رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

352

توترات بين الولايات المتحدة والصين بسبب كوريا الشمالية

05 يوليو 2017 , 05:59م
alsharq
بكين - أ ف ب

يلقي الملف الكوري الشمالي الشائك بظلاله على العلاقات بين الصين والولايات المتحدة، بعد أن عبر الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والصيني شي جينبينج عن وجهات نظر متباينة قبل لقاء مرتقب بينهما هذا الأسبوع على هامش قمة مجموعة العشرين.

وأجج إطلاق كوريا الشمالية الثلاثاء صاروخا بالستيا عابرا للقارات التوتر بين البلدين، عشية قمة لمجموعة العشرين تنطلق الجمعة في هامبورج في ألمانيا.

وعقب أول اجتماع بين الرجلين في إبريل في منتجع مارالاغو، وصف ترامب نظيره الصيني بأنه "رجل جيد".

إلا أن النبرة تغيرت الأسبوع الماضي بعدما ندد الرئيس الأمريكي بفشل بكين في لجم الطموحات النووية لبيونج يانج.

وقال ترامب في تغريدة على تويتر في رد على إطلاق الصاروخ "ربما تتخذ الصين بادرة قوية في موضوع كوريا الشمالية وتضع حدا نهائيا لهذه العبثية".

وردت وزارة الخارجية الصينية بأن بكين "قامت بجهود حثيثة" لحل المسألة النووية الكورية الشمالية. كما أخذ الرئيس الصيني الاثنين على ترامب ظهور "عوامل سلبية" في العلاقة بين البلدين.

وكانت الولايات المتحدة فرضت الأسبوع الماضي عقوبات على مصرف صيني بتهمة تبييض أموال لحساب كوريا الشمالية، كما أعطت الضوء الأخضر لبيع أسلحة بقيمة 1,1 مليار يورو إلى تايوان التي تتمتع بحكم ذاتي وتعتبرها الصين تابعة لها ولا تزال تطالب بها.

توازن دقيق

وتشكل الصين الداعم الرئيسي لكوريا الشمالية على الصعيدين الاقتصادي والدبلوماسي. وهي تدرس بدقة ما تتخذه من إجراءات بحق كوريا الشمالية. فمن جهة تشددها قد يتسبب بسقوط نظام بيونج يانج ما سيكلف بكين تدفقا للاجئين، فيما تراخيها من جهة أخرى قد يعطي واشنطن ذريعة لضرب كوريا الشمالية.

ويقول المحلل آندرو جيلهولم من مركز "كونترول ريسكس" البريطاني "أنهم يبذلون جهدا لإيجاد نقطة التوازن بغية إرضاء الأمريكيين وتفادي وضع ترامب التدخل العسكري نصب عينيه".

ويرى جيلهولم أنه وأن كان الثقل الاقتصادي للصين يمنحها وسيلة ضغط على كوريا الشمالية لا يعني ذلك أنها قادرة على إقناعها بالتخلي عن برنامجها النووي.

إلا أن امتلاك صاروخ عابر للقارات يغير المعطيات.

لقد أصبح بإمكان واشنطن أن تعتبر أنها مهددة وان الوقت بدأ يداهم بكين من اجل احتواء جارتها المشاغبة.

ويقول ويلي لام المتخصص في شؤون الصين في الجامعة الصينية في هونج كونج "إنه توازن دقيق. إذا لم تتحرك الصين بالسرعة الكافية قد يصبح التحرك بالنسبة للولايات المتحدة واردا" عبر توجيه ضربة لأهداف محددة أو غير ذلك.

وكانت بكين أعلنت في فبراير الماضي تعليق استيراد الفحم من كوريا الشمالية حتى نهاية 2017.

وتراجعت قيمة ما تستورده الصين من كوريا الشمالية إلى 721,5 مليون دولار بين يناير ومايو، بعدما بلغت قيمة وارداتها من بيونج يانج 773,6 مليون دولار للفترة نفسها في 2016.

طريق مسدود

وتدعم واشنطن فرض عقوبات من أجل إخضاع كوريا الشمالية، فيما تدعو بكين إلى إعادة إحياء المفاوضات مع الدول الست (الكوريتان، روسيا، الولايات المتحدة، الصين، واليابان) المتوقفة منذ 2009.

وحصل الرئيس الصيني الذي زار الثلاثاء موسكو على تأييد نظيره الروسي فلاديمير بوتين للاقتراح الصيني باعتماد خيار مزدوج: وقف إجراء الاختبارات الصاروخية الكورية الشمالية مقابل وقف الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لمناوراتهما العسكرية المشتركة الواسعة النطاق، والتي ترى فيها بيونج يانج تهديدا مباشرا.

ويرى محللون أن بإمكان الصين تشديد عقوباتها ضد بيونج يانج بشكل كبير: باستهداف مصارف صينية وشركات ومطارات مرتبطة بالنظام الكوري الشمالي، وأيضا عبر تقليص إمداداتها الغذائية والنفطية.

ويعتبر جيلهولم أن ما يصنع الفارق ليس إجراءات الأمم المتحدة وإنما إلى أي مدى تسمح الصين بتنفيذها، في إشارة إلى العقوبات التي تفرضها المنظمة الأممية ضد بيونج يانج.

وبحسب ويلي لام، فإن الرئيس الصيني قد يميل لفرض عقوبات وإنما ليس بشكل علني، كي لا يبدو أنه ينقصه الحزم تجاه الأمريكيين وبخاصة بعد انتقادات واشنطن في الأسبوع الماضي.

ويعتبر مايكل كول الخبير في الشؤون الصينية في جامعة نوتنجهام أن تحقيق تقدم خلال لقاء ترامب وشي في قمة مجموعة العشرين يبدو غير مرجح، قائلا "نحن في طريق مسدود".

مساحة إعلانية