطينية ثريا البريم دموعها حين دخلت عليها ابنتُها وهي ترتدي ذراعًا صناعيةً والفرحة تُوشّح ملامحَها التي لطالما كانت حزينة، احتضنتها بقوّة وتوالت عليها المُباركات والعناق من أخوالها وخالاتها وبناتهم الذين جاءت إليهم ثُريّا في زيارة من الأردن بعد أن علِمت عن مستشفى حمد للتأهيل والأطراف الصناعية الممول من صندوق قطر للتنمية وحظيت بتركيب طرف فيه خلال سبعة أيامٍ فقط.

ثريا امرأة غزيّةٌ وُلِدت في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزّة، عاشت في القطاع 6 أعوام فقط من طفولتِها ثم انتقلت مع أسرتها للاستقرار في الأردن حتى هذا اليوم.

تروي لـ الشرق حكايتها: "في الخامسة عشرة، تعرضتُ لحادث بسيط في مدرستي بالأردن اكتشف الأطباء بعده أنني أعاني من سرطان في ذراعي الأيمن حتى الكتف ويستدعي البتر بالكامل على الفور".

وتصف: "كانت صدمة لا يمكن وصفها فضاعت ابتسامتي في أجمل أيام عمري وانقلبت حياتي، وتعبت نفسيتي ودخلت في مرحلةٍ من الاكتئاب القاسي حتى وصل بي التفكير في الانتحار لولا مساعدة أهلي والطبيب النفسي".

وتقول: " تم البتر، ومرت الشهور والسنوات، وركبت طرفًا صناعيًا وبدأت أتعايش مع ظرفي، حتى كانت الصدمة الأخرى حين تجدد المرض بعد 5 سنواتٍ وأصاب رئتيّ الاثنتين، ولن أحدثكم عن حالتي النفسية حينها، لقد كانت صعبة للغاية، لكن الله كان بعوني وخضعت للعلاج حتى منّ عليّ بالشفا".

وتضيف: "قضيت أغلب أيامي في المستشفى فلم أكمل تعليمي في المدرسة والجامعة إنما كنت أحصل عليه عبر الدورات في مركز الحسين الذي أتعالج فيه، لكن الصدمات لم تكن لتنته، ففي عام 2017 عاد السرطان لينال مني ويصب صدري".

للمرة الثالثة خضعت ثريا للعلاج وشفيت من المرض، فكانت تبتسم أمام الجميع لكن الحزن كان يملأ قلبها وعينيها ويخيم على صدرها، والحقيقة أن أكثر ما كان يؤلمها ويؤثر على نفسيتها ذراعها المبتورة.

تشرح: "صحيح أنني ركبت طرفًا في الأردن بعد بتر ذراعي بوقت ليس بطويل، لكنني كنت أعاني منه كثيرًا فكان ثقيلًا وقد أثر على ذراعي الأيسر وظهري فكانا يؤلمانني كثيرًا كلما ارتديته، ناهيك عن التقرحات والتصبغات الجلدية البنية التي أحدثها الطرف، إلى جانب خروج رائحة كريهة منه أرهقت نفسيتي واستنزفتها".

وتواصل:" قدمت طلبًا لتركيب طرفٍ جديد في الرياض وتم الرفض وفي ألمانيا وتم الرفض أيضًا، حاولت البحث عن متبرعٍ فلم أفلح، فبقيت على طرفي القديم مدة 15 عامًا أصلحه كلما تلف وأحتمل كل مساوئه وأحلم بطرف جديد يناسب جسمي ولا يؤذيني".

أمام ذلك الحزن الذي كانت تشعر به والدة ثريا وتبكي بسببه خفيةً حزنًا على ابنتها، اقترحت الأم على ابنتها أن تذهبا لقطاع غزّة، لزيارة أخوالها وخالاتها وعوائلهم، وتصنعان جوًا جديدًا وهناك تزور مستشفى حمد الذي أخبرها عنه أخوالها.

تعلق ثريا: " ذهبت لغزّة مسقط رأسي، وزرت حينها مستشفى حمد، لم أصدق ما رأته عيناي، كان من الغريب جدًا أن أجد مستشفى بهذه العظمة وتلك الجودة في غزة المحاصرة والبائسة، لم أكن أعلم أنه سيكون ملجئي الوحيد بعد الله".

وتتابع:" قدمت طلبي فدرس الأطباء حالة ذراعي وأخبروني أن هناك أملا كبيرا في تركيب طرف لي وأنهم سيعاودون الاتصال بي لتأكيد الأمر، مر يوم واثنان وأسبوع واقترب وشارف الأسبوع الثاني من الانتظار على الانتهاء ولم يتصل بي أحد، فضاع أملي وذرفت عيناي دموعًا غزيرة".

وتستمر: "كان كرم الله أكبر من أي كرم، حين سخّر لي مستشفى حمد لكي تكون سعادتي وفرحتي فيه، تواصل المستشفى معي وطلب مني القدوم، ويا لفرحتي وحسن حظي حينئذ".

سبعة أيام فقط هي التي تردّدت فيها ثريا على المستشفى وكان فيها الطرف الصناعي جاهزًا، حيث راعوا ضرورة عودتي للأردن في وقت قريب. تصف:" كان طرفًا خفيفًا سهل اللبس، فلا يساعدني في ارتدائه أحد، على عكس القديم الذي كان يستحيل أن أرتديه إلا بمساعدة أحد من حولي ".

في اليوم الذي تسلّمت فيه ثريا الطرف طارت كالطير إلى بيت خالها في خان يونس، ملأت ابتسامتها وجهها، فأبكت لفرحتِها كل من استقبلها.

تعبر:" وكأن الحياة عادت لي من جديد، ذلك اليوم كان أجمل وأسعد يوم في حياتي، وتلك الابتسامة التي ارتسمت على وجه أمي لم أرها في حياتي، عدت للأردن بطرفي الجديد، وأملٍ جديد وابتسامةٍ لم أشعر بطعمها منذ 19 عامًا، أما قلبي فما يزال مركونًا في مستشفى حمد، فلتسلم قطر، وأمير قطر وشعب قطر، الذين أحيوا غزّة وأهلها بهذا الصرح الطبي العظيم".

اقرأ المزيد

alsharq متحف اللوفر يعيد فتح أبوابه بعد سرقة مجوهرات بـ88 مليون دولار

أعاد متحف اللوفر فتح أبوابه أمام الزوار صباح الأربعاء للمرة الأولى منذ عملية السرقة التي نفذها أربعة لصوص... اقرأ المزيد

86

| 22 أكتوبر 2025

alsharq مجلس الصحة الخليجي يؤكد على دور الأسرة في تعزيز التغذية السليمة للأبناء خلال حملته التوعوية "وازنها"

أكد مجلس الصحة الخليجي أن دور أولياء الأمور يمثل الركيزة الأساسية في بناء الوعي الصحي لدى الأطفال والمراهقين،... اقرأ المزيد

46

| 22 أكتوبر 2025

alsharq رئيس الوزراء يهنئ نظيره المغربي بمناسبة فوز منتخب بلاده للشباب لكرة القدم تحت الـ20 سنة ببطولة كأس العالم

بعث معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، برقية تهنئة إلى... اقرأ المزيد

50

| 22 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية