رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

945

خلال المؤتمر العالمي للأوقاف بجامعة حمد بن خليفة..

وزير الأوقاف: الوقف يحقق السلم ويدعم الوئام في المجتمعات

05 ديسمبر 2018 , 07:30ص
alsharq
وفاء زايد

محافظ المركزي: الوقف يشكل ركناً مهماً من أركان الاقتصاد الإسلامي

 

المطالبة بإحياء الوقف لتحقيق التنمية وتحفيز التمويل الإسلامي

 

د. حسنة:  ظروف المنطقة العربية أدت لتراجع الوقف إلى العمل الخيري

 

أكد أكاديميون ومعنيون بالوقف  ضرورة إحياء الوقف الإسلامي ، وتعزيز الشراكات مع المؤسسات المجتمعية والعالمية لتقديم الحلول الناجحة من أجل تحفيز الأفراد على الوقف، ودراسة الوقف النقدي كحاضنة للشركات الناشئة والمشروعات الصغيرة، واعتباره مصدراً للتمويل ، وتوفير حلول مناسبة للوقف للحد من الإنفاق الحكومي.

 

جاء ذلك في مؤتمر عالمي لكلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة ، تحت شعار ( قيادة التطور ، والتأثير الاجتماعي والاقتصادي واستراتيجيات الإدارة والقضايا القانونية والحوكمة والوقف النقدي ودراسات بحثية ) ، أمس بقاعة المؤتمرات بمقر الجامعة ، ونظمته الجامعة بالتعاون مع مركز قطر للمال ، وشارك فيه أكثر من 25  متحدثاً من داخل قطر وخارجها ، وتقديم 25 ورقة علمية تتناول أهمية الوقف الإسلامي وتاريخه ودوره المعاصر.

 

    وأكد سعادة الدكتور غيث مبارك الكواري وزير الأوقاف  في كلمته في الجلسة الافتتاحية أهمية الأوقاف وقدرتها على استمرار رسالتها في حال التزام  الواقف ، وقدم نموذجاً وهو وقف مكتبة الغازي خسروبك التي تجددت بدعم سخي من صاحب السمو الأمير الوالد حفظه الله ، فقد استطاعت هذه المكتبة أن تستمر في رفد العلم والحفاظ على تراث كل شعوب البلقان بمختلف أديانها ولغاتها. وتحدث عن قدرة الوقف في تحقيق السلم ودعم الوئام في المجتمعات المتنوعة، ونموذجاً للمستشفى الجامعي بفطاني بمملكة تايلاند الذي دعمته الأوقاف القطرية ، منوهاً أنه ثروة كامنة تؤتي أكلها حين تتوفر شروط حمايتها قانونيا وتتوفر طرق حوكمتها وتسييرها واستثمارها وفق شروط واقفيها.

 

الوقف ركن اقتصادي

 

    من جانبه قال سعادة الشيخ عبدالله بن سعود آل ثاني محافظ مصرف قطر المركزي: أصبح الوقف يشكل ركناً مهماً من أركان الاقتصاد الإسلامي في شتى القطاعات الزراعية والصناعية والتجارية وغيرها ، وله تأثير واضح على تلك القطاعات نتج عنه زيادة في الدخل القومي واستقرار في الاقتصاد وتوفير للكثير من فرص العمل وخلق المزيد من الفرص الاستثمارية.

 

تحديث طرق الوقف

 

  من جهته ، أوضح الدكتور أحمد حسنة رئيس جامعة حمد بن خليفة أنّ البحث العلمي يمثل أساس عمل الجامعة من خلال تقديم أبحاث تشكل قاعدة أكاديمية ، وأنّ الشراكة بين الجامعة ومؤسسات عديدة من أهم الأسس لدعم التنمية. وقال إنّ الظروف التي مرت بها المنطقة العربية أدت إلى تراجع الوقف إلى العمل الخيري فقط ، وعزوف الكثيرين عن الدعم الخيري ، وأنّ مؤتمر الأوقاف يهدف إلى إعادة دوره في التنمية المستدامة ، وهذا يشكل تحدياً لا يستهان به. وأشار إلى أنّ الوقف المرحلي أو الزمني يسهم في إعادة إحياء الوقف في المجتمع المسلم ، وفي تحديد أطره الشرعية والتعامل معه. وفي ختام الجلسة الأولى كرمت الجامعة سعادة وزير الأوقاف ، وسعادة محافظ مصرف قطر المركزي.

 

مناقشات بحثية

 

  وناقش المشاركون الاستخدام المبتكر للأوقاف في الاندماج المالي، من بينها دور البنوك الإسلامية، وبنوك التنمية، والمؤسسات المالية الأخرى في تطوير خصائص الأوقاف وتنشيطها، واستخدام الأوقاف النقدية لتمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ودعم التمويل بالغ الصغر، واستخدام الوقف في الأعمال الخيرية المستدامة، والاستفادة من وسائل التكنولوجيا مثل طريقة التمويل الجماعي لتحقيق تأثير أكبر.           

 

 

يوسف الجيدة: تحفيز النشاط الاقتصادي دور مهم للمؤسسات الوقفية

 

أكد السيد يوسف محمد الجيدة الرئيس التنفيذي لمركز قطر للمال، إدراك المركز لأهمية الأوقاف ، والتمويل الإسلامي بشكل عام، والتزامه بدعم تطوير هذين القطاعين من خلال منصة المركز في هيئة مركز قطر للمال. وأضاف في الجلسة الافتتاحية أن المكانة المرموقة التي تحظى بها الدولة تؤهلها لتصبح رائدة على مستوى العالم في مجال التمويل الإسلامي وتسيير المؤسسات الوقفية ، التي تتفق مع ركيزتي التنمية الاقتصادية والاجتماعية في رؤية قطر.

 

وأشار إلى أنه لمؤسسات الأوقاف ماض طويل في صفحات التراث الإسلامي ، مبينا أن الحاجة في الوقت الراهن باتت ملحة لوجود مؤسسات وقفية نشطة.. وأضاف أن المؤسسات الاقتصادية الوقفية تقوم بدورين جوهريين هما تحفيز النشاط الاقتصادي وتعزيز التنمية الاجتماعية ، كما تقدم المؤسسات الوقفية وسيلة فريدة لكل من المدخرات والاستثمارات، مشيرا إلى أن الوقف أداة يمكن توظيفها واستخدامها لتحقيق منفعة كبرى للمجتمع بأسره ، انطلاقا مما يقوم به من اقتطاع جزء من الموارد الاستهلاكية وتحويلها إلى أصول منتجة ونامية تؤدي في الأساس إلى زيادة تراكم رأس المال في الاقتصاد. وثمن السيد يوسف الجيدة دور المؤسسات الوقفية البارز في الشمول المالي، فضلاً عن تعزيز المساواة في الدخل .           

 

 

د. عبد الستار الطائي: تحسين آثار الوقف للاستجابة لتحديات القرن 21

 

وقال الدكتور عبد الستار الطائي المدير التنفيذي للصندوق القطري لرعاية البحث العلمي في كلمته: رعى الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي مؤتمر الوقف ، ويتمتع الوقف بأهمية تاريخية ومعاصرة للمسلمين في جميع أنحاء العالم.

 

 وأضاف أنّ المؤتمر يوفر فرصة نادرة للعلماء والمتخصصين الإسلاميين في مجالات مختلفة، مثل الاقتصاد والأعمال، للالتقاء ومناقشة زوايا الوقف المختلفة، مع التركيز على توسيع وتحسين فعالية وآثار الوقف من أجل الاستجابة لتحديات القرن الحادي والعشرين.         

 

أملاك الوقف في العالم تعاني من الفساد وسوء الاستغلال

 

و ناقش معنيون بالوقف وأساتذة كليات الشريعة أهمية الوقف في حياة الأمة المعاصرة من خلال البحوث التاريخية والحديثة .

 

و قال الدكتور علي القرة داغي الأمين العام لاتحاد العلماء المسلمين إنّ الوقف أرضية خصبة لتنمية قدرات الشعوب ، وأنه يتعين الاهتمام بالوقف ومؤسساته وإحياء أهدافه المنشودة من خلال المؤسسات المالية ، وتطوير الأدوات الاستثمارية المعاصرة وتنمية الاقتصاد.

 

وأكد باحثون من جهات وقفية من قطر وتركيا ولندن أهمية الوقف كأداة اجتماعية واقتصادية مستحبة للمسلمين خاصة القطاعات المهمشة ، لنفعها على المجتمعات في التعليم والصحة والإسكان ، وأشاروا إلى أنّ الوقف اليوم يشهد تراجعاً وتردياً في حاله ، ويعاني من سوء الإدارة وغياب الرقابة وسوء الاستغلال وإهدار الموارد التي خلفتها الأجيال ، وأنّ غالبية الوقف على مستوى العالم يعاني من حالة سيئة نتيجة الإهمال والفساد .

 

ويبحث المشاركون قوانين الوقف والنواحي الشرعية له والتحديات التي تواجهه والقوانين الاستئمانية التي تشبه الوقف إلى حد كبير ، وتمّ استعراض حالات الوقف في دول تعيش فيها جاليات مسلمة ، وآفاق النهوض به في ظل الحوكمة. ومع تزايد ادراك صناع السياسات حول العالم لمدى الحاجة إلى طرق مبتكرة في تلبية الاحتياجات التمويلية من أجل التمويل الاجتماعي.   

مساحة إعلانية