رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

2157

فقط في سوريا.. المدرسة خيمة والمعلمة طفلة

06 نوفمبر 2022 , 07:00ص
alsharq
حلب - الأناضول

أكثر ما يلفت الانظار، عند التجول في مخيم "الرحمة" للنازحين السوريين بمدينة عفرين الخاضعة لسيطرة المعارضة بريف حلب الشمالي، وجود طفلة سورية تعلم أقرانها من الطلاب القراءة والكتابة والحساب، بعد أن حولت إحدى الخيم إلى صف دراسي وذلك لعدم وجود مدرسة في المخيم.

المعلمة الصغيرة مريم (10 سنوات) فقدت والدها عام 2017 بقصف لنظام الأسد على مدرستها في بلدة "كفر بطيخ" بريف إدلب الجنوبي شمالي سوريا، مما اضطرها للنزوح في عام 2019 نزحت مع أمها وأقربائها إلى مدينة عفرين لينتهي بالاسرة المطاف في مخيم "الرحمة" للنازحين.

ولأنه لا يوجد مدرسة في المخيم خرجت مريم بفكرة أن تنقل ما تعلمته خلال دراستها في بلدتها قبل النزوح لأطفال المخيم الذي يضم 45 خيمة.

وتدرس مريم نحو 20 طالباً أساسيات القراءة والكتابة والحساب، و ترغب في أن يكون في المخيم مدرسة ومعلم بأسرع وقت.

وتحلم مريم بأن تكون معلمة في المستقبل، فالتدريس بالنسبة لها شغف وطموح تسعى لتحقيقه.

وأفادت مريم لمراسل الأناضول أن والدها قتل بقصف جوي إثر وصوله للمدرسة ليوصلها للبيت، مشيرة إلى أن مدرستها تدمرت أمام عينيها في لحظات في مشهد لا تنساه أبداً.

وأشارت مريم إلى أنها حولت إحدى الخيم إلى مدرسة، ودعت إليه الطلاب الذين يرغبون في تعلم القراءة والكتابة، موضحةً أن عائلتها دعمتها للقيام بهذه الخطوة.

ولفتت مريم إلى أن ما يدفعها للقيام بهذا الأمر هو رغبتها بأن لا يحرم الأطفال في المخيم من التعليم، مستذكرة مدرستها التي دمرها القصف وقتل العديد من رفاقها.

وأوضحت مريم أن الأطفال الذين تعلمهم القراءة والكتابة لم يسبق وأن ذهبوا إلى المدرسة على الإطلاق، مشيرةً إلى أنها تحاول أن تجعل الأطفال يعيشون فرحة المدرسة.

وأضافت مريم، "قررت تعليم أطفال المخيم كل ما سبق وتعلمته في المدرسة، وبدأت بتعليم 20 طالبا القراءة والكتابة والحساب والقرآن الكريم"، معربةً عن رغبتها في أن تصبح معلمة عندما تكبر.

الأطفال الذين يحضرون للخيمة لتلقي الدروس من معلمتهم الصغيرة يشعرون بسعادة بالغة ويأتون إليها بشغف حاملين ما توفر لديهم من حقائب وأقلام ودفاتر.

الطفل محمد أصلان (11 عاما)، أفاد لمراسل الأناضول أن مدرسته كذلك تعرضت للقصف من قبل قوات النظام. وأضاف أصلان " نزحت مع عائلتي إلى مدينة عفرين، حيث لا يوجد مدرسة في المخيم وتأخرت في دراستي، فسمعت أن هناك خيمة فيها معلمة تعطي دروساً للأطفال وعندما ذهبت للخيمة تفاجأت بمعلمة من عمري". وأوضح أصلان أن معلمتهم تساعدهم بشكل كبير، حيث يتعلمون في الخيمة القراءة والكتابة، لافتاً إلى أن الخيمة تفتقر لمستلزمات التدريس من مقاعد وتدفئة وكراسات. وعبر أصلان عن رغبته في أن يصبح طبيباً عندما يكبر.

مساحة إعلانية