رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

2502

سباق تسلح جديد.. دبلوماسية اللقاحات تشعل الصراع بين الدول الكبرى

04 مارس 2021 , 09:00م
alsharq
الدوحة – موقع الشرق

في عالم يسوده جائحة كورونا، بات الحصول على اللقاحات التحدي الأكثر إلحاحا للأسرة الدولية.. لكنه "أصبح بطريقة ما سباقا جديدا على التسلح"، بحسب مركز سوفان للتحليل الأمريكي.

وفيما عدا فرنسا، تمتلك الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي أمريكا وروسيا والصين وبريطانيا اللقاحات الأهم ضد فيروس كورونا بالإضافة إلى الهند، وفي معركة الصدام الدولي والصراع على النفوذ، تنشط دبلوماسية اللقاحات وبخاصة بين واشنطن وبكين وموسكو .

 

صراع أمريكي - صيني

ووفق صحيفة "فايننشال تايمز، تدرس الولايات المتحدة الأمريكية مبادرة مشتركة مع اليابان وأستراليا والهند لتوزيع اللقاحات في آسيا للتصدي للنفوذ الصيني.

وترى صحيفة "نيويورك تايمز" أنه يتوجب على واشنطن ألا تترك "ميزة قوة ناعمة" مثل هذه – في إشارة إلى اللقاحات - تستغل من قبل "خصومها" أمثال روسيا والصين.

وتوضح الصحيفة – بحسب موقع الجزيرة نت – أن الدول الفقيرة تتذكر دوما من هب لمساعدتها ومتى، وعندما تنبهت كل من موسكو وبكين إلى وجود فرصة كهذه في الشهور الأولى للجائحة بادرتا إلى توفير أقنعة طبية ومعدات وقاية إلى البلدان المتضررة بشدة، وتقومان الآن في ظل الطلب المتزايد على اللقاح بتزويد عدة بلدان مثل صربيا والبرازيل بآلاف الجرعات.

وتضيف أن "دبلوماسية اللقاحات" لها - للأسف- عدة عيوب، أهمها إقصاء الدول الأكثر فقرا من خلال عقد صفقات "ثنائية" أو "انتقائية"، لكن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مدعوة لأن تكون في طليعة هذه "الحرب العالمية" ضد الوباء لأسباب أخلاقية ومنطقية، وخدمة لمصلحتها القومية أيضا.

وأعلنت بكين عن تسليم جرعات من لقاحها لبعض الدول على شكل هبات : 200 ألف لكل من الجزائر والسنغال وسيراليون وزيمبابوي و500 ألف لباكستان و750 ألفا لجمهورية الدومينيكان.

وباتت صربيا المدعومة من بكين، بطلة اللقاح ضد كوفيد-19 في أوروبا القارية.

واشترت المجر خمسة ملايين جرعة من لقاح سينوفارم الصيني لتلقيح ربع عدد سكانها.

وجعلت الصين من توفير اللقاحات المصنوعة محليا حجر الزاوية في "مبادرة الحزام والطريق"، وهي إستراتيجية عالمية وضعتها بكين بهدف الاستثمار في أكثر من 70 دولة ومنظمة دولية.

وذكر معهد "ستيفتونغ فيسنشافت اند بوليتيك" الألماني – بحسب موقع يورونيوز - أنه "بالتالي تتوقع بكين تعاونًا مستقبليًا مع الدول التي تتلقى المساعدة في إطار طرق الحرير" مشروعها الضخم للبنى التحتية.

وأضاف المعهد "لكن أكثر من أي شيء تريد الصين أن تطرح تفسها كـ "دولة عظمى مسؤولة".

وتتقدم بكين أيضا في أمريكا الجنوبية وكذلك في آسيا، حيث تؤمن لها "دبلوماسية اللقاحات" نافذة لتفادي الانتقادات حول توسعها في بحر الصين.

في هذا الجزء من العالم، تجد الصين أيضا على طريقها الهند العملاق العالمي لانتاج اللقاحات التي بدأت تزود الدول المجاورة لها به (النيبال وبنغلادش وسريلانكا).

ويقول برتران بادي الاستاذ في العلاقات الدولية في جامعة سيانس بو بباريس – لوكالة فرانس برس - "نجحت الصين في أن تطرح نفسها بطلة دول الجنوب في الوقت الذي يظهر فيه الشمال أنانية تامة".

 

صراع أمريكي/أوروبي – روسي

وبعد الصين، تأتي روسيا في المرتبة الثانية من الصراع مع الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا مع لقاح "سبوتنيك-في"، الذي لم يلق في البداية ترحيبا أوروبيا، وتشكيكاً أمريكياً، لكنه الآن نال تقييما جيدا في مجلة "لانسيت" الطبية.

واختارت ثلاث دول في الاتحاد الأوروبي على الأقل هي المجر وسلوفاكيا وجمهورية تشيكيا اللقاح الروسي دون حتى انتظار موافقة الوكالة الأوروبية للأدوية في حين تشهد أوروبا تأخيرا كبيرا في تلقي الجرعات.

وقال بادي "إصرار روسيا على فرض لقاحها هو إعادة لتكوين قوتها".. مؤكدا على "إرادة وإصرار فلاديمير بوتين على إعادة القوة الروسية أو أقله التكافؤ مع العالم الغربي وفرض الاحترام".

لكن روسيا تواجه مشاكل في امكانات الانتاج المحدودة، وعليها تقاسم مكاسب النفوذ مع الصين.

 

أين الأوروبيون من هذا الصراع ؟

في هذا "السباق الجديد إلى التسلح" يقر الأوروبيون بأنهم في مرتبة متأخرة لكنهم لم يستسلموا بعد.

وقال دبلوماسي أوروبي رفيع – بحسب يورونيوز - "الأمر لم ينقض بعد لانه سيكون هناك جولات اخرى".

ويقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن تسلم أوروبا والولايات المتحدة "في أسرع وقت" 13 مليون جرعة لقاح لافريقيا، وهذه مسألة "مصداقية" على حد قوله.

ويتحرك الغربيون في إطار آلية كوفاكس التي أنشأتها منظمة الصحة العالمية، وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان "بدأت جرعات لقاحات تصل بالآلاف إلى افريقيا".

 

مساحة إعلانية