رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

118

لا أحد يمكنه البقاء هنا.. فلا حياة مع هذا الجحيم..

نازحون لـ الشرق: الاحتلال يصعّد الضغط على سكان غزة لإجبارهم على النزوح

04 سبتمبر 2025 , 06:50ص
alsharq
❖ غزة - محمـد الرنتيسي

على وقع التصعيد في مستوى الغارات الوحشية على تخوم مدينة غزة، والمدججة برسائل اليد العليا الإسرائيلية، وفرض الهيمنة المطلقة، تمضي كرة النار، وكأنها تعاند كل المبادرات والحلول السياسية، فقد نفذت طائرات الاحتلال الحربية، ضربات عنيفة، ترددت أصوات انفجاراتها في بعض مدن الضفة الغربية كالخليل وبيت لحم. 

لا يلوح أن اتفاق قريب في الأفق، يمكن أن يدفع بالتوصل إلى تسوية سياسية، أو حتى هدنة مؤقتة، إذ اتضح أكثر مقدار التباين في مواقف الطرفين، ما ينبئ عن حرب بلا نهاية، أقله حتى يطبق العدوان على العامين.

أهوال الحرب، فرضت نفسها بصورة أكثر فظاعة في غرب وشمال غزة، إذ أخذ جيش الاحتلال يصعد عدوانه مرتكباً أفظع المجازر، مع فرض حصار خانق، ودعوات على مدار الساعة للمواطنين بالنزوح.

«لا أحد يمكنه البقاء هنا، فلا حياة مع هذا الجحيم، المسيّرات تلقي قذائفها صباح مساء، والقناصة يتربصون بكل شيء يتحرك، والمدفعية تستهدف كل شبر على الأرض، والنازحون يبيتون في العراء» قال النازح أحمد عاشور، مبيناً أن الاحتلال يمارس أبشع أنواع الضغط على السكان لإجبارهم على النزوح.

وفق مواطنين، تشهد الأحياء الغربية من مدينة غزة، اكتظاظاً غير مسبوق بالنازحين، الذين يواصلون التدفق إلى مناطق الرمال وتل الهوا والشيخ رضوان، لاعتقادهم بأنها «آمنة» مع تركيز القصف الجوي والمدفعي لشرق وشمال وجنوب المدينة، إذ افترشت خيام النازحين رقاع جديدة، وامتدت إلى محيط ركام المنازل المدمرة، وبالقرب من شاطئ البحر، في ظل ظروف انسانية صعبة للغاية. يقول أسامة النجار، إن النزوح تركز في منطقة غرب غزة، رغم تصنيفها مناطق حمراء، لافتاً إلى أن ظروف النازحين في أسوأ أحوالها، بعد ترك الخيام والمتاع، والفرار من حيي الصبرة والزيتون.

وبينما كان يتحدث لـ»الشرق» كانت الزوارق الحربية الإسرائيلية، من على بعد عدة أمتار، تطلق النار بكثافة تجاه النازحين، ففر الناس من المكان، وكان آخر ما قاله: «بعض العائلات لجأت إلى أقارب لها، والغالبية تبيت في العراء». ويروى سالم المصري مشاهد صادمة، مبيناً أن بعض العائلات ما زالت في نفس الخيمة منذ نحو العام، ومع كثرة النزوح والتنقل أصبحت لا تقي حراً ولا برداً. ويشرح لـ»الشرق»: «حملنا تنوء منه الجبال، فلا أمان ولا خصوصية، أصبحنا لا نجد مكاناً لموقد نار من كثرة الاكتظاظ وتكدس النازحين، كل المناطق امتلأت بالخيام، والنازحون يزحفون غرباً، ويرفضون النزوح إلى رفح، لأن الحياة هناك أصبحت معدومة» مرجحاً أن يشهد غرب غزة تكدساً إضافياً، مع استمرار الحشود العسكرية لتطويق غزة.

مساحة إعلانية