رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1920

تركيا حليف إستراتيجي لدولة قطر

05 ديسمبر 2021 , 07:00ص
alsharq
قطر وتركيا.. تعاون وشراكة في كل المجالات
هاجر العرفاوي

تجمع دولة قطر والجمهورية التركية علاقات تاريخية قوية وراسخة ترجع الى نهاية القرن التاسع عشر، وظلت تتطور طوال السنوات الماضية لتشهد تموا ملحوظاً في تسعينيات القرن الماضي. وشهدت تلك العلاقات المتنامية قفزة نوعية في السنوات الأخيرة، مع تطور العلاقات الأخوية بين الدوحة وأنقرة والمصالح المشتركة بين الشعبين الشقيقين، وتجاوزت مرحلة التعاون الثنائي إلى مرحلة العلاقات الاستراتيجية والشراكة الكاملة.

ويربط البلدين تعاون وثيق في العديد من القضايا على المستويات الثنائية والإقليمية والدولية منذ سنوات، ويعود ذلك الى التقارب الكبير على مستوى القيادة والشعب والقواسم المشتركة بين البلدين الشقيقين، فضلا عن التضامن اللامحدود وقت الأزمات، والجهود الصادقة المبذولة من الطرفين للحفاظ على هذا المستوى المتميز من العلاقات الوطيدة. وبالنظر الى مواقف البلدين، يوجد تناغم سياسي كبير واتفاق في وجهات النظر بينهما تجاه الكثير من قضايا المنطقة، وتتشارك السياسات الخارجية لقطر وتركيا نفس المبادئ من حيث تفعيل جهود الوساطة والدبلوماسية والحوار كأساس لحل النزاعات.

وأكسبت الزيارات المتبادلة والمكثفة بين قادة وكبار مسؤولي البلدين، العلاقات القطرية التركية زخما كبيرا. وتكثّفت الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين منذ العام 2013، أي منذ تولي حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، الحكم، وكان آخرها العام الماضي خلال اجتماع اللجنة الاستراتيجية العليا بين قطر وتركيا. وبدوره زار الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان، الدوحة مرات عديدة على مدار السنوات الماضية. وعقب جائحة كورونا ورفع قيود السفر، قام اردوغان بأول زيارة له خارج البلاد، الى قطر في يوليو 2020.

* اللجنة الاستراتيجية

وتشهد العلاقات بين قطر وتركيا تطوراً وتنوعاً على كافة الأصعدة، فضلا عن توقيع البلدين عددا مهما من الاتفاقيات شملت الاقتصاد والاستثمار والدفاع والثقافة والعلوم. وعزز انشاء اللجنة الاستراتيجية العليا بين قطر وتركيا عام 2014، تقدم ونمو العلاقات الثنائية على كافة المستويات، حيث انخرط بموجب تلك الاتفاقية معظم الوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة من البلدين في محادثات للتحضير لاتفاقيات ومذكرات تفاهم وبرتوكولات تعاون ثنائي واسع.

وعقدت اللجنة منذ ذلك العام، ستة اجتماعات بالتناوب بين قطر وتركيا، في ظل علاقات ثنائية استراتيجية تشهد تطوراً متنامياً وتعاوناً متواصلاً. وتُعقد اجتماعات اللجنة كل عام على أعلى مستوى، للتشاور حول العلاقات القطرية التركية، وهو ما يعكس رغبة البلدين في تعزيز علاقات التعاون وتنويعها، والتزامهما كبلدين شقيقين وحليفين استراتيجيين.

وتستضيف الدوحة الدورة السابعة للجنة الاستراتيجية المشتركة الثلاثاء، كما استضافت الدورة الأولى في 2015، والثالثة في 2017، والخامسة في 2019، بينما عُقدت الثانية في مدينة طرابزون التركية في 2016، والرابعة والسادسة بتركيا عامي 2018 و 2020.

وفي نوفمبر من العام الماضي، عقد الاجتماع السادس للجنة الاستراتيجية العليا التركية القطرية بأنقرة، لبحث تعزيز التعاون الثنائي وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ووقع البلدان عشر اتفاقيات، تنوعت بين التعاون العسكري الدفاعي والتعاون الاقتصادي والصناعي، إضافة إلى مجال التجارة الدولية والمناطق الحرة وإدارة الموارد المائية، وكذلك اتفاقية في مجال الشؤون الإسلامية والدينية والأسرية. وتأتي تلك الاتفاقيات تتويجاً للعلاقات القطرية التركية المتميزة، التي تقدم نموذجاً للعلاقات الإقليمية.

ويذكر أن الاجتماع الخامس للجنة الاستراتيجية، الذي عقد في 25 نوفمبر 2019 بالدوحة، شهد توقيع سبع اتفاقيات في مجالات الاقتصاد، التجارة، الصناعة، التكنولوجيا وقطاعات الصحة، فضلاً عن التخطيط الاستراتيجي والتعاون العلمي والملكية الفكرية. ومنذ العام 2014، جمع صاحب السمو والرئيس التركي حوالي 28 قمة، وهو رقم قياسي في تاريخ العلاقات بين البلدين، وتم خلال الدورات الست للجنة توقيع اكثر من 60 اتفاقية في مجالات مختلفة، شكلت دفعة قوية لتعزيز العلاقات الثنائية السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية.

*شراكة قوية

أسهمت اجتماعات اللجنة الاستراتيجية بين البلدين في تعزيز العلاقات الاقتصادية، لاسيما التبادل التجاري والاستثمار، حيث اقرت اللجنة تسهيلات لمستثمري البلدين بمنع الازدواج الضريبي والاعفاء المشترك من تأشيرات السفر بين قطر وتركيا.

وشهد التبادل التجاري بين البلدين نموا كبيرا خلال الأعوام الأخيرة، بنسبة تزيد عن 100 بالمئة، بما انعكس بشكل واضح على علاقات التعاون الثنائي في كافة القطاعات، مسجلا في العام 2020 نمواً بنحو 6%، ليصل إلى نحو ملياري دولار. وبالنظر إلى الاحصائيات ما بين 2011 و2020، لم يشهد حجم التبادل التجاري بين الدوحة وانقرة ارتفاعًا فحسب، بل اصبحت الشراكة التجارية بين البلدين أكثر أهمية لبعضهما البعض.

وارتفعت قيمة اتفاقية تبادل العملات بين تركيا وقطر، في العام 2020، من 5 مليارات دولار إلى 15 مليار دولار، ما ساعد تركيا على دعم بورصتها وتخفيف الضغوط الأخيرة الناجمة عن انخفاض قيمة الليرة. وتعهدت قطر باستثمار 15 مليار دولار في الأسواق التركية. وبلغت الاستثمارات القطرية في تركيا حوالي 33 مليار دولار، فيما بلغ عدد الشركات القطرية في تركيا اكثر من 180 شركة. وتتميز العديد من السلع والخدمات المتداولة بين البلدين بطبيعتها الاستراتيجية والحيوية لاستقرار اقتصاد البلدين ورفاهية سكانهما. فعلى سبيل المثال، تشتمل الواردات القطرية الرئيسية من تركيا على الحديد والصلب، والآلات والمعدات الكهربائية، وخدمات البناء، والسياحة، والأدوات والمعدات، ومنتجات الألبان، والخضروات والفواكه. ومن ناحية أخرى، تشتمل الواردات التركية من قطر على الغاز الطبيعي المسال والزيوت البترولية ومنتجاتها.

ومنذ عام 2002، تم توقيع عقود بناء بين الدوحة وانقرة تجاوزت قيمتها 18 مليار دولار. وتجاوز عدد الشركات التركية في قطر 700 شركة في مختلف المجالات. وتؤدي شركات المقاولات بالأساس، دورًا رئيسيًا في إنجاز مشاريع تطوير البنية التحتية في قطر قبل انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 التي تستضيفها البلاد. وفي العام نفسه، كانت قطر سابع أكبر سوق إنشاءات للشركات التركية بمشاريع بلغت قيمتها حوالي 1.5 مليار دولار.

في 19 ديسمبر 2014، وقّع الجانبان في تركيا، اتفاقية تعاون في مجالات التدريب العسكري والصناعة الدفاعية. وافتُتح المقر الجديد للقوات المشتركة القطرية التركية، في ديسمبر 2019، بحضور كبار القادة العسكريين من البلدين.

مساحة إعلانية