رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون

3021

يوضح مكانتها البارزة في تراث قطر

مهرجان كافينيتد يستحضر التاريخ الثقافي للقهوة

09 يناير 2019 , 12:42ص
alsharq
القهوة تحظى بإقبال من جمهور كتارا
الدوحة - قنا:

** ظبية السليطي: تعد جزءاً من الموروث الثقافي للشعب القطري

** سلمى النعيمي: القهوة ترتبط بالضيافة ولها مكانتها في المجتمع                

يشكل مهرجان كافينيتد 3 والمقام حاليا على الوجهة البحرية للمؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا)، فرصة فريدة لاستعراض تاريخ القهوة الثقافي، حيث يطلعنا على مكانة القهوة البارزة في الثقافة القطرية والعربية... إضافة إلى مكانتها في حياتنا الاجتماعية، كرمز من رموز الكرم وحسن الضيافة.  

ويقدم المهرجان الذي يتواصل حتى 13 يناير الجاري، نكهات متنوعة تلبي مختلف الأذواق من خلال مشاركة 60 محلا للقهوة، كما يقدم فعاليات وأنشطة مصاحبة مرتبطة بالقهوة وكيفية تحضيرها والتفنن بها، حيث يتعرف الزوار على طرق متنوعة لإعداد القهوة من خلال تقنيات مختلفة منها الطرق التقليدية أو عبر الآلات الحديثة.

اهتم القطريون بالقهوة إعدادا وتقديما، فهي لا تشرب في مناسبات معينة بل تشرب في جميع الأوقات والمناسبات وتدخل في عداد ضروريات الحياة ومتطلباتها، حسب تصريح الباحثة سلمى النعيمي رئيس لجنة التراث في المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) والتي أوضحت أن القهوة لها مكانتها في المجتمع القطري والخليجي وارتبطت بالضيافة، «فالقطري يستقبل بها ضيوفه، ويكرم زواره، وتشاركه في الأفراح والأحزان، في الوحدة والسمرات والتجمعات، كعنوان على الكرم والأصالة، مشيرة إلى أنه قديما كانت الناس تفطر صباحا على القهوة ومعها التمر، ولذا فالتمر حتى الآن مرتبط بالقهوة لأن التمر حلو القهوة بمرارتها وخلوها من السكر تعادل حلاوته تلك».

ولفتت أن للقهوة أدواتها الخاصة وطرقا مميزة في الصنع، وطقوسا في الإعداد وتقديمها للضيف وأيضا لمن يشربها، فكان صاحب البيت يصنعها بنفسه أمام ضيوفه كنوع من الاهتمام والتكريم، وعند الصب هناك طريقة معينة للإمساك بالدلة وتكون باليد اليسرى والفناجين باليد الأخرى لأنه لابد أن تقدم القهوة للضيف باليد اليمنى ويأخذها أيضا الضيف بيمناه، كما تكون هناك قطعة من الليف نظيفة توضع على مكان الصب في الدلة حتى تقوم بفلترتها وتصفية أي شوائب من القهوة فينزل الماء ولا ينزل مسحوق القهوة، ومن الطقوس التي ما زلنا نحتفظ بها في طريقة شرب القهوة: هز الفنجان للمقهوي عندما تكتفي منها ولا تريد مرة أخرى. وقالت ان القهوة حظيت باهتمام المجتمع القطري كجزء من ثقافته، وقد اهتم الشعراء القطريون بها فنظموا حولها الأشعار والألغاز.

كرم الضيافة

قالت ظبية بنت عبدالله بن محمد السليطي الباحثة في التراث والمستشارة في متحف قطر الوطني: القهوة في قطر قديمة جدا، وهي جزء لا يتجزأ من التاريخ الاجتماعي الغذائي الاقتصادي، إذ لا يخلو بيت من وجود كل المواد والأدوات لإعدادها، ويميز عبق رائحة القهوة العربية البيت القطري منذ الصباح الباكر وفي مختلف الأماكن وحتى أثناء الرحلات البرية والبحرية، ويعتبر تقديم القهوة في المنازل أساسا من أساسيات كرم الضيافة والذي يعد ناقصاً ونقيصة في حق الضيف من دونها مهما قدم المضيف من شتى وألذ أنواع المأكولات.

وحول اهتمام الشعب القطري بالقهوة العربية قالت: اهتم الإنسان القطري بألا يخلو بيته من البن والذي هو أساس إعداد القهوة ويسمى عندنا ( قهوة ) وليس بناً كما هو اسمه المشاع، إضافة إلى (الهيل أو القناد) والذي يسمى عند غيرنا (الحب هان أو الحبهان ) وهذان المكونان هما أساس تحضير وإعداد القهوة القطرية وكذلك المسمار والذي يسمى بـ (القرنفل) والزعفران اللذان يضيفهما من يحب أن يشرب القهوة مسومرة أو مزعفرة.

عمق الموروث الثقافي

حول كيفية المحافظة على هذا الموروث خاصة وأنه تم تسجيله على قائمة اليونسكو للتراث الثقافي العالمي غير المادي أوضحت ظبية بنت عبدالله بن محمد السليطي قائلة: هذا الموروث محافظ عليه حالياً في كل بيت ومكان ومناسبة في قطر، فهي في الأفراح والأتراح ومرافقة الإنسان القطري أينما حل وارتحل، داعية لزيادة الاهتمام بها والمحافظة عليها كجزء من الموروث الثقافي للشعب القطري أن نجعل من مقاديرها التي اعتاد عليها أهل قطر أساسا في تقديمها في معظم المطاعم والمقاهي والمناسبات والاحتفالات.

 ودعت إلى أن تقوم المراكز الشبابية والتعليمية باعتماد تحضيرها ضمن الدورات والنشاطات التي تقدم للنشء والسياح والمهرجانات بشتى أنواعها خاصة الغذائية، فضلا عن تنظيم دورات تدريبية في آداب تقديمها، وأن تتبنى المراكز البحثية أبحاثاً حول تفاصيل تاريخ القهوة العربية وانتشارها في شتى بقاع العالم.           

مساحة إعلانية