تقارير وحوارات

4716

رسائل "واتساب" مجهولة تنهال على مشتركي الجوال

إشتكى عدد من الناس من ورود رسائل عشوائية، عبر برامج التواصل الاجتماعي الخاصة بالهواتف الذكية ، مثل "الواتس آب" وهو البرنامج الأكثر استخداماً من قِبل مُرسلي هذه الرسائل، بالإضافة إلى برامج أخرى مثل "الفايبر وتانغو" وغيرها.

وأوضح المشتكون أن مُرسلي هذه الرسائل يستخدمون هذه البرامج في إرسال رسائلهم، حيث إنه لا تحسب أي رسوم مادية على الرسائل المرسلة، على عكس الرسائل النصية القصيرة، والتي لها تكلفة قد تكون كبيرة خاصةً وأنها دولية، وأوضح المشتكون أن هذه الرسائل التي تُعد مجهولة المصدر، ترد جميعها من دولة عربية تؤوى عددا كبيرا من اللاجئين السوريين، أصبحت مُقلقة ومُزعجة للغاية بالنسبة لهم، حيث إنها ترد في أوقات مختلفة من اليوم، فمن الممكن أن ترد أثناء وجودهم في العمل أو أثناء نومهم أو أدائهم للعبادات .

فحوى الرسائل

وقالوا إن فحوى الرسائل في الآونة الأخيرة وتحديدا مع دخول شهر رمضان الكريم، بدأت تتخذ منحى دينيا، وتتضمن تلك الرسائل طلب مساعدات، من أموال الزكاة أو الصدقات لمرسل الرسائل، الذي يدعي أنه أرملة تعول أبناء ولا تستطيع إطعامهم أو إيواءهم في منازل طبيعية بعيدًا عن المخيمات والعراء .

وقد أشار المنزعجون من هذه الرسائل في حديثهم للخط الساخن أن هذه الرسائل من الجائز أن تكون كاذبة وغير صحيحة في معظم الأحيان، ويُقصد بها التحايل والنصب على متلقيها، حيث إنه لا يوجد سابق معرفة من قِبل الطرفين، فالرسائل تم إرسالها بشكل عشوائي، فالمرسل يقوم بكتابة أرقام هواتف عشوائية، ويضغط على زر الإرسال من خلال البرامج الخاصة بالتواصل الاجتماعي المجانية عبر الهواتف الذكية .

آلية لإيقافها

وقال المشتكون إن هذه الرسائل هي ضمن رسائل عديدة عابرة للحدود، والتي لم تستطع شركات الاتصال إيقافها، خاصة أن الكثير من تلك الأرقام تكون أرقاما اعتيادية، أي يمكن التواصل معها بشكل طبيعي وبالتعرفة الدولية المحددة لذلك التواصل، عكس الأرقام التي كانت بمجرد الاتصال بها تأتي على رصيد المتصل بالكامل، الأمر الذي يُحتم على شركات الاتصال، إيجاد آلية مُعينة للسيطرة على الأرقام غير المرغوب فيها من قِبل عملائها، وبشكل عاجل ونهائي قبل تفاقم وتزايد الظاهرة، فبالفعل أصبحت تلك الرسائل تمثل إزعاجا كبيرا لمن ترد إليه عبر هاتفه الجوال .

الجمعيات الخيرية

"الشرق" أحالت شكوى المنزعجين من شكوى الاتصالات العشوائية وأصحابها الذين يدعون حاجتهم الماسة للمساعدة إلى الدكتور رمضان خميس، أستاذ مشارك في كلية الشريعة بجامعة قطر، لسؤاله حول كيف يتعامل المسلم مع مثل هذه الرسائل، فإذا تجاوب معها يمكن أن يتعرض للاحتيال، ولو أهملها يمكن أن يحس بتأنيب ضمير من إهمال إغاثة مسلم يمكن أن تكون حقيقية، والذي أكد بدوره أن الإسلام دين عزة وكرامة وشرف، فالإسلام دعا للعمل والكد في سبيل الحصول على الرزق، وهناك العديد من الأحاديث الشريفة الصحيحة للنبي صلى الله عليه وسلم، تشير إلى مدى أهمية العمل والسعي نحو الرزق بكرامة، وفيما يخص الرسائل المزعجة مجهولة الهوية، والتي تطالب بالمساعدات نتيجة ظروف قاسية يعيشها البعض في الخارج، فعلى المسلم ألا يتعجل وأن يتثبت قبل أن يقوم بإرسال أي مساعدات من أموال أو خلافها، فإذا تمكن من الحصول على معلومة قاطعة وجازمة بحقيقة ما وصل إليه من رسائل عبر مصدر موثوق فيه من نفس البلد أو المنطقة التي جاءت منها تلك الرسائل، فبالتالي إرسالها يُعد صدقة ولا علاقة لها بأموال الزكاة، فأموال الزكاة معلومة ومُحددة وتُدفع في أُطر مُعينة، ولا يأثم من لا يستجيب لهذه الرسائل، فهو غير مُكلف شرعًا بأن يتصدق على من لا يعرفه، ومن الأفضل أن يتواصل المسلم مع الجهات المعنية بتوزيع الصدقات والتبرعات، والتي تتمثل في الجمعيات الخيرية، التي تكون لها دراية كاملة بمن يستحق الصدقات والمساعدات عن طريق متخصصين فى الشؤون الاجتماعية،.

وأشار إلى أن مرسلي هذه الرسائل قد لا يكونون من المحتاجين، وأنهم يرسلون هذه الرسائل بهدف التحايل وكسب أموال بطريقة غير مشروعة، وقد تدخل هذه الرسائل في إطار المنظمات صاحبة التمويلات المشبوهة، التي قد تدخله في حرج كبير، لذلك فأسلم طريقة لإيصال المساعدات من الناحية الشرعية والقانونية، هي التعامل مع الجمعيات الخيرية بشكل مباشر دون أي وسطاء .