رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

8172

صلاح الدين محافظة صنعت تاريخ العراق

04 مارس 2015 , 03:03م
alsharq
القاهرة – بوابة الشرق

لعبت محافظة صلاح الدين العراقية التي استحدثت عام 1976 دورا كبيرا في تاريخ العراق المعاصر، خاصة أنها قدمت عددا من الزعامات السياسية العراقية أسهمت في صنع الأحداث وجعلت اسم هذه المحافظة على الواجهة، ومن أبرزهم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

الأصل والزعامات

ويرتبط اسم المحافظة باسم القائد الإسلامي صلاح الدين الأيوبي، الذي ولد فيها عام 1137 ميلادية وأصبح فيما بعد ملكا على عدد من الدول العربية مصر وسوريا وفلسطين، وقاد معركة حطين لتحرير فلسطين.

ومن أبرز الزعامات التي ظهرت في المحافظة كل من الرئيس العراقي أحمد حسن البكر للفترة من 1968إلى 1979، وصدام حسين للفترة من 1979إلى 2003، وطاهر يحيى رئيس الوزراء في الحقبة الملكية من 1920 إلى 1958، فضلا عن عشرات الشخصيات السياسية والثقافية والأكاديمية في مختلف المجالات.

ويبلغ عدد سكان محافظة صلاح الدين نحو 4.1 مليون نسمة، يعيشون على مساحة قدرها 25 ألف كيلو متر مربع من مساحة العراق البالغة 334 ألف كيلو متر مربع، وتشترك بحدود إدارية مع 7 محافظات، هي بغداد ونينوى والأنبار وديالى وكركوك والسليمانية وأربيل.

العشائر والاقتصاد

وأبرز العشائر التي تقطن المحافظة الجبور والحديثيين والجنابيين والعزة والعبيد وخزرج والتكارتة والبو ناصر والشيايشة.

ويعتمد اقتصاد محافظة صلاح الدين على الزراعة بوصفها المورد الأكثر للدخل لمعظم سكانها وتعد المحافظة الأولى في العراق بإنتاج القمح، حيث تنتج أكثر من 20% من إنتاج العراق من الحبوب وبلغ إنتاجها، العام الماضي، أكثر من 400 ألف طن، فضلا عن محاصيل الفواكه والخضراوات والأعناب والثروة الحيوانية وتضم أيضاً أكبر مصفاة لتكرير النفط في العراق وتمثل عصب الصناعة النفطية في العراق، وهي مصافي بيجي التي تنتج ما يقرب 300 ألف برميل يومياً.

وتتنوع التركيبة السكانية للمحافظة من جميع أطياف المجتمع العراقي لكن العرب السنة يشكلون الغالبية العظمى من أبناء المحافظة وبنسبة 80% والباقي يتوزع بين العرب الشيعة والتركمان.

شخصيات ومعالم تاريخية

وقال الدكتور محمود الجبوري أستاذ الآثار والتاريخ في جامعة تكريت، إن محافظة صلاح الدين تعج بالرموز والشخصيات التاريخية والدينية منذ عصور ما قبل الميلاد والعصور الإسلامية المختلفة، وتضم شواهد تاريخية هي الأقدم في المنطقة وخصوصاً الدينية منها، مثل الكنيسة الخضراء في تكريت وكنائس أخرى تعود إلى بداية التبشير المسيحي في القرن الأول الميلادي وكذلك شواهد تعود إلى ما قبل التاريخ وأهمها قلعة أشور في قضاء الشرقاط.

وأضاف الجبوري أن المحافظة تضم 3 أضرحة مقدسة، لـ3 من آل بيت النبي، وهم علي الهادي والحسن العسكري والسيد محمد، فضلاً عن الكثير من القصور والشواهد التاريخية التي بنيت في مدينة سامراء ثاني أكبر مدن المحافظة أبان العصر العباسي والتي تعود لفترة حكم الخليفة المتوكل.

ومن أشهر معالم المدينة الآثارية ملوية سامراء ودار الخليفة وجامع أبو دلف وقصر المعشوق والروضة العسكرية، ومن أشهر مدنها تكريت وسامراء والدور والشرقاط وبيجي وحمرين والعلم التي تضم عشرات القرى الصغيرة.

وتعد فترة حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين من أكثر الفترات التي سلطت الضوء على هذه المدينة والتي جلبت لها مناصرين كثرا وكارهين أكثر يتفقون ويختلفون بحسب آرائهم حول شخص رئيسها صدام حسين.

"داعش" يسيطر عليها

وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، على 4 أقضية من أقضية المحافظة الـ8 في 12 يونيو من العام الماضي، وفرض النظام الإسلامي على المدن والأراضي التي أصبحت تحت سيطرته.

وبعد احتلال العراق في عام 2003 وخلال الاستفتاء على الدستور، رفضت محافظة صلاح الدين التصويت على مسودة الدستور بنسبة 80%، ولكنها عادت لتكون أول محافظة عراقية تتقدم بطلب رسمي لجعلها إقليماً في 27 أكتوبر عام 2011 لكن الطلب رفض بقوة من قبل رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، بالرغم من دستوريته وتقديمه وفق الضوابط والأسس الدستورية النافذة في العراق.

وقال الدكتور ناهض العبيدي أستاذ العلوم السياسية بجامعة تكريت، إن العمليات العسكرية الجارية الآن في المحافظة تعد مفصلا مهماً في تاريخها، لأنها تشهد ولأول مرة اصطفافاً عابراً للطائفية بين مقاتلين من كل مناطق العراق.

وأضاف العبيدي أن المحافظة اليوم، أمام تحد كبير للقضاء على هذه الهجمة التي أحدثت تداعيات خطيرة على المحافظة.

مساحة إعلانية