رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

رياضة

2418

الاستدامة في الاستادات علامة فارقة في تاريخ المونديال

05 أكتوبر 2022 , 07:00ص
alsharq
الدوحة - الشرق

 

"التنمية المستدامة في قطر: دراسة حالة استادات بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022" كانت عنوان البحث الذي قدمه الباحث فيصل بن أحمد المهندي - كبير مشرفى المشاركة الطلابية بجامعة حمد بن خليفة وذلك خلال مشاركته في المنتدى والمعرض البحثي السنوي 2022 الذي نظمته جامعة قطر تحت شعار "عام من الإلهام" البحث والابتكار والاستدامة الرياضة ملتقى الأمم".

وخلال مشاركته في المنتدي أكد المهندي، التنمية المستدامة في قطر: دراسة حالة لاستادات بطولة كأس العالم 2022"، حيث تناولت الورقة البحثية ملاعب كأس العالم أنموذجا للتنمية المستدامة التي تقوم بها دولة قطر، مؤكدا أنه لم تكن الجهود القطرية في مجال الاستدامة والإرث المستدام شيئا وليد الصدفة أو غير مخطط له فلقد أدركت قطر مبكراً أهمية الاستدامة وتأثيرها الكبير على الأجيال الحالية والأجيال المستقبلية.

وأشار المهندي إلى التزام قطر الراسخ منْ أجلِ حمايةِ البيئةِ ودعمِ التنميةِ المستدامةْ ليس بسبب استضافة كأس العالم فحسب بل منذ عشرات السنين، حيثُ تُعَدُّ قطر مِنْ أوائلِ الدولِ التي صادَقتْ على اتفاقيةِ الأممِ المتحدةِ الإطاريةِ، بشأنِ تغيُّرِ المناخِ عامِ ألفٍ وتسعِمِائةٍ وستةٍ وتسعين 1996، فَضلاً عنْ الدَّوْرِ الرّيادِي الذي تَلعَبُه، كَونَها شَريكاً فَعّالاً في جهودِ المجتمعِ الدولي لمواجهةِ الأزمةِ المناخيةْ.

ومَعَ تنظيمِ بطولةِ كأسِ العالَمِ FIFA قطرْ 2022، التِي تُعقَدُ عَلَى مَبدأِ مُحايدةِ الكربونْ، تَمْضي دولةُ قطر في رحلتِها على خُطَى الاستِدَامةِ بِوتيرةٍ مُتسارعةٍ

وقال فيصل المهندي: من جوانبِ الاستدامةِ البيئيةِ التي تتمتعُ بها الملاعبُ ترشيدُ الطّاقةْ، حيثُ بُنِيَتْ تصماميمُ تَستهلكُ طاقةً بنسبةٍ أقلَ بثلاثين إلى أربعين في المِئة ـ30-40 مقارنةً بالمباني التقليديةِ بفضلِ العزلِ الحَراري السّميكِ واستخدامِ تِقنيةِ /إل إي دي/ في الإضاءةِ والأنظمةِ المتطورةِ للتحكُّمِ في المباني وغيرِها من أنظمةِ ترشيدِ الطاقةِ عاليةِ الكفاءةِ.

وِاشار إلى الاعتمادِ على الطاقةِ الشمسيةِ في تشغيلِ كافةِ ملاعبِ البطولةِ، من خلالِ مَحطةٍ للطاقةِ الشمسيةِ بقُدرةِ 800 مِيجاوات، وسَتوفّرُ هذه المَحطةُ طاقةً نظيفةً خلالَ البطولةِ وبعد انتهائِها، هذا إلى جانبِ الاعتمادِ بشكلٍ كبيرٍ على منظومةِ النقلِ العامِ خلالَ البطولةِ التي ستتكونُ بشكلٍ أساسيٍّ من شبكةِ المترو، وأسطولٍ من الحَافلاتِ، والسياراتِ الكهربائيةِ.

وعنِ الجُهودِ المبذولةِ في مجالِ إعادةِ التدويرِ، والحَدِّ من المُخَلَّفاتِ، بين أن هناكَ ما يَزيدُ عَنْ 80 ثمانينَ في المِئةِ من النُّفاياتِ والموادِّ الناتجةِ عن عملياتِ البناءِ يُجرَى إِعادةُ تَدويرِها، وتَصلُ هذه النسبةُ في بعضِ الملاعبِ إلى 90، معَ ضَمانِ التخلُّصِ الآمنِ والمناسبِ مِنْ باقي النُّفَاياتِ؛ لِضَمانِ عَدمِ تأثيرِها على البيئةِ المُحيطةْ.

ولقد كانَ لاستراتيجيةِ الاستدامةِ دَوْرٌ كبيرٌ في تغييرِ تصاميمِ بعضِ الملاعبِ، ومِنَها استاد البيتِ الذي كانَ مُقرراً لِسقْفِه أنْ يكونَ باللونِ الأسودِ، حَسْبَ التصميمِ الأول، ثمَّ تَغَيَّرَ إلى اللونِ الأبيض؛ لِيُصبحَ أقلَّ امتصاصاً للحرارةِ، وأقلَّ استهلاكاً للطاقةِ المستخدمةِ في التبريد.

كما تطرق إلى نظام التبريدِ المُبتَكَرُ في مونديال قطر لذي يشكل نموذجاً يُحتذَى به في الإرثِ المُستدامِ للبطولاتِ الكبرى

وفي ختام مشاركته قال: الجهود الكبيرة التي قامت بها دولة قطر في مجال الاستدامة وتحديدا في ملاعب مونديال قطر 2022 تعتبر إرثا للأجيال الحالية والمستقبلية ليس في قطر فحسب بل في العديد من دول العالم للاستفادةِ مِنَ هذه البرامجِ والخُطَطِ القَابلةِ للتنفيذِ حَتّى تَعُمَّ الفَائدةْ،

وضرب بعض الأمثلة الحية حول الاستدامة في استادات كأس العالم:

استاد المدينة التعليمية: سيتحول الصرح الرياضي بعد إسدال الستار على المونديال إلى وجهة رياضية وترفيهية تُلبي احتياجات وتطلعات كافة منتسبي المدينة التعليمية.

واستاد لوسيل: عقب انتهاء منافسات كأس العالم، سوف يجري تحويل استاد لوسيل إلى وجهة مجتمعية تضم مدارس ومتاجر ومقاهٍ ومرافق رياضية وعيادات طبية. وسوف يتيح هذا المركز المجتمعي متعدد الأغراض كل ما يحتاجه الناس تحت سقف واحد، وهو السقف الأصلي لاستاد كرة القدم.

خلال هذه العملية، سوف يجري تفكيك معظم مقاعده البالغ عددها 80000 مقعد، والتبرّع بها لصالح مشاريع رياضية، لينتقل الإرث الاستثنائي لهذا الاستاد المتميز، وكذلك جزء من تاريخ كأس العالم، إلى مواقع أخرى حول العالم.

وبالنسبة الى استاد الثمامة: توفّر المنطقة المحيطة بالاستاد أماكن للعب والاسترخاء يمكن للمجتمع الاستفادة منها قبل وبعد البطولة.

وسيتم تخفيض طاقة الاستاد الاستيعابية في مرحلة الإرث ما بعد البطولة بما يكفي لتلبية متطلبات الرياضة القطرية.

وليوفر بنية تحتية رياضية عالية الجودة للدول النامية، حيث سيتم التبرع بـ 20 ألف مقعد لتطوير مشاريع رياضية في أرجاء مختلفة من العالم.

وسيستخدم الاستاد بطاقته الاستيعابية الجديدة لاستضافة مباريات كرة القدم والفعاليات الرياضية الأخرى.

ستضم المنشأة فرعاً من مستشفى سبيتار ذي الشهرة العالمية، كما سيحل فندق عصري صغير مكان المدرجات العليا في الاستاد.

وبالنسبة لاستاد البيت: بعد انتهاء البطولة، سيصل الاستاد بفوائده إلى عدد أكبر من الناس حول العالم، حيث سيتم تفكيك مقاعد الجزء العلوي من المدرجات بعد كأس العالم وستكون قابلة للنقل تماماً مثل بيوت الشعر الحقيقية وستُمنح للدول النامية التي تحتاج لبناء المرافق الرياضية، وفي ذلك لمحة عن خصال الكرم والجود التي تشتهر بها قطر.

واستاد الجنوب:بعد انتهاء بطولة كأس العالم، سيصبح استاد الجنوب مركز الرياضة والترفيه الجديد في جنوب قطر. سيتم تخفيض سعة الاستاد إلى 20 ألف مقعد مما يضمن استمرارية أجواء الإثارة والحماسة فيه، بينما سيتم التبرع بالمقاعد الأخرى البالغ عددها 20 ألف لمشاريع تطوير كرة القدم في مختلف أنحاء العالم.‬

واستاد 974:صمم ليفكك بالكامل بعد المونديال ويتم تقديمه للدول التي تحتاج للمقاعد في اطار التنمية، حيث يقدّم استاد 974 نموذجاً يُحتذى لمطوّري الاستادات ومنظمي البطولات الكبرى في العالم، هذا إلى جانب ما سيوفره من بنية تحتية قيّمة لمشاريع رياضية في مناطق متنوعة.

واستاد أحمد بن علي:

يستضيف الملعب خلال المونديال مباريات من دور المجموعات حتى دور الستة عشر، ويستقبل خلال المنافسات أكثر من 40 ألف مشجع من مختلف دول العالم. وبفضل طبيعة مقاعده القابلة للتفكيك؛ من المقرر خفض الطاقة الاستيعابية للملعب بعد البطولة إلى 20 ألف مقعد، إذ سيتم فك مقاعد المدرّجات العلوية ليُعاد استخدامها في تطوير مشاريع ومرافق رياضية في قطر والعالم. وسيصبح الملعب بعد انتهاء المونديال مقراً لنادي الريان.

واستاد خليفة الدولي: يعد القلب النابض للأحداث الرياضية التي تشهدها قطر، ومازال لديه الكثير والجديد في المستقبل. استضاف هذا الاستاد الذي تبلغ سعته ٤٠,٠٠٠ مقعد الكثير من الأحداث البارزة خلال تاريخه الطويل، مثل دورة الألعاب الآسيوية، وكأس الخليج العربي، وبطولة كأس آسيا لكرة القدم، وغيرها من الأحداث.

مساحة إعلانية