رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1158

الاستهلاك العشوائي يرهق ميزانيات الأسر.. والحل في تخطيط الإنفاق

05 يونيو 2016 , 10:37م
alsharq
وفاء زايد

* مؤشرات عالمية لزيادة القوة الشرائية

* الهاجري: الإعلانات والفضائيات تلعب دوراً مؤثراً في الإنفاق غير المبرر

* عائشة الفضالة : ربات البيوت يعتمدنّ على الإنتاج اليدوي في صنع الموائد

* 53,1 مليار دولار حجم الإنفاق على شراء الأغذية المستوردة في الخليج 2020

* 93 % حجم إنفاق الدولة على منتجات الألبان والحليب و80% على الخضر و99% على الحبوب

أعدت الأسر والعائلات لموازنة شهر رمضان الفضيل منذ وقت مبكر، وعمدت إلى ترتيب شراء الاحتياجات الضرورية للموائد التي يجتمع الأبناء والأقارب حولها، وتحتل المواد الغذائية والمؤن الأساسية كالدقيق والأرز والسكر والحلويات والزيت وأواني الطهي ومستلزمات البيت قائمة المشتريات.

وقد طرحت مراكز التسوق والمجمعات الاستهلاكية العديد من عروض البيع المغرية للمواد الغذائية، وعرضت كميات وفيرة من أساسيات الطهي ، ومن العائلات من يشتري مخزوناً لشهر كامل ، وبعضهم الآخر يشتري ما يحتاجه يوماً بيوم .

تشير المؤشرات الإحصائية إلى انخفاض في نسبة المستهلكين خلال عام 2015 ، وهناك تحول ملحوظ في عادات الإنفاق ، وأنّ 73% من تركيز الإنفاق يتوجه إلى ضروريات الحياة مثل الطعام والمشروبات ، و67% من المتسوقين توجه إنفاقهم على الأغراض المنزلية ، كما يوجد توجه لدى الكثيرين للحفاظ على مستويات الادخار والتقاعد لديهم ، والأغلب يوجه إنفاقه على الترفيه على النفس .

ويسجل معدل النمو على الأغذية زيادة ملحوظة نتيجة الزيادة السكانية ، وأنماط المعيشة ، حيث توقعت منظمة الأغذية العالمية الفاو أن يزيد إنفاق دول مجلس التعاون الخليجي على الأغذية المستوردة بحوالي 53,1 مليار دولار في 2020 .

وأشارت إلى أنّ دولة قطر أنفقت على الواردات الغذائية حوالي 93% على منتجات الألبان والحليب و80% على الخضر ، و99% على الحبوب ، وهذا يبين الارتفاع المستمر في نسب الاستهلاك .

كما أشار تقرير الأمانة العامة لمجلس الوزراء الموقر إلى أنّ وزارة الاقتصاد أصدرت 1220 ترخيصاً لتخفيضات المحلات ، و2815 عرضاً ترويجياً لمحال متنوعة ، وتمّ تشغيل 33 مخبزاً جديداً وذلك في إحصائية 2015.

وفي إحصائية لوزارة التخطيط التنموي والإحصاء لعام 2015 ، ذكرت أنّ الواردات السلعية زادت العام الماضي بما قيمته 31,7 مليار ريال أيّ ما نسبته 3,2% عن العام 2014 ، وأنّ الزيادة كانت في مصنوعات متنوعة وهي : 46,2% في المشروبات ، و20,2% بضائع وسلع ، و7,6% في الأغذية والحيوانات الحية لتصل إلى ما قدره 2,7 مليار ريال ، ويتبين من البيانات الارتفاع الملحوظ في حجم الاستهلاك الغذائي .

وحول عادات الشراء لدى الأسر ، قال السيد سعد آل تواه الهاجري رجل أعمال "للشرق" إنّ الكثير من العائلات تبدأ الشهر بالشراء العشوائي ، والاستهلاك الزائد عن الحاجة ، حيث تلعب الفضائيات والمغريات الإعلانية دوراً مؤثراً في نفوس المشاهدين ، ممن يتابعون الجديد في المجمعات والتخفيضات ، التي تستقطب اهتمام الأسر ، والتي في مجملها إعلانية واستهلاكية.

وأضاف أنه يفترض على الأسرة أن ترتب أولوياتها ، وتعمل على إعداد قائمة للمشتريات للأسبوع الأول من الشهر ، لتتجنب الزحام واكتظاظ المجمعات بالمرتادين ، ويمكنها بعد ذلك ان تشتري ما تحتاجه بتأنٍ.

وحث الأسر على استغلال الشهر في الاستمتاع بروحانيته أكثر من موائده العامرة بألذ الأطعمة ، وانه شهر للعبادة ، واقتناص فرص الثواب ، وليس للجوع والبحث عن أطايب الطعام.

وأوضح السيد الهاجري أنّ الكثير من الأسر تعمد إلى الشراء الاستهلاكي ، وكل ما يفوق عن حاجتها ، في حين انها في غير الشهر الفضيل تتجنب الإنفاق المسرف ، مضيفاً أنّ الكثير من المحلات التجارية ومراكز البيع والتسوق تحرص على عرض المغريات الإعلانية لجذب جميع الفئات ، وتتحول القوة الشرائية إلى قوة استهلاكية غير مدركة لحجم الإنفاق غير المبرر على الأطعمة والموائد والمستلزمات .

وأكد أهمية التوعية الموجهة التي تستهدف الأسر وأرباب البيوت ، باعتبارهم معنيين بالإنفاق اليومي ، فالكثير من المتسوقين لديهم وعي كبير بضرورة الإنفاق المعقول طوال الشهر .

وختاماً ، فإنني أحث الأسر والشباب خاصة على اغتنام أيام الشهر في العبادة والتدبر والتفكر ، وتجنب ارتياد المطاعم والمقاهي والأماكن العامة التي تعمل على ضياع فرص الثواب والرحمة فيه.

وعن شكل الإنفاق قديماً ، قالت الوالدة عائشة الفضالة عضوة بمركز قدرات بالخور ، إنّ الحياة التقليدية الأولى كانت اجمل بكثير من الحياة اليوم ، فالاستعدادات التي تسبق الشهر كانت تسعد الكبير والصغير ، لأنها في حد ذاتها فرحة من نوع مميز ، بينما اليوم فإنّ الاستعداد هو لشراء الطعام من السوق.

وتضيف : كنا في حياة البساطة نبدأ استعدادنا قبل رمضان بشهر وهو شهر شعبان ، ونقوم بدق حب الهريس الذي يعد الطبق الرئيسي على المائدة ، وتجهيز مكونات الدقيق والخبز لإعداد الرقاق ، وكان هذا العمل نقوم به بشكل يومي ، ولا تشتري الأسرة أيّ شيء من مطاعم أو مطابخ لأنه في وقت مضى لم تكن هناك مطاعم أو أطعمة جاهزة سوى ما تعده ربات البيوت.

وكانت الأمهات وصاحبات البيوت الجدات هنّ من يقمنّ بإعداد موائد رمضان ، ويساعدهنّ زوجات الأبناء والبنات الصغيرات ، وكان المطبخ بمثابة ملتقى لتعلم ثقافة الطهي وإعداد الموائد ، وفي ذلك الوقت تتجمع النساء والبنات في المطبخ ، لتقوم كل منهنّ بإعداد طبق رمضاني .

وتعد ربات البيوت أكلات تقليدية مثل الصالونة باللحم والدجاج والسمك والأرز والهريس واللقيمات والخنفروش والثريد والعصيدة والخبيص والبلاليط والكباب وغيرها ، أما الحلويات فكانت الأمهات تعدها بأيديهنّ ، وكان يفضل الأبناء الالتفاف حول الموائد وتناول مع تصنعه الأمهات بأيديهنّ خاصةً أطباق رمضان.

وتقول إنّ ما تبقى من الموائد من أطعمة تقوم الأسرة بتجميعه وحفظه في لوح خشبي يعلق في السقف ، يسمى مرفاعة لحفظ الطعام المتبقي من الحيوانات والحشرات ، بخلاف اليوم أن الكثير من الأسر ترمي بقايا الطعام ولا تحتفظ به ، وكثيرون يتناولون طعامهم في أماكن الوجبات السريعة .

وتضيف أنه من عادة البيوت في الماضي إهداء البيوت من الأطعمة التي تعدها الأمهات، فتقوم بتوزيع أطباق من موائد رمضان على البيوت المجاورة ، وهذه العادة الجميلة لم تندثر وبقيت الأسر تحافظ عليها إلى يومنا هذا ، والتي تعد وجهاً للتكافل والتآلف الاجتماعي طوال العام .

وتقول السيدة عائشة الفضالة إنّ إعداد المشروبات الساخنة مثل القهوة والشاي والزنجبيل وحلويات التمور واللقيمات ضرورية على مائدة رمضان، ولا يخلو بيت من القهوة التقليدية وفوح الهيل والزعفران ، وكذلك أكواب الشاي القطري الذي لا تستغني عنه العائلة طيلة الشهر.

وحثت الأسر على تحفيز بناتها على تعلم ثقافة الغذاء، والاستفادة من التجمع الأسري في تعلم مهارات يدوية وإنتاجية ، وهذا سيزيد من ارتباط أفراد الأسرة في مكان واحد ، حيث تستمتع الأسر باللقاء الاجتماعي ويجنبها الخروج إلى الأماكن العامة والمطاعم والمقاهي.

مساحة إعلانية