رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

8621

شهر رمضان.. فرصة لصلة الأرحام

04 يوليو 2014 , 02:32م
alsharq
موزة آل اسحاق - بوابة الشرق

صلة الأرحام في شهر رمضان من الضروريات التي ينبغي على المسلمين القيام بها، تأكيداً لأمر الرسول الكريم بالاستمرار في صلة الأقارب، نظراً لكونها خطوة حقيقية في إزالة الخلافات، وتوطيد الأواصر ودعم الأخوة بين المسلمين. وقد شرع الإسلام الحنيف صلة الأقارب والأرحام وحث عليها ورغب فيها، وحذر من قطيعة الرحم والهجران لهم، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحب أن يُبسَط له في رزقه، وينسأ له في أثره فليصل رحمه". وعن أبي هريرة، رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "تعلموا من أنسابكم، ما تصلون به أرحامكم، فإن صلة الرحم محبة في الأهل، مثراة في المال، ونسأة في الأثر".

ولاشك ان العادات والتقاليد والعلاقات والروابط الاجتماعية تعتبر من سمات المجتمع، التى نشأ فيه الآباء والأجداد. فلا شك ان الابناء دائما حريصون على التمسك بالعديد من العادات، التي تركها لهم الآباء والاجداد؛ منها: التى تتعلق بكافة المناسبات على مدار العام، ويليها قوة التلاحم الاجتماعى رغم بساطة الحياة الاقتصادية ومحدودية الدخل الفردي. ولا شك ان الحياة في قطر قبل الانفتاح تميزت بالعلاقات الاجتماعية القوية في الاسرة الممتدة.. والعديد من القيم الاجتماعية، التى كانت تمثل قواعد اجتماعية فى حياة الافراد والجماعة. ونظراً للترابط الاسري في المجتمع القطري نجد ان هناك حالةً من التلاحم الاجتماعي بين افراد العائلة، وحرصاً على تبادل الزيارات الاسرية بشكل منتظم. فدائماً يحرص الجميع على زيارة الأقارب والأرحام بصورة كبيرة ممتدة من كبار العائلة. ومثل هذه العادات التي زرعها الآباء داخل الأبناء من خلال مجالس العائلة ومناقشة قضايا الاسرة والمجتمع. فالحرص الشديد على الترابط الأسري والعديد من القيم الدينية والاجتماعية والثقافية الاخرى، أخرجت الأجيال الحريصة على السير على درب الآباء وفاء بالمسؤولية الاجتماعية ،ولكن الآن ومع التقدم الاقتصادي وسيطرة الثقافة الالكترونية على الأسرة والمجتمع أثرت على طبيعة العلاقات الاجتماعية، واصبح الكثير فى دائرة الغربة الاجتماعية رغم أنهم تحت مظلة أسرية واحدة تفقدها الروح الاجتماعية. ولاشك أن صلة الأرحام في شهر رمضان من الضروريات التي ينبغي على المسلمين القيام بها، تأكيداً لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بالاستمرار في صلة الاقارب، نظراً لكونها خطوة حقيقية في إزالة الخلافات وتوطيد الأواصر، ودعم الأخوة بين المسلمين، وامتثالاً لأمر الله، الذي قال في كتابه الكريم: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} صدق الله العظيم.

وقد حث الإسلام الحنيف على صلة الأرحام، ودعا إليها ورغّب فيها وحذر من قطيعة الرحم. ولا شك أن صلة الأرحام في شهر رمضان تعتبر من الأشياء التي يتوجب على المسلمين القيام بها، وقد عدّ صلى الله عليه وسلم قطيعة الأرحام مانعاً من دخول الجنة مع أول الداخلين. وحول مدى تأثير التغيير الاجتماعي والاقتصادي في قطر على الناس لتحقيق هذه الصلة في ظل انشغال الكثيرين في هذا العصر، وكيف يمكن لشهر رمضان شهر البركات والخيرات، الذي تتآلف فيه القلوب، وتزول الشحناء، وتزداد أعمال البر. وذلك لما فيه من إقبال النفوس على بارئها، وشهر رمضان فرصة لإصلاح ذات البين، وبر الوالدين، وصلة الأرحام.

تجمعات عائلية

وفي البداية تقول موزة راشد البدر باحثة في التراث: إنه في عصر الانفتاح الاقتصادي والثقافي الذى تعيشه قطر فى الوقت الحالي، لم تعد صلة الأرحام بالمعنى الحقيقي للكلمة، مثلما كانت في الماضي قبل الانفتاح. وللأسف بات معظم الناس مقصرين في هذا الأمر، وتسمع العديد من الأسباب لتبرير هذا التقصير، فكثير من الناس عندما تسألهم: لماذا لا تذهب لزيارة الاهل يقول: إنه لم يعد هناك وقت كافٍ للزيارات والتواصل الاجتماعي مع الأسرة فى الأيام العادية، وحتى فى أهم المناسبات الدينية كشهر رمضان الكريم، الذي تستحب فيه الزيارات مع الأهل والجيران، ويتعلل البعض ببعد الفرجان والمواصلات والزحام الشديد، مما أدى الى ان كثيراً من الأبناء لا يؤدون الزيارات إلا من السنة للسنة؛ وقاطعوا الارحام، وصاروا لا يعرفون أهاليهم ولا ذويهم من نفس العائلة الواحدة، على الرغم من حرصهم على التسوق والسفر للخارج والمنتجعات السياحية، وهذا يناقض ويعاكس تماماً ما كانت تتميز به الأسرة القطرية من تجمعات عائلية وأسرية، بشكل مستمر في المجالس لتناول القهوة والأكلات الشعبية التى تدعم التواصل بكل أشكاله، ولدرجة كانوا يقومون بتكملة أعمالهم حتى بعد الفطور، والكل يشارك فيها، مما أسفر عن ثمرة عائلية وروح اجتماعية واحدة بين جميع أفراد العائلة.

وأضافت أسماء الفضاله مسؤولة الانشطة الاجتماعية: إن صلة الأرحام والتواصل الاجتماعي فى الايام العادية مهمة وبخاصة فى شهر رمضان الكريم.. إن السابقين من الآباء والامهات كانوا يقومون بكافة الواجبات الاجتماعية، على أكمل وجه، وذلك لمعرفتهم الحقيقية بأهمية هذه الواجبات، وتأثيرها على الاسرة والروابط الاجتماعية، واما الاجيال الحالية فكل اهتماماتهم بالاجهزة الالكترونية، وما يتبعها من سلسلة الاجهزة مثل الآيباد والآيفون، وأصبحوا لا يقومون بالواجبات الأسرية والدينية، ويكاد يكون يومهم فى رمضان بين النوم والأكل والجلوس على الكافيهات وتناول الشيشة، وبكثرة فى رمضان دون أن يعرفوا القيمة الحقيقية لشهر رمضان الكريم، وصلة الأرحام. والحقيقة أن أهل الشمال في الخور، مازالوا يقومون بالزيارات الاجتماعية من كبار وصغار، لأن المجالس العائلية مازالت قائمة لديهم، وتلعب نفس الأدوار الاجتماعية، وتحث على التلاحم والترابط الاجتماعي. والمشاهد للعلاقات الاسرية الآن يجد ان الاجهزة الالكترونية للاسف دمرت الحياة الاجتماعية في جوانب كثيرة، ونتمنى عودة الايام الماضية التي يحرص فيها الجميع على التواصل والتزاور وتبادل الواجبات الغذائية.

وأشارت الى ان معظم الأسرة تقوم الآن بتوزيع الطعام على العمال أكثر ما كنا نتبادله بين الجيران، والسبب حالة الاكتفاء الذاتى للكثير من الجيران، أو لقلة التواصل معهم، او استحياء الأبناء من عملية التوزيع على الجيران، مثلما كان الأبناء فى السابق يتسابقون على عملية التوزيع، إضافة إلى أنه في السابق كان الدخل بسيطا والتواصل الاجتماعى اكثر، والآن الدخل الاقتصادى عالٍ على حساب التواصل الاجتماعي الضعيف.

تغيير طبيعة الحياة

وأوضح السيد عيسى الملا (باحث ميداني) أنه من خلال مجال عمله واهتماماته التراثية، تبين أن الحياة تغيرت واصبح كل مايدور حولنا يسير بإيقاع سريع، وان كانت الحياة الاجتماعية والمعاملات اليومية وكثير من القيم الاجتماعية والثقافية لم تعد كما كانت فى السابق، رغم بساطة الحياة فى السابق، إلا انها كانت تتميز بتماسك العائلات من افراد وكبار العائلة، وحتى الأجواء بداخل الفريج الواحد، كانت تحكمهم الروابط الاجتماعية، وكأنك داخل اسرتك. والناظر الآن للواقع يجد أن القبائل تفرقت في كثير من الاماكن، واصبحت المنطقة الواحدة بها افراد من اكثر من قبيلة واحدة في آن واحد. فالغالبية تركوا الفرجان بسبب الانفتاح الاقتصادى وارتفاع مستوى الدخل، وانتقلوا الى اماكن اخرى، وتفرقت العديد من التجمعات حتى بين القبائل، وحتى الذين كان يجمعهم فريج واحد، وبسيطرة الثقافة الالكترونية على الحياة الاجتماعية بأكملها ازداد التفكك.

صلات الأرحام

وأضاف هاشم السعدي (موظف حكومي): إن الكثير من البشر أصبحوا مشغولين في مسؤولياتهم اليومية والحياتية من وسائل الترفية الاخرى وخاصة الاجيال، في ظل ضعف الوازع الديني وعدم المعرفة الحقيقية لاهمية صلة الرحم، سواء من الجانب الدينى او الاجتماعى، واصبح التواصل المباشر للعلاقات الاجتماعية وصلة الرحم يقتصر فقط فى الاعياد والمناسبات، وذلك يرجع من وجهة نظر الكثير من الناس إلى ضيق الوقت، اضافة الى تفضيل مجالس الشباب على الزيارات العائلية، ولكن هناك نسبة قليلة منهم مازالوا حريصين على صلة الأرحام بشكل دوري ومستمرين في ذلك، ولذا نأمل عودة صلة الأرحام كما كان المعتاد، ولابد ممن يعلم الشباب ان ما يقومون به من تواصل اجتماعى سوف يجدون ثماره عند الكبر، فيمن يصلهم، والعكس، فمن لا يبذل جهداً الآن فى الحفاظ مع ذويه من افراد العائلة، فلن يجد من يطرق بابه عند الكبر.

تفاهة المشاكل

وأشارت سهام فخري (مسؤولة علاقات عامة) إلى ان هناك العديدَ من العلاقات الاجتماعية مازالت مستمرة، وتزداد فى مناسبات معينة؛ منها نهاية الأسبوع، ولكن البعض قد لا يستطيع التواصل بصورته الطبيعية كما كان فى السابق، نظراً للبعد المكاني والزحام الشديد، وتفرق الكثير من العائلات في الكثير من المناطق، موضحة ان عدم تجمع العديد من العائلات في مجالس اسرية للتواصل الاجتماعى، ادى الى حدوث العديد من المشاكل التافهة بين افراد اسرتها، ولا يستطيع الكثير منهم حلها، بسبب ضعف الروابط الأسرية والاجتماعية، وبالنسبة للكثير من الفتيات بعد الزواج فمنهن مازلن يتواصلن مع عائلاتهن بشكل كبير، والبعض الآخر تقل الزيارات بسبب ضيق الوقت وبعد المسافات وتعدد المسؤوليات المهنية والاسرية، فأصبح من الصعب التواصل مثل السابق. فها هو شهر البر والخيرات، وها هي أيام الرحمات، فهلم نصل أرحامنا، ونصل من قطعنا، ونعطي من حرمنا، ونعفو عمن ظلمنا. فرمضان شهر البركات والخيرات، فيه تتآلف القلوب، وتزول الشحناء، وتزداد أعمال البر.. وذلك لما فيه من إقبال النفوس على بارئها، واستشعارها معاني الصيام والقيام، وتعرضها لنفحات رمضان، ورحمات الملك العلام.

والبر والصلة أمر واجب على المسلم، والعقوق والقطيعة من كبائر الذنوب، وشهر رمضان فرصة لإصلاح ذات البين، وبر الوالدين، وصلة الأرحام.

اقرأ المزيد

alsharq منها البطارية والزيت.. 6 نصائح ذهبية للحفاظ على سلامة سيارتك في فصل الصيف

مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف بشكل متزايد، تتعرض السيارات لضغوط تضاعف من خطر تعطلها، مما يتطلب... اقرأ المزيد

2808

| 06 يوليو 2025

alsharq للمسافرين.. تعرف على الوقت المناسب لحجز أرخص تذاكر الطيران

مع بدء موسم إجازات المدارس والسفر لقضاء العطلات الصيفية يزداد البحث عن أرخص تذاكر الطيران لتقليل التكلفة خاصة... اقرأ المزيد

6078

| 05 يوليو 2025

alsharq المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية في إشبيلية.. خارطة طريق ومسارات جديدة

تنطلق في مدينة إشبيلية الإسبانية غدا الإثنين أعمال المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية وتستمر إلى الخميس المقبل، في... اقرأ المزيد

468

| 29 يونيو 2025

مساحة إعلانية