رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

957

تعز.. انهيار الإنسانية تحت وطأة الحصار

06 يناير 2016 , 11:53ص
alsharq
الدوحة - قنا

مع بداية العام الجديد يدخل الحصار الذي يفرضه الحوثيون على مدينة تعز اليمنية شهره العاشر،حوالي 300 يوم قضاها سكان المدينة يراقبون يوماً بعد يوم نفاد مياه الشرب وانقطاع الكهرباء وانعدام الخدمات الاساسية ،في انتظار نصر عسكري يفتح لهم باباً للأمل ،أو حل سياسي يزيح أكمنة الحوثيين من أطراف المدينة .

وفي تقرير حديث صادر عن برنامج الأغذية العالمي كشف النقاب عن أن نحو 22 مليون نسمة في اليمن من أصل 29 مليونا هم إجمالي عدد السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي بدرجات متفاوتة، وأن السفن التي استأجرها البرنامج قد استوردت أكثر من 4 ملايين لتر من الوقود ، وهي الكمية المخصصة لأكثر من 60 منظمة من منظمات الإغاثة في عدن وصنعاء والحديدة.

وذكر التقرير أن الأمن الغذائي في اليمن متدهور بالفعل ويزداد سوءاً يوماً بعد يوم،وأن عشر محافظات من أصل 22 من محافظات اليمن مصنفة باعتبارها تواجه انعدام الأمن الغذائي على مستوى 'الطوارئ' وهو ما يعني أنها على بعد خطوة واحدة من المجاعة.

وفي تعز ، أرسل برنامج الأغذية العالمي 225 شاحنة محملة بـ 6600 طن من السلع الغذائية إلى نقاط التسليم أو المستودعات في محافظة تعز ،وصل جزء منها إلى مديريات المظفر والقاهرة والتعزية ومنطقة صالة، حيث يهدف البرنامج إلى إيصال المساعدات الغذائية لما يقرب من 350 الف شخص معدم وتشمل هذه المساعدات القمح والبقول والزيوت النباتية والسكر.

وناشد ماثيو هولينجورث، نائب المدير الإقليمي للبرنامج ، المجتمع الدولي دعم جهود البرنامج لمساعدة الشعب اليمني، مؤكداً أن اليمن بات من أصعب الأماكن في العالم للعمل فيه، بسبب الاضطرابات الأمنية الجمة، والتصاعد في أعمال القتال والعنف عبر البلاد ،لافتاً إلى أن نصف البلد الآن على بعد خطوة واحدة من المجاعة، ما يستدعي تكثيف الدعم ، لاسيما خلال الأشهر القليلة القادمة.

من جانبه، قال أمير الحيدري المدير التنفيذي لائتلاف الإغاثة في تعز: إن الائتلاف الذي تشكل في شهر مايو من العام الماضي يضم نحو 200 جمعية ومؤسسة ومبادرة إغاثية بهدف تقديم يد العون للسكان المحاصرين داخل مديريات تعز .. مشيراً إلى أنه بسبب عمليات السلب والنهب التي تقوم بها قوات الحوثي على مداخل تعز يضطر الائتلاف الى إدخال مواد الإغاثة الطبية والتموينية عبر طرق جبلية وعرة في منطقة (صبر) بالقرب من عدن وبعدها تنقل شحنات الإغاثة بوسائل نقل بدائية على ظهور الحمير والجمال الى داخل تعز ثم يبدأ توزيعها على المتضررين.

وقال الحيدري إن الائتلاف يستهدف توصيل مواد الإغاثة لنحو مليون و200 ألف يمني محاصرين داخل مديريات تعز الثلاث (مظفر - القاهرة - صالة)،لافتاً الى أن الأوضاع الإنسانية المتدهورة دفعت بالعديد من الأسر للنزوح تجاه المناطق الريفية طلباً لمزيد من الأمن .

وكشف المدير التنفيذي لائتلاف الإغاثة في تعز النقاب عن تعرض كافة شاحنات الإغاثة الواردة من قبل منظمة الصحة العالمية وبرنامج الغذاء العالمي للاحتجاز من قبل قوات الحوثي على مداخل مدينة تعز ،الأمر الذي يفسر تفاقم الأوضاع السيئة للمحاصرين في الداخل رغم الإعلان المتكرر عن وصول مواد غذائية ومعونات طبية لهم .

وقال الحيدري إن الائتلاف قد شكل لجنتين تتوليان التنسيق فيما بينهما لتحديد الاولويات ،الأولى هي اللجنة الطبية وتعنى بتوفير الأدوية وأماكن العلاج المناسبة للجرحى والمصابين والمرضى من سكان المدينة ،والثانية هي لجنة الاعمار لما بعد الحرب وستتولى تحديد الأماكن الأكثر تضرراً جراء العمليات العسكرية والقصف العشوائي على المناطق السكنية.

وحول الدعم الحكومي المقدم للائتلاف أشار الحيدري الى أن وزارة حقوق الانسان بالحكومة اليمنية لا تستطيع ان تقدم شيئا للمتضررين والمحاصرين وتكتفي بالدعم المعنوي والتواصل من وقت لآخر ،أما الدعم المادي فيصل الى الائتلاف من خلال منظمات الهلال الأحمر والإغاثة الإنسانية بدول مجلس التعاون الخليجي ومنها الهلال الأحمر القطري.

وأضاف الحيدري إن الائتلاف وجه بيان استغاثة لجميع المنظمات الدولية دعا فيه المجتمع الدولي الى ضرورة الاسراع والضغط لفك الحصار عن المدينة وإدخال المساعدات والمواد الأساسية لإنقاذ السكان من كارثة محققة.. كما طالب برنامج الغذاء العالمي بإدخال المساعدات للمدينة المحاصرة والتنسيق مع منظمات المجتمع المدني في المحافظة وفق آلية مؤسسية معتمدة.

وطالب الائتلاف المنظمات الدولية بالحزم أمام التجاوزات المتمثلة بمنع دخول المساعدات أو نهبها وتوضيح الصورة أمام الرأي العام وألا يبرروا عجزهم عن انقاذ تعز بأعذار غير مقبولة ..ودعا الائتلاف الأمم المتحدة إلى إرسال لجان للتأكد من حقيقة وصول مساعدات أممية إلى المناطق المحاصرة في مدينة تعز، وتقييم الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعيشها سكان المدينة جراء الحرب القائمة والحصار الجائر وإجراء خطط استباقية لتجنب المجاعة ، وألا يكتفوا بسرد البيانات والمؤشرات الكارثية دون التحرك الجاد لوقفها واجراء اللازم حيالها.

وحول تلبية احتياجات المواطنين خلال فصل الشتاء وما يتبعه من صعوبة الحصول على المواد التموينية قال أمير الحيدري لـ(قنا) إن أغلب التجار خارج المدينة توقفوا عن البيع والشراء لنفاد السلع التموينية لديهم ،والبعض الآخر يغامر بإدخال البضائع الى تعز وكسر الحصار رغم الخطورة المترتبة على ذلك.

وأكد أن الأولوية للسكان في الوقت الحالي المواد التموينية ومياه الشرب النظيفة يلي ذلك المستلزمات الطبية والأدوية ،لافتاً الى أن امدادات المدينة من المياه توقفت منذ شهر أبريل من العام الماضي، نظراً لوجود محطات المياه التي تغذي تعز خارجها ،ويتم الاعتماد حالياً على بعض الآبار داخل المدينة لكنها لا تكفي احتياجات السكان .. وحذر مما هو أخطر من المجاعة اذا استمر الوضع الحالي قائماً دون حراك لإنقاذ السكان المحاصرين .

من جانبه، قال المهندس رشاد الأكحلي وكيل محافظة تعز إن سكان المحافظة يعيشون على الحد الادنى من الغذاء ومياه الشرب نظرا للحصار الخانق المفروض على المدينة منذ 10 أشهر ، وأكد أن المحافظة استطاعت توفير مقر بديل لمبنى محافظة تعز الذي تم تدميره وذلك بمديرية المظفر يجري من خلاله تيسير الأعمال بالتواصل مع وزارة الادارة المحلية بالحكومة اليمنية.. مناشدا الحكومة سرعة تقديم مزيد من الدعم للقطاع الصحي على وجه الخصوص نظرا لما لحق به من اضرار جراء القصف العشوائي للمستشفيات الكبرى .

ونبه وكيل محافظة تعز الى خطورة سيطرة الحوثيين على المصرف المركزي ونقله الى مدينة( اب ) الامر الذي يترتب عليه قدرتهم على التحكم في رواتب الموظفين والعمال بالقطاع الحكومي ،مشيراً الى ان الحكومة المركزية لم تنتبه الى خطورة هذا الوضع الى الآن نظرا لأن موازنة رواتب عام 2015 لازالت سارية ،ويتقاضى الموظفون رواتبهم بانتظام ،الا أنه بمجرد العمل بموازنة العام الجديد ستظهر الأزمة خاصة مع المجازفة الكبيرة في التوجه الى (اب) لاستلام الرواتب .. وقال : " نحن مهددون في أي وقت بانقطاع رواتبنا ،وفي هذه الحالة ستنعدم سيطرة الحكومة على القطاع الاداري والمالي بالبلاد "

أما زكريا الشرعبي الاعلامي بالمقاومة الشعبية لمدينة تعز فأكد أن الخدمات الاساسية بالمدينة متوقفة كلياً بما في ذلك محطات المياه والكهرباء والصرف الصحي واعمال النظافة والتعليم ،مشيراً الى أن المدارس اغلقت ابوابها منذ نصف العام الدراسي الماضي وحتى الوقت الحالي خشية التعرض للقصف العشوائي.

وقال الشرعبي:إن امدادات المحافظة من المشتقات النفطية متوقفة ،الامر الذي فتح المجال امام ظهور (السوق السوداء) ليباع الوقود بأضعاف سعره في الايام العادية .. مشيرا الى أن المجلس التنسيقي للمقاومة بالتعاون مع وكيل المحافظة يعملان من اجل اعادة فتح المستشفيات المغلقة وان تعمل بالحد الادنى من الامكانيات لتقديم الخدمة للمصابين من العمليات العسكرية والمرضى والاطفال .

وأكد الشرعبي ان المنفذ الوحيد لمدينة تعز نحو العالم الخارجي هو معبر ( الدحيل ) في منطقة الحبيل ، وهناك يتعرض المواطنون لصنوف من التنكيل والاهانات والسلب والنهب والقنص بالرصاص الحي .. موضحا أن الحياة في تعز عادت قروناً الى الوراء وباتت ظهور لدواب هي الوسيلة الوحيدة للتنقل عبر الدروب الجبلية الوعرة .

لكن امام هذا كله تتعاظم ارادة المواطن امام صعوبات الحياة - كما يقول الشرعبي - حيث لازالت الاعراس تقام ومواكب الزفاف تطوف الشوارع وتحرص الاسر على الخروج في المتنزهات في الاوقات التي يتوقف فيها القصف،وضرب مثالا على ذلك بدوري كرة قدم للأطفال تم تنظيمه باشتراك 60 طفلا من اجل ألا يشعروا بمرارة الحصار الخانق .

وثمن دور المساجد والمراكز الصيفية ومؤسسات الدعم النفسي التي تقوم بدور المدارس في تعليم النشء وتخفيف حدة العنف المنتشر بالمدينة.

كما استطاعت الحكومة والجيش فتح 5 مراكز شرطية لفرض الامن في تعز وحل المشاكل اليومية .

مساحة إعلانية