رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

826

الشيخ عبدالمقصود: قاعدة الثواب في الصيام ليست كسائر الأعمال الصالحات

02 يوليو 2016 , 12:34م
alsharq
أجرى الحوار - عبدالحميد قطب

مصائب الأمة نتيجةُ بُعدها عن الله وترك الطواغيت يعزلونها عن دينها

الدنيا ليست دار راحة والمصائب تطهر العباد من الذنوب والمعاصي

سنة الله لا تتبدل ولا تتحول ولا بد أن ينتقم من الظالم وينتصر للمظلوم

يجب على الداعية أن يكلم الناس فيما يلزمهم ويهمهم وألا يكون مخادعاً لهم

دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب ترتكز على أن يكون العالم عاملاً ومعلماً

أكد الشيخ محمد عبدالمقصود (نائب رئيس الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح بمصر) أن مصائب الأمة، هي نتاج بعدها عن الله ـ عز وجل ـ وترك الظالمين يعزلونها عن دينها، وطالب المبتلين، بعدم استعجال النصر، متسائلاً: لمَ نستعجل نصر الله؟؟ وقد قال المولى عز وجل: "فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عداً"، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته"، ثم تلا قوله تعالى: "وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد"، واستنكر الشيخ عبدالمقصود على بعض الدعاة، الذين يدعون الناس للربانية، ويتجاهلون حوائج ومصائب الناس، معتبراً هذا التوجه والفهم خاطئاً، وأن على الداعية والعالم أن يرشدا الناس إلى ما يحتاجونه.

وإلى نص الحوار..

شيخ محمد.. كثرت في زماننا المحن والمصائب لأبناء الأمة الإسلامية، فمنهم من هو مشرد، ومنهم المسجون واللاجئ والمصاب.. فما هي كلمتك لهم؟

ـ أقول لإخواني المسلمين ـ في شتى بقاع الأرض ـ: كل عام أنتم بخير، وتقبل الله منا ومنكم، ومادمنا في شهر رمضان، فأنا أنبه إلى أنه شهر الصبر، هكذا قال عامة المفسرين، في تأويل قوله تعالى: "إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ"، والذي دفعهم إلى هذه المقالة، الحديث الذي أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كل عمل ابن آدم يُضاعف له الحسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف إلى ما شاء الله، قال الله تعالى إلا الصوم فأنا أجزي به" والذي يستمع إلى هذا الحديث سيعرف أن قاعدة الثواب في الصيام ليست كقاعدة الثواب في سائر الأعمال الصالحات، وهذا ما دفع عامة المفسرين لأن يقولوا في تفسير قوله: "إنما يوفى الصابرون"، أي الصائمون. والصبر من أفضل ما يُعطاه المرء بعد الإيمان بالله عز وجل، ففي الصحيحين أن ناسا من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم ثم سألوه فأعطاهم، حتى نفِد ما عنده، فقال: ما يكون عندي من خير فلن أدخرَه عنكم، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبر يصبره الله، وما أُعطي أحد عطاء، خيراً وأوسع من الصبر". ومن هذا المنطلق هناك أمران لابد أن أطرحهما:

الأمر الأول: أقول لإخواني الذين ملّوا من طول فترات الابتلاء.. هل طول فترة البلاء تشككنا في قول المولى عز وجل: "فلن تجد لسنة الله تبديلاً ولن تجد لسنة الله تحويلا)؟؟ فسنة الله عز وجل لا تتبدل ولا تتحول، ولا بد أن ينتقم من الظالم، وينتصر للمظلوم. الأمر الثاني: لمَ نستعجل نصر الله؟؟ وقد قال المولى عز وجل: "فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا"، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم "إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته" ثم تلا قوله تعالى: "وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد" وقال تعالى في سورة الكهف: "وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا"، فالمولى عز وجل حدد موعداً لهلاك الظالمين لا محالة، بل كما ذكرت الآية السابقة فإن الله يعد لهم عدا، وأخذه أليم شديد، ومن ثَم فعلى المؤمن أن يطمئن بأن نصر الله آت لا محالة، وأن عقاب الظالمين لا مفر منه، وسيكون عقاباً أليماً بفضل الله عز وجل.

شيخ محمد.. وأنت تنظر لحال الأمة، وما ألم بها من مصائب في العراق وسوريا ومصر واليمن.. ماذا تقول؟

ـ للأسف!! ما يحدث لأمتنا الآن هو نتاج بعدنا عن الله عز وجل، وتركنا للظالمين يتحكمون في مقدراتنا، والطواغيت يعزلون الإسلام عنا، فكان لابد من عقوبة تنزل علينا. النقطة الثانية: أن ما يحدث هو ابتلاء للمؤمنين، وتمحيص لهم قال تعالى: "ألم.. أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ، وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ، فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ".. فهذه المحن ابتلاء من الله عز وجل ليكشف الكاذب من الصادق، مصداقا لقوله تعالى: "أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم؛ مستهم البأساء والضراء وزلزلوا، حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب".

فمصائب الأمة نتاج بعدها عن الله وترك الظالمين يعزلونها عن دينها، قال الله تعالى: "لقد خلقنا الإنسان في كبد"، وهناك قول منسوب للشافعي يقول فيه: "عجبت لمن يطلب الراحة في الدنيا، فإن الناس لا يزالون فيها جميعاً، يعني في تعب ومشقة". والفتن متتالية ومتلاحقة، فقد تجد إنسانا يصمد في عشر فتن، ثم يقع في واحدة. كما لا يصح لأحد أن يقول: أنا فعلت هذا الأمر واكتفيت به، كأن يقول: "إحنا عملنا اللي علينا، بأن عارضنا النظام وتركنا ديارنا وأموالنا"، هذا لا يكفي بل المطلوب أن نستمر في صمودنا، وصبرنا، ومقاومتنا، لهذه الأنظمة المستبدة الجائرة، حتى يأتيَنا نصر الله، وهو قريب بإذن الله عز وجل.

الدعاة ومحنة الأمة

فضيلة الشيخ.. هناك علماء ودعاة يخرجون على الشاشات، ويتكلمون عن طاعة الله، بينما يتجاهلون أن الأمة في حالة كرب ومحنة، ولا يطالبون الشعوب بأن تأخذ على يد الظالم.. ماذا تقول لهم؟

ـ هذه خيانة وخدعة كبرى، فالمفروض في الداعية إلى الله، أن يكلم الناس فيما يلزمهم ويهمهم، وألا يكون مخادعاً لهم، فإن كان الناس يتعرضون للظلم من قبل الطواغيت، فيجب على الدعاة أن يكشفوا أمر هؤلاء الطواغيت، وهذه هي دعوة الرسل، التي بعثوا من أجلها، قال تعالى: "وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ".

هم يقولون للناس: "كونوا ربانيين" أي تعلقوا بالله ودعكم من أمور الدنيا؟

ـ هذا فهم خاطئ، فالعالم الرباني هو: "العامل المعلم"؛ وهذا الذي تعلمناه من كتب التوحيد ودعوة الإمام المبارك محمد بن عبدالوهاب رحمه الله. فالداعية يجب أن يعلّم الناس التوحيد، ثم يقول للناس ويرشدهم إلى ما يحتاجون إليه، ولا يقول لهم دعكم من هؤلاء، وكونوا مع ربنا، مستشهدا بقول المولى: "يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم" فهذه الآية ـ تحديداً ـ قال فيها سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه، بعد أن صعد المنبر، وحمد الله وأثنى عليه: "أيها الناس إنكم تقرأون هذه الآية، وتضعونها على غير موضعها، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه، أوشك أن يعمهم الله بعقاب". وأخرج ابن جرير هذه الحادثة بألفاظ أخرى؛ عن قيس بن أبي حازم قال: صعد أبو بكر منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس، إنكم لتتلون آية من كتاب الله وتعدونها رخصة، والله ما أنزل الله في كتابه أشد منها: (("يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم"، والله لتأمرُن بالمعروف ولتنهَون عن المنكر، أو ليعمنكم الله بعقاب منه)). فالداعية يجب أولاً: أن يكون مهتدياً، والهداية تعني أن تأتي بكل ما فرضه الله عليك، ومن ضمن ذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لأنك في سفينة واحدة مع غيرك من الناس، فإن تركتَ أهل المنكر يغرقون في منكرهم، فستغرق السفينة وأنت أيضاً فيها، كما قال النبي صلى الله عليه وسلمك "مَثَلُ القَائِم في حُدُودِ اللَّه والْوَاقِع فيها، كَمثل قَومٍ اسْتَهَموا على سَفِينَةٍ، فَأَصابَ بَعْضُهم أعْلاهَا، وبعضُهم أَسْفلَهَا، فكان الذين في أَسفلها إذا استَقَوْا من الماء مَرُّوا على مَنْ فَوقَهمْ، فقالوا: لو أنا خَرَقْنا في نَصِيبِنَا خَرقا، ولَمْ نُؤذِ مَنْ فَوقَنا؟ فإن تَرَكُوهُمْ وما أَرَادوا هَلَكوا وهلكوا جَميعاً، وإنْ أخذُوا على أيديِهِمْ نَجَوْا ونَجَوْا جَميعا".

مواجهة الظالمين

هل مواجهة الظالمين واجبة على كل المسلمين أم على طائفة بعينها؟

ـ هي تجب على القادر؛ "لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا" و"لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ۚ"، لكن لا رخصة لأحد أن يؤيد الباطل أو يتعاطف مع أهل الباطل، أو مع باطلهم، ولا بد لأي إنسان أن يبرأ منه، ففي صحيح مسلم، من حديث أم سلمة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "سيكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ تَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ، فَمَنْ أَنْكَرَ فَقَدْ بَرِئَ، وَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ سَلِمَ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ". قَالُوا: أفَلا نَقْتُلُهُمْ؟ قَالَ: "لا مَا أقَامُوا فيكمُ الصَّلاة".

* فضيلة الشيخ.. ماذا تقول لمن ينشغل في عصرنا هذا بالمسلسلات، والأفلام والبرامج في رمضان ويعتبرها الهم الشاغل له؟

ـ أقول له ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا عُمِلتِ الخطيئةُ في الأرضِ؛ كان من شهِدَها فكرِهَها كمن غاب عنها، ومن غاب عنها فرضيَها كان كمن شهِدَها"، فالمسلم مطالب بأن ينكر المنكر، وأقل درجات الإنكار، الإنكار بالقلب الذي يحتم عليك أن تغادر مكان المنكر، قال الله تعالى: "وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم، حتى يخوضوا في حديث غيره، إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا"، أتي لعمر بن عبدالعزيز بأناس ليُحَدّوا فقال أحدهم: إني صائم، فقال: "ابدأوا به" ثم تلا الآية السابقة، وهذا دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الجلوس على مائدة يشرب فيها الخمر، كذلك الجلوس لسماع، ومشاهدة المنكرات..

وإذا أراد المسلم أن يكون من عباد الرحمن، فالله عز وجل وصفهم في سورة الفرقان، بقوله: "وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا" أي لا يحضرون الباطل، والزور في الآية معناه الباطل، وهذا دليل على أن مشاهدة المحرمات، تمنع المسلم من أن يوصف من عباد الرحمن.

اقرأ المزيد

alsharq هام للمسافرين.. تعرف على المسموح به على الطائرة بشأن الشواحن المتنقلة والسجائر الإلكترونية

جددت الخطوط الجوية القطرية تأكيدها على أن سلامة المسافرين على متنها تتصدر دائماً قائمة أولوياتها، منبهة إلى مخاطر... اقرأ المزيد

7494

| 17 أكتوبر 2025

alsharq وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل في سوريا: مشاركتنا في المؤتمر الإسلامي لوزراء العمل بالدوحة يكرس عودة سوريا إلى محيطها العربي والإسلامي

أكدت سعادة السيدة هند قبوات وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل في الجمهورية العربية السورية، أن مشاركة سوريا للمرة الأولى،... اقرأ المزيد

266

| 16 أكتوبر 2025

alsharq سلسلة جبال التاكا شرق السودان.. رحلة عبر الزمان وشموخ يحكي عظمة المكان

تعد سلسلة جبال التاكا التي تحتضنها مدينة كسلا حاضرة ولاية كسلا بشرق السودان من أجمل المعالم الطبيعية التي... اقرأ المزيد

328

| 15 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية