رياضة محلية

1324

محمد التيمومي في حوار حصري لـ الشرق: نجوم المغرب جعلونا نحلم بالمنافسة على لقب المونديال

على مر التاريخ شهد المنتخب المغربي أجيالاً من اللاعبين المميزين الذين كتبوا أسماءهم بأحرف من ذهب في تاريخ الكرة المغربية والعربية والأفريقية أيضا، وبصعود منتخب أسود الأطلس للمرة الثانية في تاريخه ببطولة كأس العالم، والمرة الأولى متصدرا لمجموعته ارتفع سقف الطموحات الى أعلى مستوياته بعدما أعلن زملاء حكيم زياش عن أنفسهم أبطالا لدور المجموعات بدون اي خسارة ليصنعوا مجدا جديدا للكرة المغربية والعربية في هذه البطولة التي تقام على أرض عربية لأول مرة في التاريخ.

وفي هذا السياق أجرى الشرق الرياضي حوارا حصريا مع النجم السابق للمنتخب المغربي محمد التيمومي الذي عرف بمراوغاته المميزة وتمريراته الحاسمة وسط الميدان، والتي بصم من خلالها على تاريخ حافل في عالم الكرة المستديرة، ولفت الأنظار بأدائه الرائع، طيلة السنوات التي حمل فيها قميص منتخب أسود الأطلس في الفترة ما بين 1979 و1989، كما أسهم في وصول المغرب إلى نصف نهائي بطولة الأمم الأفريقية عامي 1986 و1988، حتى نال عن جدارة واستحقاق لقب أسطورة الكرة المغربية.

وكشف محمد التيمومي، عن العوامل التي أسهمت في التأهل التاريخي للمنتخب المغربي إلى الدور الثاني في صدارة مجموعته بمونديال قطر 2022 بوصفه أول منتخب عربي يحقق هذا الإنجاز.

كما وجه الفائز بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في أفريقيا عام 1985، رسائل للمنتخب المغربي وللمدير الفني وليد الركراكي 2022، بالاضافة الى اشادته بالمستوى الراقي للتنظيم القطري للمونديال والعديد من المواضيع الهامة والمثيرة في هذا الحوار:

- في البداية لو تحدثنا عن رأيك في الظهور المشرف والقوي للمنتخب المغربي إلى حد الان بمونديال قطر؟

منتخبنا اكتسب الثقة بمرور المباريات وبات ندا قويا لكل المنتخبات العالمية، الان منتخبنا لا يخشى أحدا بشرط الاستمرار بنفس العقلية والروح الانتصارية خاصة مع دخولنا الى الادوار الاقصائية.

منتخبنا بات نموذجا يحتذى به على مستوى الاداء العالي خلال مبارياته الثلاث والتي واجه خلالها منتخبات قوية على غرار كرواتيا وصيف بطل العالم وبلجيكا ثاني التصنيف العالمي للفيفا وثالث مونديال روسيا بالاضافة الى منتخب كندا المتطور.

المنتخب الوطني الان قطع أشواطا كبيرة في هذه البطولة، وأثبت حضوره بمستوى كبير ورائع، كما ان الجانب التكتيكي كان حاضرا بقوة واللاعبين كانوا مميزين وقدموا مباريات على أعلى طراز خاصة وان أغلبهم يحترف بكبرى الدوريات الأوروبية وهو ما سيكون حافزا لهم خلال المواجهة المقبلة أمام منتخب إسبانيا بدور الستة عشر.

ما السر وراء تألقكم في مونديال المكسيك عام 1986؟

لعبنا مع بعضنا لفترة طويلة، وأصبح بيننا انسجام كبير، وكنا بمثابة العائلة الواحدة، وعندما انطلقت نهائيات كأس العالم كان لدينا إيمان كبير بأننا قادرون على تحقيق الفوز في العديد من المباريات، ولعبنا كمجموعة منسجمة، ما أعطانا قوة أكبر وفتح الطريق أمامنا للتألق.

- هل تعتقد أن المنتخب المغربي يمتلك الأدوات اللازمة للوصول بعيدا في مونديال قطر؟

بالفعل منتخبنا الوطني أثبت ذلك في مواجهات من العيار الثقيل أمام منتخبي كرواتيا وبلجيكا اللذين اعتبرهما الجميع من أبرز المرشحين للمنافسة على اللقب بعد المستوى الذي قدمه كليهما في مونديال روسيا 2018.

وليد الركراكي يمتلك العديد من الأوراق الرابحة على غرار اشرف حكيمي لاعب الباريسي وحكيم زياش لاعب تشيلسي الانجليزي وعبد الرزاق حمد الله لاعب الاتحاد السعودي وغانم رومان سايس نجم بشكتاش التركي ونصير مزراوي لاعب بايرن ميونيخ الألماني ونايف أكرد مدافع ويستهام يونايتد الإنجليزي بالاضافة الى سفيان أمرابط لاعب فيورنتينا الإيطالي ويوسف النصيري وياسين بونو نجمي إشبيلية الإسباني.

وباعتقادي 26 لاعبا هم اسود حقيقيون وسيخوضون اللقاء المقبل امام منتخب الماتادور الاسباني بقتالية عالية من اجل تحقيق حلم الجماهير المغربية بالوصول بعيدا في هذا المونديال.

لا بد على الجهاز الفني للاسود ان يوظف كل امكانيات اللاعبين داخل الملعب من اجل تحقيق النجاح في النهاية.

- ألا ترى أن فوز السعودية على الأرجنتين وتونس على بطل العالم والمغرب على بلجيكا سيكون محفزا للاعبين أمام إسبانيا؟

النتائج التي حققتها منتخباتنا العربية في البطولة على غرار ما قدمه منتخبي السعودية وتونس أمام الارجنتين وفرنسا مهم لهذه المنتخبات وللكرة العربية عموما، لكن ما قدمه منتخبنا في دور المجموعات خلال المباريات الثلاث جعلنا نحلم بالمنافسة على لقب المونديال في قطر.

- كيف تابعت الفرحة العربية من المشرق إلى المغرب بصعود أسود الأطلس إلى دور الـ 16؟

هذه الفرحة طبيعية، ولاحظناها في جميع المحطات التي شهدها منتخبنا على مدار التاريخ، الأمة العربية واحدة والتضامن العربي الجماهيري تلقائي ولا يشترى بالأموال ولا يقدر بأي ثمن لانه نابع من الانتماء العفوي لهذه الامة العربية.

معايشة الجماهير العربية لمباريات المنتخب المغربي وافتخارها بالاداء الذي قدمه أسود الاطلس ستتعزز خلال المباراة القادمة وسيكون بأكثر حماس وتلقائية.

- هل كنت تتوقع هذا الاداء من زملاء زياش والعبور في الصدارة الى الدور ثمن النهائي؟

بصراحة اعترف اننا لم نتوقع هذا الاداء الكبير خاصة في ظل الظروف التي عاشها المنتخب المغربي في الفترة الماضية والتي شهدت اقالة المدرب البوسني وحيد حاليلوزيتش، واختيار المدرب الوطني وليد الركراكي لقيادة سفينة الاسود في مونديال قطر.

- كيف تقيم الاداء التكتيكي للجهاز الفني المغربي بقيادة وليد الركراكي؟

في البداية كان هناك خلاف كبير حول اختيار وليد الركراكي لقيادة منتخب المغرب، واسم وليد الركراكي لم يكن مطروحا بقوة على طاولة الاتحاد المغربي لكرة القدم، واعتقد ان الفرضية تحتمل العديد من التوقعات ان كان اسمه فعلا قد طرح منذ البداية.

كانت هناك استشارة من طرف السيد فوزي لقجع رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم مع اعضاء الاتحاد، كانت هناك مؤاخذات بسبب التخلي عن المدرب وحيد حاليلوزيتش رغم الخلافات الكبيرة التي شهدتها الفترة الاخيرة من وجود المدرب البوسني على رأس الجهاز الفني للمنتخب المغربي.

المدرب مطالب بان يكون إنسانا قبل كل شيء وان تكون تركيبته قابلة للانسجام مع جميع اللاعبين وايضا المحيطين به من إداريين وبقية المعاونين.

- حسب رأيك ما الأسباب التي تقف وراء تألق المدرب وليد الركراكي إلى حد الآن ؟

المدرب الوطني وليد الركراكي توفرت فيه بعض الخصال التي لم تتوافر في وحيد حاليلوزيتش، كما ان الاداء التكتيكي للمدرب كان ناجحا وعلى أعلى المستويات ما جعله يتفوق على منافسيه الثلاثة في دور المجموعات، وعندما أغلقنا الطريق على هذه المنتخبات للوصول الى مرمى منتخبنا فهذا ينبيء بان المدرب تمكن من قراءة المنافسين بافضل طريقة ونجح في مهمته على الوجه الأكمل.

كما أن المحطات التي مر بها المدرب أعطته الخبرات اللازمة لقيادة المنتخب، حيث قاد الفتح الرباطي لتحقيق الدوري المغربي موسم 2015-2016 ولقب كأس العرش المغربي عام 2014، وفوزه مع الدحيل القطري بالدوري القطري في موسم 2019-2020، وتتويجه مع الوداد البيضاوي بلقب الدوري المغربي ودوري أبطال أفريقيا في العام الحالي، وهو ما شكل لديه مخرونا تدريبيا محترما جعله يفرض اسلوبه على المنافسين.

وأنصح المنتخبات العربية لوضع الثقة في المدرب الوطني واعطائه الفرصة للتألق والبروز في البطولات الكبرى على غرار ما قام به الاتحاد المغربي عندما أعطى الثقة في الركراكي.

- ما نصائحك للاعبين في مواجهة منتخب إسبانيا بدور الـ16؟

علينا خوض مباراة اليوم بنفس العزيمة التي شهدتها المواجهات الثلاث بدور المجموعات أمام كرواتيا وبلجيكا وكندا، نتمنى أن يكون اللاعبون في الموعد واللعب بنفس العقلية الانتصارية، كما ان التوازن سيكون مهما بين الشق الدفاعي والشق الهجومي، بالاضافة الى معركة الوسط التي ستكون حاسمة في مثل هذه المواجهات المصيرية امام الماتادور الاسباني.

كما يجب على اللاعبين أن يثقوا في قدراتهم الفنية والبدنية أمام منافس من الحجم الثقيل، وخسارته أمام اليابان ستجعله يعيد حساباته من أجل الانتفاضة وتحقيق الفوز لمواصلة المشوار المونديالي.

وبالنسبة لمنتخبنا أرى انه اذا توفرت نفس الخصال التي لعبنا بها أمام المنتخبات الثلاثة فاننا قادرون على تجاوز الاسبان والمنافسة أيضا على لقب المونديال.

- بعد مرور حوالي أسبوعين على انطلاق المونديال كيف ترى النجاح التنظيمي القطري؟

قطر نظمت المونديال بمعايير عالمية جديدة لم يسبق لها مثيل في تاريخ البطولات الأخرى السابقة، كما هيأت جميع ظروف النجاح ولم تترك أي شيء للصدفة، وهذا يشرفنا كعرب ونتمنى أن تكون هناك استضافة عربية في المستقبل، لان قطر فتحت الباب على مصراعيه وبعثت الحماس لدى بقية الدول العربية.

- كيف ترى مباراة إسبانيا القادمة في دور الستة عشر؟

المباراة ستكون بمثابة الديربي بين المغرب وإسبانيا بالنظر الى التقارب الجغرافي بين البلدين، بالاضافة الى وجود العديد من اللاعبين الناشطين بالدوري الاسباني، منتخبنا سيخوض هذا اللقاء بندية كبيرة والمنافسة ستكون على اشدها للفوز ببطاقة العبور الى دور ربع النهائي، وكما سبق وقلت ما يقدمه منتخبنا في المونديال نموذج يدرس وسيخلده التاريخ.

وعلينا ان لاننسى أن الكرة المغربية قدمت الكثير من اللاعبين اللامعين، ومرت عليها الكثير من الاجيال اللامعة على غرار جيل 1986 وأيضا جيل 1998 من مونديال فرنسا.

- هل يمكن المقارنة بين الجيل الحالي وجيل 86 بمونديال المكسيك؟

كان هناك حوالي 70 بالمائة من اللاعبين الذين ينشطون بالدوري المغربي المحلي في الجيل الاول الذي شارك في بطولة كأس العالم لكرة القدم في 1986 بالمكسيك، أما الجيل الحالي فان أغلب اللاعبين ينشطون في كبرى الدوريات الاوروبية وهذا ما يعطي المدرب الكثير من الحلول في ظل امتلاكه للاعبين ذوي مستوى عال وبعقلية احترافية، كما ان المنافسة كبيرة بين جميع اللاعبين في منتخبنا الحالي من أجل ضمان مكان في التشكيلة الاساسية للمدرب وليد الركراكي وهذا الامر يزيد من التنافسية لدى اللاعبين ويحفزهم على تقديم افضل ما لديهم في كل مباراة لضمان مشاركتهم في اكثر من لقاء سواء كأساسيين أو بدلاء، المهم هو تقديم الحلول الفنية للمنتخب واعطاء الاضافة اللازمة.

- ماالكلمة الأخيرة التي تود توجيهها في ختام هذا اللقاء؟

منتخبنا الوطني الان يحمل على عاتقه مسؤولية كبيرة لرفع راية الكرة العربية باعتباره الممثل الوحيد للعرب الذي سيخوض مواجهات الأدوار الاقصائية، واعتقد ان اللاعبين يشعرون بثقل المسؤولية وسيعملون على تقديم أفضل ما لديهم في مباراة إسبانيا لتأكيد جدارتهم بمواصلة المشوار المونديالي.

اقرأ أيضاً

اختتام بطولة القوات المسلحة لكرة القدم للصالات

عنابي البادل يلتقي الإيراني بالمربع الذهبي

الصدارة تشعل منافسات أقوياء اليد

أخبار ذات صلة

اختيار القطري حسن العمري حكما عاما لمنافسات كرة الطاولة بدورة الألعاب الآسيوية للشباب

حلبة لوسيل الدولية تعلن بدء بيع تذاكر سباق جائزة قطر الكبرى للموتو جي بي 2026