رمضان 1436

645

نورة آل حنزاب: كنا نستقبل رمضان بشكل مختلف عن ما يحدث الآن

للدكتورة نـورة بنت علي آل حنـزاب إسهامات عديدة في مجال العمل الديني التربوي والعمل الاجتماعي والعمل التنموي ، و شغلت العديد من المناصب في مؤسسات المجتمع المدني، مثل نائب رئيس مجلس الأمناء لدار الإنماء الاجتماعي ، وعضو مجلس إدارة بمؤسسة دريمة ، عضو مجالس أمناء عدد من المدارس المستقلة ، وعضو مجلس مشرفي مؤسسة وقف الأمة – تركيا.

حصلت على الدكتوراة في العلوم البيولوجية من جامعة عين شمس بجمهورية مصر العربية ، كما درّست 21 سنة في كلية العلوم بجامعة قطر ، لها إسهامات متميزة في مجال تدبير التمويل للعمل الخيري الإنساني والتنموي، ونالت العديد من الجوائز في مجال العمل التطوعي.

"الشرق" تحدثت معها عن ذكرياتاتها مع شهر رمضان عبر هذا الحوار:

كم كان عمرك عند صيامك أول رمضان ؟ وما هي أهم المفارقات التي صادفتك في بداية أول يوم صوم ؟

كان عمري تقريبا سبع سنوات ، أو ثماني سنوات ، ومن أهم الأشياء التي صادفتني في بداية أول يوم صوم ، أنني دائما أسمع أن الإنسان إذا حلم بشأن جميل يصبح صائما ، والحقيقة لا أعرف صحة ذلك شرعا ، وفي ليلة حلمت أني أرى القمر بدرا وفيه طفل جميل ، يقولون لي هذا عيسى بن مريم ، فلما أصبحت الصباح ، أخبرت أمي، الله يرضى عليها، بأني صائمة لأني حلمت حلما غريبا ، فقالت لا تخبري أحدا وواصلي صومك، وأذكر أنها أعدت لي فراشا لأنام فيه ذلك اليوم ، وقالت لي استريحي عليه ولا تتحركي كثيرا حتى لا تتعبين من الصوم.

بماذا ارتبط شهر الصوم في ذاكرتك ؟

ارتبط شهر الصوم في حياتي بكل جميل ، وطاعات أراها في الناس وفي الهواء وفي الأرض ، وقرب من الله سبحانه والإقبال على فعل الخير ، إلا أن ما يزعجني هو إقبال الناس على الطعام بشراهة في الشراء والطبخ والأكل ، والمفروض أن يكون هذا الشهر الأقل في ذلك كله.

هل هناك مواقف معينة عالقة بالذاكرة خاصة بشهر رمضان ؟

المواقف الجميلة كثيرة في رمضان فكل ليلة لنا موقف جميل مع الله والناس ، نسأل الله القبول.

هل صادفك رمضان خارج الدوحة ؟ وبماذا يختلف رمضان في الدوحة عن غيرها ؟

نعم صادفني رمضان خارج الدوحة سنة 1976م ، وسنة 1983م كنا في الصيف في لندن ، وكانت أجمل الرمضانات، حيث يزداد الإيمان برؤية المسلمين في تلك الديار، وإقبالهم على الله بالرغم من كثرة الفتن فيها، وكذلك أيام رمضان الجميلة في رحاب بيته الحرام، حيث نقضي أياما هناك من كل سنة ، ولكن رمضان في الدوحة له طابع خاص ، حيث يرتبط بقراءة القرآن والتراويح وزيارة الأهل والأقارب.

كيف تستقبلين شهر رمضان ؟ وهل هناك ترتيبات معينة تحرصين على عملها في شهر رمضان والعيد ؟

كنا نستقبل رمضان وأنا شخصيا بشكل مختلف، تماما عن الشائع في المجتمع ، أولا بالدعاء أن يبلغنا الله إياه ويجعلنا من الفائزين، ثانيا زيادة الطاعات والتقرب من الله والتخطيط لعمل الصالحات فيه ، فهذا يساعدني كثيرا على استشعار عظمة هذا الشهر والامتنان لله بأن بلغنا إياه، ولم يحدث قط أن جهزت له طعاما أو ثيابا أو جلسات أو ديكورات أو غيرها ، كما أرى الاستنفار الذي يحدث في بعض البيوت والاستعداد له بخلاف ما يليق به من إجلال وإكرام وطاعة.

ما الفرق بين رمضان الطفولة ورمضان حاليا ؟

الفرق بين رمضان الطفولة ورمضان حاليا كل شيء، العمر، المكان والمسؤوليات ، فلكل مرحلة متعتها ، ولذتها وأنشطتها، لكنها تشترك في اجتماع العائلة على طعام الإفطار وصلاة التراويح في المسجد.

ماهي الأكلات التي تحرصين على وجودها على المائدة الرمضانية ؟

الأكلات الحاضرة على المائدة الرمضانية هي الشوربة – الهريس – اللقيمات

كيف تنظمين وقتك في شهر رمضان بين الأسرة والعمل والعبادة ؟

الحمد لله، يومي كله عبادة فعملنا ورعاية أسرنا وتعبدنا لله كلها عبادة نؤجر عليها.

حدثينا عن دراستك وذكرياتك في الدراسة ؟ وما هي النشاطات أو الأعمال التي تقومين بها في شهر رمضان ؟

الحمد لله ذكريات الدراسة هي أجمل ذكريات العمر بدءا من المدرسة بمراحلها المختلفة ، فلكل مرحلة ذكرياتها المميزة والمؤثرة في نفسي حتى هذه الساعة أحداثها وأشخاصها وظروفها، أما أنشطتي الرمضانية فبين عبادات واجتماعيات وندوات رمضانية نقيمها في مراكزنا (مراكز آل حنزاب للقرآن الكريم وعلومه) يومي الأحد والأربعاء، ألتقي بها بجمهور النساء ، نعلمهن العلم الشرعي ويعلمننا الحرص على الخير بمداومتهن على مجالس الذكر والاجتهاد في تحصيل الأجور والحسنات.

ما رأيك في انتشار الفضائيات وأثرها على شبابنا؟

الفضائيات مؤثرات قوية تريد إيمانا قويا في القلب يهذب الجوارح من عين ويد حتى نحسن استغلالها ، وفي الحقيقة لا اشاهد التليفزيون في شهر رمضان إلا البرامج الدينية.

برأيك كيف نحافظ على حشمة شوارع الدوحة وأسواقها في الشهر الفضيل ؟

ممكن أن نحافظ على حشمة الشوارع وآدابها ، بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعرضها بأسلوب راق كما علمنا ديننا.

كلمة أخيرة تودين أن تبعثيها للقراء والمتابعين لشهر رمضان المبارك؟

كلمتي الأخيرة دعاء أرفعه لإخواني وأخواتي أن يجعلهم ممن يعرف للشهر الكريم حقه وعظمته وفضله فيؤدي فيه ما يجعله الأتقى والأقرب والشكر لله سبحانه وتعالى.