رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

754

بالصور .. 3.6 مليون ريال لإنشاء عيادات صحية متنقلة للنازحين العراقيين في أربيل

03 أغسطس 2016 , 07:38م
Alsharq
Alsharq
Alsharq
Alsharq
Alsharq
Alsharq
Alsharq
أربيل ـ موفد الشرق - محمد دفع الله:

كشف د. الدكتور عايض القحطاني رئيس مجلس أمناء مؤسسة الشيخ ثاني بن عبد الله للخدمات الإنسانية "راف" عن أن هذه الأخيرة، بصدد توفير عيادات صحية متنقلة لتوفير الخدمات الصحية لأكثر من 10 آلاف عراقي في إقليم كرستان العراق، نزحوا من الموصل جراء الأحداث هناك..

وفد مؤسسة "راف" تفقد الأوضاع الصحية للنازحين في إقليم كردستان العراق

وقال في تصريحات صحفية لـ "الشرق": إن "راف" تقدر تكلفة العيادات بـ 3.6 مليون ريال، وسيبدأ شركاء "راف" في العراق بعمل الدراسات العاجلة لتنفيذ العيادات، لأن الأوضاع الصحية لا تتحمل أي تأخير.. ودعا القحطاني الأطباء الذين يودون المشاركة إلى الاتصال على "راف" لوضع الترتيبات لمشاركتهم في علاج نازحي الموصل والفلوجة والرمادي.

وقال د. عايض القحطاني ـ بمعية سفراء الرحمة ـ: إنه اطلع على الأوضاع الصحية وسط النازحين.. وأكد أن الخدمات الصحية تعتبر أولوية بعد توفير المواد الغذائية، خاصة أن المخيمات تضم العديد من الأطفال والنساء وكبار السن..

وشدد الدكتور القحطاني على توفير الخدمات الصحية وبشكل عاجل.. وقال: إن "راف" تسعى لتتضافر جهودها مع الشركاء من أجل الوصول الى حل سريع للمشكلة الصحية، وذلك بعمل عيادة صحية لعلاج الأمراض المنتشرة وسط سكان المخيم الذين..

وقال: إن أوضاعهم سيئة جدا وبحاجة لدعم كبير.. وناشد د, القحطاني كل من أراد المساهمة في توفير الخدمات الصحية، أن يتقدم لـ "راف" التي قال: إنها سوف تتكفل بـ 50 بالمائة من تكلفة العيادة الصحية..

والمعروف أن أكثر من 10 آلاف عراقي نازحين من الموصل ومن مناطق الفلوجة والرمادي، يقيمون في مخيمين على بعد 45 كيلو متراً من اربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، تسلموا حصصهم من المواد الغذائية التي تكفيهم لمدة شهر كامل، وزعتها مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية (راف) خلال ثلاثة ايام متتالية..

وما أن انتهى وفد مؤسسة "راف" الذي ضم سفراء الرحمة ومنسقين للإغاثة، من توزيع المواد الغذائية، حتى أطلت مشكلة حيوية أخرى برأسها ألا وهي المشكلة الصحية، إذ تبين أن عددا كبيرا من النازحين يعانون من الأمراض المزمنة، وأمراض كبار السن، وأمراض طارئة أصيب بها النازحون جراء الجوع والسفر، إذ إن النازحين اضطروا الى المشي بأرجلهم مسافات طويلة بحثا عن الأمن والأمان في إقليم كردستان العراق في الشمال.

الأطفال مرضى

وبينما كان وفد "راف" يوزع المواد الغذائية خلال زيارته للمخيمات في كردستان العراق، كان بعض الأطفال الذين ظهرت عليهم بعض الحروق والأعياء والهزال، يحملون أوراقا طبية، حملوها معهم من مناطقهم؛ تفيد بأنهم في حاجة عاجلة لتلقي علاجات تخصصية دائمة، وبطبيعة الحال فإنها لا تتوافر في مخيمات النزوح..

وما أن مضى وفد "راف" داخل مخيم النازحين في أربيل حتى اعترضت طريقه امرأة طاعنة في السن تجاوزت السبعين من العمر، تشكو من مرض في العيون كادت بسببه أن تفقد نظرها، بل فقدته جزئيا، وتمشي على عصا تتلمس بها طريقها.. هذه المرأة المسنة شكت الى رئيس وفد "راف" ما أصابها جراء السفر من الموصل، حتى وصلت اربيل، وطلبت من "راف" ان توفر لها العلاج العاجل وإلا صارت عمياء..

"راف" تدعو الأطباء للنسيق معها للمساهمة في علاج 10 آلاف نازح من الموصل

وقالت العجوز: "مثلما قدمتم الينا المواد الغذائية ـ مشكورين ـ لسد رمقنا، فقدموا إلينا العلاج"، وأصرت المرأة المسنة على ايقاف رئيس وفد "راف" حتى تسمع منه ما يطمئنها على صحتها.. وفي هذه الأثناء أكد لها د. عائض القحطاني "أن الخدمات الطيبة قادمة قريباً وقال لها: إن أهل قطر لن يتخلوا عنك"، وطلب اليها أن تصبر ريثما يتم ترتيب الأمور بالمتعلقة بالجوانب الصحية.

وفي اليوم الثاني وأثناء توزيع الإغاثات ظهر رجل مسن مصاب في رجليه، يجلس على كرسي متحرك فطلب مقابلة رئيس وفد "راف" ليقدم شكر أهل الموصل الذين تقطعت بهم السبل، والمغلوبين على أمرهم بحسب حديثه..

وقال المسن للوفد القطري: "إن الكثيرن ممن جاؤوا الى المخيم يحتاجون الى العلاج، فقد جلبت لهم الأحداث الدموية في الموصل العديد من الأمراض الطارئة، فضلا عن أمراض الشيخوخة، والأمراض المزمنة من سكري وضغط وغدد وغيرها.

الحاجة ماسة للعلاج

وغير بعيد من مسرح توزيع المواد الغذائية، ترى مجموعة من ذوي الاحتياجات والمعاقين وبعض المرضى على الكراسي، قد تجمعوا في مكان واحد.. وكان عددهم كبيرا لافتا للنظر، ومؤثرا جدا، إذ لا يقدرون على الحركة بينما الآخرون في حركة جيئة وذهابا لتسلم حصصهم من المواد الغذائية التي وزعتها مؤسسة "راف".

رئيس وفد "راف" زار تجمعهم وتفقد أحوالهم الصحية وكانوا من مختلف الأعمار أطفالا ونساء وشيوخا.. وكان لكل واحد قصة مؤثرة، مع مرضه تدعو للتعاطف معه لتخفيف عنهم عناء المرض وعناء التشرد.

المخيم يجلب المرض

النازحون الذين جاؤوا كانوا أصحاء على الرغم من الجوع وطول السفر للوصول الى اربيل، إلا أنهم مرضوا حينما مكثوا بضعة أيام في المخيم، لأن الظروف الصحية فيه سيئة جدا مع ارتفاع درجات الحرارة.. فالخيام التي يقيمون فيها غير صالحة للسكن في داخلها، إذ إنها ساخنة جداً مما سبب الكثير من الحروق الجلدية لدى الأطفال ولكبار السن..

وفي هذه الأثناء قال أحد شركاء "راف" لـ "الشرق": "إن هذه الخيام التي وزعتها مفوضية اللاجئين التابعة للامم المتحدة، بالتعاون مع منظمة برزان، هي أصلاً خيام تستعمل كـ "حمامات" وليس للسكن، لذلك عانى منها النازحون لأنهم يسكنون داخلها"..

واللافت للنظر أن المخيمَين اللذَين يضمان أكثر من 10 آلاف نازح لا يوجد فيهما مجارٍ للصرف الصحي بالطريقة المعروفة، بل قامت الأمم المتحدة بعمل حفر بدائية لاستقبال مياه الصرف الصحي، ويوجد بجانب هذه الحفر تناكر توزيع مياه الشرب، وقد اشتكى النازحون من الوضع، ولكن بحسب مسوؤلين في المخيمات "لا حل سوى هذ الوضع، وقد نجم عن ذلك أمراض كثيرة".

المؤسسة تتكفل بـ 50 بالمائة من قيمة العيادات وتترك باقي التكلفة للمتبرعين

صناعة الخبز في العراء

الحديث عن أغذية صحية في مخيم النازحين نوع من الترف، وإن حرص النازحون على اتباع الطرق الصحية؛ لأنه لا توجد أماكن مخصصة لصنع الأغذية، سوى مكان ضيق خارج الخيمة، وسط الغبار والأتربة.. ووسط هذه الأجواء ليس ثمة تفكير في الجوانب الصحية، ولكن المهم أن يتوفر الغذاء..

وبينما يتفقد رئيس وفد "راف" المخيمات، لفت نظره تجمع نساء خارج الخيام في الطريق العام، وعند الاقتراب منهن تبين أنهن يقمن بصناعة الرغيف في العراء، وعلى الأرض والأتربة، إذ يقمن بعجن الطحين، وتقوم أخريات بتشكيله لعمل أقراص الخبز، ومن ثم تقوم أخريات بوضعه على التنور، حتى ينضج..

وفي هذه الأثناء التفت رئيس وفد "راف" الى الشركاء العراقيين، وطلب اليهم تقديم دراسة عاجلة لعمل مخابز، توفر الخبز لنازحي الموصل، على غرار ما تم للاجئين السوريين في تركيا ولبنان والأردن، ولكون الغذاء أول مرحلة من مراحل النواحي الصحية.

مساحة إعلانية