رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

رمضان 1436

603

د.جمال عبدالله: الأجواء الرمضانية في ليالي الدوحة تعزز التقارب الإجتماعي

08 يوليو 2015 , 01:57م
alsharq
هاجر بوغانمي

يظل الإنسان مشدودا إلى الأرض الأولى حيث خطواته الأولى، ولعبته الأولى.. حيث المعنى الحقيقي للبراءة. ومن الناس من يحن الى أرض لم تطأها قدماه.. أو إلى وطن مفقود يحلم بشم نسيمه والارتواء من مائه.. مثل هؤلاء يصنعون المستحيل كي يحققوا نصيبا من النجاح، وهاهو الدكتور جمال عبد الله الباحث الفلسطيني بمركز الجزيرة للدراسات والذي يقيم بيننا منذ سنوات محبا للدوحة، وعاشقا لها ولأجوائها، يسرد حكاية عشقه للمكان، وتفاصيل ذكرياته في غمرة هذه الأجواء الروحانية التي يوفرها شهر رمضان المبارك. ورغم حنينه إلى التربة الأولى، إلا أنه لا يكف عن التغني بالمكان الذي احتضن بدايات حياته المهنية.

وفي لقائه مع "الشرق" يكشف الدكتور جمال عن سر هذه العلاقة، فيقول: في حقيقة الأمر، لا أعتبر نفسي مُغتربا من خلال وجودي في دولة قطر؛ قطر هي جزء من الوطن العربي ومن العالم الإسلامي، وهي أيضًا أحد الأطياف الرئيسة المكونة للمجتمع الخليجي. فبحكم أنني قضيت طفولتي وفترة طويلة من عُمري في منطقة الخليج العربي حيث إن والدي كان يعمل مدرسًا في إحدى الدول الخليجية، فإنني لا أشعر بأنني في غُربة عندما أكون في قطر، لا سيما في شهر رمضان المبارك، حيث تتشابه عادات وتقاليد المجتمعات الخليجية. بالرغم من ذلك، فإن الفترة الزمنية (تسع سنوات) التي قضيتها في فرنسا لإكمال دراستي الجامعية العليا، قد ساهمت دون أدنى شك في التأقلم مع أجواء شهر رمضان الكريم في أوروبا، والتي تختلف إلى حدٍ ما مع الطقوس الرمضانية في الدول العربية بشكلٍ عام وفي دول الخليج بشكلٍ خاص.

ثنايا

وحول الثنايا التي قادته الى هذه الربوع قال: ما قادني إلى ربوع قطر هو "القدر" قبل أي شيء آخر. عندما أوشكت على الانتهاء من إعداد أطروحة الدكتوراه في قانون العلاقات الدولية، في جامعة أفنيون في فرنسا، بدأت أبحث عن فرصة عمل في المجال الأكاديمي والبحثي على وجه التحديد، وكان لدي رغبة كبيرة في أن أحصل على هذه الفرصة في دولة قطر تحديدًا، ربما لأنّ مجال التخصص العلمي كان مرتبطًا إلى حدٍ كبير في جزئية ذات علاقة بالسياسة الخارجية لدولة قطر؛ هذا من جهة، ومن جهةٍ أخرى لأن لدي رغبة أيضًا في أن تعيش أسرتي وينشأ ولدي في بيئة عربية إسلامية متسامحة، وأعتقد أن المجتمع القطري يوفر مثل هكذا بيئة. وبالفعل، بعد أن تقدمت لأكثر من جهة في دولة قطر، حصلت في ربيع عام 2011 على فرصة للعمل كباحث في مركز الجزيرة للدراسات. مضيفا: بداية أي تجربة "مثيرة"، وتجربتي في القدوم للإقامة والعمل في دولة قطر كانت كذلك أيضًا، لا سيما أن التوقيت الذي التحقت به للعمل كباحث في مركز الجزيرة للدراسات كان توقيتًا مميزًا حيث بداية انطلاقة شرارة ثورات الربيع العربي في عدد من دول العالم العربي، عليه كان إيقاع الأحداث سريعًا جدًا وكان بالمحصلة إيقاع العمل سريعًا أيضا.

ورغم بعض الصعوبات التي ترافق الانتقال من مكان إلى مكان آخر، لا سيما عند وصول الأسرة إلى مكان الإقامة الجديد وضرورة الانخراط في مسار التأقلم مع المحيط والمجتمع الذي نعيش فيه، فإنني أنظر إلى بداية التجربة الآن وكأنها سلسة وسهلة.

أما عن السؤال إن كان للغربة مسمًى آخر فقال: الغربة بالنسبة لي تعني "الحنين" للوطن، وأنا من فلسطين المحتلة، تلك الأرض الطاهرة الطيبة "أرض المعراج وثالث الحرمين الشريفين" التي لم تطأها قدمي بعد. وبالتالي، فأينما حللت سأكون في غربة وفق التعريف الأدبي للكلمة، لأن وطني لا يزال تحت الاحتلال.

مواقف

وقال في سياق آخر: لعلَّ أبرز المواقف التي تركت أثرًا كبيرًا في نفسي هي أن رزقني الله ولدًا رائعًا (حفظه الله) وأنني أصبحت أبًا... أن يصبح الإنسان أبًا هو شعور لا يشبهه شعور حيث المزج بين الإحساس بالمسؤولية تجاه من يُعيل والعاطفة لأفراد الأسرة.

ووصف الدكتور جمال الحياة الاجتماعية خلال شهر رمضان في قطر بأنها تتعزز في فترة ما بعد الإفطار(ليلًا) عمومًا، حيث يلتقي الأصدقاء وتكثر الفعاليات الأسرية... وبالفعل، فالأجواء الرمضانية في ليالي الدوحة تعزز التقارب الاجتماعي لا سيما من خلال الاجتماع بالأصدقاء سواءً بزيارتهم في منازلهم أو بالخروج معهم للقائهم في الأماكن العامة.

وتابع: شهر رمضان هو شهر كريم وهو شهر التسامح والمغفرة، يسعى فيه الإنسان لتكثيف الدعاء والإلحاح في طلب المغفرة من الله سبحانه وتعالى، ويكون فيه صافي النفس متسامحا مع الآخرين.

ذكريات

وأشار الى أن أجواء رمضان الخاصة في مرحلتي الطفولة والشباب، تعيده إلى الحنين لأبيه وأمه لا سيما عندما تجتمع الأسرة على مائدتي الإفطار والسحور، وعند أداء صلاة الفجر جماعة مع والده ووالدته وأخته الكبرى.. وقال في هذا السياق: هذه الذكريات وغيرها أحكيها لابني الآن، والذي ينصت بكل شغف عندما أسرد عليه كيف كنت أقضي رمضان مع أسرتي عندما كنت صغيرا.

حنين

وعن حنينه للمكان الأول قال: كما ذكرت آنفًا، أنا من فلسطين التي لم أزرها حتى الآن، وبالتالي لم يكن البلد الذي نشأت فيه عندما كنت صغيرًا موطنًا لي، رغم أنني نشأت وكبرت ودرست فيه... بالتالي أشعر بأنني متأقلم أينما حللت. لا شك بأن بلد النشأة أثر جدًا في، حيث ذكريات الطفولة والمدرسة والأصدقاء والعائلة، ولكن بالمقابل فإن الدول التي أقمت بها لاحقًا سرعان ما تأقلمت مع أجوائها واخرطت إلى حدٍ كبير في مجتمعاتها.

وتابع: أحمد الله أن طبيعة عملي كباحث تفرض علي القراءة والكتابة بشكل يومي، بالرغم من حبي الفطري لهما.. أما عن الوقوف على ما تحقق مهنيًا واجتماعيًا، فإنني أجد بالفعل ورغم ضيق الوقت تلك اللحظة لأتـأمل ما تحقق منذ حينٍ إلى آخر، وأحمد الله دومًا على ما أعانني على تحقيقه.

طقوس

وحول طقوسه الرمضانية قال: الصوم في شهر رمضان الكريم مُيسر ونهار رمضان قصير في قطر إذا ما قارناه بنهار رمضان في فرنسا مثلًا أو في دول أوروبية أخرى. يبدأ نهاري بالذهاب إلى العمل في التاسعة صباحًا وحتى موعد صلاة العصر. من ثم أعود إلى المنزل وأسعى لتوفير احتياجات المنزل اللازمة، وأقضي وقتًا جيدًا مع ابني ذي الثماني سنوات الذي يشاركنا صوم شهر رمضان الكريم أيضًا. في المساء وبعد صلاة العشاء والتروايح، غالبًا ما يكون هناك بعض الأنشطة والفعاليات الأسرية والاجتماعية من زيارات أو تسوق أو قضاء بعض الوقت في الأماكن العامة مع الأسرة والأصدقاء. لا بد من أن أستيقظ لتناول وجبة السحور مع أفراد العائلة، نظرًا لحرصي على مشاركة العائلة الأجواء الأسرية الحميمة التي تحف الجميع على مائدتي السحور والإفطار وتبقى في الذاكرة، وبعد صلاة الفجر أخلد إلى النوم إلى أن أستيقظ صباحًا لأبدأ يومي الرمضاني من جديد.

وختم الدكتور جمال عبدالله قائلا: أقول للجميع، تقبل الله صيامكم وطاعاتكم، وها نحن في الثلث الأخير من الشهر الكريم، فكل عامٍ وأنتم جميعًا بألف خير.

اقرأ المزيد

alsharq مأدبة إفطار للطلبة القطريين في أمريكا

الرعاية والاهتمام بأبناء قطر لا يقتصر على داخل الدولة ,بل يتعداها الى متابعة شؤون الطلبة القطريين حيث تواجدوا... اقرأ المزيد

1233

| 16 يوليو 2015

alsharq الهلال القطري يدعم القطاع الصحي الفلسطيني بنصف مليون دولار

لم توقف الهلال الأحمر القطري عن رسالته الإنسانية بدعم القطاع الصحي في فلسطين من خلال تنفيذ مشروع كبير... اقرأ المزيد

268

| 16 يوليو 2015

alsharq "الهلال القطري" يشيِّد 32 بئراً إرتوازية وسطحية في سريلانكا

نفذ الهلال الأحمر القطري مشروع حفر آبار سطحية وارتوازية، بالتعاون مع الإدارة العامة للأوقاف بقطر، ولجنة الإغاثة الإسلامية... اقرأ المزيد

955

| 16 يوليو 2015

مساحة إعلانية